ليتني كنت جماد ..
السلام عليكم .. أنا طالبة جامعية تخصص دراسات إسلامية أعاني من خواطر كفرية في سب الإله والرسول والاستهزاء بالدين والخلق وقذف المسلمات بأبشع العبارات وأقذرها عقلي لا يتوقف بتاتاً عن ذلك أشعر أن في عقلي شيطانا يترعرع فيه لا أدري كيف أصفه
بدأت في معارضة الفكرة ثم مناقشتها فعلمت أن هذا يزيد الوضع فبدأت أتجاهل ولا أعيره اهتماماً مطلقاً فتارة يصيب فعلي فيذهب وتارة يزداد خاصة عندما أحس بتوتر لي 3 سنوات وأنا أحاول التخلص منه أسقط وأقف مرة أخرى حاولت بشتى الطرق بعدم الاكتراث أو قرص نفسي لكي لا أفكر أو أمارس الرياضة أو أشغل نفسي في أي شيء لم ينفع ذلك إنه كصوت الطفل الذي يبكي ويلح في البكاء المزعج الذي لا يتوقف
فعلت ما أستطيع وسألت الله وطلبته وما زلت أدعوه ولن أيأس أنا أعلم أن هذا ليس طبيعيا لكن ما هذا والله ليس وسواس ولا مرض بل شيء لا أستطيع وصفه أبحرت في التعاليم الشرعية أعلم أن الله يتجاوز عن ما في النفس وأعلم ما قاله الرسول أنه صريح الإيمان لكن والله الذي أشعر به ليس ما وصفه الرسول وليست خواطر عادية
أكاد أجن توقفت حياتي أشعر أنني أعيش مع شخص آخر في هذا الجسد لا أستطيع أن أسيطر على نفسي بعد الآن كرهت كل شيء والله لا يوجد حل إلا الانتحار أعلم أن مصير المنتحر النار لكن الذي أشعر به أشد تعذيباً من النار إذا أردت أن يهلك أحد أدعو الله أن يبتليه بما بلاني والله إني لأغبط الجماد من تراب وحجر وغيره لكونه لا يعقل وليس في جنباته روح تهلكه فلست مسلمة ولا كافرة ولا مشركة ولا ملحدة فهو يسب الله ونفسي لا ترتاح وأشكر الله فعقلي لا يرتاح لا أعلم سبب هذا كله ماذا يحدث لي
لقد خارت قواي وعزائمي تركت الناس واعتزلت في غرفتي أنا في خوف ورعب وقلق أدور في دوامة لا تنتهي دموعي تنسكب وصدري يضيق هل هذه عين أم مس أم ماذا؟؟
أرجو يا قارئ رسالتي أرجو أن تتمهل في كتابة ردك وأن تشعر بما أنا فيه
أعلم أنها ستكون استشارة وتمر لكن حياتي تتوقف على ما سوف تقوله ..
18/2/2020
رد المستشار
الابنة الفاضلة "ليان" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، واختيارك خدمة استشارات مجانين بالموقع.
"استشارة وتمُر"!! أبدا ما هكذا يكون حال المستشار الذي يعرف مسؤولية الكلمة وكل مستشاري مجانين كذلك، وأما أن حياتك ستتوقف على ما سيقول المستشار فلا ... وإنما على كيف تدركين أنت كلام المستشار وكيف تطبقينه !! وإرادة الله قبل كل شيء وبعد كل شيء!!
الحالة التي تصفين هي حالة وسواس قهري السب أو التجديف الكفري المعتادة والمختلف هو براعتك أنت في الوصف وبلاغتك في التعبير، لكن ما تجدين من أفكار وخواطر كفرية أو تشكيكية أو محرمة أو لا تليق إطلاقا ... إلخ هو نفسه ما يجده المصابون بهذه الحالة، وهم من يشير إليهم حديث المصطفى عليه الصلاة والسلام (إن الله تجاوز عن أمتي ما حدثت به أنفسها ما لم تعمل أو تتكلم) وحديث: (عُفِيَ لأُمتي عنِ الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه).
المشكلة أنك حين تتجاهلين تتوقعين اختفاء سريعا للوسواس وليس هكذا التجاهل... فمعنى التجاهل أننا نتجاهل شيئا موجودا !!..... وفي العلاج بالت.م.ا (التعرض ومنع الاستجابة) ندرب المريض على اعتياد وجود الوسواس وعدم القيام بالفعل القهري أي ألا يلجأ لا لأفعال ولا لأقوال ولا لأي شيء من شأنه أن يقلل القلق والخوف الذي يحدثه الوسواس رغم وجود الوسواس وإلحاحه (وليس مع البعد عن مثيرات الوسواس بل العكس).
المعتاد عند بداية المريض تطبيق استراتيجية التجاهل أن الوسواس وإن اختفى مرات في البداية فإنه يعاود الهجوم وبشكل أشرس ويجب أن نتوقع ذلك وأن نكون مستعدين له فقط بالتجاهل أيا كان الإلحاح وأيا كان المحتوى !! فهو قد يلح بصورة أشد وقد يغير المحتوى وقد يشكك في المسؤولية وقد يحث على التلفظ ... إلخ... لا تفعلي شيئا سوى التجاهل وتحملي الشعور السيئ الذي يجتاحك ووساوس مثل أنك لم تعودي تهتمين ومثل لو كنت مؤمنة لرددت على السب... إلخ... كلها محاولات لإيقاعك فأصري على التجاهل.
تعرفين وتقرئين جيدا عن مرضك وتصرين فيما يبدو على المكافحة الشخصية للوسواس، وهذه وكذلك برامج العلاج الذاتي للوسواس يمكنها أن تحسن من حالة المريض وليس أن تعالجه إلا في حالة أن يشرف عليه معالج ولو حتى إليكترونيا على أن يكون المعالج ملتزما بمتابعة خطوات العلاج ويمنح وقتا للمريض... أما أن تقرئي وتطبقي بنفسك فقد تتحسنين نعم لكن ليس باستمرار مع الأسف.
لابد أن يتم علاجك تحت إشراف متخصص في علاج الوسواس القهري بالعلاج السلوكي المعرفي، وأهلا وسهلا بك دائما على موقع مجانين فتابعينا بالتطورات.