وسواس انتقال النجاسة ..قاعدة الانتشار السحري! م
وسواس النجاسة وقانون الانتشار السحري (متابعة بعد غياب طويل)
السلام عليكم، لا أعرف كيف أبدأ ولا من أين أبدأ فأنا أكتب هذه الكلمات وكلي خوف وقلق من ردة الفعل ومن الإجابة لكن لي ثقة في العاملين بالموقع نظرا لأنكم تفهمون الحالات وحالتي خصوصا كمريض وسواس قهري..سأفسر مشكلتي ثم سأستشيركم في بعض الأمور.
منذ زمن بعيد لما طلبت المساعدة من أحد أقاربي في مشكلة مشاهدة صور محرمة في النت وحلفت له بالله أن لا أعود إلى ذلك الفعل مجددا أما بالنسبة للصيغة فلا أذكرها بالتدقيق والتفصيل فقد كانت باللغة العامية وكانت من قبيل (لن أدخل لمشاهدة الصور مجددا أو ما أعيد دخولي لهذه الصور أو ما يشابهها من مواقع مجددا) وفيما بعد دخلت عدة مرات وحنثت وكنت في السابق كلما دخلت مثلا لمدة ثلاث أو أربع أيام أكفر عن ذلك بصيام ثلاثة أيام (لم أكن أعرف الترتيب وما زلت تلميذا أو طالبا لا أعمل).
ولكن منذ مدة طويلة (ما يقارب الأربع أو خمس سنوات) صرت دائما ما أدخل للصور والمواقع ولا أكفر على أساس أن كل الحنث يعتبر كأنه حنث واحد غير متكرر وهذا ما فهمته من بعض الفتاوى الموجودة في النت لما قرأتها (أظنها على المذهب الحنبلي) وهو كذلك ما فعلته من الأول ولكن مؤخرا صرت أراجع كثيرا من كتب الفقه ووجدت أن كل حنث يستوجب كفارة فرعبت وصدمت ولكن قلت أنني أخذت بالفتوى الأولى ولا يستلزم هذا تغييرها وفي ذلك اليوم دخلت عدة مرات أخرى بعد علمي بهذا وقلت أنه في كل هذا لا يلزمني سوى كفارة واحدة وما دام أنني لم أكفر فعدد مرات الدخول يبقى مرة واحدة ...
أنا هنا خائف أن أكون اتبعت أهوائي وأخرت التكفير وصرت أدخل دائما متهربا من الأحكام... أنا خائف أن أكون حتى قد وقعت في الكفر بهذا الفعل ( أي التهرب ) ... فسؤالي الأول هو كيف أفعل في هذه الحالة (أظن أنني لم أفهم الحكم جيدا)؟ وهل أكفر مرة واحدة ويسقط الحلف بالتالي أم أن هذا الحلف متكرر؟ وهل إذا كان الحلف متكررا فهل كل دخول لمشاهدة فيلم حتى عادي أو برنامج يكون فيه نساء أكون بذلك حنثت فأنا لم أقصد هذا؟
الأمر الثاني الذي أريد التحدث فيه هو أنني عند دخولي لمشاهدة الأفلام والمواقع الإباحية يقول الممثلون كلمات مثل oh my God فأنا أجد خاطرا يقول لي أنني إن بقيت أشاهد فسأكفر وأخرج عن الإسلام وأن هذا استخفاف أو شيء مثل إلقاء القرآن في القاذورات الذي يكفر به أهل العلم الفاعل ومرة أو أحيانا أدخل لصور بنات ويكون بجانب الصورة كلمات مقدسة مثل اسم الله أو اسم من أسماء الأنبياء- صلوات الله وسلامه عليهم جميعا - وهذا يحدث إن كان اسم الشخص محتويا على ذلك أو عند استعمالي لمواقع التواصل الأجتماعي أو حتى عندما يرسل لي أحدهم رسالة ويحمد الله فيها أثناء مشاهدتي لتلك المشاهد ...
