خلل وظيفي للجهاز الهضمي:
أعاني منذ خمس سنوات من مرض سبب لي الكثير من المشاكل الصحية، فأنا منذ أن أصبت بهذا المرض لم أذق طعم الحياة ولم أمارسها بشكل طبيعي
ذهبت إلى العديد من الدكاترة وكان تشخيصهم على النحو التالي:
-1 قولون عصبي
-2 أميبا حادة
-3 عسر هضم
كلهم توهوني.....!... لم أدرِ هل هم من توهني أم أنني أنا التائه؟
وسؤالي ما هي أعراض كل من هذه الأمراض أريد ذكر أعراض جوهرية ابتعادا عن الأعراض المتشابهة أفيدونا وأرشدوني إلى الطريق الصحيح جزاكم الله خيرا
أما قصة المرض فبدأت كالتالي أصبت بالتهابات في الكلى واستخدمت العلاج وأسرفت في استخدام الأدوية، وفي الليل كنت أشعر بكوابيس مزعجة وتكاد روحي أن تطلع وأصحو منزعجا وخائفا ويتحول النوم من نعمة إلى نقمة.
أما الآن وبعد خمس سنوات من الجري وراء الصحة أشعر بألم وسط البطن ووجع في الظهر وانتفاخات مزعجة في البطن
فما تفسيركم لحالتي أفيدونييييييي
عبد الله
27/11/2004
رد المستشار
الأخ العزيز أهلا وسهلا بك على موقعنا مجانين وشكرا جزيلا على ثقتك
الحقيقة أن ما تطلبه من أعراضٍ لا لبس فيها للخلل الوظيفي في الجهاز الهضمي أمرٌ لا يستطيعه أطباء الأمراض الباطنية أنفسهم، وهم يعترفون بذلك
فمثلا إذا قرأت أعراض وعلامات القولون العصبي ستجدها كالتالي:
1- ألم متكرر أو مزمن بالبطن عادة يحدث أسفل البطن وقد يكون الألم في أي مكان بالبطن وقد يكون على هيئة مغص أو مجرد إحساس بعدم راحة أو حرقان في البطن، وأحيانا يتحسن الألم بالتبرز، وأحيانا لا !، وغالبا ما يكون مصحوبا بتغير في كمية ونوعية البراز
ومن المهم ذكر أنه إذا وجد ألم مزمن لأكثر من 6 أشهر وهذا الألم لا يتحسن بعملية التبرز أو ليس له علاقة بالتبرز فإنه لا يمت بصلة إلى القولون العصبي .
2-عدم انتظام طبيعة البراز (إسهال أو إمساك أو إسهال يعقبه إمساك) وجدير بالذكر أن عدم وجود هذا العرض يعني استبعاد وجود القولون العصبي.
3-انتفاخ البطن وكثيرا ما يكونُ الانتفاخ مصحوبا بشكل من أشكال الألم السالفة الذكر.
4- ربما كان هنالك حرقان بالصدر وغثيان بدون قيء
5- وربما حدثت زيادة عدد مرات التبول وحرقان في البول وإحساس بعدم القدرة على التحكم في امتلاء المثانة.
6- وأحيانا نجد إحساسا عاما بالإجهاد، وربما ألما بأسفل الظهر.وليس في كل هذا الأعراض عرضا واحدا لا يحدثُ في أمراض باطنية أخرى لا تقل انتشارا عن القولون العصبي
أما الأميبا الحادة فأمرٌ يحتاج تشخيصه إلى فحص معملي (وليس أفضل من ذلك وسيلة للتشخيص في أمراضنا الباطنية)
وأما عسر الهضم الوظيفي فلا تختلف أعراضه كثيرا من ناحية تشابهها مع أعراض أمراض باطنية أخرى كثيرة، ومن المشهور لدى كل من يمارسون الطب أن للحالة النفسية أثرا كبيرا على أداء الجهاز الهضمي.وأما ما لمسته بنفسي خلال عملي فهو أن هناك من بين الأشخاص من تسود أعراض اضطراب الجهاز الهضمي منظومة أعراض القلق الجسدية لديه، وهناك من تسود أعراض اضطراب وظيفة القلب والأوعية الدموية (أي الجهاز الدوري) منظومة أعراض قلقه الجسدية، وهناك من تكونُ أكثر أعراضه الجسدية وضوحا متعلقة بالجلد والغدد العرقية وفي الحالات المزمنة بالشعر، وهكذا....
أي أنك تجد من تتمحور أعراض قلقه الجسدية حول معدته أو قولونه وربما اصطبغت بها أعراض القلق المعرفية أيضًا فيشك في مرض ما في جهازه الهضمي، ونفس الكلام قد نراه في مريض آخر مع اختلاف الجهاز محور الأعراض، فيكون القلبُ أو الجهاز التنفسي أو البولي ...إلى آخره،....
وليست لدى الطب الغربي "المتقدم" تفسيرات لتلك الاختلافات أكثر من أنها "فروقٌ فردية Individual Differences" أي اختلافات بين الأفراد، أي كقول العربي القديم "فسر الماء بالماء".وبعيدا عن ما لسنا من أهل التخصص فيه، سأركز معك على الأعراض النفسية، فحسب روايتك بدأت حكايتك مع المرض بأن أصبت بالتهابات في الكلى واستخدمت العلاج وأسرفت في استخدام الأدوية، وفي الليل كنت تشعر بكوابيس مزعجة وتصحو منزعجا وخائفا ومن هنا ألتقط استجابة وسواسية Obsessive Response من جانبك للتهديد الذي استشعرته من المرض على صحتك وحياتك، فقد بالغت ليس فقط في استخدام الأدوية وإنما في أشياء أخرى ربما لم تذكرها لنا، -فإن كنت محقا في تخميني بشأنك فبها، وإن لم أكن محقا راجعني-ولكن ما أود تنبيهك له هو أن القلق بشكل عام يصبغ تصرفاتك، كذلك ميلك للوسوسة، حتى في اتباع نصائح الأطباء.
أحسب أن القولون العصبي تشخيص صحيح لكن أضيف إليه في شخصية قلقة أو موسوسة، وأن ما تحتاج إليه هو بعض العلاج النفسي لدى متخصص إضافة ربما إلى أحد عقاقير الاكتئاب التي ستساعد في علاج القولون العصبي
وأنصحك بقراءة ما تقودك إليه العناوين التالية من على صفحتنا استشارات مجانين :
الاكتئاب والقلق: الأعراض الجسدية
الخوف والوسواس أبناء القلق
في دوامة القلق: متعممٌ أم نُوَبي؟
شخصية موسوسة في حاجة إلى علاج نفسيوأهلا وسهلا بك دائما على موقعنا فتابعنا بأخبارك.