الوسواس القهري في العقيدة والوساوس الجنسية والتشكيكية
مرحبا أعاني من مشكلة ولقد فكرت مليا قبل أن أطرح مشكلتي عليكم بسبب خجلي من طرحها ولكن أتمنى أن تساعدوني لأني "أوشك على الانتحار"
عمري 14 عاما منذ فترة قررت الالتزام وبدأت التقرب من الله سبحانه وتعالى لكن بعد ذلك بثلاثة أسابيع تحديدا هجمت علي الوساوس القهرية وساوس تشكيكية في العقيدة وسب وقذف لله جل جلاله والانبياء والصحابة والملاءكة وكل شيء له علاقة بالإسلام.
في البداية شعرت بخوف كبير وأحسست بشعور لا أتمناه لأحد، خوف شديد لدرجة ألم في المعدة وصداع وغثيان وأحسست أني سأموت حينها لكن لا أعرف كيف لا زلت حية إلى الآن ؟؟ عشت شهري الأول في خوف وذعر من الله وأني سأموت على كفر والعياذ بالله وخوف من عذاب القبر وسوء الخاتمة وأن الله غاضب مني، تطور معي الأمر لأني استرسلت مع الوساوس وكنت أحاورها دفاعا عن عقيدتي وديني لكني لم أكن أعرف أنها ستقودني إلى هذا وعندما بحثت على النت قيل لي أني أعاني من وسواس قهري في العقيدة ولم أكن أعلم ما هو حينها فبدأت البحث وقرأت كل شيء عنه ولا أعلم إن كنت كافرة أو مؤمنة أو مرتدة أو منافقة لا أعرف تصنيفي ولم أجد مثل حالتي مما جعلني أشك أني بالفعل كافرة فاجرة.
لقد كنت أخاف من هذه الوساوس في البداية لأنها كانت خواطر في عقلي أما الآن كأني تعودت عليها والعياذ بالله وبدأت أشعر أنها مني أن السب والتشكيك يصدر مني وعندما أحاول ألا أثبت العكس أشعر بضيق في صدري وسخونة في قلبي أو لا أعرف ما هو ذاك الشعور عندما أقرأ القرآن شيء داخلي يقول وما أدراك أن هذا كلام الله ونفس الشيء عند قراءة الأذكار أو عند الصلاة لقد فقدت إيماني كاملا لم أعد أشعر بالله في قلبي والوساوس أنا متأكدة أنها مني لأني عندما أسمع اسم الله يقول قلبي الله ليس موجودا أشعر بأني كتلة من الذنوب لا حسنات فيها وأنا "متأكدة من دخولي للنار"
أرجوكم ساااااااااعدوني جزاكم الله خيرا فأنا أوشك على الانتحار ولقد تركت دراستي بسبب هذا الموضوع ومرضت ونقص 12 كيلو من وزني أجيبوني هل أنا كافرة حقا؟؟ وهل أحاسب على هذه الوساوس التي هي من قلبي حتى ولو كنت رافضة لها؟؟ وهل سأدخل النار؟؟ وكيف أسترجع إيماني ؟؟ لأني لم أعرف إلى حد الآن تصنيفي من بين البشر
أرجووكم أجيبوني فإني في وضع خطير وأتمنى أن تلاحظوا استشارتي
والسلام عليكم ورحمة الله
4/2/2020
رد المستشار
الابنة الفاضلة "Fatimetou" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، واختيارك خدمة استشارات مجانين بالموقع.
كل ما ورد في إفادتك هو من صميم أعراض هذا النوع من اضطراب الوسواس القهري، وهو ما يعني أن استنتاجك بأنك لم تجدي مثل حالتك هو استنتاج خطأ تماما..... ويشمل ذلك كل الخواطر والتصورات والتساؤلات والشبهات المسيئة للمولى جل وعلا أو للأنبياء أو للصحابة.....
معضلة أن يشتكي المصاب بهذا النوع من الوسواس من أنه هو السبب في ورود هذه الأحداث العقلية الكفرية هي الحالة الشائعة في البداية وبعد ذلك..... ففي البداية يحتار المريض هل هذا من نفسه أم ماذا ؟ ثم بعد أن يسأل أو يبحث يعرف أنها علامة أو عرض مرضي من أعراض الوسواس القهري..... فيستريح قليلا..... لكن الوسواس يوقعه في دوامة الاستبطان (أي استبطان دواخله الشعورية بالنظر فيها واختبارها) ويبدأ بالتساؤل مرة أخرى هل هذا من نفسي أم من الوسواس؟؟...... ودائما يحسن الوسواس جيدا إرباكه وتشكيكه من خلال قدرته على قذف مشاعر وأفكار تضاد ما يتوقع أو ينتظر أو من خلال حجب مشاعره عنه وبالتالي نسمع من يقول: في البداية كانت هذه الأفكار تؤلمني جدا لكنني الآن أصبحت لا أبالي أو لا أجد في نفسي الرفض القديم لها أو يقول بالعكس أصبحت أشعر أنني أنا من أستجلبها أو أصبحت أفرح بها أو أصبحت أجد صدرا منشرحا مع كل هذا الكلام الكفري!! بل لا نستغرب من أصحاب الوساوس الكفرجنسية (أي محتوى جنسي غير مناسب يقترن بالله عز وجل أو أي من المقدسات) أن يقول أحدهم أجد إثارة جنسية مصاحبة..... كل هذا من فعل الوسواس القهري..... لأنه يستطيع العبث في قدرة الشخص على استشعار دواخله وبالتالي إرباكه..... واقرئي : التفتيش في الدواخل : آفة الموسوس.
مسألة تحاسبين على الوساوس الكفرية أم لا ؟ لا مجال للتساؤل عنها لأن هذا ابتلاء مرضي خارج عن إرادتك ولا حساب عليه بالتأكيد..... وأما ما تحاسبين عليه حقيقة فهو ألا تطلبي العلاج من هذا المرض بعد أن عرفت أنه قابل للعلاج.
ما يجب عليك الآن فعله هو :
1- كفي تماما عن الاهتمام بهذه الخواطر أيا كان محتواها لا تناقشيها ولا ترفضي حدوثها ولا تتجنبي ما من شأنه زيادتها مثل قراءة القرآن أو سماع الأذان ...إلخ,
2- إذا كنت تقومين بفعالية ما وحدثت الوساوس عليك فقط مواصلة ما كنت تفعلين مع التجاهل التام لهذه الوساوس.
3- كفي كذلك عن كل محاولات استبطان نفسك مثل محاولة استشعار الإيمان أو الخشوع أو الرفض القلبي للوساوس..... لا تفعلي شيئا من ذلك وإن فعلت فلا تعولي على ما تجدين في نفسك لأنه ناتج الوسوسة.
4- لابد من البحث عن طبيب ومعالج نفساني وطلب الحصول على العلاج السلوكي المعرفي إلى جانب العلاج العقّاري فقد أصبحت الآن مصابة لا بالوسواس فقط وإنما أيضًا الاكتئاب الجسيم.
ومرة أخرى أهلا وسهلا بك دائما على موقع مجانين فتابعينا بالتطورات.
ويتبع >>>>: وسواس كفري وجنسي لا داعي للانتحار ! م