أنا رأيت فتوى الزواج عن طريق الواتساب وكان لي نفس المشكلة في تفقد كل الأوراق وكل شيء اشترية من علب وبسكويت وحليب وماء هل يوجد بها اسم من الأسماء المعظمة وخاصة إذا كانت العلبة سيلقى بها في القمامة أو كانت ستوضع في الحمام - أكرمكم الله - وبدأت في التفتيش المتكرر ولكن بعد قراءة الاستشارة صرت لا أفتش وذلك ساعدني للخروج من الوساوس وقتها في بدايتها أي أنني لم أفعل مثلما فعلت في أول أمري مع وساوس النجاسات وانتشارها ... نفس الأمر حصل لي عندما صار هناك مؤتمر واجتماعات في البلاد و كانت هناك ملصقات وأوراق توزع فيها اسم الله وأسماء الأنبياء (ليس مقصودا بها الأنبياء - صلوات الله وسلامه عليهم جميعا- ولكن أسماء أشخاص) وكانت ملقاة في الشارع من الغد... مررت بها ولم أبعدها رغم أنني كنت أعلم ما فيها من أسماء الله ...لم يكونوا بالعدد الكثير وكنت أستطيع التقاطها و إبعادها أو حرقها في المنزل ولكن لم أفعل ومررت وكان هناك صوت داخلي يقول لي عد وأبعدها فانت آثم وقد تكفر بهذا الفعل بسبب فعلك وكنت أقول لست وحدي المسؤول عن ذلك ولست أنا من رماها بالشارع وكانت هناك ورقة ملقاة في أحد أماكن الصرف الصحي ولم أستطع التقاطها لأنها صارت مبللة وكان فيها اسم من أسماء الله ...
أنا قرأت فتواكم ولكن في حاشية الدسوقي أو العدوي أظن من كتب المالكية في باب الردة هناك كلام مرعب وكلام كبير يصف ما فعلته ويقول أن الأنسان يصير كافرا بذلك لا أدري هل يتحدث فيه عن الاستخفاف أم لا مثل الشافعية والأحناف... أنا لم أقصد الاستخفاف والاستهزاء في كل فعل من الأفعال السابقة حتى عند دخولي للمواقع الإباحية رغم أني في مرات تساهلت في الأمر (أي دخلت وقلت أنني لا أقصد الاستهانة والاستخفاف حتى أكفر فالأمر محرم ليس كفرا أو عند حدوث أي شيء مما ذكرته).
هل كل ما يذكر في كتب الفقهاء في باب الردة هو مقصود به عند الاستخفاف والاستهزاء أم أن الأمر ليس كذلك فهناك من يعتبر كلامي إرجاء ؟؟ كذلك مؤخرا عندما قرأت كل هذا صرت لا أجد مصحفا أو آيات معلقة على الحائط إلا ونظفتها إن كان فوقها غبار خشية أن أكفر بتركها بل صرت أنظف وأمسح الغبار إذا وجدت كتاب فيه آيات ... أحيانا كذلك إذا قمت بمعصية في مكان فيه آيات قرآنية معلقة يأتيني خاطر بأني سأكفر إن فعلت ذلك في نفس المكان ولكني أفعل المعصية وأقول أنني لا أقصد الأستهانة هذا الأمر يحدث لي دائما منذ أكثر من سنة يقل أحيانا ويكثر أحيانا أخرى ولا أدري إن كان هذا وسواس أم هوى نفس وشهوات ... سؤالي واضح كيف أتصرف في كل ما سبق ؟
الأمر الثالث هو أنني أعرف أن الإسلام به مذاهب فقهية كثيرة ولكن أحيانا إذا رأيت شخصا يأخذ بقول آخر وكان هذا الشخص لا يعرف الكثير من الأحكام أنبهه ولكن هذا الأمر صار مستمرا وكثر .. أنا لست مفتيا ولا عالما ولا أعرف كثيرا من الأمور الفقهية ولكن أرى أحيانا أشخاصا لفقوا قليلا من الأحكام من المذهب الحنفي والمالكي والشافعي والحنبلي في الوضوء أو في الصلاة ومذاهب أخرى ولكن أجد خاطرا يقول لي لا بد أن تعلمهم أن هذا خاطئ وأنني محاسب ولكني لا أقدر على فهمها وأحيانا يكونوا قد سألوا عالما وأفتاهم ولكن بعض أقاربي يسألني هل ما أفعله صحيح أم لا ولكن لا أريد إجابتهم حتى لو لم آخذ بنفس الأقوال وأقول لهم ما دام أفتاكم عالم انتهى الأمر وأحيانا هم يأخذوا بالأيسر لهم وأنا إن قلت شيئا لهم قد يحدث لهم حرج وعسر كبير فأقول لا أعلم أو يمكنكم البحث عن شخص عالم تثقون فيه .. فهل فعلي صحيح وهل أتدخل إن رأيت خطأ أم لا فأنا أخاف حتى أن أوسوسهم وخاصة إذا كان هذا الأمر من أحد والديك وسألك أحدهما عن الأمر فصرت لا أجيب ؟
