غموض وشرود واستهزاء : حياة آيلة للسقوط
انقباض شديد في صدري
مشكلتي سيدي أنني وقت المشكلة أحاول بكل ما أملك من قوة أن أتحمل، تعرضت لتجربة عاطفية قاسية وحاولت أن أثبت للجميع أنني قوية وأنني لم أتأثر، وبالفعل أكملت تعليمي وتفوقت في مجال عملي وتزوجت وشعرت أنه جاء الوقت لكي أعبر عما بداخلي من أحزان وألم الفراق، فبدأت أشعر أنني أريد أن أسترجع ما حدث ولم أتوقف عن التفكير وحاولت ولكن محاولاتي باءت بالفشل، حتى بعد الزواج والإنجاب لم أستطع أن أنسى بل بالعكس زاد الحزن وكلما مرت الأيام يزداد الحزن. سيدي
أشعر بانقباض شديد فى صدري وأحياناً أبكي فى الليل، ومما زاد من معاناتي أنني تزوجت من إنسان لا يهتم بي ولا بمشاعري، حقاً لقد حاولت فى البداية التقرب منه والتودُّد له ولكنه سبب لي إحباطاً شديداً، والغموض الذي يغلف به نفسه يبعدني عنه، لقد اعترف لي بأنه كان يعاني من اكتئاب، وهذا ما يفسر شروده معظم الوقت وعدم مبالاته بكثير من توسلاتي له أن نتحدث فى أمورنا المشتركة، لكنه يريد أن ينفرد بنفسه معظم الوقت ولا يشاركني بأي قرارات مصيرية، إنه لم يخبرني عن سبب اكتئابه، أخبرني فقط أنه يتابع من وقت لآخر عند طبيب، وفوجئت به منذ مدة يتهمني بالتقصير تجاهه، حاولت أن أفهمه أن هذا التقصير جاء كرد فعل بسبب تجاهله لي ولكنه اتهمني بأنني مريضة نفسياً وأخذني لطبيبه النفسي لكي يتحدث معي وطلب من الطبيب أن يعطيني الدواء المناسب لي مع العلم أنه فى تلك الفترة كان في أسوأ حالاته النفسية من عصبية شديدة وتوتر وقد ترك عمله وقدم استقالته من الوظيفة وقال ما فائدة العمل وكلنا سنموت، ولم يكتف بذلك بل ظل يشتكيني لأصدقائه وهدّدني أنه سيشتكيني عند أهلي لعدم اهتمامي به وباحتياجاته وهددني بالزواج من أخرى وقد اشتكى للطبيب مني وكلمني الطبيب بأنني لابد أن أطيعه وأنا أستمع وأنا مندهشة كيف وصل بي الحال أن رجلاً غريباً يتحدث معي فى شأن خاص؟!
وكيف للزوج أن يسمح لنفسه أن يضع زوجته فى موقف كهذا؟! وكيف أطيعه وهو لا يتكلم معي ولا يحادثني، وبعد يومين اتصل بي الطبيب وقال لي كيف الأحوال؟ وما الجديد؟ قلت له أن زوجي نام بالخارج، سألني عن السبب قلت أنه طلب مني طلباً ولم يجد مني رداً يرضيه، هنا قال لي الطبيب هذه الأمور بالتفاهم وهذا الأمر ليس حيوانياً ولا ينبغى أن يكون بهذا الشكل ولم يتحدث فى هذا الأمر كثيراً وطلب مني أن أساعد زوجي لأنه يحتاج للمساعدة، وقلت له أنني لا أستطيع أن أتحمل حياة كهذه ووعدني أنه سيفعل ما بوسعه لكي يصلح ما بيننا، ولكن الأيام تمر ولا جديد والأزمة تتكرر والعصبية فجأة تتحول لهدوء قاتل وتجاهل كما هي العادة، وأنا حالتي تسوء يوماً بعد يوم وتجاهله لي يزداد يوماً بعد يوم
سيدي، أنا الآن أتذكر كل ما هو سيء حتى منذ طفولتي وأبكي كلما تذكرت إهانة والدي لي وضربه العنيف وسوء معاملته لي.
سيدي، أنا في عملي شاردة ولا أركز بسبب كل ما أشعر به، وأخاف أن يتطور الأمر
19/3/2020
رد المستشار
شكراً على مراسلتك الموقع.
هناك ثلاثة جوانب لرسالتك وهي:
أولا حالتك النفسية التي تعكس إحباطا مزمنا وصدمات في الطفولة، وأعراض اكتئاب مزمن. لا يمكن للموقع الحكم على التشخيص، وأفضل من يفعل ذلك استشاري في الطب النفسي ولكن ليس الذي يشرف على علاج زوجك الفاضل.
ثانياً هناك التأزم الزوجي المستمر ولا شك أن حالة زوجك النفسية تلعب دورها ولكن العلاقة الزوجية بحد ذاتها بعيدة عن الكمال.
ثالثا تواصل طبيب زوجك معك هو أشبه بحليف لعدو. لا أظن بأن هذا الطبيب أو غيره يستطيع تبرير حديث طبيب زوجك معه. الطبيب النفساني يجب أن يلتزم موقف الحياد ومهمته الاستماع لمراجعه، علاجه، ومساعدته على استيعاب سلوكه وتأثيره على الآخرين.
الأفضل من ذلك كله هو محاولة التفاهم مع زوجك حول أزمات الحاضر وأهداف المستقبل. أما أنت فعليك أن تتوجهي إلى طبيب غير طبيب زوجك.
وفقك الله
ويتبع>>>>>> : غموض وشرود واستهزاء : حياة آيلة للسقوط م1