بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين،أما بعد فقبل كل شيء أتقدم بالشكر الجزيل لكل القائمين على هذا الموقع المفيد جدا، وشكرا جزيلا لكل الاستشاريين،
هذه هي أول استشارة وعرض لمشكلتي النفسية على الإطلاق، وأود منكم التكرم بمساعدتي في التعرف وتشخيص حالتي. ولكن قبل ذلك أؤكد لكم على اعتذاري الشديد لطول هذه الاستشارة، حاولت تلخيصها فلم أستطع، وتعمدت ذكر بعض التفاصيل لتسهيل تشخيص حالتي. وأرجو منكم التكرم بالرد على استشارتي للبدء بخطوات العلاج إن شاء الله.
إن لم تكن هذه الاستشارة ترقى لوضعها على الموقع فأرجو التواصل معي عن طريق البريد الإلكتروني. سوف أعرفكم بنفسي، وسأعرض لكم مشكلتي النفسية من خلال ثلاث مراحل عمرية.
أنا شاب أبلغ من العمر 29 عاما ،من الأشخاص المشهود لهم بالأخلاق العالية_مثلكم_ في البيت والبلدة والمدرسة والحامعة ومكان العمل، ومن المتميزين والمتفوقين _الحمد لله_ . غير متزوج. عصامي جدا، ولدي حساسية زائدة في كل شيء، ولبعض الظروف التي تعودت عليها أقضي معظم وقتي وحيدا، والوحدة أصبحت شئ عادي لا أحس بأني وحيد.
سأعرض مشكلتي _كما أشرت أعلاه_ من خلال ثلاث مراحل عمرية/ وسأذكر ما تحتويه تلك المرحلة من أحداث نفسية، وهذه المراحل هي: المرحلة الأولى من سن الطفولة إلى عمر 18 سنة، والمرحلة الثانية من عمر 19 الى عمر 28 سنة، والمرحلة الثالثة هي سنة 29 (سنة الانفجار_إذا صح التعبير).
المرحلة الأولى: (تمتد لمدة 18 سنة).
وأريد أن أوضح هنا أنني لم أتعرف ولم أقرأ عن الطب النفسي والمشاكل النفسية إلا قبل سنة من الآن أي في عمر 29، ولم أكن أعلم ما أمر به في كل المراحل أن له علاقة بالطب أو المشاكل النفسية.
نبذه عني في هذه المرحلة، تربيت في عائلة ريفية جميلة، الأب والأم لم يكونا على قدر من التعليم تكاد تخلو الحياة الأسرية من المشاكل العائلية الكبيرة، أنا الابن الأول من مجموعة من الأخوات وأخوين.
ما يميز هذه المرحلة أنه لم يكون هناك أدنى حوار بيني وبين الأب طول هذه السنوات، بسبب عصبيته الزائدة في تلك الفترة. كما أنني أذكر أنني كنت أشارك أبناء البلدة في الألعاب الجماعية ككرة القدم، وغيرها من الأنشطة، إلا أني أذكر أيضا أنني قللت الخروج في فترة المراهقة.
الغريب في هذه المرحلة :
أني كنت أعاني من الوساوس الكثيرة، وعلى سبيل المثال في سن المراهقة، عندما كنت أمشي أو أقود دراجتي الهوائية في البلدة وأمر على شخص خصوصا شخص كبير في السن امرأة أو رجل أرجع البيت وأنا خائف من أن هذا الرجل حسدني أو سحرني، وأظل حوالي يومين أفكر في الموضوع، وهكذا في كل مرة، وهذا الأمر استمر لفترات طويلة، ربما لغاية الآن.
كذلك الوساوس بخصوص وجود حب شباب أو تشوه على الرغم في تلك الأيام لم يكن موجودا، كذلك من سن الطفولة أو المراهقة، الشعور بالموت يراودني بين الحين والآخر، استمر إلى الآن وازداد.
كذلك قضية القلق كانت موجودة (ربما عند كل أفراد العائلة كذلك)، على سبيل المثال عند الذهاب إلى مكان ما كالمستشفى أو المدرسة، نفقد الشهية والرغبة في الأكل.
تذكرت الآن موقفا آخر أيضا، وهو أن احمرار الوجه عند التعرض لموقف محرج كان منذ الطفولة، فعلى سبيل المثال، أذكر كان أحد الأشخاص في حافلة المدرسة يقول سوف نمزح مع فلان_ الذي هو أنا_ ليحمر وجه.
