أنا فتاة تبلغ من العمر 27 عام فأنا خريجة كلية مرموقة أعمل في وظيفة بمرتب جيد جدا, أعانى من عدم حب والدي لي أو لأختى.
فهو لم يساوِ بيني وبين الأخوة الذكور.
حتى أنه يريد حرماني من الميراث. هو لطيف خارج البيت ولكن في البيت فهو نكدي وبخيل ويتميز بحب" الفشر" جدا.
يفتعل المشكلات ويصدقها. أهل أمي والجيران يعلمون ذلك بسبب خناقاته المستمرة. فقد طلقها مرتين. يبرر كل شيء على هواه.
مع أنه غني لكنه في أثناء الدراسة لم يكن يعطينا المال إلا للدروس ولا يقتنع بموضوع المظهر. بعد ما أصبحت أعمل لم يقم بإعطائي أي مال مع أنه يعطى الذكور وهم يعملون أيضا.
بل"يذلني" حين يجدني في المنزل ويطلب من أمي أن نشارك في مصروف البيت. مع أنه يتباهى أمام الناس بفلوسه وعقاراته وأرضه.. حتى عند ما يأتى خاطب لي "يطفشه" لأسباب واهية، أحيانا لأنه ليس غني, أحيانا لأنه غبي,
أو لأن مرتبي أكبر من مرتبه, أو لأنه طامع فينا ويريد ما لدينا "مع العلم أنه حين أراد أن يتزوج أمي فضل أن يقيم بشقتها لا شقته, مع أنه كان غني"زائد" لأنه كان يعمل بالخليج".
وقد قمت بالتنازل عن ما قد كتبه لى من مال حين تقدم لى عريس ممتاز. فهو دائما يسألني لماذا تريدين الزواج، وأخيرا حين يرفضني عريس يبدأ "يعيرني" أنه رفضني لأني إنسانة سيئة.
حتى أنه "يستكثر"علي أي شيء أو خير يأتي لي أو لأختي.. أنا أعلم أنه مريض نفسي ولكن لا أعلم كيف أتعامل معه أو أتجنب أذاه النفسي لي..
حين أشتكى يقولون لي احتسبي عند الله.لا أعلم كيف تتحمله أمي مع أنه دائما ما يضربها ويشتمها أمامنا... في بعض أحيان أجدني محطمة نفسيا..
فهل تجدني أحتاج لجلسات نفسية.. إذا كان نعم أين أذهب إلى عيادة في بلدي....
26/11/2004
رد المستشار
الأخت الكريمة:
قلبي معك فما أقسى أن تأتي القسوة والإهانة والألم ممن يفترض أنهم مصدر الحب والحنان والأمان، ولكن لأن لكل أمر عدة وجوه، فتعالي نحاول أن ننظر للأمر من وجوهه الأخرى؛ فأنت بعون الله ناجحة في حياتك العملية ومعاملة والدك القاسية وغير العادلة لم تؤثر سلبا على حياتك وهي نعمة قد يحسدك عليها الكثيرون غيرك، ونصيحتي لك أن تقللي قدر المستطاع من حجم تأثير مضايقات والدك لك وذلك باتباع ما يلي:
أولا: قللي قدر المستطاع من مساحة الفراغ الذهني والوقتي في حياتك وقللي قدر المستطاع من الوقت الذي تقضينه بالمنزل، واصرفي طاقتك في دراسة جديدة تطورين بها نفسك أو اهتمام عام يتناسب مع قدراتك وهواياتك وتخدمين به مجتمعك، وتأكدي ساعتها أن كل لحظة تعب في سبيل إصلاح مجتمعك وتحقيق معنى الاستخلاف في الأرض...هذه اللحظات ستكون عونا لك على أن تتحملي الكثير من مضايقات والدك.
ثانيا: لم تذكري لنا أي شيء عن علاقتك بوالدتك وبإخوتك وإن كنت أرى أن تطوير ودعم هذه العلاقة سيخفف كثيرا من حجم المعاناة التي يعانيها كل منكم بمفرده فهلا استعنت بالله وكنت أنت البادئة.
ثالثا: الدعاء... الدعاء.. التضرع إلى الله، أن يصلح لك والدك فهو سبحانه القادر والمدبر وأمره بين الكاف والنون... اسأليه أن يعينك على تحمل ما تلاقينه وأن يلهمك الصبر وأن يؤجرك في الدنيا والآخرة.
رابعا: اتباع مبدأ (وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ) (فصلت:34) ..فلا تشغلي بالك بما حرمت منه ولكن اجتهدي قدر المستطاع أن تتقربي من والدك وأن تحسني إليه قدر طاقتك،
ويقيني أن استمرارك على هذا مع الدعاء سيغير كثيرا من سلوكيات والدك نحوك، ولكنك لن تتمكني من الارتقاء لمرتبة الإحسان هذه إلا إذا غيرت نظرتك السلبية هذه لوالدك...فلا يوجد مخلوق على وجه الأرض عبارة عن كتلة من السوء.. لابد أن لوالدك الكثير من الجوانب الايجابية ولكن تركيزك على السلبيات والعيوب يحرمك من نعمة اكتشاف والدك والتعرف على محاسنه وبالتالي تقبله كما هو بما فيه من حسنات وعيوب.
دعواتنا لك ونحب دوما أن نطمئن عليك.. فتابعينا بالتطورات.
ويضيف الدكتور وائل أبو هندي، الأخت العزيزة أهلا وسهلا بك على موقعنا مجانين وشكرا جزيلا على ثقتك، ليست لدي إضافة بعد ما تفضلت به الأخت المستشارة دكتورة سحر طلعت غير أن أبين لك أن الفيصل في وجود اضطراب نفسي يحتاج علاجا من عدمه في حالة المعاناة المزمنة، هو تأثير تلك المعاناة وما تستتبعه من مشاعر وأحاسيس سلبيا على علاقة الإنسان بربه، أو على الأداء الاجتماعي والوظيفي والأسري لذلك الإنسان، وما أراه هو أنك تستطيعين تقييم علاقتك بالله وكذلك أدائك الدنيوي في مختلف المناحي، فإذا وجدت تأثيرا بالسلب لمعاناتك عليك فقد تحتاجين بعض العلاج المعرفي أو المتعلق بالعلاقات بين الفرد والآخرين، وفي النهاية أنصحك بقراءة ما يلي من روابط لاستشاراتٍ سبق ظهورها على صفحتنا استشارات مجانين، فقط قومي بنقر ما يلي من عناوين:
زمن الحصاد: أنا وأمي وأبي : الجميع حائرون
"أبى خائن..أصبحت أكرهه"
الابنةُ المضطهدةُ ودبلوماسية العائلة !
الابنةُ المضطهدةُ ودبلوماسية العائلة ! مشاركة
دبلوماسية العائلة والندم حيث لا ينفع الندم
ابنتنا ترسم معالم استراتيجية التعامل مع الوالدين
وأهلا وسهلا بك دائما على مجانين فتابعينا بالتطورات.