الأمر الرابع هو متعلق بالأستشارات السابقة وهو أنني منذ بدأ الوسواس آخذ بقول أنه لا بد من الماء المطلق لتطهير النجاسات رغم أن معظم عائلتي لا تفعل ذلك خاصة في تطهير الأرضيات إذا وقعت نجاسة فتجدهم يمسحونها بالماء المعطر وأنا أخاف أن يكون هذا مما ينشر النجاسة ولكن المذهب الحنفي وأظن القرافي من المالكية (يمكنك لكم التصحيح ان أخطأت) لا يرون ذلك خاطئا ويرون أنه يجوز التطهير بأي نوع من المطهرات بل أنه حتى لو جفت النجاسة ولم يعد لها أثر -أي علامة مثلما قلتم لي سابقا- فهي تعتبر طاهرة ويجوز الصلاة فوقها فهل آخذ بهذا المذهب خاصة إذا كان الأمر سيصل إلى ترك الصلاة والانقطاع عنها ...أنا لست من ينظف المنزل فأنا أخاف من أن تزيد الوساوس ولكن أساعد أحيانا ولكن هم يستعملون الطريقة المذكورة وأنا طلبت منهم أن ينظفوا بالماء فقط وهم يفعلون ولكن هذا قد يحرجهم ويتعبهم خاصة إذا كانوا كبارا أما أنا فهو يحرجني خاصة أن الأرض لا تطهر أبدا في دماغي فهي دائما ستنتقل لها النجاسة بالأحذية والأقدام وهكذا سيتنجس كل مكان ..هذا قد يساعدني أنا في أوروبا خاصة فالمنازل لا تنظف بالماء بل بوضع مواد أخرى مع الماء وأحيانا إذا كان هناك موضع لأصلي فيه ماذا سأفعل.. أضطر لتركه دون تنظيف أما ثالثا فهو هل يجزئ وضع سجادة أو منشفة فوق الأرض حتى وإن كانت بالأرض نجاسة وأصلي وتعتبر الصلاة صحيحة وهذا عند المالكية أظن ... فهنا ما مقدار الحائل أي هل يحب أن يمر من خلاله الماء؟ أما رابعا فهو في غسل ثيابي فأنا أبللها بالماء قبل وضعها في الغسالة إن كان بها نجاسة وهل يجزئ أن زالت النجاسة بمزيل كالصابون ثم بللت في مكان آخر فيه ماء فقط وأزيل الصابون منها وبالتالي كأنها نظفت بالماء وهل الغسالات الأوتوماتيك تكفي للتنظيف مع وضع مزيل أوساخ ؟ وهكذا يصير التطهير صحيحا سوى عند الأحناف. ...
كذلك إذا فعلت هذا فأنا سأعتبر كل الأماكن التي نجلس عليها في المنزل نظيفة وطاهرة لأني لا أجد أي علامة نجاسة فوقها وهكذا يخف علي الوسواس وكذلك فالجديد في الأمر هو أنني إذا وضعت ورقة فيها اسم من أسماء الله فوق هاته الأماكن أحيانا وضعت كتاب قرآن لا أجد مشكلا ولا أعتبر نفسي وضعته فوق نجاسة ... فأنا رغم أني عملت بمذهب المالكية في عدم انتقال النجاسة إذا لمست المكان بيد رطبة أو جافة ما دام النجاسة قد جفت ولكن حكم النجاسة باق عندهم حتى وإن زال عينها... أما بالنسبة للتعرق في المكان إذا جلست عليه فهناك بعض المالكية من يرى أن هذا لا ينقل النجاسة والأحناف كذلك إلا أن ظهر عينها حتى وإن كان بولا (قرأته ونسيت المصدر عند المالكية).. هل أنتقل للتيسير وهل أقول بطهارة الأرض بأي مطهر (ريح، شمس مزيل أوساخ، ...) وأستمر بغسل ثيابي بالماء المطلق أو لا أم أتبع المذهب الحنفي في كل شيء ... وأظن أن السؤال واضح وهو طهارة الأرض بغير الماء المطلق وطهارة الأماكن الأخرى بالجفاف.؟؟
الأمر الرابع هو نجاسة المني .. أنتم تعلمون أنني أتكلف كثيرا في التطهير وأخاف من انتقال النجاسات فأنا قررت الأخذ بقول الشافعية والحنابلة في طهارة المني رغم أنني أرى أن مذهب المالكية والأحناف في نجاسة المني قوي وقد يكون راجحا (لكني لست عالما حتى أفتي في هذا وهذا سيكون موضوعا لوحده) ولكنني أخذت بالأخف والأيسر نظرا لأنني أحيانا عند الاحتلام ليلا والطقس بارد أعود للنوم ولا أغير شيئا من السرير والأغطية هكذا بل كل ما أفعله وقل وسواس انتقال النجاسة في هذه الحالة فهل أكمل هكذا حتى وإن لم أرتح لهذا القول وهو قول للقرطبي المالكي كذلك تقريبا ؟ فأنا أخاف من التلاعب في الدين أحيانا عند أخذي بالتيسير.
