السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أتمنى منكم طولة البال لتقرأوا رسالتي جيدا لتعطوني الحل الذي يريح قلبي، أنا مطلقة عمري ٣٣ سنة من الله عليّ بفضله وتزوجت رجلا الحمد لله فيه كل سمات الرجولة، يخاف الله، كويس وكريم وحقاني وبار بوالدته وهو متزوج وأنا الثانية. طبعا بعلم زوجته وأهله. طبعا أهله عايشين بتركيا أمه وأولاده وزوجته وهو بالرياض بسبب العمل. أهله يحبونني وزوجته كانت علاقتي فيها جدا طيبة ومثقل الأخوات،
قبل ٧ شهور قدموا لزيارتنا وأنا يا شيخ طلعت من بيتي واستقبلت زوجته وأولاده في بيتي لمدة شهر، ورحت سكنت عند صديقة لي وما أخبرت أهلي لأنه راح يعترضون على القرار الذي عملته وأنا والله سويته من طيبة قلبي ولحتى أكسب رضا زوجي وأكبر في عينه.
المهم صاروا يعزمونني عندهم وأقضي يوما مثلا كامل وأرجع لصديقتي، نحكي أنا وهي وبندردش عادي وأنا ورب الكعبة أني بسولف معها كأنها أختي وناسية تماما أنها شريكتي بزوجي، يعني أتكلم ببراءة وعلى الطبيعة بدون خبث ومكر، المهم رجعت على تركيا وزوجي تغير علي وتغيرت معاملتها معي.
اكتشفت من واتساب زوجي أنها نفسيتها جدا متأزمة ومو قادرة تتقبل وجود زوجة ثانية بحياته وكانت تشكي له عني أني أنا قوية وأخطط وخبيثة بفرض أشياء استنتجتها من كلامي بتفكر أني كنت أغيظها أو أقهرها بشيء
مع العلم أن زوجي كان موصل لها صورة أنه يعاملني شفقة وأنه أنا مسكينة أهلي بعاد عني وأن هي (زوجته الأولى) الكل في الكل وغيرك ما في حدا، مشان هيك لما شافتني وشافت عكس المعاملة انصدمت وحقدت علي وبتفكرني أنا قاصدة شيء معين... المهم زوجي تغيرت معاملته صار جدا جافا معي .... كأني مو موجودة بالبيت بس بيحكي معها على الواتس وأنا مهملني لا يسأل ولا أي شيء.... تناقشت معه ليش صار هيك
بيقلي خلاص لازم ننفصل أنت صغيرة مع العلم هو أكبر مني بس٣ سنوات، أنت صغيرة وبتحتاجي حدا يكون متفرغ لك عاطفيا وأنا مو فاضي مشغول وأنا أخاف أظلمك معي لأنه مو قادر أعطيك الذي تستأهلينه
انصدمت أنا وبكيت وجاء حضني ليهديني .. بس في شغلة كل ما يحس أني راح أبعد عنه بيتغير حاله وبيصير حنون علي وبتزيد مشاعره تجاهي. المهم أنا قلت له بدي أستخير وطلعت أعمل عمرة لحالي ودعيت وصليت بالحرم... رجعت هو سافر لأهله يطمئن عليهم..... في شغلة بس يكون مع زوجته أبدا أبدا ما يسأل في ولا يتصل وتخيل ما يحكي معي واتس قدامها أبدا.
بس الصبح صباح الخير وخلاص لثاني يوم وأنا ما بدي أضغط عليه وأخنقه بخليه على راحته، المهم جلست مع نفسي طول فترة سفره لحالي وفكرت وربي هداني أني أحتسب الأجر عند الله بكل شيء أعمله وأعتبر أنه ما في بحياته حدا غيري وعلى الأساس أتصرف ... أعمل اللي أمرني فيه ربي وبس، وفعلا استمريت على هذا الشيء وارتحت ما صرت أنتظر مقابل معنوي ولا عاطفي أبدا تقربت لربي أكثر وبس أقرأ قرآن وأهدئ نفسي وأدعو.
