قضاء الصلوات. كيف يفكر الموسوس؟ م9
السلام عليكم
آنسة رفيف، أعدك آخر مرة أرسل لك ولكن بعد الله ساعديني.
آنسة رفيف، استشارتي طويلة أرجوك اقرئيها بصدرِ رحب وأعدك أن هذه آخر رسالة أرسلها لك وأعدك لن تري مني أي سؤال وسواسي بعد ذلك، ولكن أرجوك _الله يحفظ لك من تحبين ويرزقك سعادة الدارين_ أجيبيني ولا تجامليني، إذا فعلاً أفعالي التالية تعتبر ردة أبلغيني بذلك أرجوك واكتبي الأجوبة هكذا من فضلك: جواب السؤال الأول، جواب السؤال الثاني. حتى أفهم ويرتاح هذا القلب. اعتبريني مجنونة وأعطيني من وقتك القليل وأجيبي إنسانة تدمرت من ماضيها السيء.
بدايةً وأولاً: حصلت هذه الأمور التالية قبل سنوات عندما كنت في أول ثانوي في 2010 تقريباً: الأمر الأول: جاءت لي رسالة نكتة وهي أن جميع المستشفيات يضعون على مدخل المستشفى آية "وإذا مرضت فهو يشفين" إلا المستشفى الفلاني يضعون آية "قل إن الموت الذي تفرون منه فإنه مُلاقيكم" وللأسف أنني من سذاجتي ضحكت على هذه النكتة وقلتها لأخواتي ولكن الذي أتذكره الآن أن ضحكي لم يكن على الآيات والقرآن والعياذ بالله بل ضحكي كان على نفس المستشفى أنه لماذا يضع هذه الآية ويخوف الناس؟
فهل الذي يذهب المستشفى للعمل بالأسباب ولطلب العلاج يعتبر فاراً من الموت؟ ضحكي كان على تفكيرهم. الأمر الثاني: كنت أنا وأخواتي ذاهبين إلى مكان ما فقلت لهم مازحة "انطلقوا إلى ظلٍ ذي ثلاث شعب" فضحكت مني أختي مع العلم أنه لم يكن قصدي استهزاءً بالآية بل قلتها من باب الاستشهاد بها "انطلقوا" أي اذهبوا ولكن لا أعلم لماذا ضحكت مني أختي وقتها؟!.
سؤالي هو: هل أكون كفرت عندما صدر مني الأمر الأول والثاني؟ وإذا كفرت، فكيف تكون التوبة من ذلك؟ هل أنطق الشهادتين؟ مع العلم أن الكلام قبل سنوات طويلة ولم أتذكره إلا مؤخراً وأشعر بالندم.
السؤال التالي: قبل 6 سنوات في 2014 تقريباً (أي بعد دخولي الجامعة) ومحاولتي لتصحيح الماضي سألت أحد مواقع الإفتاء ونص السؤال هو: أنني قلت عن نفسي والعياذ بالله أنني يهودية في شجار مع أختي وأن ذلك حدث في (فترة المتوسط أو الثانوي لا أتذكر كثيراً) وطبعاً الآن أنا في 2020 ولا أعلم لماذا سألتهم، هل كان سؤالي وقتها من وساوس وشك؟ لأنني وقتها بدأت معي الوساوس في 2014 تقريباً، وكنت أفتش في الماضي وقتها فلا أعلم الآن هل كان سؤالي لهم نابعا من يقين أنني قلت ذلك عن نفسي أم أنه كان ناشئا من وسوسة؟
ولكن خلينا نقول على فرض أنه فعلاً أنني قلت ذلك عن نفسي فأنا وقتها، أي عندما قلت عن نفسي أني يهودية كنت أصلي والموقع أفتى لي أن من قال عن نفسه ذلك يعتبر مرتد ولكن يُحكم بإسلامه إذا كان يصلي، وعند إجابتهم لي ارتحت، ولكن بعد ذلك تذكرت للأسف أن صلاتي في فترة الثانوي كانت بدون طهارة عمداً مني، أتدرين لماذا؟ لأنه وقتها هناك معلمة أخبرتنا أن العادة توجب الاغتسال ولكن كسلاً مني وقتها لم أغتسل، فكنت أمارس العادة بدون اغتسال بعدما أخبرتني المعلمة إلى أن نسيت أمر الاغتسال هذا.