كما ذكرت كنت متفوقا جدا، في السنوات الدراسية الابتدائية، والحقيقة انخفض التفوق بنسبة معينة خلال المرحلة التي تليها، بداية المراهقة، ثم عاود الارتفاع بنسبة لا بأس بها في المراحلة الثانوية، وكان بسبب عصبية الأب وعدم وجود حوار، أو مناقشة بيننا تمنيت الحصول على معدل عال للانتساب للجامعة والابتعاد عن البيت، وهذا ما حدث فعلا لتنتهي هذه المرحلة .
المرحلة الثانية : من سن 19 سنة إلى 28 سنة (تمتد لحوالي تسع سنوات)
انتسبت للجامعة، واستمر عدم الاتفاق بيني وبين الوالد، إلى أن انتهى بعد التوظيف، وربما يعاود بين الحين والآخر هذا الاختلاف في بعض الأمور.
ذكرت قصتي مع الوالد لأنها أعتقد أثرت في حياتي النفسية كثيرا،، فبسببها لم أتعلم الحوار، لم أتعلم المواجهة، على الرغم أني إنسان شجاع جدا، ومقدام جدا، وخصوصا ما نتج عنه من رهاب اجتماعي وأقصد هنا عند تقديم عرض مرئي مثلا، وكذلك أوقات المناقشات.
هذه المرحلة هي المرحلة الجامعية وطول تسع سنوات، لم يكن هناك ما يعكر المزاج، ولم أكن أعاني _ولله الحمد من أعراض جسدية أو نفسية_ إلا مشكلة القولون العصبي عند الدخول إلى قاعات الدراسة وقاعات الامتحان خصوصا، والتي استمرت إلى الآن، كذلك عانيت كثيرا وما زلت من الرهاب الاجتماعي، وخصوصا عند تقديم العروض المرئية أو عند المشاركة في الصفوف الدراسية.
انتهت فترة الدراسة في خمس سنوات، وبدأت فترة البحث عن عمل، ثم مرحلة العمل وكان كل شيء طبيعي ما عدا القولوان العصبي، وهو الشعور بالانتفاخ، وخصوصا عند اللقاءات، واجتماعات العمل.
في هذه المرحلة كنت أسكن مع مجموعة شباب ذوي أخلاق عالية، وسكنت أيضا بمفردي، وكان ما يميزني أني أحب الوحدة كثيرا في كل المراحل، وما زالت، وتعودت أعمل كل شيء بشكل منفرد، تناول الطعام، التسوق، المشي، الرحلات، إلخ... هذا ما في هذه المرحلة.
المرحلة الثالثة : السنة الأخيرة عمر 28 أو 29 سنة (سنة الانفجار).
سكنت مع مجموعة من الأصدقاء، وكان كل شكل رائع، إلى أن قرر الأصدقاء الخروج من السكن بسبب زواج بعضهم وانتقال مكان عمل بعضهم.
سكنت وحيدا لعدم رغبتي في الانتقال إلى مكان آخر، بسبب صعوبة الحصول على سكن في العاصمة، ولكون المنطقة هادئة جدا، والبناية جميلة جدا ونظيفة، وكنت مرتاحا جدا، وخصوصا لأني تعودت على العيش وحيدا، وكانت البناية شبه فارغة من السكان.
من جديد لم أكن أعاني من أي شيء إلا من القولون العصبي وخصوصا أن طبيعة عملي تتطلب العديد أو بعض الاجتماعات والمناقشات، وهذا ما كنت أكرهه جدا.
جاءت ساعة الصفر، وهي في إحدى الليالي عند صلاة العشاء عند ذهابي للصلاة، وعند رجوعي للشقة وجدت لصا (حرامي) بداخل الشقة، وكانت هذه التجربة جديدة بالنسبة لي، مما أدى إلى كرهي للشقة، وخصوصا أنها كانت على السطوح، مفتوحه من جميع الجوانب، وكان هناك العديد من الزوايا، والمداخل.
أصبحت لا أستطيع النوم، وشعرت بعدم الأمان، وغالبا ما أخرج من التأكد من غلق الأبواب وما شابه، حتى أصبت باكتئاب، ربما بعض العامة يطلقون كلمة اكتئاب على كل شيء حتى لو لم يكن اكتئابا، فأما أنا فتعرفت على أعراض الاكتئاب ووجدتها تنطبق علي، وأكثر الأعراض كانت هي عدم القدرة على النوم أو الاستيقاظ أكثر من مرة خلال النوم ، ظل هكذا الحال إلى أن قل تدريجيا بعدها وخصوصا بعد التعرف على اللص، ومكان سكناه،
على كل حال في تلك الفترة سمعت عن افتتاح مستشفى جديد في المدينة وقررت زيارة طبيب باطني لمشكلة القولون، ذهبت إلى هناك وبعد الفحوصات كان كل شيء سليما، ولكن فاجأني ولأول مرة بأني ضغط دمي مرتفع، وبدأت مرحلة أخرى من الخوف، إلى أن لاحظت أن ضغط دمي يرتفع فقط عند زيارة الطبيب، وعرفت بأن القلق هو السبب.
