مأساة طفلة وحيدة..!؟
أنا بنت وحيدة بابا وماما منفصلين وطبعا أعاني من مشاكل نفسية كثيرة بسبب هذا الانفصال فقد تم الانفصال أخيرا بعد معاناة شديدة استنفذت طاقتي على الاحتمال (شجار عنيف) كان ينغص على حياتي بأسرها!
كنت دائما أجدهما على اختلاف وشجار على أتفه الأسباب!!
مما أدي إلى عدم توفر الاستقرار النفسي بالنسبة لى!
وليس هذا فقط بل كان في هذا الشجار الممل يمارسان الجنس معا!!
وكأن لم يكن لهما ابنه محتاجة كل لحظة عطف وحنان وحب وكانا يتركاني بالساعات لوحدي في غرفتي التي كدت اكرهها !
(مع العلم أن الوالد كان دائم السفر وأمي عاملة وبحكم عملها كانت تقضى معظم اليوم خارج المنزل)
** أرجو الاهتمام ولكم جزيل الشكر**
7/11/2004
وأرسلت صاحبة نفس المشكلة من بوابة استشارات مجانين
مأساة طفله وحيدة
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته، أنا بنت وحيدة وبابا وماما منفصلين منذ أن كنت في الصف الخامس الابتدائي، وأنا الآن في الثانوية العامة وعايشة أنا وماما وربنا ربنا يخليها لي يا رب
ولكني أعانى كثيرا بسبب هذا الانفصال الذي دمر حياتي من قبل ما تبدأ رغم أنني كنت أتمني طويلا أن ينتهي هذا الغيوم من المشاحنات اليومية بينهما حتى يأتي بعده الربيع الفتان، ولكني ما زلت للأسف أعانى أيضا فأنا منذ نعومة أظافري وأنا أحيا في ظل الخلافات والمشاحنات باستمرار
إن الطفل مخلوق حساس جدا، ويتأثر بما حوله بسهولة، ويحتاج إلي عطف وحنان وحب واهتمام، فإذا لم يحظ بقدر ولو قليل من كل هذه الأشياء فتوقعوا كل ما هو سيء بالنسبة له ولشخصيته وسلوكه في المستقبل
عفوا لا أستطيع أن أسرد أكثر من ذلك لأنني كلما تذكرت هذا الماضي المؤلم أنخرط في البكاء لمده ساعات متواصلة ولا أهدأ إلا إذا تعاطيت بعض الأدوية مثل (موتيقال-مودابكس-فيلوزاك)
فقد أصبت بالإكتئاب المبكر وبمرض الوسواس القهري أيضا
وجزاكم الله كل خير**
13/11/2004
رد المستشار
الإنسان الضعيف فقط هو الذي يستعبده الماضي وتتحكم فيه آلام الأمس فلا تجعلي نفسك هشة تاركة الأقدار تدبر لها!!
فأنا أعلم أن انفصال الوالدين أمر سيء ولكنه في حالات كثيرة يكون هو الحل الأفضل..قد لا تشعرين الآن كيف يكون الضغط الذي عنده تقرر المرأة الانفصال رغم معرفتها المسبقة بما ستعانيه، وسيعانيه الأبناء من بعد انفصالها هذا خاصة إن كان ما يقرب من عشرين عاما، فلقد كان الانفصال صعبا للغاية على عكس الآن!! فإذا كنت تعانين مرة فتأكدي أن والدتك تعاني مائة مرة وإن لم تشعري بها
فلا تختاري يا ابنتي طريق الهزائم فهو أسهل: وفيه تلقين بكل ما يضايقك على الماضي وظلم من حولك لك فما حدث من انفصال في الماضي له أثره بالفعل،............. ولكن إلى متى يا ابنتي ستظلين تتجرعين هذا المرار ألم يئن لك أن تفعلي لنفسك شيئا؟
أنت الآن في عمر الزهور كما يقولون فلا ترفضي الماء والغذاء فتذبلين بإرادتك، بل انهلي منهما ما استطعت وانظري إلى كم الفتيات والشباب الذين مروا بنفس تجربتك ولكنهم لم يستسلموا لها بل كان ما حدث لهم بمثابة قوة دافعة لجعلهم أكثر تشبثا بالنجاح في الحياة ومع أنفسهم بل وممارسة حياتهم بشكل جيد والوصول إلى النجاح المبهر حقا في كثير من المجالات سواء في الحياة أو العلاقات أو الأعمال فلماذا تختارين النموذج الفاشل قدوة لك؟
ابنتي الحبيبة..
أنت أقوى من ذلك لأن الإرادة ليست حكرا على أحد دون الآخر، ولكنها موجودة بداخلك أيضا وبنفس القوة ولكن قد يعلوها بعض الغبار الذي يأخذ شكل الحزن مرة، ويأخذ شكل الاكتئاب مرات ومرات، فلا تعرقليها أكثر من هذا بعثرات وذكريات الماضي وأفسحي لها الطريق وأعطيها فرصة جادة حقيقية وسيكون ذلك بالجهد والصبر والأمل.
إذن كفانا دموعا عما مضى فإذا كنت لا تملكين تغيير الماضي فأنت تملكين الحاضر وتستطيعين أن تخططي للمستقبل
وحاولي أن توسعي من دائرة علاقاتك لتكوني لك حياة طيبة تحبينها من معارف وجيران وأصدقاء وتخيري من بين أعمامك أو أخوالك أبا لك
وتذكري جيدا أن كثيرا من الأسر التي تبدو في ظاهرها الترابط، حيث يوجد الأب والأم تحوي كل أنواع التفكك وعدم الانسجام بل ويبحث أبناؤها عن أب وأم حقيقين، فلا تتخيلي أنه قد فاتك الكثير.