ومرت السنوات إلى 2014 وقرأت أنه يجب الاغتسال من العادة وأن الصلوات باطلة ودخلت في هم كبير فاغتسلت عن كل الجنابات وقررت قضاء الصلوات ولكن المعضلة الآن في 2020 لا أعلم هل كنت أنزل أصلاً في 2010 إلى 2013 (عندما أخبرتنا المعلمة أن العادة توجب الغسل) أم لم أنزل؟ ولا أعلم لماذا قررت قضاء الصلوات في 2014؟ هل فعلاً كنت متيقنة أنني أنزلت في فترة الثانوي لذلك قررت قضاءها؟ والآن ناسية هل أنا أنزلت أم لا؟ أم حتى في 2014 عندما قررت تعديل الماضي لم أكن أعلم إذا أنزلت أم لا؟ وفهمت بشكل خاطئ أن العادة بحد ذاتها توجب الاغتسال بينما الصحيح أنها توجب الاغتسال في حال الإنزال فقط. يعني باختصار: هل كنت متيقنة أني أنزلت والآن غير متقينة؟ أم أني قبل والآن غير متقينة؟ التبست عليّ الأمور بحكم أن الموضوع قديم منذ سنوات.
فسؤالي المهم هو: لو أنني فعلاً أنزلت والمسألة ليست وساوس وشكوك وأني قلت فعلاً عن نفسي أني يهودية أمام أختي وصدر ذلك فعلاً ويقين مني، فهل يحكم بإسلامي مع أن صلاتي بدون طهارة عمداً؟ وهل أقضي الصلوات أم لا؟ هذا السؤال مهم جوابه عندي، أريد أن أعرف أقضيها أم لا؟ أنا أشعر أنني أريد قضاءها حتى أرتاح.
أخيراً يا آنسة رفيف، أنا تبت من العادة وتبت من كل شيء وأشعر بالغضب من نفسي. ستقولين لماذا كمية الجهل هذه في أمور دينك في السابق؟ سأقول لك وقتها كنت أظن دراستنا لمواد الدين في المدرسة كافية لمعرفتنا بأحكام الدين، لم أكن أعلم أن هناك تفاصيل يجب معرفتها. أنا تعبت يا آنسة رفيف، تعبت من اجترار هذا الماضي السيء. أريد أن أقضي الصلوات التي بدون طهارة ولكن يأتيني كلام من نفسي: لماذا تقضينها وأنت قلت عن نفسك وقتها أنك يهودية وبحكم أن المرتد لا يقضي العبادات إذا عاد للإسلام، فسواء كنت متيقنة أنك أنزلت أم لا، لا يهم القضاء لأن المرتد لا يقضي العبادات.
ولكن أيضاً يأتيني كلام من نفسي أنه ربما أنك كنتي موسوسة فبالتالي أنتي لم تقولي عن نفسك كذلك وكنتي وقتها متيقنة أنك أنزلتي لكنك الآن ناسية وتبقى هذه الصلوات في ذمتك ويعاقبك الله لعدم قضائك لها في حال كنتي متيقنة سابقاً من الإنزال، بغض النظر أنني الآن لا أعلم هل أنزلت أم لا. هكذا أنا في دوامة وتعبت، في نفس الوقت لا أريد أن يكون في ذمتي صلاة لم أصليها، ولا أريد أن أقضي صلاة ليس واجباً عليّ قضاؤها فأكون مبتدعة في الدين.
كل هذه الحيرة أتعبتني أرجوك أجيبيني وأعدك لن أعود للسؤال مرة أخرى
وإذا تذكرتني اسألي الله لي الشفاء بظهر الغيب.
7/4/2020
وأرسلت بعد 4 أيام تقول:
تكملةً لاستشارتي السابقة.
