أنا المجنون أم العالم؟
السلام عليكم:
أكتب سطوري كرد على المشكلة المعنونة بعنوان "فض الغشاء بالإكرنبج : ثم الترقيع! " التي لن أناقش حيثياتها فورا, بل سأناقش الأمر بآخر ما سأكتبه, لأنني أحتاج لكتابة أسباب اتخاذي لمواقفي, وهذه تحتاج بضع شرح وإن كان سريعا.
أكتب سطوري بعد تردد طويل, فأنا لا أحب التدخل بمواضيع الشذوذ النسَوي, لما له من آثار شديدة- لا بل قل مدمرة- على نفسيتي.
حسنا, قد أبدو لكم شرقيا بائسا لوهلة, و أنني لا أرى بالمرأة إلا ما تفعله بتأريخها الجنسي. ربما هذا هو الحال حقا,
لكن ما أراه يأتي من زاوية نقدية مغايرة تماما.
الأمر بنظري أعمق من مجرّد مغامرة جنسية يسقط فيها الإنسان عبداً لغريزته (أو غريزتها), بل هو نتيجة لأسباب كثيرة فكرية وعقائدية وأخلاقية وفلسفية حتى!، الواقع أننا لا نعيش بهذا العالم لوحدنا, ومذهل كيف تنتقل الأفكار اليوم بأسرع مما كانت عليه قبلا بزمن آخر. علينا أن نناقش الأمر من ثلاث نقاط وهي:
1-المتغيرات الفلسفية الأوربية وتأثيرها على الإنسان الأوربي وغيره.
2-نتائج هذا التغيير على الحركة الفمنزمية Feminism ونتيجتها اجتماعيا.
3-تأثير الحركة الفمنزمية على نفسية المرأة الأوربية والعالمية ككل.
إنسانهم وإنساننا:
حقيقة, علينا أن نقول أننا قد نتشابه بالشكل الفيزيولوجي, لكننا واقعا نختلف كل الاختلاف فكريا- ولو بنسب متفاوتة- الأمر الذي يجعل تواصل المختلفين بحجم كبير من الأمور العسيرة, إن لم نقل الخاطئة طبعا. لا يعني هذا أنني نهمّش الآخر لمجرد عدم رغبتنا بالاختلاط فيه, بل يعني أننا نحجّم من مستوى علاقاتنا مع هذا المختلف على نحو قاطع وما نؤمن به.
وقد يعترض معارض من أن البشرية كلها تعود لأصل واحد وأن على البشر أن يتآخوا, وليت شعري يتآخون بأي صفة؟ بصفة أنهم بشر؟ يملكون أيدي وأرجل وعيون؟ أي نظرة مادية سطحية تعبّر عن الإنسان إذن؟ وماذا يعني أنه إنسان؟ وهنا قد يمتعض أصحاب "الفلسفة الإنسانية" التي يبدو اسمها مثيرا للفضول لوهلة, لكننا لو تدبرنا الواقع فأننا سنكتشف أن الإنسان يفوق مفهوم المادة, وبالتالي لا يمكن أن تبنى صداقة أو علاقة اجتماعية, لا بل دولة حتى, دون توافق فكري من نوع ما.
مفهوم "الإنسانية" لا يعدو كونه "موقف" تأريخي, وتعريف الموقف التأريخي فلسفيا هو حالة فكرية رافضة لنمط معين, لكنها لا تدعو لتشكيل فلسفة من هذا الرفض. ولعل ظهور الموقف الإنساني يعود أولا للاضطهاد الشنيع الذي لاقاه الفرد بظل دولة الفاتيكان والسلطة اللاهوتية بأوروبا, تلك السلطة التي همّشت الفرد تماما لأجل مفهوم "الرب" المسيحي الذي يترجمه رجال الدين ونساؤه حسب مزاجياتهم. كرد على هذا برزت حركات إصلاح تدعو لحقوق الفرد وأهميته, ولعلها حقا بدايات الفكر الفرداني الذي صار يقدّس الفرد وهو ما سأناقشه بالفقرة التالية من هذه التوطئة.
