أشعر فقط بوجودي لا بحياتي! طبيعي؟! م
أعاني كثيراً من التفكير وتذكر الماضي وأيام الطفولة
السلام عليكم. لا أعلم هل مشكلتي نفسية أم لها تشخيص آخر؟ حيث أني أعاني من ذاكرة قوية جداً فيما يتعلق بالمواقف اليومية بغض النظر عن أهميتها أو تفاهتها حتى أني أتذكر مواقف كثيرة منذ طفولتي ليست لها أي أهمية على الإطلاق لدرجة أني إذا مررت بموقف معين أو حوار معين أتذكر الكثير والكثير من المواقف المشابهة التي مرت علي في حياتي في تلك اللحظة!.
كذلك فإن أهلي والأصدقاء يصدمون للمواقف والحوارات التي أتذكرها على مر السنين. ومن سلبيات هذا الشيء أني لا أنسى أي موقف من حياتي سواء كان سعيداً أو حزيناً، وكثيراً ما تستحضر هذه المواقف نفسها وكأني أشاهد فيديو مصوراً، والكثير من هذه المشاهد تكون تافهة جداً، ومن زمن بعيد ولكن تأتيني كل يوم.
كذلك أعاني من الإفراط في التفكير، قد تتوقع أني أفكر في هموم الحياة والعمل ولكن الموضوع ليس كذلك مطلقاً، فوضعي المادي جيد وناجح في وظيفتي _ والحمد لله _ ليست لدي أي مشاكل وصحتي جيدة وأمارس الرياضة، وأنا مؤمن كل الإيمان بالله _عز وجل_ لكن منذ اللحظة الأولى التي أفتح بها عيني حتى لحظة نومي لا يتوقف دماغي عن التفكير وبشكل مفرط في أمور مختلفة وليست ذات أهمية على الإطلاق، حتى لو كنت أتحدث معك وصمتنا لمدة ثانيتين فسأفكر في 600 موضوع في هاتين الثانيتين، حتى وأنا أكتب هذه السطور الكثير من الذكريات والمواضيع المختلفة تستحضر نفسها من دون أي سبب.
سابقاً وأنا صغير كنت ألاحظ على والدي _مع أنه ذكي وحكيم صراحةً_ كثرة التفكير، وأحياناً أراه يلفظ كلمتين أو ثلاثاً مع نفسه، ولم أكن أفهم الموضوع حتى فهمت مؤخراً أن ذلك بسبب كثرة تفكيره، وكانت لديه ذاكرة قوية أيضاً ولكن أصبحت ذاكرته ضعيفة، وأحياناً لا يركز في الكلام، وهو عمر 63 سنة.
أنا لا أعاني من هذا الموضوع (كثرة التفكير والذاكرة القوية) لأني كنت أعتبره طبيعياً، لكن مؤخراً من كثرة الإرهاق في التفكير اللاإرادي _حقيقةً_ وكثرة المواقف والذكريات القديمة أو الجديدة التي تستحضر نفسها بدون أي سيطرة لي عليها بدأ الموضوع يؤثر علي نفسياً.
أصبحت أحياناً أواجه حالة كآبة، أصبح لدي تقلب في المزاج، لا أستطيع التركيز في قراءة الكتب أو القرآن الكريم، لم أعد أستطيع التركيز والخشوع في الصلاة، أريد أن يصفى ذهني، ولا أدري ما الحل؟
أفيدوني
جزاكم الله خيراً.
2/4/2020
رد المستشار
ورغم ذلك ورغم الظروف التي ذكرتها... فأنت موجود... ورغم معاناتك التى سردتها فأنت موجود. فذاتك هي وجودك ووجدودك هو ذاتك... استطعت أن تقف وتصمد وتناضل لتصل إلى هدفك... مشكلتك أنك تنظر وتجتر ذكريات ماضيك وتنظر إلى المواقف مهما كانت... ذاكرة تختزن كل الذكريات بحلوها ومرها.. ليس هذا بمرض. لكن يبدو لي أنك تعاني الكآبة التي ذكرتها في آخر رسالتك المقتضبة...
حاول أن تستغل اللحظات في دعوتك إلى الله والتقرب إليه وأن تحمده على كل شيء... حاول أن تغير من نمط حياتك وأسلوب تفكيرك...
حاول التخفيف من حالتك من خلال:
• التواصل مع الأصدقاء وأفراد العائلة أو الانضمام إلى مجموعة توفر فرصًا لتحسين مهارات التواصل.
• ممارسة أنشطة ممتعة مثل المشى السباحة التنزه
• تذكر نجاحاتك.
• كلما شعرت بالارتباك أو الخوف أو الخجل.. تذكر الهدوء "وخذ نفساً للاسترخاء"
• كافئ نفسك، عندما يكون أداؤك الاجتماعي جيداً.
ملاحظة: وما أريده منك هو أن تستغل هذه القدرة على السرد لهذه الذكريات, أي أن لك من القدرة على الحفظ, بأن تستغلها في قراءة الأدب والشعر وأيضا العلوم الأخرى... لتظل وتبقى عالقة في ذهنك ولتمتع وتتحف الآخرين بقدرتك على التذكر لما قرأته من نوادر وتحف أدبية وشعرية...
أنت لست بحاجة لعلاج نفساني... حتى الأعراض التي ذكرتها في رسالتك, تستطيع أن تكافحها...