آنسة رفيف رسالتي هذه تكملة للرسالة السابقة، أريد أن أكمل المواقف التي حصلت لي في فترة الثانوي والمتوسط:
1_ في المدرسة نزل مطر في أحد الأيام وكان الجو جميلاً ولكن عندما نزلت إحدى الفتيات في ساحة المدرسة وكنت يعني لا أحب تلك الفتاة توقف المطر فجأة بإرادة الله طبعاً فقلت لصديقتي ممازحة أنه عندما جاءت فلانة توقف المطر وأصبح الجو مشمس يا ليتها تذهب فالجو كان جميلاً قبل نزولها، نريد أن ينزل المطر مجدداً، ولم يكن قصدي أن تلك الفتاة مسؤولة عن نزول المطر أو توقفه وإنما قلت ذلك لا أعلم لماذا؟! ربما لكرهي لها في ذلك الوقت فهل خرجت من الملة ؟
2_ كان هناك أغنية عن الوطن العربي وما يحدث فيه من نزاعات وقالت المغنية هذا المقطع "لا تقول مسلم ومسيحي كلنا واحد وإخوان، لا تقول سني ولا شيعي كلنا اسمنا إنسان" وأظن قصدها إخوه في الوطن والإنسانية وليس إخوة الدين، وطبعاً أنا للأسف رددت هذا المقطع فهل خرجت من الملة؟ قرأت أن حكاية الكفر ليست كفراً، فهل تنطبق على من ردد كلمات أغنية فيها ألفاظ كفر؟
3_ إحدى قريباتي زوجها معلم وقديماً روت لنا موقف حدث معه مع طلابه فقال ممازحاً لهم في إحدى الحصص آية "وتحسبهم أيقاظاً وهم رقود" (والمراد بها طلاب الصف) أي أنهم نائمون ولايشاركون معه فرد عليه أحد الطلبة أيضاً ممازحاً "وكلبهم باسطٌ ذراعيه بالوصيد" وكان يقصد المعلم وضحك الجميع حتى المعلم نفسه وأعتقد الضحك كان لتشبيه المعلم بالكلب والمقصد إحراج المعلم وطبعاً نعلم أن هذا سوء أدب مع المعلم وسوء أدب في استخدام آيات الله ولكن حدث ذلك وأستغفر الله. وبعد ذلك رويت هذه الحادثة لصديقاتي وضحكنا جميعاً وأيضاً أعتقد أننا ضحكنا لنفس السبب وهو أن الطالب شبّه المعلم بالكلب
ولكن للأسف يا شيخ أنني كذبت على إحدى الصديقات لإظهار أن دمي خفيف وليتني لم أفعل ورويت لها هذه الحادثة على أساس أنها صدرت مني، فلقد أخبرتها أنه خلال غيابها عن الصف أن إحدى معلماتنا قالت لنا "وتحسبهم أيقاظاً وهم رقود" فرديت عليها أنا "وكلبهم باسطٌ ذراعيه بالوصيد" فضحكت صديقتي هذه والضحك كان فقط على تشبيه المعلمة بالكلب وأنني سخرت من المعلمة عندما شبهتها بالكلب، وأعلم أن هذا سوء أدب وعدم احترام للمعلمين ولكن هذا الكلام حدث قديماً فلقد كنا في مرحلة المتوسط وطائشين وأعلم أنه ليس عذراً ولكن ماذا عساي أن أقول بعد حصول هذا؟
فأنا أشعر بالخجل من الله بعد تذكري للموقف ولم أتذكره إلا الآن وأنا عمري 26 والذي أتذكره أن الضحك كان على تشبيه المعلم بالكلب والسخرية من نفس المعلم وليس على القرآن والآيات، وأخشى أنني قد كفرت عندما ضحكت مع أنني عندما تذكرت هذه الحادثة انقبض قلبي. سؤالي هل كفرت عندما ضحكت وعندما رويت هذه الحادثة على أساس أنها صدرت مني؟ فأنا لم أكن أعلم أن الأمر يصل إلى الكفر.
هذه مواقف تذكرتها وأشعر بالخزي والعار من نفسي، أريد أن أعرف هل أنا كفرت؟ ستقولين ليس من صلاحيتي أن أكفر أحداً ولكن أريد منك الحكم الشرعي فيمن يضحك على أشخاص ومواقف وليس القصد الضحك على القرآن والآيات فأنا منذ طفولتي أعلم أن القرآن والأحاديث خط أحمر لا يُسمح لأحد الاستهزاء بها، فضحكي كان ليس قصداً على القرآن ولكن لا أعلم لماذا أشعر الآن أنني قد يكون ضحكي على القران والعياذ بالله ولكني أستبعد هذا الأمر مني فأنا مثلما ذكرت أني من طفولتي أعلم أن القرآن خط أحمر فكيف سأضحك عليه! لا أعلم لماذا أنا هكذا الوساوس تمكنت مني وسيطرت عليّ؟!