الأمر الخامس هو أنني منذ فترة صرت أشك كثيرا في كل ما أخذته من فتاوى وعملت بها وهذا قد يكون ملاحظا في كل ما سبق حتى أنني مؤخرا شكت في هل تارك الصلاة كافر أم لا ... أنا كنت آخذ بقول التكفير لأنني سمعت العديد من الفتاوى في السابق التي لم تذكر سوى هذا القول ولم أكن آخذ بهذا القول بطريقة منضبطة فأنا لم أفهم حتى الحكم عندهم فهناك اختلاف كبير ولم أعرف حتى كيف أطبقه وفيما بعد سمعت لشيوخ في الأزهر وعلماء ولما علمت أن الجمهور لا يكفر وأن لهم أدلتهم وأن علي قضاء ما فاتني وأنني في بلد يتبع معظم الناس فيه المذهب المالكي في كثير من الأشياء وحتى أنهم يصلون الجنازة على تارك الصلاة ويعتبرونه عاصيا أخذت بهذا القول وقلت أنني سأقضي ما فاتني من صلوات وهو أمر شاق أي أنني لم أتلاعب ...ولكن مؤخرا جال في ذهني خاطر وقلت لماذا لا أبحث عن الحكم في الأمر وبدأت أسمع لأقوال هؤلاء وهؤلاء ووجدت أن للفريقين أدلتهم واطمئن قلبي لقول عدم كفر تارك الصلاة ولكن قلت لا بد أن أسمع للاثنين وإلا فأنا متلاعب ...هذا الأمر سبب لي حرجا كبيرا وصرت لا أدري ما أفعل فعقلي يقول لي أن للجمهور أدلة قوية ومتماسكة ولكن هناك شيئا في داخلي خائف أن أكون متلاعبا وأتبع أهوائي وأنني بالتالي قد أقع في الكفر وهكذا كل الأحكام ستتغير ولكن قلت أنه لا يمكنني الترجيح بين القولين وأكمل مع قول الجمهور وتنتهي الحكاية هكذا. ماذا أفعل ؟؟ هل فعلي صحيح الآن؟
الأمر السادس هو نفس ما سبق ولكن حدث لي مع سنية إزالة النجاسة أو وجوبها عند المالكية ...أعلم أن الخلاف معتبر وسائغ عندهم وقد قال بالوجوب أبو الوليد الباجي واللخمي وقال بالسنية ابن رشد وفي المعاصرين كذلك خلاف... لكن مرة كنت أقرأ كلام كلا الفريقين ووجدت أن القول بالوجوب مع القدرة والذكر قوي (وحتى القول بالسنية وقد أميل للأول أحيانا) ويضعف الكثير القول بالسنية وهذا يترتب عليه أحكام فمن قال بالسنية لا يعيد الصلاة إذا صلى بنجاسة إلا في الوقت استحبابا ولا يضر صحة الصلاة إن فعل ذلك متعمدا حتى وإن قال بالوجوب يعيد الصلاة أبدا ولا تصح صلاته عندهم وقد كنت آخذ بالسنية وأطبق قول الذين يقولون بالوجوب جهلا في السابق... أنا لم أكن أعرف ما يترتب من أحكام حتى وأن كنت أقول بالسنية عالما بالخلاف الموجود ولكن القول بالسنية قد يخفف على الموسوسين وعلي خاصة في السؤال السابع وكذلك أنا أحيانا أدخل الحمام وأتنظف من المذي ولكن لا ينقطع إلا بعد مدة فألبس ثيابي وأضع شيئا وأعود مرة أخرى بعد ذلك للتنظيف قبل الدخول في أي صلاة ... فهل أصلي وأنا على تلك الحالة إن حضرت الصلاة أم أعتبره سلسا في ذلك الوقت أم ماذا ؟؟ وماذا أفعل في قول السنية والوجوب فأنا أثق في كلا الفريقين. ؟ وأيهما أختار؟؟
الأمر السابع هو بالنسبة للاستشارة الأولى رأيت في التعليقات مؤخرا هذا التعليق (إذا نزلت يقينًا مرة فأكثر في اليوم، فيعفى عما أصابته من ثياب وبدن عند المالكية فلا يكلف بالتطهير، لكن تنقض الوضوء. وعند الحنفية يعفى عن النجاسة ما دامت أقل من مساحة مقعر الكف) فأنا أفعل هكذا ولا أفتش وأقول أن وجد قطرة فهو معفو عنها إذا فعلت ما بوسعي وابن رشد تحدث عن شيء كهذا في (مسائل أبي الوليد بن رشد) يعني فأنا أحيانا أجد شيئا وأحيانا لا .... وقد زرت طبيبا ثقة وقمت بتحاليل وقالوا لي لا شيء عندك وقال لي الطبيب هذه وساوس فصرت ألبس ثيابي بعد أن أستفرغ جيدا وأقوم وأن نزل شيء أقلد الأحناف رغم أنهم يكرهون الصلاة بالنجاسة.
