أحلام اليقظة والواقع
السلام عليكم. أنا حقاً أمر بفترة صعبة منذ شهرين ولم أستطع تجاوزها، سأشرح لكم المشكلة منذ البداية، أنا لسنوات كنت أمارس أحلام اليقظة، كنت أهرب من واقعي الاجتماعي السيء وعلاقتي السيئة بمن حولي وانعزالي وخجلي وكنت أجد هنالك متنفس لكل نقص لي وكنت أحفز هذه الأحلام بمشاهدة المسلسلات، قراءة الروايات كانت أحياناً تاخذ مني يومي كله فيصبح لي ساعة فقط أقضيها مع أهلي، بقت متفرقش وكنت أكره الخروج والزيارات العائلية حتى عندما أخرج مع صديقاتي أنتظر متى أرجع للبيت كي أضع سماعتي بأذني وأبحر في عالم الخيال، خيالاتي كانت أشبه بقصص المسلسلات العربية أو بألاحري هي القصص نفسها لكن أنا من يضع النهاية ويغير بالأحداث كما أريد.
مع العلم أنني مصابة بوسواس قهري شديد بكل شيء بدءً من إغلاق الباب ألف مرة وغسل الثياب بشكل متكرر وتكرار الصلاة، وكنت أجد في الخيال راحة فهو يشغلني عن التفكير ويساعدني في التجاهل لوساوسي، لكن في أحد الايام سألت نفسي هل هذا الخيال حرام؟ وبدأت أبحث بالنت ووجدت شيء يعرف بالاستمناء وقرأت أنه يمكن أن يكون بالخيال ثم من هنا بدأت المشكلة، بدأت أخاف الخيال وأرهبه وأصبحت أقضي ساعات أقرأ الفتاوى ولا أفهمها، لا أستطيع فهم إذا كان هذا ما أفعله أو لا، وبدأت أشعر بأن كل صلواتي باطلة وأنني شخص سيء جدًا ملئ بالذنوب.
وأصبحت أخاف من أي شيء أشاهده رغم أنني لا أشاهد تلك الأشياء الغير جيدة والمُخلّة، مسلسلات عربية من النوع المحترم وحتى إذا شاهدت أجنبي لا أشاهد مشاهد مخلة ووجدت نفسي وسط دوامة لا أعرف ما أنا فيه ولا استطيع التحديد، مع العلم أنني إذا راجعت الفترة الماضية لا أجد شيء فيها يشبه العادة السرية، يعني لو لاحظت شيء كهذا كنت سأنتبه لكنها كانت مجرد خيالات، ومع العلم أني إذا دخلت للخيال أشعر أني تغيبت عن الواقع فدائماً خيالي محطه هو النقص الذي أنا فيه، دائماً أحلم أن أتغير وأصبح شخص أفضل وأقهر كل شخص ينتقص مني فكان خيالي دائماً مهما اختلفت قصته يدور حول فتاة كانت لديها عيوب وأشخاص يتنمرون عليها وتعود بعد سنوات أفضل منهم، ومع العلم إنه كان فيه قصص حب وما شابه.
أرجوكم دلُّوني ماذا أفعل، لقد شعرت بفراغ كبير ولا أستطيع الاستمتاع بأي شيء، أشعر بأن كل شيء تافه لا قيمه له، أحاول الجلوس مع عائلتي، وقرأت الروايات حتى أنشغل عن التخيل ولكن هنا أدخل بمشكلة أخرى فتسيطر علي وهي الوسواس من فقد عائلتي أو مشاهدة مسلسل عائلي معهم أو حتى لو قرأت رواية عادية ليس فيها أي شيء مثل روايات الغموض والجريمة أخاف أن أقرأها وأصل لشيء محرم.
لقد نزل وزني في هذه الفترة وتساقط شعري وامتلأت بشرتي بالحبوب وأصبح شكلي مخيفاً وزاد عليّ ألم القولون العصبي، كيف أتخلص منها؟ ماذا أفعل؟ أصبحت أدعو بالموت كي أرتاح!
أصبحت أخاف خيالي وأحلامي وأخاف من أي فكرة عابرة.
دلُّوني أرجوكم.
14/5/2020
رد المستشار
شكراً على استشارتك الموقع.
ما يجب أن تفعليه هو ما يجب أن يفعله كل مريض مصاب باضطراب نفسي مزمن وفي حالتك اضطراب الوسواس القهري. لم تذكري شيئاً عن مرضك النفسي ومدته والعلاج الذي تستعمليه. الانفصال عن الواقع هو كذلك من الأعراض الشائعة في الوسواس القهري، ونتف الشعر وسقوطه كذلك. لا يمكن استبعاد وجود أعراض سالبة مزمنة أيضاً.
توجهي صوب استشاري في الطب النفسي وتحدثي معه عن الأعراض وعندها سيتم تشخيص حالتك بصورة دقيقة ووصف العلاج اللازم.
لا يتم علاج اضطراب جسيم مثل هذا عبر الإنترنت.
وفقك الله.