كمان في شغلة أول ما تزوجنا اتفقنا أنه نجيب أطفال بعد سنة من الزواج، فقبل فترة جبنا موضوع الأطفال إلا هو بيقلي انسي الفكرة تماما بحجة أنه هو ما بده إزعاجهم بكفي عنده ولدين وبحجة أنه احنا ما بنفهم على بعض ورح ننفصل... طبعا أنا عصبت وقلت له أنا ما راح أنفصل عنك .إيش ذنبي أصير مطلقة للمرة التانية بدون سبب مني ... وقلت له انسى الفكرة والله هو وحده القادر أنه يعطيني أطفال مو إنت ..
سافر مرة ثانية على تركيا ونفس الشيء تواصل قليل مع أنه لما ودعني ودعني بشوق، ورجع كمان وكان مشتاق لي كثير... علاقته تحسنت نوعا ما معي صار يأخذ ويعطي بالكلام... بس السؤال هل أكمل معه ولا لاء
أنا أسأل نفسي أنا أعوذ بالله أني أكون من القانطين .. وأني لا سمح الله مليت من الصبر، بس بدعي ربي إذا هو هذا الشخص الي كاتب لي منه الذرية وأني أكمل معه العمر فأقربه مني
وإذا في شخص ثاني كاتب لي منه الذرية قربه منه أو أعطيني إشارة يا ربي ... أنا خائفة أضيع عمري على الفاضي ... يعني هو يحبني متأكدة لكن ما يحب يبين ويكابر... طيب وكريم معي، لكن بخيل عاطفيا .. غير تصرفه لما يسافر عند زوجته... إيش أعمل ؟؟ عم يخطط المستقبل بتركيا مع أهله وراح يروح يقضي رمضان عندهم وأنا ما سأل في ولا حتى من ضمن الخطط أبدا
أنا تعبت كثير بس وكلت أمري لربي
بس انصحني
25/12/2019
رد المستشار
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ "يسرا" حفظها الله، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك، نسأل الله تبارك وتعالى أن يفرج كربتك وأن يقضي حاجتك، وأن يصلح ما بينك وبين زوجك، وأن يجعله زوجاً باراً بك محسناً إليك لا يقصر في حقك.
الأخت الكريمة: قرار المرأة بالزواج من شخص متزوج يتوقف أولاً على دين الرجل وعلى خلقه وعلى فهمه للتعدد؛ لأنها عندما تتزوج برجل متزوج ربما تواجه مشاكل متعددة، فقد يكون هذا الرجل لا يعدل، وقد تكون ظروفه لا تسمح بأن يأويها وأن ينفق عليها النفقة المعتبرة شرعاً، وقد يكون هذا الرجل لا يصلح أن يكون معدداً، ولكنه أخذها من باب الشهوة، ومن باب حب التقليد، فالمسائل تحتاج إلى دراسة متأنية.
لذلك يجب أن يكون هذا الرجل صاحب دين وخلق ولديه القدرة المالية على الإنفاق على أزواجه وأولاده، وأن يعطي الأمان لزوجته الثانية بأنه يستطيع فعلاً أن يقيم شرع الله تعالى في العدل بينها وبين زوجتة الأولى؛ لأنه عادة الزوجة الثانية هي التي يضيع حقها؛ لأن الزوجة الأولى باعتبار أنها أول من تزوجها ولها منه أولاد لها حظوة ولها مكانة ولها منزلة عنده، وهو لن يضحي بأولاده وزوجته من أجل زوجته الثانية، ولذلك لو حدث خلاف – لا قدر الله – قد يضحي بالزوجه الثانية من أجل زوجته و أولاده.
إذن فالرجل الذي يقرر الزواج بامرأة ثانية يجب أن يكون منصفا عادلا يستطيع أن يقيم بينها وبين زوجته الأولى الإنصاف والعدل وأن يعطيها حقها كزوجة كاملة، على ألا تتنازل عن شيء من حقوقها؛ لأن بعض الأخوات قد تقبل الزواج من رجل على ألا يبيت عندها، أو مثلاً على ألا يمر عليها عند ظروف معينة أو عندما تتيسر له ظروفه، وفي تلك الحالة تكون قد تزوجت ولم تتزوج، على اعتبار أنها لم تشعر لا بالأنس ولا بالأمن ولا بالأمان، بل إن بعضهم قد يشترط عليها ألا تُنجب على اعتبار أنه له أولاد من الزوجة الأولى، وهذا فيه نوع من الإجحاف لحقوق الزوجة المسلمة.
