الخوف الاجتماعي وعدم التأقلم مع الناس
بسم الله الرحمن الرحيم، أنا أحمد عمر أبلغ من العمر 21سنة، في السنة النهائية في كلية الصيدلة، أعانى من حالة إحباط شديدة، سببها أنى أخاف من الناس، أعيش حالة من الخوف الاجتماعي، أجلس في البيت طوال الوقت، أشعر عند مقابلتي بأحد بإحراج شديد وارتباك،ثم يحمر وجهي خجلا، وعندما أسير في الشارع مثلا أشعر بأن الناس تنظر إلى فأظن أنهم يسخرون منى.
حتى عندما أذهب لأصلي في المسجد أشعر أن الناس تنظر لي فأرتبك ولا أستطيع أن أركز في صلاتي .
تراكم كل هذا عندي بمرور الوقت فأصبحت حياتي صعبة، أشعر بعدم ثقة في نفسي، فأصبحت شكاكا موسوسا، سلبيا لدرجة كبيرة، أهرب من المسئولية حتى لا أحتك بالناس، لا أشعر بأي متعة، عندي لامبالاة فظيعة وكسل أفظع، حتى أصحابي القليلون ابتعدوا عني، بعد أن بدئوا يلمحون بضعف شخصيتي بطريق غير مباشر.
أشعر بقلق مستمر أحاول أن أخفيه بالضحك أمام الناس بتعبيرات الوجه دون أن يكون طبيعيا حتى نسيت تعبيرات وجهي، ففي أي حديث التزم الصمت وأتلجم وعندما أتكلم أتهته في الكلام وأفقد القدرة عن التعبير.
هناك الكثير من هذه المعاناة وما أريده هو أن أجد حلا، ولا أجد من يساعدني على ذلك، وبعد شهور سأدخل على حياة جديدة هي الحياة العملية، أريد أن أجد نفسي لتحمل المسؤولية، وأريد فقط أن أكون رجلا طبيعيا عاديا فقط.
وفكرت أن أذهب لطبيب نفسي لكنى لا أجد الشجاعة لذلك،
والله الميسر والموفق.
والسلام عليكم ورحمة الله
13/11/2004
رد المستشار
الابن العزيز/"أحمد"
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.... وبعد
أنت تعاني من إحباط شديد بسبب خوفك من الناس مما أدى إلى:
-عزلتك
- الشعور بالإحراج الدائم
- الارتباك
- احمرار الوجه
- الشعور الدائم بمراقبة الناس لك ونظرهم إليك
- عدم التركيز
- الشعور بعدم الثقة في النفس
- التأتأة في الكلام
- عدم القدرة على التعبير
كانت النتيجة:
- الحزن
- عدم الشعور بالمتعة
- عدم الاهتمام
- الكسل والخمول
عزيزي أنت ذو شخصية مبتعدة، خائفة، تسهل استثارتها، وسلوكك يتسم بعدم الاستقرار، وتفكيرك يميل الى المبالغة والتطرف وسوء التوقع وربما ترى بعين غير واقعية
• احذر فربما أدى كل ذلك إلى الهزيمة الذاتية والانهيار أنك بذلك تضيع كل إمكانياتك الفعلية وتصيب نفسك بالتوتر ولا تترك لنفسك أي فرصة أو طاقة لمواجهة مصاعب الحياة ألا تشعر أنك تعيس؟، ألا ترى أن مخاوفك لا أساس لها وأن خطتك في الحياة هي الهروب والتجنب؟؟ ولكن احذر مصادر القلق وأسبابه متنوعة وكثيرة فبدلا من الانسحاب:
? لابد من علاج كل ذلك
? لابد من مواجهة المشاكل وحلها بدلا من تجنبها والهروب منها.
? احذر من قمع رغباتك في التعبير عن مشاعرك أمام الناس
? احذر من إخفاء معارضتك واختلافك
? لا ترغم نفسك على قبول أشياء لا تحبها.
? أفصح عن حبك واستمتاعك بحياتك وبأحبابك وكل ما تحب
? لا تجعل نفسك شخصية باهتة لا معنى لها ولا لون ولا رائحة مما سوف يفقدك احترام الآخرين لك.
? إن لغة الاتصال والتفاعل الاجتماعي السليم لا يعكرها ولا يمنعها أن هناك خلافات وصراعات قد تحدث ولكن هذا الاتصال والتفاعل السليم سوف يخلصك من الصراعات ويعمق العلاقات الاجتماعية. بينما انشغالك بمشاكلك وسوء فهمك لاختلافك مع الناس سيقطع اتصالك بهم وهو ما حدث وأدى إلى الاكتئاب والعزلة واللامبالاة .