ما بقي لنختتم هذي التوطئة هي نظرتنا للمفهوم "الإنساني" (وأنا هنا أتحدث وفق رأيي الشخصي رغم استخدامي لصيغة الجمع) الذي يجب أن نفهمه. وهو أن المفهوم الإنساني أتى كرد على حالة اضطهاد وتقديسات سابقة لفلسفات سوفسطائية (جدلية~تشكيكية) سابقة عن الإنسان, حيث أنكر السوفسطائي بروتاغوراس أي حقيقة لا مادية وعزا كل الحقائق للإنسان بقوله: الإنسان مقياس كلّ شيء. ورغم أن سقراط شخصيا قد فنّد هذي المقولة بشك لا يبارحه الشك, إلا أن بطش الكنيسة أعاد للذهنيات تعظيم الفرد وذاته.
لكن كيف يعظم الفرد؟ أو كيف انتهى لما هو عليه من حالة تأليه متطرّفة وغير معترفة بأي رادع منطقي أو أخلاقي؟
من الجدير بالذكر أن تساقط الثوابت الغربية يعود لتساقط مفهوم الإنسان عندهم, ليحل محله مفهوم الإنسان أيضا لكنه إنسان خاضع لأحكام الصيرورة والنسبية والآلية الاجتماعية. وهكذا وفق تفكيرهم,
فإن المعادلة تكون كالآتي: إذا كان الإنسان "شيء" فهو بهذه الحالة كيان مركب من ذرات وعناصر كيميائية قد اشتركت, وفق ظروف فيزيائية معينة, وأنتجت لنا هذا "الشيء" الذي أسميناه إنساناً. الشيء هنا لا ينتمي لأي دائرة سوى دائرته المادية, وبالتالي فهذا الشيء يتساوى جوهريا مع النبات والحيوان والنعل والكوكب. سائلية مادية تامة تذوب فيها كلٌ الاعتبارات والفروقات المنطقية والضرورية, ليبقى الإنسان صفحة بيضاء قابلة للكتابة والمسح أبدا, بلا غرائز أساسية (بل حالات اشتهاء ضرفية وإحتياجية بنظرهم) بعالم بلا ثوابت. كل شيء متغير, كل شيء متحلل وكل شيء يصب بسائلية العدم والمصيرية المادية المطلقة.
الإنسان يُعامل, غربيا, على أنه كيان كافر بكل تجاربه التاريخية منذ آدم حتى يومنا, وأن المجتمع الإنساني بحاجة لخوض تجارب حداثية جديدة لكي يستمر بعملية التطور. التطور هنا مسألة غائية بحد ذاتها لا بحد الضرورة المشرٌعة للتطور ومقاييسه.
بكلمة أخرى, التطور تيمنا بفكرة التطور لا رغبة بالحياة الأفضل والكمال الأقرب لشكله المطلق. ولكن كيف سيصل إنسان المادة, المساوي للصخرة, لحالة المطلق التي لا يؤمن بها ولا يؤمن أن هناك مفاهيم ستنتظره عليها؟ وإذا كان هذا هو الحال, عندها, لماذا على الإنسان أن يفكر بحال المجتمع بعد قرن من الزمن؟ بل لماذا عليه أن يمنع تزاوج الجنس الواحد أو التطرف النسويٌ المعادي لبيولوجية الجنس الذكري والمتحيز ضده بأفكار راديكالية عدائية؟
حتى الذكر الملحد ذاته لا يكترث, فكلٌ همه هو نيل مُراده من المرأة النسويٌة التي تشتمه وتعيٌره بجنسه.
لماذا على إنسان المادة أن يضغط على نوابض رغباته لقاء مصير مجهول للبشرية, بفضل المادية, ومجتمعات متغيرة زمنيا ومكانيا من الأساس؟
لماذا لا ينكح ابنته مادامت كائنا آخر بمصيره للزواج؟ أو لماذا لا يشارك زوجته مع أصدقائه وزوجاتهم(كما هو الحال بأوروبا) ما دام سيتلاشى بهذا الكون بعد سقف زمني بسيط, ويتحول جسده لذرات متحركة تشترك بتأسيس كوكب أو نبات أو نعل مثلا! هذا الإنسان لا يستطيع أن يصل لقانون, سوى تلك التي تضمن له بقاء الأنا, بل هو ضد كلٌ قانون من البداية.
نحن, القصة مختلفة لدينا, فالإنسان كائن له جانب مادي وآخر روحي. بل يمكن أن أقسّمها لطبقات هي:
1-النفسية (الروحية):
-المنطقية (Reason).
-الأنزعيٌة (Passion).