لذلك إن وجدت المرأة زوجاً مكافئاً لديه الاستعداد أن يقيم العدل بينها وبين زوجته الأولى، وأن يعطيها حقوقها كاملة غير منقوصة، وأن يسمح لها أن تكون زوجة كاملة الزوجية، ليست مجرد مكان يقضي فيه شهوته فقط، إذا تيسر ذلك فلا مانع من اتمام الزواج الثاني.
أختي الكريمة: قضية التعدد رغم أنها مشروعة إلا أن مشاكلها الآن كثيرة نتيجة عدم فهم الناس لقضية التعدد أو لفقه التعدد، والنبي عليه الصلاة والسلام حذر الرجل الذي يتزوج بامرأتين فلا يعدل بينهما أنه يأتي يوم القيامة وشقه مائل، والملاحظ الآن أن غالب الإخوة الذين يتزوجون إما أن يميل للزوجة القديمة – الأولى – ويهمل الجديدة بالكلية، وإما أن يميل للجديدة – الثانية – ويضيع القديمة وأولادها، نتيجة قلة الفقه الشرعي، ونتيجة الدافع للزواج ليس هو الشرع، وإنما هي الرغبة والشهوة والتقليد وكثرة المال عنده فيريد أن يُعدد – إلى غير ذلك – هذا كله معقول، ولكن أهم شيء لا يضيع حق أيا من زوجاته فيظلمها. لذلك كان لابد لك أن تناقشي معه هذه الأمور قبل الزواج و تستوضحيها منه، وتتأكدي منها يقيناً، حتى لا تندمي بعد ذلك.
من جانبك أيضا كان يجب عليك أن تعدي نفسك نفسيا قبل الزواج، فالتعدد خاصة كما هو مشروع لمصالح كثيرة، الا أنه لا يخلو من المتاعب والمنغصات التي لا تخلو منها الحياة من وجود الغيرة والتقصير ونحوهما, ولذا كان من الواجب أن تهيئي نفسك من البداية للتعايش مع هذه المتاعب بعدم المبالغة في المشاعر والمقارنة وتوقع الأحسن.
أختي الكريمة : بخصوص ما ورد برسالتك – فكما ذكرت لك – عادة ما تكون الزوجة الثانية ضحية في معظم الأوقات، خاصة إذا كان الرجل قد تزوج قبلها بفترة طويلة وله أولاد كُثر وكانت الزيجة الثانية قد جاءت في ظروف غير طبيعية، وعادة ما ينظر الزوج إلى الزوجة الثانية على أنه لا حق لها، وبذلك يفعل معها كما يفعل زوجك معك غالباً، وهذا ظلم بيِّن حتى وإن كنت موافقة عليه؛ لأنه يخالف شرع الله تعالى.
ولذلك فإن قرار الزواج منك لعله لم يكن موفقاً، وكان الأولى به أن لا يتزوج لأنه لابد أن يعدل وأن يعطيك حقك، وكونك لا تطلبين العدل وإنما المراعاة والمتابعة فلا أقل من أن يزورك أو يسأل عنك كل أسبوع مرة، بشرط أن تكوني موافقة على ذلك، وإذا كنت راضية بهذا الأمر فإن الله تبارك وتعالى سيجزيك خيراً على صبرك على هذا التجاوز الذي لا يقره الشرع، وإذا لم تكوني راضية فمن حقك أن تتكلمي، ولا يلزم أن تقولي له (طلقني) وإنما لابد من التفاهم حول هذا الأمر، وإذا لم يقبل كلامك فمن الممكن أن تُدخلي بعض الصالحين من أهل الفضل والخير ليفهم الرجل حقك الشرعي.
