أريد أن أهرب لكن إلى أين ؟ م5
كيف أسامح نفسي ؟!
عدم تسامحي مع أخطاء الماضي متجذّر في أعماقي ويؤثر بي كثيرًا، أجد أنني لا أستحق أي خير أناله ولا أستحق أن أحقق نجاحاً أو أسعد في الحياة ولا أستحق حتى أن أحاول تحسين وضعي أو يكون لدي طموح. كلما تذكرت طموحا من طموحاتي أتذكر ما فعلته في الماضي وأشعر أنني لا أستحق فأحبط.
شعور عدم الاستحقاق هذا يأسرني في مكاني، ما فعلته شنيع جدّاً، تعاملي مع أهلي لم يكن جيداً، كان هناك رفع صوت وكان هناك سلوكيات خطأ في حقهم عندما كنت أعيش معهم، كان هناك ممارسة لعنف جسدي قاسي شديد ضد أختي المريضة، كان هناك دفاع عن نفسي ضد عنف تعرضت له من طرف أحد الوالدين بالعنف أيضاً، لكن في لحظة ما كنت أتعرض لهذا العنف وأنا أدافع عن نفسي لكن أيضاً أعتبر ومقتنعة أن سلوكي هذا لا يجوز، وغيرها الكثير الكثير.
مهما حاولت أن أتغير لا أظنني سأتغير، مهما حاولت طيّ الماضي ما زال سلوكي نفسه عندما أعود للعيش معهم. لا أنسى هذه المواقف رغم أنني أحاول أن أحب نفسي وأتقبلها لكن كل تلك الذكريات تمنعني جداً وكل خير فيّ إن وجد أشعر أنه بلا قيمة، فمن لا خير فيه لأهله لا خير فيه أبداً..
طلبت السماح والعفو من أهلي مراراً بعد تلك المواقف وقد أقروا بعفوهم، لكنني ما زلت لا أسامح نفسي ولا أصدق ما فعلته وما كنت أفعله وكأنه نقطة سوداء في تاريخي لا أريد العودة إليها ولا أصدق أن هذا بدر مني وكأنه حلم سيء، أشعر أنني لا أستحق حتى بعض الخبز وأنني في نعيم الآن وأن الله يمهل ولا يهمل وأنني آخذ أكثر مما أستحق.
كيف أسامح نفسي وأشعر بأنني أستحق الخير بعد الذي كان؟!! هل أنا شخص سيء؟!! كيف أكفر عن هذه الأخطاء؟!
هذه المشكلة تتعبني وتقيدني كثيراً.
26/4/2020
رد المستشار
شكراً على متابعتك.
هذه أسئلة لا يجيب عليها سواك.
هناك الحاجة إلى أن تتجاوزي التمسك بالماضي وشعورك بالأسى على ذاتك والانتقال إلى موقع جديد في الحياة.
حاولي أن تشاركي بأعمال خيرية مجانية لمساعدة الآخرين والتواصل السليم مع جميع البشر. ذكريات الماضي نفايات لا تستحق التكرار.
وفقك الله.
ويتبع >>>>>: أريد أن أهرب لكن إلى أين ؟ م7