-الغرائزيٌة(Appetite).
2-الجسمانية (الظاهرية أو Aspect).
-العقلانية.
-العاطفية.
-الفيزيولوجية.
الإنسان محكوم بحاجته المادية – طعام, نوم, جنس.. الخ- لكنه أيضا قادر على توجيه هذه الحاجة بتوجيهات عاطفية خاضعة بدورها للطبيعة الغرائزية خاصته, ونحن هنا إذ صنفنا "العقلانية" كقمة للماهية المادية, فإننا لم نقصد المفهوم المبتغى من العقل (Rationality), بل العقل بظاهره النَعتيٌ (Intellect), ذلك لأن العقل أشبه بآلة وطريقة عملها غير خاضعة لآلية كاملة بل بحاجة لإدارة مباشرة وإشراف سيكون بمرحلة متقدمة.
وإذا ارتبطت العاطفة بالغريزة فإن الغريزة سترتبط بالهوى (النزعة) التي تفاقم منها أو تقلل, وكلُّ ذلك عليه أن يخضع لطاقة العقل المنطقية. الأمر كعربة تجرها جياد عديدة, لكنما تحتاج لحوذي يقودها ويسيّرها, والمنطق هو الحوذيٌ هنا. ربما لهذا اختارت قناة الحرٌة الأمريكية شعار الجياد الفارٌة كعلامة للضياع والفوضى المطلوبة للشعوب العربية المسلمة.
الإنسان عندنا كيان يكدح بخط واضح نحو الحكمة والكمال الأقرب نقطة للمطلق, فالكدح الذي ورد بقوله تعالى { يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ } (الانشقاق/ 6 )
أنما هو حالة نضالية مستمرة نحو نقطة عليا محددة. إنساننا محكوم بثوابت منطقية وقوانين تراعي مصلحة المصير البشر لآلاف سنين قادمة, بينما إنسان المادة لا يرى أبعد من عضوه التناسلي. إنساننا يؤمن بالعدالة الاجتماعية كترجمة للمساواة ذات المفهوم الجوهري الغير قابل للتحقيق بحذافيره المثالية الباهتة لدى الإلحاد. الإلحاد اسم يقترن بالفوضى والهروب والصراخ والضجيج, والإيمان اسم يتناغم مع العقل والتأمل والمنطق والهدوء والتكامل.
الحضارة الغربية أسقطت مفهوم الأسرة, بشكلها العام والتقليدي, فالأسرة غير ملزمة من التشكل من رجل وامرأة, بل رجلين وأطفال أو امرأتين وأطفال, أو رجل وأطفال أو امرأة وأطفال. الإنسان بالفكر الإلحادي مجرد حقل تجارب وحيوان داجن يستطيع القتال لأخذ ما يشاء بالمجتمع الغابيٌ الذي أسسته المادة. القانون غير خاضع لثوابت, وبالتالي فلا مشكلة بتغييره كاملا بكل حين. لا قدسية لأي شيء, فلماذا تكون هناك قدسية لحفظ الأسرة من التشرذم؟
نتائج التغييرات على الحركة النسوية:
وبما أن الفلسفة الحديثة تنادي بالفرد كسلطة مطلقة, فلاشك أن تنادي المرأة بفردانيتها. ولعلني لا أرجع النسوية للاضطهاد كما تفعل النسويات, فمشاكل النساء هي جزء من مشاكل مجتمعات لا تُحل إلا مجتمعة ولا يمكن حل جانب منه على آخر. ومهما كانت الظروف فإن الفكر النسوي المتطرف منتشر حقا بأوروبا والدول الإسكندنافية,
ومن مميزات هذا الفكر هو التمركز حول الأنثى والسعي لتهميش الرجل تماما عن حياة الأنثى بما فيها الحياة الجنسية
التي تزمع أغلب المناديات لحقوق المرأة -بكل أقطاب الأرض تقريبا- أن تتحول لمفهوم سحاقي, ولعل الدكتور عبد الوهاب المسيري يبدع حقا بتعريف هذي الآلية الفكرية ببحثة "التمركز حول الأنثى" الذي أحدث ثورة فعلية بالمفهوم والموقف الثقافي العربي إزاء هذه الحركات الفاشية ذات التحيز الجنسي:
(وإذا كانت حركة تحرير المرأة قد دارت حول قضية تحقيق العدالة للمرأة داخل المجتمع، فإن حركة التمركز حول الأنثى تقف على النقيض من ذلك. فهي تصدر عن مفهوم صراعي للعالم؛ حيث تتمركز الأنثى على ذاتها، ويتمركز الذكر هو الآخر على ذاته، ويصبح تاريخ الحضارة البشرية هو تاريخ الصراع بين الرجل والمرأة وهيمنة الذكر على الأنثى ومحاولتها التحرر من هذه الهيمنة.
