وسواس تنظيف الدبر
- السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أنا صديق للموقع وكل فترة وفترة أدخل وأقرأ وأجد ضالتي من الاستشارات وأستفيد وأدعو لكم ثم أخرج، ولكن استشارتي هذه لم أجد أحدا سبقني إليها أو أحد عانى منها، قبل أن أبدأ أسأل الله أن يجزيكم خير الجزاء ويفرج عنكم كربات الدنيا والآخرة لأنكم تساعدون في التفريج عن الموسوسين بعد الله،
سأحكي قصتي باختصار لكي تساعدكم في فهم حالتي أنا عمري 29 بدأت تأتيني وساوس قهرية في الاستنجاء والوضوء والصلاة عندما كان عمري 18 سنة فجأة وبدون سبب وتسببت في هبوط مستواي الدراسي. وساوس أراها الآن عادية لأن وعيي زاد ولله الحمد، أخذني أبي إلى طبيب نفسي ووصف لي الطبيب علاج silipax 2mg واستخدمته وخلال شهور تحسنت حالتي وشفيت تماماً 100٪ وأصبحت صحتي أفضل من قبل.
مشكلتي أني قطعت الدواء فجأة بدون الرجوع إلى الطبيب فانتكست حالتي 360 درجة وجاءتني أشكال كثيرة من الوساوس في الصلاة والطهارة والعقيدة والتفكير وفي كل شيء، وعندما انتكست حالتي امتنعت عن الذهاب إلى الطبيب ولا أعرف لماذا؟!
- تركت الطبيب إلى أن وصل عمري 26 أي قبل ثلاث سنوات من الآن، ثم عاودت الذهاب من جديد ووصف لي علاج بروكسات 30مج ثلاث حبات يوميا + ريسبال 2مج فتحسنت حالتي كثيراً لكن ليس كالمرة الأولى. استخدمت العلاج سنة وتحسنت وذهبت الوساوس بنسبة 90% واستطعت أن أترك العلاج مع الدكتور بشكل تدريجي وتركته عندما وصل عمري 27 والحمد لله، ثم تزوجت والحمد لله ولم تظهر أعراض الوساوس كثيراً لكني لم أتخلص منها بنسبة 100٪ لكن أصبحت تقريباً طبيعي.
بعد سنة عادت لي الوساوس على شكلين وهذا ما أعاني منه الآن "وسواس في العقيدة" وكلام كفري في رأسي لدرجة أني أتلفظ وأقول بصوتٍ مسموع (لالا لالالا) دفعاً ورفضاً لتلك الأفكار، أحياناً تزيد الوساوس وأحياناً تنقص.
- الوسواس الثاني الذي أعاني منه هو "تنظيف الدبر" أعزكم الله، أستغرق وقتاً طويلاً يصل إلى خمس دقائق وأحياناً عشر دقائق في جلسة تنظيف الدبر الواحدة، وأعتقد أنه لم ينظف بالشكل الكافي فأقوم بتنظيف الداخل والخارج والجوانب ومن الأمام والخلف وهذا فيه مشقة. لم أكن هكذا من قبل فقد كنت أقضي حاجتي كلها في سبع دقائق، أما الآن أستغرق عشر دقائق فقط في تتظيف الدبر وحده وفي ذلك مشقة، لدي الوعي الكافي أن الاستجمار يُجزئ ولو بقي اليسير من النجاسة فكيف بغسله بالماء لكن لا أستطيع أن أتحكم في تصرفاتي وتفكيري. كما أريد أن أعرف غسالة دبري والماء المتطاير ما حكمهما؟؟ وإذا غسلت دبري وأصبحت يداي رطبتان فما حكم الماء المتواجد فيهما؟؟
- الآن أنا أتناول علاج silipax 2mg وريسبال 2مج نصف حبة يومياً، وعندي موعد عند دكتوري بعد أسبوع فهل أخبره أني سليم 100٪ وأريد أن أترك الحبوب بشكل تدريجي؟ أم أخبره أني ما زلت أعاني بنسبة بسيطة وعادت الوساوس الكفرية ووسواس تنظيف الدبر. ما الحل؟؟؟
- تعبت والله مع أن وعيي زاد بنسبة كبيرة ولله الحمد وأتجاهل أشياء كثيرة كنت لا أتجاهلها سابقاً بفضل الله ثم بفضل الدواء وبفضل ما أقرأه هنا.
- أتمنى أن أجد منكم الجواب الكافي وأخص بالذكر الدكتور رفيف الصبّاغ والدكتور وائل أبو هندي لأني لاحظت أن ردودهم حنونة جداً ومنطقية وقريبة إلى قلبي
شكراً لكم
وبارك الله في وقتكم.
27/2/2020
رد المستشار
الابن الفاضل "سعد" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، واختيارك خدمة استشارات مجانين بالموقع.