نحن مع التعدد المنضبط بضوابط الشرع، فإذا كان زوجك على استعداد في أن يعدل بينك وبين زوجته الأولى ويعطيك حقك كاملاً فحبّاً وكرامة، أما إذا كان سيجعلك فقط – كما ذكرت – عبارة عن محطة قطارات أو فندق إذا أراد أن يأتيه أتاه ولا يعطيك حقك، فهذا غير مقبول، وينبغي أن يعلم أن المرأة تتزوج لكي تحصن فرجها وتغض بصرها ولكي يحتويها زوجها وينفق عليها، فإذا لم يكن كذلك فلا فائدة من ذلك الزواج ومن حقك أن تطلبي العدل ما دمت زوجة شرعية بطريقة صحيحة وفق الكتاب والسنة، وإذا كان عاجزاً عن العدل فلماذا تزوج!!فطالبي بحقك، ولكن هذا يتوقف على رغبتك في الاحتفاظ به، فإذا كنت حريصة على أن يظل معك وتحتفظين به فهذا من حقك، ولكن قدمي تنازلات معقولة، وحاولي أن تضعي معه حدا لذلك ، خاصة أنك تقيمين بعيداً عنه.
من جانبك، احرصي على شكره وتقديره والتحلي بروح الدعابة والابتسامة الصادقة وعلى التعرف على ما يسبب لكما السعادة، وكما يقال فإن الرجل – مهما كان – طفل كبير بحاجة للثناء والتدليل وإظهار الشغف والأنس به والمحبة له، كوني على ثقة ويقين بعد ذلك أنه سيعطيك الكثير مما تريدين بإذن الله تعالى.
أيضا، احذري كثرة المطالبة بما يشعر زوجك بكونك عبئاً ثقيلاً عليه حتى لا تكون النتيجة عكسية، فيكرهك ويزيد في الإقبال على زوجته الأولى التي ألفها وعرفت كيف تتعامل معه وتكسبه، واحذري من الكلام عنها بسوء مهما كانت الأمور.
حاولي أن لا تضخمي عيوب وسلبيات زوجك, فالكمال لله تعالى وحده, وحاولي أن تتذكري محاسن زوجك وزواجك وإيجابياته (وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خيرٌ لكم وعسى أن تحبوا شيئاً وهو شرٌ لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون).
تخلي عن المقارنة بزوجته الأولى واجتهدي في إسعاده وأداء حقوقه واجعليه يشتاق لك ويرغب فيك، بل ويحرص على الجلوس معك, وانظري إلى الجوانب المشرقة والحلوة في الزوج والحياة, وخففي عن حدة مشاعرك بالنزهة والرياضة والقراءة والصحبة الصالحة والواعية, ومتابعة البرامج المفيدة واصرفي النظر والتركيز في المتاعب التي تنكد عليك زواجك وعيشتك
أحسني الظن بربك وعززي الثقة بنفسك على قدرتك على تحدي وتخطي وتجاوز مشكلتك وتهوينها على نفسك بتركيزك على ما هو أولى وأهم لك في دينك وحياتك ودنياك، وكما سبق فلا مانع من المطالبة بحقوقك لكن بحكمة وهدوء ولباقة، ولا تتسرعي في اتخاذ أي موقف أو قرار، فاللجوء إلى الانفصال لا ينبغي التفكير فيه فضلاً عن المطالبة به كونه خلاف الأصل (أمسك عليك زوجك واتق الله).
الأخت الكريمة: مما يسهم في التخفيف من حدة همومك ومشاعرك تذَكُّر أن الحياة قد طُبعت على الابتلاء, والمسلم العاقل هو الذي يستحضر عظيم الثواب والجزاء على عبادات الصبر على البلاء والشكر للنعماء والرضا بالقضاء (إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب).
ثقي وتأكدي بأن الأمر بيد الله، ولا تخافي أنك إذا صارحته أن يطلقك؛ لأن هذا لو أراده الله لكان مهما حاولت، ولو أراد الله أن تبقي فستبقين مهما كانت أخلاقك، فاستعيني بالله و اصبري على ما أنت عليه، وفوضي أمرك لله سبحانه وتعالى، صلي ركعتين بنية قضاء الحاجة، وتوجهي إلى الله بالدعاء لعل الله يُصلحه، فقلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف شاء، واعلمي أن الله عز وجل يحب الملحين في الدعاء، فاجتهدي في الدعاء وأبشري بفرج من الله قريب، نسأل الله عز وجل أن يُصلح ما بينك وبين زوجك، وأن يعينه على إعطائك حقك الشرعي، وأن يجمع بينكما في الدنيا والآخرة على خير، إنه جواد كريم.
هذا، وبالله التوفيق.