أنا أريد أن أذكر لكم أنني في حالة صعبة وأنني في ضيق شديد منذ مدة وكل يوم أدخل وأبحث عن فتاوى أو أدخل فأسمع شروحا لمتون فقهية وعلمية فأجد أنني خالفت كثيرا من الأحكام فأبدأ بالبحث المتكرر ويصير الأمر خارج السيطرة وقد حدث لي الأمر في أمور شتى (وضوء، صيام، صلاة، زكاة وحتى في البيوع فقد شككت أنني وقعت في معاملة قد تكون خاطئة أو باطلة وأنا لا زلت أستعمل ما اشتريته منذ مدة طويلة تقرب نصف العام ولا أعرف هل أسأل عن ذلك عالما أم ماذا فأنا خائف أن يؤكد لي صحة ما أشك فيه ولا أعرف حينها ماذا أفعل مع البائع وأنا قد استعملت هذا الشيء) ... أنا لم أعد أعرف كيف يتصرف الناس عادة في مثل كل هاته الأمور وأنا سأبدأ رحلة علاج جديدة مع الوسواس القهري هذه المرة بجدية.
أنا منذ مدة شهر أو أكثر صرت أشك كثيرا في كل شيء وصرت أفكر في كل شيء وعادت الوساوس بطرق شتى وحتى صرت لا أقدر أحيانا على الأكل يوما وصرت أريد النوم أكثر فأكثر ... أنا لا أريد أن أستعطفكم بل أنا أشك في أن ما لدي كثير منه هوى ليس أكثر من ذلك وليس مرضا كذلك أرجو أن لا تفهموا من كلامي أنني أستهين بالأحكام الشرعية فأنا في كل ما سألت لست أنكر أي حكم مثل وجوب غض البصر أو وجوب الصلاة ولكني خائف أن أكون قد وقعت في الكفر فأنا أحيانا أتلفظ بالشهادتين في اليوم الواحد 3 مرات أو أكثر وأحيانا ينتهي كل هذا ولا أجد له أثرا لكني لم أعد أفكر فيما يحدث حولي ولم أعد مهتما بدراستي (بالطبع كالكثير من الموسوسين ستضطر في هاته الحالة للأخذ بقول الأحناف في عدم وجوب الغسل في حال الدخول في الإسلام) وكذلك فقد اخترت التيسير أحيانا ليس لعبا أو لهوا ولكن للتخفيف.
أعتذر منكم إن أطلت ولكن هذا غيض من فيض مما قد يمر بي فأنا لم أرد أن أذكر عديد الأشياء المستورة ولكن وجدتكم تفهمونني لذلك فعلت...
أرجو من الله أن تساعدني هذه الاستشارة، وتساعد الكثير ممن هم مثلي في ضيق.