ينادي دعاة التمركز حول الأنثى بالتجريب الدائم والمستمر، ويطرحون برنامجًا ثوريًّا يدعو إلى إعادة صياغة كل شيء: التاريخ واللغة والرموز، بل الطبيعة البشرية ذاتها كما تحققت عبر التاريخ، وكما تبدت في مؤسسات تاريخية، وكما تجلت في أعمال فنية، فهذا التحقق والتجلي إن هو إلا انحراف عن مسار التاريخ الحقيقي.
بل أعيد تسمية التاريخ، فهو بالإنجليزية History التي وجد بعض الأذكياء أنها تعني "قصته his story فتقرر تغيير اسم التاريخ ليصبح Her story قصتها!
فلا حب ولا تراحم ولا إنسانية مشتركة، بل صراع شرس لا يختلف إلا من ناحية التفاصيل عن الصراع بين الطبقات عند ماركس، أو الصراع بين الأنواع والأجناس عند داروين، أو الصراع بين الجنس الأبيض والأجناس "المتخلفة" الأخرى حسب التصور العنصري الإمبريالي الغربي.
وتصل هذه الرؤية قمتها (أو هويتها) حينما تقرر الأنثى أن تدير ظهرها للآخر/ الذكر تمامًا، فهي مرجعية ذاتها وموضع الحلول ولا تشير إلا إلى ذاتها، فهي سوبرمان superwoman؛ ولذا تعلن استقلالها الكامل عنه، وحينئذ يصبح السحاق التعبير النهائي عن الواحدية الصلبة ونصل إلى حالة من الواحدية الأنثوية الصلبة والتمركز اللاإنساني حول الذات الأنثوية، وإلى نهاية التاريخ المتمركزة حول الأنثى، وتسود الواحدية السائلة التي لا تعرف الفرق بين الرجل والمرأة أو بين الإنسان والأشياء. ويتم الإشارة إلى الإله في مرحلة الواحدية السائلة هذه لا باعتباره "هو أو هي" إذ يصل الحياد قمته والسيولة منتهاها، فيشار إليه، كما ورد في إحدى ترجمات الإنجيل الأخيرة، باعتباره ذكرًا أو أنثى أو شيئًا. فالإله هو he/she/it !
ومن الصعب على المرء أن يقرر عما إذا كانت هذه هي نهاية السيولة، أم أن هناك المزيد؟ فالتجريب المنفتح في اللغة والتاريخ والعلاقات بين البشر مسألة لا سقف ولا حدود ولا نهاية لها.
وليس الهدف من كل هذا هو" توسيع آفاقنا وتحطيم القوالب الذهنية التقليدية أو الدينية الجامدة التي يتعامل كل جنس مع الآخر من خلالها وسجنه فيها" كما يقال وإنما هو ضرب فكرة المعيارية والإنسانية المشتركة في الصميم حتى يتم تسوية الجميع.. وليس مساواتهم!. )
والمثير للانتباه أن هناك رجالا يساعدون على هذا اللون من الفكر النسوي, ولا يترددون بوصف أنفسهم بالدونية والوضاعة لكونهم ذكورا, الأمر الذي يستدعي دراسة متخصصة لنفسياتهم بشكل عام.
تأثير الحركة الفمنزمية على نفسية المرأة الأوربية والعالمية ككل:
المرأة الأوربية تعيش مع رجل محكوم نسويا, مع رجل يخجل أن يتحدث بصوت أجش لكي لا يوصف بأنه "ذكر بربري", وهذا يدل على أن هناك ثقافة أنثوية متطرفة على المجتمع, والتي همّشت الذكر تماما ومحت قيمته الإنسانية وبريقه الخاص. ولا عجب أن يتساوى بالإثارة بينه وبين امرأة أخرى ما دام يحاول تقليد المرأة أصلا بشخصيتها وتقاليدها.
