خطبني مازوخي فما رأيكم ؟
دمية جنسية..
أنا فتاة عاشت في بيئة مشتتة.. لم أتلقى خلال حياتي أي حنان واهتمام أو حب ذكوري.. أبي منفصل عن أمي ولم يفكر بطلب رؤيتي في حياته.. لي أخ غير شقيق أشبه بالبنات يخجل حتى من التواصل مع الجانب الآخر لإخوته رغم محاولاتي التواصل والتقرب منهم..
الخال والعم وأولادهم ما هم إلا مسميات، لم أحظى يوما بالسند والعون الذي تمثله هذه الكلمات بل أحياناً رأيت بعيني مدى اشتهاء هؤلاء المحارم وأقاربهم لجسدي وكأني لست بعرضهم الذي يجب أن يحافظوا عليه..
أنا لست بقاضية ولكن تربية جدتي وأمي بأصولهم الصعيدية التي لمستها في النساء قبل الرجال، فضلاً عن تعليمي الأزهري ونشأتي على أخلاقيات الصحابة كفارس أحلام مُتوّج.. كل ذلك جعلني لا أثق بالرجال، وما زاد الطين بلّة أني رأيت في شباب وأزواج اليوم حيوانات تقودهم الملذّات ولا يرون في السيدة سوى دمية جنسية!
هذا يطلب عروسة ترقص كأحد جهلوت العصر المملوكي، وآخر سادي أو انحرافات شديدة لممارسة الجنس الغير تقليدي، فضلاً عن المازوخي ومن يرى في عبودية المرأة وارتدائها للخيمة السوداء وإلغاء شخصيتها تعويضاً لضعفه.. بل لم يصبح هناك حياء والتلفظ بالأمور الجنسية شيء عادي..
أنا لم يسبق لي زواج أو خطوبة أو علاقة حب مراهقة تغيب عنها عقول الفتيات والشباب.. وكلما تقدم لي عريس يعتبرني شيء نادر الوجود لضيق أفقي الجنسي وحيائي أو كما يقولون "أنت ليه مقفلة؟ فتّحي كدا"..
أنا لا أشتهي النساء والعياذ بالله، ولكني أصبحت أقرف من الرجال ومع ذلك أشتهي تلك العلاقة الجنسية التي لم أعشها شرط أن يتوافر بها التفاهم والحب والحنان.. شخصيتي قوية لكني أجد نفسي أهرب إذا تخطت معاملة رفاقي بالعمل حدود الإخوة إلى نظرات وطريقة حديث لها مغزى.. بل أخشى إتمام أي زيجة خشية أن أسمح لكيان ذكوري بالتحكم فيّ، والخوف كل الخوف من مقاسمة هذا الغريب لمساحة خصوصيتي وسريري وجسدي ووو.. إلخ.. ثم ننتهي لخلاف وفشل وأولاد أخاف انجابهم كي لا يعيشون نفس مأساتي أو يتلقاهم المجتمع بفضائله المعكوسة فيضيعوا بغياهب القدر؟!..
والسؤال هنا هل أصبح الهروب مرضا عندي؟ أم أصبحت أعشق نفسي وأخاف إيلامها لدرجة الأنانية المفرطة؟!
شكراً وعذراً على الإطالة..
2/6/2020
رد المستشار
شكراً على مراسلتك الموقع.
الهروب ليس بمرض ولا يوجد دليل على أنك آنسة نرجسية أنانية. ولكن هناك من البشر من يعيش في حالة حداد دائم حول ماضيه بسبب تعرضه لصدمات نفسية في بيئة فشلت تماماً في سد احتياجاته المختلفة. هذا الماضي لابد من رميه في سلة نفايات والتخلص منه لأنه يقف حاجزاً في طريق انتقاله إلى مرحلة جديدة في الحياة.
وكذلك هناك من يعيش في حالة حداد دائم على مستقبله بسبب العصاب الذي يحمله وآلام الماضي والحاضر الذي يشعر بها باستمرار، هذا الحداد أشد بأساً من حداد الماضي أحياناً.
لكي تمضي قُدماً في حياتك عليك مراجعة نفسك واستعادة الثقة بمقدرتك وتحررك من قيود الماضي وسطوة الحاضر والتوجه صوب أحلامك بدون قيود. عليك أن تخرجي من حالة حداد على الماضي وحداد على المستقبل.
وفقك الله.
ويتبع >>>>>>>:: خطبني مازوخي فما رأيكم ؟ م1