سلام عليكم
أرجو من حضرتكم الرد على هذه الرسالة ضروري جدا... أنا فتاة في 24 من عمري أعيش حياة شبه مثالية أبي وأمي يحبونني جدا وأنا أيضا لم أخبئ عنهم شيئا في حياتي إلا هذا الأمر.
منذ فترة طويلة تقريبا وأنا في الإعدادية مارست العادة السرية ولكن ليس بشكل عميق بل هو سطحي للغاية قرأت كثيرا عن هذا الأمر ولم يتطور معي أبدا عن ما ذكرت ولكن منذ دخولي الكلية وقد شعرت بميول غريبة في مشاهدات مشاهد التعذيب والضرب ولكن ليس الجنسي منها بل في الأفلام العادية ودائما كنت أضع نفسي مكان الشخص الذي يتم تعذيبه وأشعر حينها بنشوة عالية.
جاءت علي فترة وأحببت أن أشاهد الأفلام الجنسية التعذيبية ولكن قرأت عن الماسوشية وقرأت في الدين وعلمت أن ما أفعله حرام من بدايته إلى نهايته، فتوقفت عن مشاهدة هذه الأفلام ولكن قد تساورني رغبة من حين لآخر.
ما أريد معرفته هو هل أنا مصابة بالماسوشية ؟؟ وما هو العلاج مع العلم أني ملتزمة والحمد لله في كل أمور حياتي ومع العلم أنني لم أصاحب يوما شابا أبدا وأنني أقرأ في ديني كثيرا والحمد لله ولكن هذه هي الشائبة الوحيدة لدي ولكني لا أعرف متي وكيف ولمَ حدثت.
وما أريد معرفته حقا علاج قاطع
وأشكركم جزيلا وأعتذر عن الإطالة
23/1/2019
رد المستشار
صديقتي
إحساس الإثارة عند رؤية مشاهد التعذيب والضرب له معنى نفسي أو سياق يفسره. مثلا، الرغبة الجنسية أو أي رغبة أو هدف في أي شيء هو إحساس طبيعي وفطري... نحن دائما نريد المزيد من المتعة والسعادة والمشاعر الإيجابية ونريد الهرب من المشاعر المؤلمة والسلبية... استعذاب الألم في الغالب معناه أن هناك إحساسا بالذنب لا يمحوه شيء ولكن يخففه العقاب... وكأن العقاب هو الشيء الذي يسمح ولو بالقليل من الراحة من إحساس الذنب وجلد الذات... هذا الإحساس قد يكون خارج الوعي تماما أو بعبارة أخرى في العقل الباطن وقد يكون ابتدأ من حدث في الطفولة والمراهقة كون فكرة سلبية عن الذات وأدت إلى افتراض مشوه يكون نتيجته أن يتصرف المرء على أنه مذنب لمجرد أنه موجود...
الحدث قد يكون شجارا بين الأب والأم حول مصاريف الطفلة... جعل الطفلة تعتقد أن وجودها في الدنيا عبء ثقيل على كاهل أهلها وهو ذنب يجب أن تعاقب عليه وبالتالي ليس من حقها أن تعيش وتسعد... أو زجر شديد للطفلة الصغيرة عندما أبدت متعة من لمسها لفرجها فولد إحساسا بالذنب مرتبطا بالمتعة الجنسية... ولكن الرغبة الأساسية الفطرية في البقاء والحصول على المزيد من القدرة والمتعة مكبوتة أكثر من اللازم وبالتالي عنيفة في الرغبة في المزيد من المتعة... هذا يتعارض مع فكرة الطفلة عن نفسها وبالتالي يؤدي إلى المزيد من الإحساس بالذنب... يتوقف هذا الصراع مؤقتا عند شعورها بالألم... راحة توقف الصراع ممتعة وتضاف إليها مسألة بيولوجية وهي أن الجسم ينتج مادة المورفين أو الإندورفينات لتخفيف الإحساس بالألم... العقاب يؤدي إلى الألم الذي يعطي متعة السلام الداخلي ومتعة المورفين المصنع داخليا (الإندورفينات) ويعطي إحساسا باستحقاق الطفلة للمتعة ولكنه يحدث في إطار المفعول به... عندما تعاقب الطفلة أو تعذب، فهي مسلوبة الإرادة وبالتالي ليس عليها التحكم في أي شيء... إذا أضفنا إلى هذا شيء من الفهم الخاطئ المنتشر لفكرة الوازع الديني، تكونت دائرة تجعل الإثارة والذنب والعقاب يغذون بعضهم البعض...
هذا المنطق هو أحد التفاسير المعقولة لما تصفينه وللماسوخية عموما من الناحية النفسية وهو أيضا يتجلى بطرق صحية وغير صحية في الكثير من أحداث الحياة اليومية حيث يسمح الإنسان لنفسه بالراحة والمتعة بعد العناء... العلاج يكمن في الآتي:
أيا كان الذنب الذي اقترفناه في الطفولة بداية من أفكار أو أحاسيس إلى أفعال مخالفة للقوانين الاجتماعية والدينية، والقوانين الاجتماعية المقحومة على الدين وتبالغ فيه إلى حد اللامعقول، وأيا كان مقدار تكرارنا لهذا فهناك اختيار آخر غيره... اختيار أن نسمح لأنفسنا بالسعادة والمتعة الحصول على المزيد منها عن طريق الصدق مع النفس والسماح لها بأي فكرة أو أي شعور بدون كبت ولكن الأفعال تكون دائما بالمحافظة على اتباع القوانين الاجتماعية والدينية حتى لا يكون هناك صراع داخلي.
أنصحك بمراجعة معالج نفساني لمناقشة هذه الأمور وتصحيح المفاهيم ورسم خطة صحية للسلام الداخلي والبهجة والمتعة في الحياة.
وفقك الله وإيانا لما فيه الخير والصواب