شكرا لك أيضًا على إطرائك ودعواتك الطيبة للموقع، لكن لا يصح يا "سعد" أن تخبر طبيبك المعالج إلا بالحقيقة كاملة.... وليس أبدا وسواس العقيدة ووسواس تنظيف الدبر بما يمكن أن تتكلم عن تحسن في وجودهما...... ببساطة لأن بقائك مطيعا للوسواس في بعض جوانب حياتك معناه أنه باقٍ معك وإن خفت شدته بالعقار أو بغيره لكن هجومه وانتكاس الحالة يظل قريبا.
تركت العقَّار دون رأي الطبيب النفساني ثم انتكست حالتك ولم ترجع له، وأمضيت حوالي 5 سنوات لا تتناول عقَّارا ولا تراجع معالجا وهذا الانقطاع عن العملية العلاجية غالبا له دور في عدم اكتمال التحسن (90%) رغم مدة العلاج الأخيرة والتي تزوجت بعدها...... وإذا صدق تخميني فقد كنت تخفي كثيرا من جوانب مشكلتك الوسقهرية (الوسواسية القهرية) عن طبيبك المعالج حتى أنه وافقك على وقف العقَّار.... يجب ألا تكرر هذا الخطأ!!.
تصف وسواس العقيدة بقولك (كلام كفري في رأسي لدرجة أني أتلفظ وأقول بصوتٍ مسموع "لالا لالالا" دفعاً ورفضاً لتلك الأفكار)..... يعني وسواس كفري + ضيق وخوف + فعل قهري النفي الشديد!! = وسواس قهري كامل المعايير...... لم يستجب للعلاج.... والتصرف الصحيح مع الوساوس الكفرية هو أن تهملها تماما على ألا تتجنب كل ما من شأنه زيادتها.... بالعكس عليك أن تستفز الوسواس ثم تتجاهله تمام التجاهل.... وبالمناسبة التحسن لا يعني زوال الوسواس وإنما اختلاف استجابتك له رغم وجوده بغض النظر عن محتواه يا "سعد"... هكذا يجب أن يكون الوعي.
وتصف وسواس تنظيف الدبر بقولك (أستغرق وقتاً طويلاً يصل إلى خمس دقائق وأحياناً عشر دقائق في جلسة تنظيف الدبر الواحدة، وأعتقد أنه لم ينظف بالشكل الكافي فأقوم بتنظيف الداخل والخارج والجوانب ومن الأمام والخلف).... وهنا فهم خاطئ، وتعمق واضح في استيعاب المطلوب في الاستنجاء من الغائط..... ليس مطلوبا أن تنظف الدبر من الداخل.... فقط مطلوب غسل ما يظهر من الفتحة وأنت في وضع القرفصاء للتغوط أو على الحمام الأفرنجي المعتاد.... هكذا تبدأ أنت إما طالبا الإحسان أو الكمالية في الأداء أو مدفوعا بالنظافة المفرطة أو التقزز المفرط وإما مستدرجا بسبب عدم إحساسك باكتمال التخلص من بقايا البراز..... وكلها أهداف مَرضية يا "سعد"..... فتنزلق إلى قهور الغسيل وتكرار الغسيل.... ولم توضح لنا متى تتوقف أو ما هي الإشارة التي تشعرك بأن غسيلك لدبرك اكتمل؟؟؟ على كل هذه عملية مرضية واضحة عقلا وشرعا ينطبق عليها قول المصطفى صلى الله عليه وسلم "هلك المتنطعون" قالها ثلاثا.... صدق رسول الله..... فكيف يتماشى ذلك مع التحسن؟؟
تقول (أريد أن أعرف غسالة دبري والماء المتطاير ما حكمهما؟؟ وإذا غسلت دبري وأصبحت يداي رطبتان فما حكم الماء المتواجد فيهما؟؟)... الأصل أنك تغسل بالماء الطاهر دبرك حتى تزيل ما على ظاهر الجسد ويصبح المحل طاهرا والأصابع اللامسة وما عليها من الماء طاهر ! (إذا أردت أن تعرف حكمه دون سؤال فانظر إليه مرة ستجده ماء لا لون له لكن لا تفعل ذلك كل مرة وإلا أصبح فعلا قهريا جديدا)..... ثم لا تلتفت للشك أبدا بعد ذلك..... وتذكر من قواعد الفقه أنه "لا تنجيس بالشك" و"لا نجاسة إلا بعلامة" (تفرض نفسها ولا نفتش عنها).... و"الحكم بالنجاسة دون علامة وسوسة".
ارجع إلى طبيبك المعالج وأخبره بواقع الحال كما هو..... واسأل كذلك عن العلاج السلوكي المعرفي للوسواس.... وأهلا وسهلا بك دائما على موقع مجانين فتابعنا بالتطورات.