الوساوس الكفرية: أشعر أنها مني!
وسواس قهري
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. قبل فترة أرسلت مشكتلي في موقعكم وكان جوابكم جداً مطمئن للنفس فجزاكم الله خيراً. الآن مشكلتي ليست كما في السابق، إنما اشتدت عليّ وزادتني هم وخوف، فكلما أقول إنما هي وهم وهذه الوساوس هي من صريح الإيمان يقول أن هذه من نفسك وليس شيطان، لي شهور على هذا الحال وكل شهر يزداد الحال.
الآن مشكلتي التي زادتني هم هي في التواريخ أو السنين! كيف بالتواريخ والسنين ؟ أنا أقول لكم أنا لدي وسواس الموت من فترة طويلة، ووسواس السب في الله _والعياذ بالله_ أتتني بعدها بفترة قصيرة، فمثلاً أرى تاريخ أو سنة وتأتيني سب أو خيال _والعياذ بالله_ في الله أو يقول أن الله سيفعل هذا الشيء بالتاريخ الفلاني، وهذه الفكرة تكون كارثية _والعياذ بالله_ وحديث في نفسي يقول أن هذا التاريخ المقبل أو السنة المقبلة التي أسأتي فيها لله _عز وجل_ ستموتين فيها لأنك أسأتي لله في هذه السنة أو التاريخ أو الشهر أو عموماً فأخاف وأحزن وأقول لماذا أفرح في هذه الدنيا وأنا عارفة متى سأموت ويومي قليل؟ أعلم أن الغيب لا يعلمه إلا الله _عز وجل_ ولكن غصب عني أصدقه لأن الأفكار أو الكلام الذي يأتي شيء كارثي في الله.
قلت هذا الكلام لأمي وضحكت عليذ وقالت أن هذا وهم، وقالت أنها تحط هذه الوساوس في ذمتها لأن هذا وهم وشيطان وأنتي انبسطي في حياتك، وقالت أن هذا يعتبر من التطيُّر والتطير حرام. عندما اقتنعت أن هذا حرام جاءني كلام في نفسي يقول _والعياذ بالله_ "أتحدى الله في هذا اليوم يأتيني شي" فصرت أبكي وأخاف لأني أعلم أن الله له الحول والقوة، كرهت حياتي وأشعر أن أيامي قليلة.
الآن تجنبت أنني أقرأ تاريخ في مواقع أو حتى بالساعة، أخاف أرى الساعة لاني أتوهم أنه تاريخ وأخاف تأتيني إساءة لله أو يقول أتحدى _والعياذ بالله_ وأنقهر وأحسب متى موتي، تجنبت قراءة كل رقم أو سنة بسبب هذا الشيء. الآن هل فعلاً إذا قرأت تاريخ أو سنة مقبلة وجاءني كلام بذئ أو تحدي لله _والعياذ بالله_ هل سأموت في هذا التاريخ أو السنة؟ لأني لا أفقه كثيراً في الدين. أرجوكم ساعدوني، أعلم أنه مضحك قليلاً ولكن هذا الشيء سبب لي هم وقهر وأصدقه وأخاف غصب عني.
وأيضاً لديّ مشكلة أخرى: في بعض الأحيان إذا جاء كلام في نفسي عن الله _عز وجل_ أشعر أني نطقتها وأني محاسبة عنها ولكن أنا متأكدة أني لم أنطقها، وأنا لوحدي في الغرفة يأتيني شيء يقول أني قلتها ونطقتها فأشعر بالخوف والقهر أني أخاف أني نطقتها، هل حديث الرسول "إن الله تجاوز عن أمتي ما تحدث بهه نفسها إلا إن تكلمت أو فعلت" هل يعتبر أني مثلاً لو نطقتها بيني وبين نفسي يعتبر حديث نفس؟ يعني هل الله يحاسبني إذا نطقتها لأحد ما؟ أو نطقتها لنفسي ؟
أعلم أن حديثي كثير ولكن استحملوني لأنني والله أصبحت حياتي لا طعم ولا لون بسبب هذه الأفكار والواسوس،
وجزاكم الله خيراً.
10/4/2020
رد المستشار
الابنة الفاضلة "نوال" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، ومتابعتك خدمة استشارات مجانين بالموقع.