على كل حال عندما شرحت أن لي مشكلة من عشر سنوات تتمثل في الانتفاخ وما شابه في القولون، وخصوصا عند الدخول إلى قاعات الدراسة وقاعات الاجتماعات، قال ألاحظ أنك قلق، وربما السبب الرئيسي هو القلق الزائد. ووصف لي مجموعة من الأدوية، والتي لم أتناولها لأنني أتجنب تناول الأدوية الكيميائية (سأعود لأذكر نوعية هذه الأدوية لاحقا).
بعد إخباري بأن لدي الضغط مرتفع، زادت المخاوف بأني في خطر، وأي عرض بسيط يحصل لي أقول هذا بسبب الضغط. وأصبحت عرضة لنوبات الهلع التي لم أكن أعلمها، وكل نوبات الهلع معي تبدأ بالوساوس مثلا أنا في غير صحة جيدة لماذا أعمل هذا، سوف يحدث شيء سيئ.
مثال على ذلك : موقف هلع شديد جدا، وهو أني من هواة المشي وخصوصا في المناطق الجبلية، وفي فترة الطفولة والمراهقة، كنت أقطع مسافات بعيدة في الجبال من دون أي مشاكل، في الموقف الأخير زرت أحد الأماكن الجبلية القريبة من البلدة بقصد المشي، وكانت هناك لوحة إرشادية مكتوب عليها إرشادات للسياح منها أن الشخص يكون بصحة جيدة، ويكون ضمن مجموعة أشخاص، ويجمل معه كميات كافية من المياه، قرأت هذه الإرشادات وبدأت الوساوس لأني لم آخذ بنفس الإرشادات المكتوبة على اللوحة، ولكني أعرف المنطقة، على كل حال قطعت مسافة حوالي 10 دقائق بين الجبال، وقررت العودة لأن وقت الظهيرة بدأ وكان فصل الصيف، بعدها دارت الدنيا بي، وبدأت الوساوس على أنني قطعت مسافة بعيدة جدا، وأني مصاب بضغط دم، بعدها أتتني نوبة هلع لم أرى مثلها، يكاد قلبي ينفجر من سرعة النبضات، وغيرها من الأعرض المصاحبة للنوبة، إلخ ولم تجدي كل المحاولات كالاستراحة أو التوقف من منع حالة الهلع ...
إلى أن قررت طمأنة نفسي بأني لم أقطع مسافة بعيدة، وأن كل المسافة المقطوعة هي 10 دقائق، وأني لست بعيدا وهكذا، ولكن ما زالت النوبة ولو أنها قلت قليلا، إلى أن تقدمت في طريق العودة، ورأيت من بعيد بيوت الرعاة التي تدل على بداية الطريق ..ثم بعدها اختفت نوبة الهلع .. ورجعت منهكا إلى السيارة.
نوبة هلع أخرى ... وهي أني أحيانا أصلي كإمام في مسجد صغير قرب البيت، لمجموعة من الجيران، في إحدى صلوات العشاء في الركعة الثانية جاءتني نوبة هلع، وأصبحت بصعوبة أنطق الكلام، بعدها أصابني خوف شديد من الصلاة كإمام، وخصوصا الصلوات الجهرية كالفجر والمغرب والعشاء، وكذلك الحال في الصلوات الأخرى الظهر والعصر التي لا يوجد بها قراءة جهرية حيث يصيبني خوف شديد للتقدم كإمام. وقرأت عن المواجهة_وهي صعبة جدا_ واستطعت بعدها في إمامة المصلين خصوصا عندما يكون أصدقاء أو جيران في بعض الصلوات كالظهر والعصر لعلمي بأني لن أقرأ شيئا من السور سوى التكبيرات، ولكن أحيانا ما يزال هناك خوف بسيط وقلق. ولم أستطع المحاولة للتقدم كإمام في الصلوات التي تتطلب قراءة السور بشكل جهري.
كذلك أصبحت أخاف أصلي في الصفوف الأمامية عندما يكون عدد المصلين كبيرا، مع محاولتي على التدرب والنجاح في بعض المواقف، ولكن ما زال هناك وساوس وقلق من الصلاة في الصفوف الأمامية، الوساوس ماذا لو أصبت بشيء ما كيف أخرج بين هذه الجموع؟!
