حاجز بيني وبين الناس
مشكلتي أنني لا أعرف كيف أتعامل مع الناس وأشعر دائما بالوحدة رغم أنني أتواجد في أماكن بها الكثير من الناس مثل الجامعة التي قضيت فيها حتى الآن 4سنوات ومع ذلك فلم أتعرف فيها إلا على عدد قليل جدا من الزملاء ولا أعرف زميلات.
ولدرجة أنني أصبحت أخجل أحيانا عندما أكون مع أحد أصدقائي نسير في الشارع ويستوقفه زملاؤه في كل مكان وأنا لا أحد يعرفني وإذا عرفوني فهم يعرفون شكلي فقط0
في الماضي لم أكن أهتم، ولكن الآن سني 21 سنة وأنا في آخر سنة في الجامعة والمجال الذي أدرسه يتطلب علاقات واسعة في العمل بالإضافة إلي أنه لا يستطيع أحد أن يعيش بدون ناس يسألون عنه على الأقل.
ذهبت إلى طبيب نفسي فأعطاني أدوية لعلاج الرهاب الاجتماعي وأخذتها لفترة قصيرة ثم توقفت لأنني لم أقتنع بالعلاج الدوائي فقط، فأنا أريد من الطبيب أن يسمعني ويناقشني ولكن ما يحدث هو عكس ذلك فهو مجرد ما أن ابدأ في الكلام يقوم بكتابة الدواء وقد عرفت من خلال موقعكم أن هناك ما يسمى بالعلاج النفسي أو السلوكي وليس فقط علاج بالأدوية، فبماذا تنصحونني أن أفعل مع العلم بأن مصاريف الأطباء النفسيين مرتفعة وتأخذ وقت طويل جدا للوصول إلى نتيجة إذا كانت هناك نتيجة.
وأشكركم جدا على هذا الموقع الرائع إذا رأيتم عدم نشر الرسالة يمكن إرسال الرد على الإيميل
13/11/2004
رد المستشار
أهلا بك على صفحة الاستشارت، أدعوك وأدعو كل من لديه مشكلة يريد أن يبعث بها إلينا لنحلها له أن يتصفح المشكلات المردود عليها بالفعل على الصفحة لأنه قد يجد كما كبيرا من المشكلات المشابهة، وكمًّا أكبر من الحلول التي آن الأوان أن نعمل بها ونفّعلها ونستفيد منها.
يا سيدي إنه من المتوقع أن تصلنا مشكلات كثيرة تتعلق بصعوبة إقامة علاقات مع الناس، ذلك أن من يشكو من ذلك قد يجد في استخدام الانترنت فرصة للتواصل معهم بطريقة أخرى.
وطالما أننا بشر فنحن نتعامل مع الناس منذ أن ولدنا، ولكن هناك من يحب القرب من الناس ويشعر براحة كبيرة حين يكون معهم ونطلق على هذا الشخص "اجتماعي"، وهناك على النقيض من يشعر بعدم الراحة حين يتواجد مع الناس ويفضل أن لا يكون له صديق أو عدد قليل من الأصدقاء ويعتبره البعض "منطوي".
ومن ناحية أخرى فكلنا نولد كالصفحة البيضاء بمعنى أن الأشخاص الاجتماعيين لم يولدوا هكذا بل تعلموا مهارات التواصل وحاولوا ونجحوا مرات وفشلوا أخرى.
سيظل هذا الحاجز بينك وبين الناس ما لم تحاول أن تكسره، وكسره ليس مستحيلاً بل ممكن جداً خاصة وأنك تريد الخروج من عزلتك.
جميل أن يكون لديك صديق اجتماعي، انتهز هذه الفرص وحين يعرفك على شخص ثالث حاول أن تندمج في الحديث معه وابتعد تماما عن مراقبة نفسك أثناء ذلك. بمعنى ابتعد عن العبارات السلبية التي ستجد أنك تكررها بينك وبين نفسك مثل: "لا أحد يعرفني"، "أنا خجول"، "لقد وصلت إلى سن 21 ولم أتغير"....... وغيرها من العبارات التي تحبط بها نفسك.
إن مدة العلاج أو لنقل مدة التغير، فالعلاج يكون للمرضى وأنت –على الأرجح- لست مريضا نفسيا! لذا فإن طول الفترة التي يمكنك أن تتغير فيها تعتمد على بَـذْلِكَ الجهد الكافي والمحاولة التي تتلوها محاولات وتشجيع نفسك باستمرار على أي خطوة للأمام.
طالما أنك تريد أن تتناقش مع الطبيب فلماذا لم تفعل ذلك وتخبره، بدل أن تخبرنا نحن؟ أعرف أن تصرفك هذا هو جزء من مشكلتك فما رأيك أن تجرب التعبير عن نفسك أمام الناس؟ ابدأ بمن ترتاح إليه ثم تدرج إلى من تشعر أنهم أقل قربا منك.
أخيرا إذا كنت تشعر أن لديك مشكلة حقيقية ولديك دافع للتخلص منها ستعمل على ذلك وتنفق بقدر استطاعتك، ومما قد يفيدك العلاج النفسي الجماعي وكذلك العلاج الفردي السلوكي، وعلى أي حال اقرأ ما ورد على الروابط التالية فستجد فيها ما يساعدك بإذن الله:
صعوبة التعامل مع الآخرين:الأنموذج والعلاج
كيف أبنى ثقتي في نفسي؟
كيف أكسب الأصدقاء
كيف نهزم الخجل ونحبُّ الأصدقاء !؟
كيف أكون محبوبا بين الآخرين
وأهلا وسهلا بك دائما على مجانين فتابعنا بالتطورات.