السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أرجو مساعدتي ببعض النصائح عن كيفية الدعم النفسي لطفل فقد أهله جميعا (في يوم عصيب من القصف وأمضى الليل معهم وهم ميتون بعد أن قتلوا أمام عينه) عمره حوالي 8 سنوات، أحتاج معلومات عن كيفية رعايته النفسية وتشجيعه على الدراسة.
ومعلومات تفيد من يقوم برعايته خاصة أنه عنيد جداً ولا يتحدث أبدا عن شيء مر به ولا يغير الحديث إذا تكلموا عن أسرته وأخوته ويبكي لوحده فجأة
أرجو المساعدة ...
وجزاكم الله عنّا كل خير وبارك الله في كل ما تقومون فيه
7/12/2019
رد المستشار
شكراً على مراسلتك الموقع.
لا يمكن فصل الدعم النفسي عن الدعم الاجتماعي والتعليمي لطفل في هذا العمر بعد كارثة وصدمات بهذه القسوة. أولاً يجب أن يدرك من حوله بأن الطفل يمر بفترة حداد لا تختلف عن معاناة البالغين، بل على العكس قد يطول أمدها.
لا يستطيع الطفل التعبير عن حزنه كما يفعل غيره، وأحياناً يلتزم الصمت وعدم التفاعل مع من حوله. لذلك أحياناً يجب عدم الضغط عليه وفسح المجال له بمعالجة الحزن بطريقته الخاصة. خلال هذه الفترة يجب الانتباه إلى طعامه ونومه وروتين حياته اليومية.
التعامل مع الطفل بعد كارثة مفجعة يختلف من ثقافة إلى أخرى ولكن القواعد العامة هي ما يلي:
١- يجب الحرص على استمرار اتصال الطفل مع المقربين منه والمتعلق بهم من الأهل والأقارب والأصدقاء. هذه العملية تساعد الطفل على تعلق سليم بمن يتولى رعايته.
٢- يجب ضمان بيئة تلبي احتياجات الطفل اليومية. هذه البيئة يجب أن تكون مستقرة ولا تنقل رعايته من بيت إلى آخر.
٣- الطفل حاله حالة بقية البشر يتوقع نظاماً يوميا ثابتاً من ذهاب إلى المدرسة، اللعب مع أقرانه، التغذية، وغير ذلك. هذا النظام يتقطع بين الحين والآخر بنوبات حزن وانعزال وانفعال قصيرة الأمد. توجيه الدعم النفسي له بالتقرب منه دون الإسراف في الكلام أفضل من الضغط عليه بالتعبير عن مشاعره.
٤- عدم توجيه الأسئلة المباشرة عن ما حدث له ولأهله وإنما انتظار سؤاله هو نفسه.
٥- تقطع النوم والشكوى من كوابيس تحتاج أحياناً إلى مراجعة معالج نفساني للأطفال.
كما نوهت أعلاه فإن لكل طفل احتياجاته التي يجب تلبيتها في كل مرحلة، ومتى ما تم ذلك يتم الخروج من موقع الحداد تدريجياً. رغم ذلك فإن هناك بعض الصدمات التي تترك آثارها مدى الحياة وقد يتم تجاوزها بعد البلوغ، ومنها فاجعة هذا الطفل.
رعاه الله وبارك الله فيك في دعمه.
التعليق: من المهم تقوية الجانب الديني عند الطفل فيجب أن يعلم أن من يحميه ويسانده هو الله وليس البشر