هذا بالنسبة لنوبات الهلع التي ظهرت خلال هذه الفترة والتي تقدر تقريبا ما بين 6 شهور الماضية إلى سنة، لكن الأمر ليس أصبح نوبات هلع فقط، فالقلق ازداد جدا، كذلك أصبح يحدث معي احمرار الوجه عند التحدث مع أي شخص كان، فعلى الرغم من وجودي لفترة طويلة مع زملاء العمل ولكن أصبحت عندما أكلم أحدهم يحمر وجهي، وكأني في موقف محرج على الرغم من أن الحديث عادي جدا، والغريب من ذلك أن هذا الأمر_وهو احمرار الوجه _يختفي لبعض الأيام وأستطيع مخاطبة أي شخص من دون احمرار الوجه، ولكنه يعود من جديد مرة أخرى.
كذلك من بضعة شهور هناك شعور كبير جدا بعدم التوازن والدوخة، والشعور بالسقوط.
البعض يسأل هل تناولت أي أدوية خلال هذه الفترة؟
كما ذكرت عند زيارتي لدكتور باطني بهدف الكشف عن القولون العصبي، وأخبرته بأن هذه الأعراض تظهر أو تزداد عند حضور الاجتماعات واللقاءات، كتب لي أدوية الزيروكسات 12.5 ملج كل يوم حبة في الليل لمدة شهر، وكذلك كان هناك 7 حبات Xanax ,5 ملج .
لم أتناولها حقيقة لنفس السبب الذي يخاف منه الكثيرون على مختلف جنسياتهم ومستواهم التعليمي وهي الآثار الجانبية، على الرغم من قرائتي بأن هناك أعرض كثيرة تكتب على الأدوية لغرض الحماية القانونية، إلا أنني ما زلت في خوف من تناول مثل هذه الأدوية بسبب أني لم أتناول من قبل أدوية كيميائية بشكل كبير، وأحاول تجنبها بقدر الممكن، وخصوصا عند علمي أن هذه الأدوية الكيميائية تعمل على كيمياء المخ والأعصاب ،وليس استعمال خارجي مثلا.
كذلك زاد خوفي بسبب ما يتردد عن الآثار السلبية لهذه الأدوية، ومن بينها على سبيل المثال كنت أتابع من فترة ليست بالبعيدة على إحدى القنوات الإخبارية الشهيرة بأن هناك دراسة حديثة تشير أن المصابين بالاكتئاب هم عرضة كبيرة للخرف أو ألزهايمر في المستقبل، وكل تفكيري ذهب أن السبب ليس الاكتئاب كمرض ولكن ربما الأدوية النفسية هي السبب، كذلك هناك استشارة على أحد المواقع وكان السائل يسأل هل أتوقف عن الزيروكسات لأني أصاب بتشنجات كهربائية أو ما شابه، كان رد الدكتور من ضمن رده : ماذا تقصد بالتشنجات وكان من ضمن الرد نعم إن الزيروكسات تثير بؤرات الصرع؟ وما أدراك ما الصرع ؟؟خصوصا قبل عدة أيام رأيت شخصا يتشنج بسبب نوبة الصرع.
استخدمت بعض الأعشاب المتداولة في بعض المحلات والتي ذكرت في كثير من المنتديات كعشبة القديس جون، والتي لم ألاحظ فاعليتها، ربما جيدة للاكتئاب، ولكن أعتقد أن حالات الاكتئاب خفت عن السابق بدليل أني أستطيع النوم، ولو هناك صعوبة في النوم بشكل آخر ربما بسبب آخر كالإزعاج وليس الاكتئاب.
كذلك استعملت من مدة شهرين منتج (جود مود) الذي يحتوي على بعض الفيتامينات والمركبات الأخرى كـ htp5 بنسبة بسيطة. ولكني بصدد التوقف عن هذا الأخير لأني أحس أحيانا لعل هذا التذبذب في الحالة النفسية بسبب هذا الدواء. أو لعل الجرعة لا تكفي لأني أستخدمه على حسب الإرشادات المكتوبة على العبوة وهي حبة واحدة يوميا.
الخلاصة:
يبدو أني أعاني من وساوس وقلق وحساسية من زمن بعيد من سن المراهقة أي حوالي عند سن 15، والتي تتمثل في وساوس من الحسد ووساوس من الموت.
