أريد أن أهرب لكن إلى أين ؟ م4
أعاني من مشاكل في التعامل مع الآخرين
مؤخّرًا بدأت ألاحظ في نفسي صفة ما لعلّها موجودة منذ الصغر، لكنني فقط بدأت ألاحظها مؤخراً، إنني شديدة الأنانية، قلّما أهتم بأحد سوى نفسي، والأدهى أنني عندما أغضب أو أُستفز لا أُقيم وزنًا لا لكبيرِ ولا لوالدِ ولا لأحد أنا وفقط، ولا أهتم بخسارة من يهمونني، بل إنني أكنّ أحياناً لبعض الصديقات مشاعر سلبيّة وغيرة وتصبح أقل المواقف تثير حفيظتي منها ولا أتوانى عن لومها والقيام بحظرها على فيسبوك، وأهلي أيضًا لا أحترمهم وقد أرفع صوتي عليهم، لكنني من جهة أخرى أخاف أن تنتهي علاقتي بصديقاتي اللاتي أهتم بأمرهن ولديّ خوفٌ من أن أُبدي وجهات نظري الغريبة أمامهن خوفاً من أن يبتعدن عني، لدي هذا الهاجس، وهذا هو التناقض بعينه.
أنا أعتبر نفسي أحياناً بلا مبدأ وقليلة احترام وغير مُربّاة لأنني أقوم بذلك، لا أعرف كيف أعبر لكُم لكن كذا موقف حصل يُبيّن مدى وقاحتي بالذات عندما أُوضع في موقف يثير غضبي أو يستفزني، قد أرفع صوتي على الغرباء لا يُهمُّني، لا يهمني شيء وأعلم تماماً أن كل ما ذكرته يتنافى حتماً مع خُلق المرء المسلم بل والإنسان السويّ المحترم.
يُجنُّ جنوني من كلمة، بل ولا أُخفي أنني أستلذُّ أحياناً بما أجلبه على من حولي من ألم ونزاع وخصام وعواصف وصراخ، بالذات إذا لمست منهم اهتماماً، أما إذا لم يهتموا أصمت، أحب ذلك الاهتمام، أحب تلك المواساة وأنني مهمة وزعلي مهم فأواصل، علماً بأنني أكون لطيفة حال روقاني ومتواضعة مع من ذكرت جميعاً...
أشعر أحياناً بأنني أستمتع بإنهاء علاقاتي الناجحة مع الصديقات ثم أجلس للوم الذات ولا أريد هذا وأخاف أن يتركونني لذلك أقوم بامتداحهن عند شعوري بالذنب...
فهل هذا طبيعي؟
ولكم كل الشكر
16/3/2020
رد المستشار
شكراً على متابعتك.
الصراحة هذا الوصف لا يختلف في إطاره عن الصفات الشخصية التي أشرت إليها في رسائلك السابقة. هناك عصاب مزمن في شخصيتك ينعكس في تعاملك مع الآخرين ومشاعرك تجاه المقربين منك. هدفك الأول والأخير هو رعاية ذاتك دون الآخرين، وهذه صفات نرجسية بحتة.
سؤالك هو إن كانت هذه الصفة طبيعي؟
الصفات الشخصية بحد ذاتها لا تعني وجود اضطراب نفسي وهناك من البشر من هو نرجسي ولا يبالي بالآخرين. لكن إن كنت تبحثين عن تغيير لشخصيتك فادخلي في علاج نفساني كما نصحتك سابقا.
وفقك الله.
ويتبع >>>>>: أريد أن أهرب لكن إلى أين ؟ م6