أفكار غير طبيعية تراودني طيلة الوقت
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أنا عندي عدة مشاكل سأذكرها لكم بالترتيب
في الأول كانت تأتيني أفكار في الدين سيئة مثلا أكون ذاهبا للمسجد فتأتيني في الطريق صور قبيحة عن الله عز وجل وبعد هذا بدأت تأتيني أفكار أني سأقوم بأذية الناس مثلا أكون جالسا وحدي في البيت فإذا دخل عندي طفل تأتيني أفكار أني سأقتله أو أؤذيه فأخاف أني أطبق هاذي الأفكار فأقوم بالخروج من البيت حتى لا أفعل له شيئا وهكذا
وفي أحد الأيام وأنا أتصفح الإنترنت جاءت عيني على صورة شذوذ جنسي فبدأت أقول لنفسي لماذا نظرت إلى الصورة ؟ فبدأت أشك في نفسي أني أصبحت شاذا رغم أنني أمقت الشذوذ الجنسي وميولي طبيعية لكن الفكرة لا تخرج من رأسي ومرات تأتيني شكوك هل أنا ذكر أو أنثى رغم أنني ذكر وأحس بأنني ذكر لكن هذه الأفكار لا تختفي
وتجيئني فكرة أخرى وهي أنني لما أتخذ قرارا ما في حياتي فبعد مرور أشهر أبدأ أفكر في القرار الذي اتخذته وأبدأ أقول كيف اتخذت القرار وهل كنت مقتنعا به ووو ... هاذي الأفكار تزعجني.... إضافة إلى قيامي بأمور غريبة مثلا عندما أطفئ ضوء الغرفة أقوم بالاستمرار في الضغط على زر الإطفاء لعدة مرات أحس أنني إذا ما قمت بهذا سيحصل شيء ما.
وعندي مخاوف غير طبيعية مثلا أخاف أنني أشعل النار للطبخ لأنني تأتيني أفكار تقول لي إذا أشعلت النار ستحترق أو ستنفجر قنينة الغاز!! ومؤخرا جائتني فكرة في رأسي أنني مجنون فأبدأ أحاور نفسي لكي أثبت أنني غير مجنون لكن الأمر يزداد سوءا.
عندي عدة أفكار في رأسي مثل هذه الأفكار لكن حاولت أختصرها في هذه الأفكار لأنها الأكثر إزعاجا لي
المرجو تشخيص حالتي وإعطائي النصيحة.
5/2/2020
رد المستشار
بسم الله الرحمن الرحيم
حضرة السيد "يوسف" حفظك الله، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كل ما ذكرته يا أستاذ "يوسف" يدخل في خانة مرض واحد من أمراض العصاب النفسية وهو مرض الوسواس القهري .فهي أفكار خاطئة كثيراً ما تصيب جيل الشباب خاصةً الأطهار منهم والبريئين .فإذا استمعنا لصوت الوسواس ونفّذنا أوامره، تكون النتيجة أننا نصير عبيداً لتلك الفكرة الخاطئة وننفّذها بشكلٍ تلقائي بدون تردد. فتتملكنا الفكرة الأساسية بعدها لتحوّل الحياة إلى جحيم.
إذاً، أول ما نستنتجه من مشكلتك هو أنك مؤمن، وطاهر وأنك قد لا تفعل الشرور بكل جوانبها من كذب أو سرقة أو زنى والعياذ بالله.... أما بالنسبة لشخصيتك فقد تكون صاحب شخصية ضعيفة تتأثر بسهولة بالآخرين ممن يحيط بك.
أما من الناحية الدينية، فهذا ما يوصف في القرآن الكريم بالوسواس الخناس : فهو يوسوس ويخنس، ثم ينسحب. وهكذا الى أن يدمر الأعصاب ويمنع الفرد من ممارسة طقوسه الدينية بشكل سليم. وهنالك سورة في القرآن الكريم عن الوسواس وهي سورة الناس.
أما الحل فيأتي بطريقتين:
1- طريقة العلاج الدوائي المتمثلة بتناول عقاقير مهدئة للأعصاب بالإضافة إلى أدوية الكآبة النفسية.
2- وطريقة العلاج النفسي أي بعدم الاستماع لصوت الوسواس وعدم الخضوع لأوامره لا بل إذا إستطعنا أن نقوم بعمل العكس.
فمثلاً إذا كانت الفكرة الوسواسية أن تقوم وتتحقق من أنك قد أطفأت المصباح فلا يجب أبداً الذهاب والتحقق من ذلك حتى ولو سبّبت لك الفكرة بعض الانزعاج كما أن زيادة الثقة بالنفس قد تساعد بعدم الوقوع في شباك الفكرة الوسواسية للشذوذ الجنسي لأنك بشخصيتك القوية من المستحيل أن تقع في هكذا مرض.
وكذلك فإن فكرة إعادة الوضوء أو ركعات الصلاة عندما تشك بأنها غير صحيحة من الواجب أن لا تعيد الوضوء ولا الصلاة بل اعتبار أن كل شيء صحيح وأن لا تخضع لرغبة الوسواس في الإعادة.
يجب أن لا تغفل عن تقوية العلاقات الاجتماعية وإشغال الوقت في أشياء مفيدة كالرياضة، أو زيارة الأقارب، أو الاجتماع بالأصدقاء لكي لا يكون عندك المزيد من أوقات الفراغ للتفكير بالوساوس أو بجنس الملائكة...
إن مرض الوسواس القهري أصعب من السرطان إذا تمكّن منك وهو أسهل من تنميل القدمين اذا تمكّنت منه. فاقهر الفكرة الوسواسية في الوسواس القهري وتوكل على الله.
وإلّا فلا تتأخر عن طلب مساعدة طبيب نفساني من أجل جلسات العلاج النفساني أو طريقة استخدام الدواء.
لك منّا كامل الدعاء بالشفاء.