ثم بعد الانتقال إلى مرحلة الدراسة الجامعية لم أكن أحس أو أعلم بوجود مشاكل نفسية، ولكن نعم كان هناك قلق كبير جدا من حضور قاعات المحاضرات، وكذلك هناك صعوبة في المناقشات ومخاطبة الجمهور.، وظهر عندي ما يسمى بالقولون العصبي.
الأشهر الأخيرة بدأت تظهر معي نوبات الهلع بشكل متكرر، واحمرار الوجه من أدنى حديث مع أي قريب أو زميل، تختفي لأيام وتظهر مرة أخرى، زاد معدل قلق حضور الاجتماعات، الشعور بالدوخة وعدم الاتزان بشكل كبير جدا، وتقريبا بشكل يومي خصوصا عند اللقاءات.
على الرغم من أنني بين مفترق طرق وكان قبل فترة بسيطة ماضية هناك خطط للزواج أو الدراسات العليا، إلا أنني بهذه الحالة سوف يكون الأمر صعب جدا، فكيف بحضور المحاضرات، وتقديم العروض المرئية، كذلك كيف لي بمراحل الزواج المختلفة وما تتطلبه من أحداث ومراسيم وعادات اجتماعية كثيرة تتطلب أن أكون أمام أعين الناس مباشرة.
ربما يسال أحد ما هي المشكلة الرئيسية الآن : كما ذكرت في الموضوع الطويل، أن هناك تذبذبا في الحالة النفسية في هذه الأيام فأحيانا أقول أن المشكلة الرئيسية هي نوبات الهلع وأريد العلاج لهذه المشكلة فقط، ولكنها تختفي ويظهر مثلا الشعور بالموت ويظل هكذا لمدة يومين مثلا وخصوصا قبل النوم، لا يوجد أحد بالغرفة غيري، ثم يختفي هذا وتتركز المشكلة الرئيسية في احمرار الوجه عند الحديث مع الأصدقاء وزملاء العمل، ثم تختفي هذه المشكلة لبضعة أيام وتظهر مشكلة الشعور بالدوخة والشعور بعدم الاتزان ...وهكذا ....
أخيرا ...أعتذر لطول هذه الاستشارة، وأعتذر لكتابتي لهذه الرسالة بسرعة، وعدم القدرة على الاختصار،.. ولكم جزيل الشكر ...
وأتمنى التكرم بالرد على استشارتي بأقرب وقت ممكن لأبدأ العلاج المناسب، وأبدأ حياة أخرى بعيدة عن القلق، وبعيدة عن الصمت، وجزاكم الله ألف خير ...
16/11/2019
رد المستشار
الأخ الفاضل "محسن" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، واختيارك خدمة استشارات مجانين بالموقع.
ما تعاني منه هو ما نسميه خلطة القلق Mixed Anxiety أو التواكب بين أعراض تنتمي لعدة اضطرابات قلق فهناك قلق متعمم وهناك قلق الصحة أو المرض وهناك بعض من أعراض القلق الاجتماعي وهناك أعراض اضطراب الهلع وهناك كذلك وسواس الموت...... إلخ... ربما تتزامن هذه الأعراض نادرا كلها معا ولكن الصورة الأغلب هي أن تظهر متفرقة على فترات متفاوتة في مسار حياة المريض، وعلى خلفية من القلق المتعمم المزمن المستمر غالبا وربما نوبات هلع متفرقة كذلك، وهذا هو ما حدث معك.
بدأت علامات الاضطراب النفسي معك منذ سن مبكرة... كما أن لديك مرضا من أشهر الأمراض النفسجسدية وهو القولون العصبي... وواقعيا فإن هذا المستوى من القلق المزمن لا يستقيم علاجه دون الاستعانة ولو مرحليا بالعقاقير الطبنفسية ...
الأهم من هذا هو أنك لابد أن تكون مريضا متعاونا بالشكل الكافي عند اللجوء إلى البدائل العلاجية الأخرى غير العقاقير ... وربما تساعدك العقاقير التي ترفضها في أن تلتزم وتستطيع تطبيق المهمات العلاجية التي ستتفق عليها مع الم.س.م (المعالج السلوكي المعرفي) وهي بالتأكيد صعبة في البداية.
ما لا شك فيه كذلك أنك ستحتاج لتغيير كثير من عاداتك اليومية ولأن تتدرب على الاسترخاء وعلى ممارسة الرياضة لمدة 30 دقيقة على الأقل يوميا.
لابد من طلب العلاج لدى طبيب نفساني يجمع مهارات الع.س.م والعلاج العقَّاري.
ومرة أخرى أهلا وسهلا بك دائما على موقع مجانين فتابعنا بالتطورات.