الخائف أن يكون شاذا غير الآسف أن يكون شاذا ! م

الخائف أن يكون شاذا غير الآسف أن يكون شاذا !
 الوسواس القهري بالشذوذ الجنسي والحلقة المفرغة
 
 السلام عليكم ورحمة الله وبركاته لقد قدمت استشارة سابقة بعنوان: "الوسواس القهري والأفكار التسلطية" مبينا فيها كل التفاصيل كيف نشأت هذه الأفكار الوسواسية الدخيلة المتعاكسة مع ميولي الطبيعية.
 
 اليوم أريد أن أستشيركم يا أهل الذكر فيما يخص هذا الوسواس مرة أخرى وأرجو منكم أن تقبلوا اعتذاري عن الإزعاج والإطالة وذكر التفاصيل.
 
 أنا والحمد الله سليم معافى وأعلم هذا ولكن كل ما في الأمر هو وجود هذه الأفكار والمشاعر والأحاسيس والمواقف التي لا أعلم ما هي ولم أجد لها تفسيرا دقيقا ليقضي على الشك وحتى إذا ما وجدت تفسيرا ودليلا وأقول الآن أني تخلصت منها تماما وأنها لن تعاود النهوض يأتي ما يستفزها فأصبح على وشك الجنون بكثرة التفكير وتحليل المواقف التي استفزتها فأحس أني أهدر الكثير من الوقت في البحث عن دليل لأي شعور راودني أثناء موقف معين.
 
 فمثلا ذات مرة كنت جالسا في البيت وأحسست بحك في الدبر (أعزكم الله) فبدأت بالحك دون قصد أدخلت أصبعي قليلا لأثبت ظفري في منطقة الحك فصعقتني فكرة أنني شاذ جنسيا مجددا فتبعتها نوبة من الخوف فأردت أن أثبت لنفسي أني لم أحس بشيء أثناء القيام بعملية الحك فعاودت الفعل مرات عديدة ووجهت بؤرة تركيزي لأرى ما إذا كان هنالك إحساس فكان كل شيء طبيعيا ولم أحس بشيء وهذا موقف من بين آلاف المواقف التي أتعرض إليها في حياتي اليومية والتي تلح وتفرض علي فكرة أني شاذ أو أنني سأصبح شاذا.
 
 مؤخرا فكرت في أن أطبق طريقة التعرض ومنع الإستجابة التي قرأتها في مقال للدكتور والأستاذ وائل أبو هندي فلم أجرب خوفا من أن أتعرض لشعور جسدي أو تخيل أثناء القيام بذلك مما سوف يؤدي حتما إلى دوامة من الحيرة والخوف.
 
المشكل رغم كل هذا أني أعلم أن هذه أفكار تافهة ولكنها تخيفني فأنا أخاف من أن أكون شاذا أو أتحول إلى شاذ وأطلب من الله دواما أن أكون بعيدا عن ذلك الانحلال السلوكي بعد السماء عن الأرض.
 
وأنا الآن في حيرة
فأنا الآن لم أعد أستطيع التفريق بين الأحاسيس والمشاعر الطبيعية عندي وبين تلك التي لا أعلم ما إذا كانت كاذبة وناتجة عن القلق.
1/12/2019