ليس عجيبا على هذي المجتمعات أن تضيع بوديان اللذة والتطرف والنسوية, مادامت ظروفهم قد آلت بهم لما آلت إليه, لكنني أتسائل حقا عن المسلمين الذين يرون بهؤلاء "أصدقاء" لهم؟
حقيقة لقد عشت بالولايات المتحدة منذ سن الخامسة عشرة وحتى يومي هذا, وأنا بالعشرينات, ولم أتخذ أمريكيا أو غربيا كصديق أو رفيق على الإطلاق.
بل بالكاد أحاورهم بباب قاعة للمحاضرات. أبدو للكل غريب الأطوار لكن إجابتي هي ذاتها لا تتغير: ليس عندي ما هو مشترك مع هؤلاء.
كل شيء قد يكون متفاوتا حسب شخصياتنا, لكني أتساءل عن معني أن تزور فتاة منزل صديقات لها وبكل بساطة تمارس الشذوذ الجنسي؟ أفكر أحيانا - ومعذرة منكم - بمعنى أن أكون شاذا فأشعر بحالة غثيان بمعدتي وأجدني أرفض هذا بكل المعايير.
فلماذا لا تفكر الفتيات بهذه الطريقة؟ لماذا يُزعم أن الرجل هو صاحب الشهوة المستعرة بينما نرى الفتيات هن الأكثر تورطا بالعلاقات الجنسية؟
أتسائل حقا عن معنى أن تستمر الفتاة لسنة كاملة بممارسة غير سوية؟
قد تكون متشبعة بأفكار اجتماعية أوربية
لكن ما معنى أن تستمر لسنة؟ وهل قدوم الخطيب هو السبب بالتوقف؟ أنا لا أحاول أن أحاكم الفتاة, لكني أستفهمكم وبحيرة (كمختصين نفسيين) بأمر النساء وسهولة هذي الأمور عندهن؟ هل للأمر علاقة بتشجيع الإعلام الغربي والنسوي (المنادي بحقوق المرأة) للنشاط الجنسي الشاذ كما أعتقد أنا؟ أم أنني مجرّد شخص عنيد ومخطيء كما يعتقد أغلب المحيطين بيّ من الأصدقاء والذين يتمتمون لائمين أن الدراسة "لحست دماغك" يا أبو حميد؟ و من هو الملحوس الدماغ يا قوم؟ أنا أم هذا المجتمع أو هذا العالم الضائع بفلسفات سطحية ومادية؟ هذا العالم الأوربي الذي يصدر لنا المتفجرات الاجتماعية ببراميل ممتلئة عسلا يغطي أصابع النابالم والديناميت الاجتماعي؟ أنا أم فضائياتنا المنادية بالجسد الأنثوي والرقص الأنثوي والمتاجرة النخاسية بالأنثى؟
هذه البنت المسكينة هي ضحية لإنترنت ولأفلام ولمن تعتقد أنهن صديقات لها, وللأسف فالأمر لا يبدو سهلا. أحيانا أفكر بأن أنصح غيري لقراءة كتب أو أدخل معهم بنقاشات, الأمر الذي يزعجهم ولا أدري شخصيا كيف يمكننا أن ننقذ هذي الأمة؟
ينصحني البعض أن أكف من التفكير بغيري والعالم, وأن أرحم شبابي قليلا أو أن أفكر بما يفكر به الشباب عادة. لا أدري بمَ أجيبهم, وهل خطأي أن الله لم يخلقني نعامة؟
أضع حيرتي بين أيديكم, وأنتظر منكم الإجابة. كلّكم, بقدر ما تستطيعون أيها الخبراء والخبيرات من الرد هنا, فأنا أريد سماع كلّ آرائكم.
دمتم برعاية الله.
31/10/2004
رد المستشار
صديقي كلامك متناقض في مسألة الدين (المسيحية) وعلاقته بالفردية...
فأنت تارة تقول : "لعل ظهور الموقف الإنساني يعود أولا للاضطهاد الشنيع الذي لاقاه الفرد بظل دولة الفاتيكان والسلطة اللاهوتية بأوروبا, تلك السلطة التي همّشت الفرد تماما لأجل مفهوم "الرب" المسيحي الذي يترجمه رجال الدين ونساؤه حسب مزاجياتهم. كرد على هذي برزت حركات إصلاح تدعو لحقوق الفرد و أهميته, و لعلها حقا بدايات الفكر الفرداني الذي صار يقدّس الفرد"
ثم تعود وتقول: "أنكر السوفسطائي بروتاغوراس أي حقيقة لا مادية وعزا كل الحقائق للإنسان بقوله: الإنسان مقياس كلّ شيء.
