مرت سنوات: من لا يعرف يقول فصام
السلام عليكم .....انتصر السرطان وكما ينتصر في معظم معاركه فقد انتصر الـ Metastatic breast cancer منذ أسبوعين على عمتي لتتوفي وليرحمها الله مع مرض لا يفارقنا إلا عند الموت، لأول مرة في حياتي أرى شخصا يُحتضر أمام عيني ولا أستطيع تقديم المساعدة له وهذا الشخص كانت عمتي التي طالما اعتبرتها أمي الثانية وكانت بالنسبة لي كل الحياة، ذهبت عمتي لا أعلم إلى أين ذهبت لكن أعتقد أنها مرتاحة الآن بدون ألم، يا إلهي لماذا أخذتها مني، أم أن الحياة هي حظوظ من الجغرافيا والتاريخ والجينات!!
تجاوزت مرحلة وفاة عمتي كما تجاوزت من قبل مرحلة انهيار عملي، ورغم الألم النفسي الذي أنهكني لكن تتراكم عليّ مئات من الأسئلة حول ماهية الحياة وهدفها ولماذا نحن هنا طالما سنموت في نهاية هذا الفيلم الطويل.
ما ينهكني هو كثرة التفكير، هل الانتحار حل ؟، وهل الموت بسم الريسين ricin سوف يخفي أدلة انتحارية ويظهر الأمر كأنه موت طبيعي أو قضاء وقدر؟؟، لكن ماذا عن والداتي التي أنا بالنسبة لها كل شيء، فأنا ابنها الذكر الوحيد ومن أجلي فعلت كل شيء ممكن من أجل أن أحيا حياة كريمة، هل أنا أناني إلى هذه الدرجة!!، إذا كان ما يمنع انتحار المؤمنين هو إيمانهم فأنا ما يمنعني من الانتحار ارتباطي بأسرتي المترابطة التي لم أجد منهم شرا طوال حياتي.
آه من تقلباتي المزاجية!! لا أستطيع القول أنني أفكر في الانتحار طوال الوقت، أحيانا أكون محبا للحياة ومقبل أن العمر ما زال أمامي وأني شخص واعد وأستطيع خلق مستقبل وأحيانا أخرى أعتقد أن الحياة لا تستحق كل هذه المعاناة والتعب من أجل لا شيء، تقلباتي المزاجية تتغير بشكل دوري عبر اليوم فأحيانا مكتئب وأحيانا مقبل على الحياة!!
في النهاية،
شكرا لك دكتور سداد على دعمك لي طوال هذه السنوات
2/2/2020
رد المستشار
شكراً على مراسلتك الموقع.
أحداث الحياة لا تتوقف، وكل حدث يلعب دوره في تقلبات المزاج وعدم توازنها. هذه الأحداث تؤثر على الإنسان سلبياً ولكنها في نفس الوقت تجارب يتعلم منها ويقرر معها الانتقال إلى موقع جديد في حياته يبحث فيه عن الهناء والسعادة. هذا ما يحدث معك، وعليك أن تدرك بأن مهمتك هي أن تتحرك بعيداً عن موقعك وذكريات الماضي.
لا يجوز الاستهانة بالأفكار الانتحارية مهما كانت شدتها ومدتها، و يجب أن تتحدث عنها مع الطبيب الذي يشرف على علاجك. هناك الحاجة أحياناً إلى تغيير جرع العقاقير التي تستعملها، وكذلك استعمالات دفاعاتك المعرفية والعاطفية للسيطرة عليها. متى ما حدث ذلك ستتم السيطرة على هذه الأفكار، وبعد السيطرة عليها ستراها تتلاشى تدريجياً وينتهي أمرها.
كذلك ما يجب الانتباه إليه هو الحفاظ على نمط حياة يومي منتظم ورعاية صحتك العامة و رفع درجة لياقتك البدنية. هذا الجانب الصحي العضوي يساعد على تحسين دفاعاتك النفسية لمواجهة القلق والاكتئاب وما يصاحبهما من أفكار سلبية وانتحارية.
لا تستسلم ولا تتوقف عن مراجعة الطبيب النفساني المشرف على علاجك.
وفقك الله.
ويتبع >>>>>>: القناعات الوسواسية من لا يعرف يقول فصام ! م5