عذاب واختلال إنية ووسواس
قد أرسلت سابقا أنني أعاني من وسواس قهري وأتعالج نفسيا من وسواس سب المقدسات والذات الإلهية فكريا ورغم أنني أحب ربى ومؤمن به جدا وكان أحب ڜيء لى هو سماع القرآن والأذكار والصلاة وعمل الخير بل كان هذا طريقي في الحياة إلا أنني وقعت في الفخ.
ومع مروري بهذا أصابني اكتئاب شديد فبدأت أكره كل شيء أفعله ولا أستطيع أن أفعل أي شيء مما كنت أعيشه والعمل وإلى آخره وهواياتي قرأت كثيرا عن المرض وأتابع مع دكتور نفسي ولكن لا نتيچة حتى الآن منذ أربعة أشهر وتعاطيت أدوية كثيرة أشعر أني محاصر تماما في مصيدة لا فكاك منها.
الفكرة الأولى يأتي السب بعقلي فجأة الفكرة الثانية عندما يأتي ذكر الله يأتي السب أيضا سواء مني أو من أي شخص آخر الفكرة الثالثة هي الجنس كلما يأتي علي شهوة الجنس أحتار كيف يكون الله إلها بهذه العظمة ويشرع هذا الفعل الفاضح لنا ؟؟ وكيف ولماذا خلق لنا شيئا كهذا طالما هي فاضحة وتربط الجنس بفكرة بذيئة جدا عنه تجعلني أموت رعبا من عقابه.
وأخيرا حتى عندما أقاوم كل هذه الأفكار الأعراض تقتلني مثل اختلال إنية وشعور بالغربة والذات وجسمي يرتعش كثيرا وأفزع من أقل صوت خوفا وأنتقل ما بين شعور جيد لشيء أسوأ في لحظات وأشعر بانهيار نفسي وعصبي ما العمل ؟؟ وما الحل ؟؟
أنا متعب جدا كلما سيطر عليّ أنني لدي أفكار ضد ربي أموت رعبا رغم أنني أعلم أن الله يحبنا وهو خالقنا وهو تام الصفات والكمال وأنه يستحق العبادة والسمع والطاعة.
لكن أنا منهار تماما هل من حل هل من علاج ؟؟؟
9/3/2020
رد المستشار
أهلًا بك وسهلًا يا "محمد" على موقعك مرة أخرى
لابد لك من الصبر ثم الصبر ثم الصبر، علاج أربعة أشهر غير كافٍ أبدًا لتحكم على نفسك أنك استفدت أم لا؟ عليك الاستمرار على الأدوية، والتجاهل وليس (المقاومة والنقاش والعراك مع الفكرة)، حاول أن تلتهي عن الفكرة وعن أعراض القلق المصاحبة للتجاهل، وساوس السب على شناعتها لا مؤاخذة عليها، فليس عليك إلا التجاهل الجاد والصبر ثم الصبر ثم الصبر.
لكن كأني أرى اعتراضك على الزواج ليس وسواسًا محضًا، وإنما هناك شبهة أيضًا.
أولًا: أنت ترى الأمر مقززًا، ولكن غيرك يراه غير ذلك، فالأمزجة تختلف، ولا يمكنك الحكم على أفعال رب العالمين من خلال مزاجك. ولعلك لو حاولت التأمل في عملية الأكل لوجدتها مقززة أكثر، فبمجرد دخول اللقمة إلى الفم، وطحنها تحت الأسنان تصبح مقرفة لو رأيتها بعينك للفظتها من فمك؛ ولكننا نقبل بكل شهية على الطعام اللذيذ ذي المنظر الجميل دون أن نتقزز من شيء.
ثانيًا: ومع أن عامة الناس لا تتقزز من هذا الأمر، لكنه يتضمن أفعالًا يخجل الإنسان -ذو الفطرة السليمة- من أن يفعلها أمام الآخرين، أو لعله لم يكن ليفعلها لولا ضغط الشهوة عليه. وفي هذا حكمة بالغة، وهي أن يبقى الناس منضبطين يمنعهم الخجل من الانفلات كالبهائم تحت ضغط الشهوة، فالزواج شرع لاستمرار النسل، وليس ليكون شغلنا الشاغل.
وها أنت ترى ما يجري في المجتمعات الغربية التي انحرفت فطرتها وأصبحت لا تخجل من كشف العورة، ولا من شذوذ العلاقات، وتقنن ذلك وتبيح فعله في الطرقات! لم يعد هناك قيمة للنسب، ولا أسر مستقرة، وقلّ الأطفال، وأصبحت مجتمعات كهلة تستورد الأطفال والشباب باستقبال المهاجرين ودمجهم في مجتمعاتهم.
لعلك تعود فتقول: كان بالإمكان أن لا يجعل الشهوة جامحة، ولا داعي لوضع لجام من الحياء لها. ولكن لولا ضغط الشهوة لما أقبل أحد على الزواج ومسؤولياته الجسيمة، وسترى الناس معرضين عنه وتنقرض البشرية.
والله خلق الإنسان في أحسن تقويم، ونظم الكون أفضل تنظيم، ومهما حاولت التفكير بشكل آخر للإنسان، وبأساليب أخرى للحياة، فسترى فيها عثرات وثغرات ولن تسقر الحياة. فوض الأمر إلى الله، وتقبل الحياة كما هي عليه، وأرح نفسك من المعاناة والقلق.
أعود فأكرر: داوم على الأدوية، والصبر، والتجاهل، وسترى خيرًا بإذن الله
عافاك الله وأنزل السكينة عليك
ويتبع >>>>>>> : وساوس قهرية كفرية : العلاج المتكامل م1