علاج المواقف المثيرة للقلق والخوف:
أسلوب التعود المتدرج:
هنا عليك تعريض نفسك تدريجيا أو تعويدها على مواجهة المواقف التي تثير قلقك وخوفك، وإذا كان هذا التعريض المباشر مثيرا للقلق الشديد عليك بتعريض نفسك أولا: لهذه المواقف بتخيلها وتخيل ما سوف يحدث فيها، وأنه مهما حدث سوف تمر هذه المواقف بدون القلق المتوقع وعندما يقل القلق بالتخيل نبدأ في التعريض الحقيقي، وكلما كان التعرض أطول كان التخفيف من القلق والخوف أحسن.
تغيير الأفكار سوف يؤدى إلى تغيير المشاعر:
o إن القلق والخوف الذي تشعر به هو نتيجة لطريقة تفكيرك وليس بسبب أن المواقف المقلقة والمزعجة هى في حد ذاتها تمثل تهديدا لك.
o فأنت الذي تبالغ في تقدير درجة الخطر، وأنت الذي تتوقع الكوارث والمصائب. هنا عليك التفكير بواقعية وردد بينك وبين نفسك أن أفكارك هي السبب وعدل من طريقة التفكير.
o أقنع نفسك أن القلق والخوف والإزعاج الذي تشعر به هو أسوأ بكثير مما سوف يحدث فعلا، وذكر نفسك بأن تفكيرك وتهويلك للمواقف هو السبب.
o أقنع نفسك أن الخوف والقلق سوف ينتهيان حتما
فكل حامل سوف تضع مولودها
وكل امتحان سوف ينتهي
وكل محاضرة سوف تمر
ومقابلة الناس لها نهاية
والصلاة بالناس جماعة خمس دقائق فقط
o ضع في اعتبارك أن زوال القلق نهائيا أمر مستحيل ولابد من العيش مع بعض القلق لكي تستمر الحياة.
o إذن عدِّلْ أفكارك الانهزامية
o حاور نفسك بالمنطق
o ابحث عن نقاط قوتك وتأكد أنك على حق
o عبر عن مشاعرك بحرية وتلقائية (تأكيد الذات)
o إياك والانصياع الشديد للناس
o إياك من الرد بعدوانية
o دع الخجل
o اترك الانفعال
o لا داعي للعيش بأسلوب التحدي
o لا تتجنب المشاكل ولا تهرب منها
o وعندما تعبر عن مشاكلك بحرية وتلقائية سوف يقل القلق والانزعاج بوضوح.
o درب نفسك على التعرض للمواقف الاجتماعية
o درب نفسك على اكتساب المهارات الاجتماعية
فقد ثبت علميا وتأكد ذلك عمليا:
أن تعريض النفس وتدريبها على المواقف الاجتماعية المختلفة التي تثير الخوف والقلق والإزعاج مع الاستعداد لتلك المواقف والتدريب عليها والعلم المسبق بالتصرفات المتوقعة المقترحة وما سيقال في تلك المواقف ومعرفة مالك وما عليك تماما من حقوق كل ذلك سيجعلك أكثر قدرة على التحكم في مشاعرك وانفعالاتك وسوف يتسم سلوكك بالهدوء في مواجهة تلك المواقف.
مع العلــم:
أن المواقف الاجتماعية العادية لابد أن يكون فيها مشاعر مختلفة عادية ومقبولة مثل الحب والألفة والمودة أحيانا وأحيانا أخرى الغضب والاعتراض واللوم.
لابـــد :
§ من التدريب على الحرية الانفعالية
§ لابد من التعبير عن المشاعر والانفعالات بكلمات واضحة مفهومة.
§ لابد من استخدام الحركات والاستجابات البدنية الملائمة للتعبير
§ لابد من الاحتكاك البصري المناسب عند التعامل مع الناس
كــل ذلــك :
Þ سوف يؤدي إلى الثقة بالنفس وسوف يقلل من القلق والإزعاج
Þ اذهب إلى طبيبك النفسي ليضع لك الخطة السابقة وخطوطها العريضة فى تفاصيل دقيقة مفهومة مرتبة على حسب اتباعك لها واستجابتك لمتطلباتها.
Þ لا تعترض على طبيبك إذا وصف لك دواءً يساعدك على تخطي هذه المحن ويكون سببا لزوال الخوف والقلق والاكتئاب.
وأسأل الله العافية لك ولنا ولجميع المرضى.... إنه أكرم مسؤول وأعز من أعطى....
ولك مني كل تحية وسلام....