أنا ذهب لدكتورة نفسية وصرفت لي علاج فافرين وهو للوساوس القهرية، أتحسن عليه فترة ولكن بمجرد أن أتركه تعاودني حالات الوساوس والاكتئاب. ستقولين أهملي الوساوس ولكن الموضوع صعب جداً فأنا إذا تجاهلتها أشعر بالتعب.
11/4/2020
رد المستشار
أهلًا وسهلًا بك مرات وكرات يا "أمان" على موقعك مجانين
المسألة لا تحتاج وعودًا بعدم السؤال، فالمشكلة ليست في إرسال الأسئلة، وإنما في تكرار السؤال نفسه ولو بطرق مختلفة. إن كان لديك سؤال جديد فأهلًا بك كل يوم، أما إن كنت تكررين الأسئلة نفسها للحصول على بعض الاطمئنان فنحن آسفون، لأننا لا نجيب على مثل هذا...
واعذريني فلن أجيب كما طلبت مني: (الجواب الأول... الجواب الثاني...) فكل أسئلتك وسواس لا علاقة لها بردة ولا بإسلام، ولا داعي للتفصيل والشرح.
باختصار: أنت كأغلب الشباب والشابات، الذين يحبون الضحك واللهو، وليست لهم اهتمامات دينية في بداية حياتهم. فالصلاة والصيام –باعتقادهم- تكفي وزيادة للتقرب إلى الله تعالى في هذه الحياة، وأما باقي الأمور فلا يفكرون فيها، ولا داعي لذلك أصلًا عندهم......
غالب الشباب هكذا!! وإذا كان الجميع كفارًا (حسب مؤدى كلامك) فهذه مشكلة كبيرة!!!
الأمر لا يعدو أن تكوني –ويكونوا- مسلمين عاصين، وطريق التوبة أمامهم مفتوح ليعودوا فيتركوا المعاصي ويلتزموا بالعبادات وسائر الأحكام التي تخص حياتهم.
والتوبة تفتح صفحة جديدة في حياة الإنسان، فيرمي ما سبق وراء ظهره، ويتعلم ويطبق ما تعلمه. وكثيرة هي الأسئلة عن العبادات الفاسدة التي كان الشاب يؤديها عندما كان مستهترًا مائلًا للهو والعبث، ولست أنت الوحيدة التي تسأل عن ذلك، لكن سؤالك يصاحبه وسواس، وهناك من يسأل بغير وسواس.
والمطلوب منك الآن: انسَي الماضي كله، وتابعي تعلم أمور دينك بانتظام، وكلما تعلمت شيئًا طبقيه...، أما الفترة السابقة التي كنت لاهية فيها وشاردة عما يراد منك، إذا كنت غير متأكدة من حسن طهارتك، صلِّ كل يوم يومًا قضاء، بنية (قضاء آخر فرض مما عليك)، فإن كان عليك قضاء وقع عنه، وإن لم يكن عليك شيء أخذت ثواب نافلة. وابقي هكذا إلى أن يغلب على ظنك أنك أتيت بكل الفروض التي شككت في صحتها.
القضاء متعب، نعم...، لكنه ضريبة اللهو والراحة الزائفة قبل التوبة...
طبقي هذه الأسطر الأخيرة فقط، ولا تحاولي التفكير في أي شيء آخر. وداومي على الأدوية، ومن الطبيعي جدًا أن يعود الوسواس إليك بعد إيقاف الدواء، ومن الطبيعي جدًا أن تتعبي عند محاولة التجاهل. عليك أن تصبري على الدواء، وعلى ألم التجاهل حتى تنعمي بالشفاء، الصبر مرٌّ ولكن عاقبته طيبة
عافاك الله، وأهلًا بأسئلتك التي لا علاقة لها بـ(هل أنا كافرة).
ويتبع >>>>>> : قضاء الصلوات ! كيف يفكر الموسوس ؟ م11