ولكم الاشكر
16/2/2020
رد المستشار
الأخ الكريم، مرحباً بك على شبكتنا، وشكراً لثقتك بنا، لقد كانت استشارة طويلة جداً، وتطرقت فيها لتفاصيل شتى، وما أود الإشارة له هنا، إنا سنقوم بتوضيح السلوك الوسواسي في رسالتك، وليس الإجابة على الأسئلة الفقهية، ولنتخيل معاً وجود شخصين الآن، أحدهما لديه وسواس قهري ولنسمه محتار، والآخر غير موسوس ولنسمه راشد، ولنتابع سلوكهما في ما يفعلان، لو احتارا في فتوى الطهارة، ما الذي سيفعله كل منهما؟
راشد سيسأل شيخاً أو مفتياً أو يقرأ قليلاً ويلزم فتوى معينة، أما محتار فسوف يقرأ ويسأل وكلما قام بذلك زادت حيرته، لأنه يبحث عن إجماعٍ على أمر الفتيا وهذا غير موجود بالطريقة التي يريدها محتار، كما أن مبدأ بحثه مبني على الشك، وليس الغاية منه اليقين بسبب الطريقة الوسواسية، وهذا لن يوصله لليقين، ثم هو يريد شيئاً قطعياً 100 % ورغم أن لديه أشياء قد تبلغ صحتها 90% لكنه يضيع 90% من الصحة وهو يبحث عن تمام 10% المتبقية، وهذه طريقة الموسوسين وليست صحيحة بالتأكيد، لأنها نابعة من تأثير اضطراب الوسواس القهري على المريض، والذي يجبره ويقيده في أسلوب الفهم، والتفسير، والبحث، والشك، فهذا الشخص ليس حر التفكير كما هي حال راشد، لكنه مقيد بكل ما ذكرناه سابقاً.
أيضاً سنجد راشد يأخذ الأمور على ظاهرها دون التوسع والتعمق، فالتوسع والتعمق لا يقدم عليهما إلا باحث متعلم، أو موسوس متألم، فسيقوم محتار بالتوسع والتعمق والتفصيل والتحليل والتبطيل لكل ما يقرأ، فالوسواس مثل فلتر تنقية المياه، إلا أن الوسواس يبقي الشوائب ويذهب الماء العذب، فلا يبقى في ذهن الموسوس إلا الشوائب التي تزيد الشك والحيرة أكثر، ثم إن راشد لو قرأ وفهم ما يريد انتهى عن البحث والتمحيص، لكن محتار ستنتابه نوبة البحث فيبحث ثم يبحث، وكلما عرف أكثر احتار أكثر ودخل تفاصيل أكثر ونسي سبب البحث وغرق في تفصيلات فرعية تبعده عن جوهر الموضوع أصلاً.
الموسوس ليس باحثاً، بل هو متشكك، وهذا فرق كبير في الغاية من البحث، وتحكيم النتائج، وفهم الموجودات. فالباحث لديه منهجية علمية وغاية وهدف محدد من البحث، ولا يشوبه القلق حين البحث، بينما الموسوس سيبحث بمنهج الشك، دون النظر لتناسق طريقة البحث أو مدى علميتها، ودليله للاختيار هو مستوى انخفاض قلقه، وليس مستوى صحة المعلومة، ولهذا يستثير القلق لديه الرغبة في البحث، ويمنعه القلق من قبول الصحيح، وعند انخفاض القلق قد يرتاح لفتوى معوجة، لكنها تزامنت مع انخفاض شدة قلقه فظن أنها صحيحة.
لذلك يجب أن يتم تعليم الموسوس أن يتخذ طريقة محددة للبحث إن أراد خوض البحث، علماً أنه بالأصل لا يجب أن يخوض أي بحث ويلزم مذهبا أو فتوى محددة دون التوسع لأنه مأمور بأن لا يتبع وسوسته.
إذا لم يتعامل الموسوس مع أفكاره الوسواسية على أنها وسواس، سيبقى يدور في فلك وساوسه دون الفكاك منها، لكن الموسوس سيتبع نظام دماغه وفلتر الوسوسة في الحكم على الأمور، لدرجة وسوسته بأنه قد لا يعاني من الوسواس.
المشكلة ليست بالفتاوى، المشكلة في طريقة فهمها والبحث والتفصيل فيها، ومدى القناعة والتشكيك، وهذا منهج الوسواس لا منهج البحث العلمي، وهذا ما يتسع مقام الاستشارات المكتوبة لمشاركتك فيه، مع توجيهنا لك إلى أهمية مراجعة معالج متخصص في الوسواس القهري، فهذا الطريق الصحيح للتخلص من الوسواس.
واقرأ أيضًا:
وسواس ما بعد الشفاء من الوسواس
وسواس الطهارة : الرطب والجاف وانتقال النجاسة