ولكن إذا أردت الحفاظ والنجاح لتلك العلاقات فعليك أن تخفضي من جرعة حساسيتك لأنها صفة تجهد صاحبتها وتنفر الآخرين منها، وهذا شيء يمكن تعلمه بالممارسة ومحاولة إحسان الظن بالآخرين حتى لا تصطدمي أو تصدمي فيما يستحق وما لا يستحق فيصور لك حالك أنك محرومة من الاهتمام والحنان،واستعيني بالله وألقي كل حبوبك هناك مع الماضي المنتهى
فلا اكتئاب ولا وسواس ولكن هناك رحاب الجديدة القوية اليافعة المبتسمة المحبة للحياة -أراك تبتسمين أليس كذلك- ولا تشعري أني خيالية أو لا أشعر بما تمرين به ولكنها الحياة التي تعلمنا كلما خطونا فيها خطوة للأمام درسا، فلا نجاح بلا عقبات ولا أبطال بلا محن ولا جنة بلا تعب وسهر.
فابحثي عن شيء جديد يخرجك مما تغرقين فيه في أي شكل يريحك -هواية.موهبة . ندوات .عمل تطوعي- المهم أن تبحثي بجدية ولا تنسي قراءة الروابط التالية:
طلاق الوالدين وآثاره!!
أرفض التأقلم وأرفض الطلاق !
مشاعر الطلاق
قرار الطلاق : مشاركة
أسرنا البائسة..هل من نهاية لعذابات الأحبة...مشاركة
لا أب ولا وطن: قلوب تنكر نبضها
ابني حائر بين والديه : لكنه رجل قبل الأوان !
وتضيف الدكتورة حنان طقش: السلام عليكم ورحمة الله
بنيتي "رحاب" أهلا بك، ولا تكوني وحدك أبدا فنحن معك إن شاء الله.
لم تذكري قضية محددة أو شكوى واضحة في رسالتك كي أرد أو أشير عليك فيها، ولذا سأتحدث معك بضع كلمات عامة في انتظار مزيد من كلماتك إذا شعرت أنك بحاجة.
قدر الله وما شاء فعل، والله قدر انفصال والديك ورب ضارة نافعة، فهناك خلاف بين المختصين حول أيهما أكثر ضررا لصحة الأطفال النفسية الخلافات الأسرية أم الانفصال، ورأيي الشخصي أن الخلافات أكثر ضررا فالانفصال يجلب معه أحيانا راحة وإلا لما أحله الله،
فلا تنظري لانفصال والديك كسبب لمعاناتك التي تمنيت لو أنك ذكرت تفاصيلها كي نعرف هل ترجع لخبرات الظروف الأسرية فعلا أم أنها ترجع لطبيعة المرحلة العمرية التي تمرين فيها ومما تتميز به من حساسية زائدة، وبحث عن هوية شخصية ومجالات للتعبير عن النفس، ولكن أترك لك الحكم. لا يعاني جميع أبناء المنفصلين بسبب هذا الانفصال ، فسبب المعاناة غالبا هو الطريقة التي تم بها الانفصال أو الترتيبان في هذا الانفصال فلم تذكري مع من تعيشين الآن وفي أي ظروف، فهذه الظروف قد تكون سبب معاناتك أكثر من الانفصال نفسه خصوصا وان والدك كان بعيدا في الغالب.
أريدك أن تعلمي وتكرري لنفسك أنك مسئولة عن نفسك فقط وعن سلوكك فقط، ولا دخل لك بما يحدث بين والديك أو غيرهم من الراشدين، فمشاكل الراشدين لا يستطيع حلها غيرهم، فأنت لست طرفا فيها ولا تحاولي أن تكوني كذلك.
وكرري لنفسك بأن ليس بالضرورة أن يترك العنف الأسري أضرار سلبية فيمن يتعرض له فقد شاهدنا الكثير من الحالات التي كان سوء الظروف الأسرية فيها دافعا للنجاح، نعم يتأثر الإنسان بما يمر به من خبرات ولكن الإنسان مسئول عن وجهة وطبيعة هذا التأثير، وقادر أن يختار بين أن يجعله سبب لتراجعه وفشله أو يحوله إلى طاقة تدفعه للأمام.
كرري لنفسك الماضي انتهي وأمامي حياتي القادمة لأنشغل في التفكير فيها والاستعداد والتخطيط لها، ولما أريد أن أكونه، وفي الأسرة التي أريد تكوينها، باختصار صوبي نظرك للمستقبل وانشغلي بالعمل على تحقيق أحلامك هذا خير علاج لكل ألم الماضي، مع دعائي لك بأن يسدد الله خطاك ويجعل ما هو آت في حياتك أحلى مما فاتك.
ويضيف الدكتور وائل أبو هندي، الابنة العزيزة أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، ليست لدي إضافة بعد ما تفضلت به مجيبتاك الأستاذة أميرة بدران والدكتورة حنان طقش أكرمها الله، غير أن أنصحك بأنك إن لم تجدي القوة التي استنفرتها فيك مجيبتاك، إن لم تجديها جاهزة وكافية لتحقيق ما نُصِحتِ به ولو تدريجيا، فإن العرض على طبيب نفسي متخصص يراك وترينه ويسمع منك، ويحاول معك حل ما ترينه مشكلات، بل وربما يصف لك عقاقير أيضًاوأنصحك بقراءة الرابط التالي والذي يفند فكرةً مغلوطة عند كثيرين من الناس: لا فائدة من علاج المرض النفسي دون حل للمشكلات الحياتية
وأهلا وسهلا بك دائما على مجانين، فتابعينا بأخبارك.
ويتبع >>>>>> : النموذج الفاشل : اعتراض م