ما أجابتك به فقيهتنا د. رفيف الصباغ يكفي للرد على تساؤلاتك سواء عن إحساسك (الواهم) أن الوساوس حديث نفس أو أنها منك فقد بينت لك أن ذلك الاختلاط والتشوش في نسبة الوساوس هل إلى الوسواس القهري أم نفسي ؟ هل أنا المصدر أم غيري ؟ فالشك في هذا طبيعي في المريض (أي هو دليل على مرضك بالوسواس).... واتباع هذا الشك لا يودي بالمسكين إلا إلى شك أكبر مما بدأ به... وكل هذه ظواهر مرضية.... تميز مرضى الوسواس القهري أكثر من ميزات أخرى مشهورة في المراجعات العلمية المعاصرة عن المرض.... ورفيف تقدم لك دلائل ذلك من أقوال الفقهاء المسلمين.
المشكلة التي تحسبينها جديدة وما هي إلا تنويعا على ما سبق فهو أي الوسواس يجمع لك التاريخ وفكرة تجديفية مسيئة وحدثا ما أو فكرة أخرى ما كالموت أو غيره ويربطها الربط الوسواسي المعتاد "وهو ربط خرافي لا أساس له من الصحة)... ثم يلف كل ذلك على نفس محور الإساءة للمولى جل وعلا ! وتتعذبين أنت وتجاهدين لتتخلصي منه فتفشلين.... لكن إذا كان كل هذا وسواس وعلاج الوسواس إهماله.... بالتالي ليس عليك إلا إهماله لأنه نفس ما نصحتك رفيف بإهماله.
معنى إهماله هنا هو ألا تتجنبي لا الساعات ولا التواريخ بل أحضري ورقة للكتابة واكتبي تواريخ متعددة ولا تهتمي بما يقتحم وعيك من أفكار لأنها كلها وساوس تحاول دفعك للهرب وللتحاشي أو التجنب مرة أخرى.... ثم لا تلردي على الأفكار مهما اشتد إلحاحها واصلي كتابة التواريخ والنظر إلى الساعات حتى تخفت الأفكار أخيرا مهما اشتدت واحتدت في بداية التعرض.
أسمعك تقولين : (يعني يا مستشار الكلام أو المعاني فظيعة مقززة ولا تليق أبدا وأنا لا أرد عليها ولا أدفعها).... نعم وبالتأكيد نعم ثم إياك أن تستغفري منها لأنها ليست أنت بل هي وسوسة.... وأهم من ذلك أن تكفي عن استبطان مشاعرك تجاه تلك الأفكار..... يعني كفي عن محاولة استشعار رفضك الداخلي للسب أو التجديف من أجل التثبت من أنه ليس من نفسك ؟ أو أنك ما زلت على إيمانك لأن هذا هو آفة الموسوس أو فخ التفتيش في الدواخل.
ردا على سؤالك (يعني هل الله يحاسبني إذا نطقتها لأحد ما ؟ أو نطقتها لنفسي؟) فأما لنفسك فلا حساب ولا عذاب وأما لأحد ما فإن السؤال سيكون بأي غرض تنطقين ؟ هل للشكوى وطلب العون (مثل ما فعلت مع الوالدة الفاضلة) أو طلب العلاج ؟ إذن لا حساب ولا عذاب ؟؟ بل هذا واجب فعله شرعا طلبا للتعافي.... واعلمي أن النطق المقصود حتى الآن هو النطق الإرادي أما النطق القهري فأيضًا لا حساب ولا عذاب لأنه مرض وليس على المريض حرج، أما ما قاله سيد الخلق عليه الصلاة والسلام عن حديث النفس والعفو الخاص بأمته فيمكنك معرفة معناه والرد على تساؤلاتك كلها إن شاء الله في ردنا السابق : وسواس التجديف الكفري والشك : معنى التكلم به؟!
من فضلك يا "نوال" يا ابنتي تكلمي مع الوالدة في أهمية تلقيك للعلاج اللازم كي لا تطول معاناتك وتصبحين فريسة للاكتئاب الجسيم لا الوسواس فقط، ودائما أهلا وسهلا بك يا "نوال" على موقع مجانين فتابعينا بالتطورات.