ورغم أن سقراط شخصيا قد فنّد هذي المقولة بشك لا يبارحه الشك, إلا أن بطش الكنيسة أعاد للذهنيات تعظيم الفرد وذاته." كيف يكون بطش الكنيسة معاكسا لتهميش الفرد كما قلت ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أراك متحاملا على الثقافة الأوروبية وتصفها بالانحلال التام وبالإلحاد وبتهميش دور الذكر والتمحور حول الأنثى...
إلى آخر ما ذكرته من رأيك..
ومن أجل أن ننصف العقل والمنطق الذي تشيد أنت به على أنه الحوذي الذي يوجه جياد الشهوة والغرائز، فلا بد أن أطرح عليك عدة أسئلة منطقية والتي تهدف إلى أن نفهم نحن جميعا بصورة أفضل وأكمل كل جوانب الموضوع:
- تقول أنك قد عشت في الولايات المتحدة منذ سن الخامسة عشرة ولكنك تجنبت الاختلاط بهذا المجتمع... كيف إذا سوف تحكم عليه بموضوعية؟؟؟؟
- تقول أن السحاق نتيجة تهميش الذكر فهل هذا معناه أن اللواط تهميش للمرأة؟؟
- اللواط موجود تاريخيا منذ قديم الزمان وبنسبة تقدر بحوالي 10% من كل مجتمع أو حضارة، فكيف تفسر هذه الظاهرة في ظل ما ذكرت من التاريخ أو من تأثير الإلحاد أو الفضائيات؟؟
- كيف تفسر وجود الشذوذ الجنسي عموما في البشر وفي المسلمين أيضا من قبل ظهور الفضائيات والفمنزم وكل هذا بحقب عديدة؟؟؟
- ما رأيك في الملحدين الملتزمين أخلاقيا والذين يقدسون الأسرة والأخلاق... وهم كثيرون؟؟؟؟؟
في النهاية أعتقد أنه لا يمكن إغفال دور التعتيم والجهل بالجنس وبالعلاقات الإنسانية بين الناس عامة وبين الرجل و المرأة خاصة في ظاهرة الشذوذ الجنسي سواء تحدثنا عن اللواط أو السحاق ...
إنك يا سيدي تسطح المناقشة كثيرا عندما تعتبر أن ما فعلته فتاة بجهل هو سمة الفتيات عموما أو الفتيات الغربيات عموما...
لا شك أنك قد رأيت من هؤلاء الملحدين الذين كانوا حولك في الولايات المتحدة أسرا تتسم بالأخلاق الكريمة والمعاملة الطيبة مع الآخرين...
ولا شك أنه من التعميم الظالم أن تقول أن كلهم يتبادلون الزوجات أو أن الأسرة عندهم ممكن تكوينها من أي شيء...
الفارق هو أن هناك بعض الأسر التي توجد فيها الظواهر التي ذكرتها ولكن بالقطع ليس كلها .... كيف تفسر وجودهم واستمرارهم إذا كانت تعميماتك صحيحة؟؟؟؟
في انتظار ردك
وفقك الله وإيانا لما فيه الخير والصواب
ويضيف الدكتور وائل أبو هندي ، الأخ العزيز الفاضل أحمد أهلا وسهلا بك على موقعنا مجانين وشكرا جزيلا على ثقتك، ليست لدي إضافة بعد ما تفضل به مجيبك أخي الأستاذ علاء مرسي، غير أن أشير إلى اتفاقي معك في كثير من المعطيات التي وردت في مشاركتك الدسمة تلك خاصةً وأنني أعتبر نفسي واحدا ممن فتح الدكتور عبد الوهاب المسيري عقولهم على فقه التحيز وعلى حالة السيولة الكاملة التي ينغمس فيها الفكر الغربي وكثيرٌ منا بالتبعية العمياء، وأحيل القراء هنا إلى مقالك المنشور على مجانين، بالسيليولوجزم إثبات وجود الله، وأنا في انتظار ردك ومتابعتك مع مجيبك الأستاذ علاء مرسي ، ودمت سالما لمجانين.