علاج جديد للوسواس
بسم الله الرحمن الرحيم عزيزي الدكتور وائل، لى رحله شاقة ومتعبة لى ومن حولي مع مرض الوسواس القهري وقال لى الطبيب أنه أصبح مزمنا لأنني أيضا عندي وسواس في العلاج.
وقال لى المشايخ والعلماء يا بني صلِّ من غير وضوء طالما الوسواس عندي في الوضوء ولكن للأسف المرض عندي في "حاجات كتير" ولكن والحمد لله عقيدتي قوية بسبب المعجزات التي أسمعها للإسلام وأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم والمعجزات الموجودة أيضا في القرآن الكريم والذي يوضحها لنا الدكتور زغلول النجار جزاه الله كل خير وغيره من العلماء الأفاضل.
ولكن عندي الوساوس في الاغتسال حتى لدرجة أن شيخا قال لى صلِّ حتى لو كنت جنب ولكن لا أستطيع بصراحة حياتي غير مستقره وحتى احتمال أترفد من الشغل قريبا وعلى فكره أنا كنت أرسلت لحضرتك من قبل ولكن كنت لا أعمل وحضرتك نصحتني بالعمل والحمد لله وجدت العمل المناسب ولا أنكر قلت الوساوس "شويه كتير" بسبب الانضباط في المواعيد ولكن أنا مش زى الزملاء الطبيعيين وبسبب الأفكار تركيزي مش تمام
والذي كنت أسأل عليه لقد قرأت في جريدة الأهرام منذ فترة عن مؤتمر للطب النفسي عقد في الإسكندرية وكان يحضره الدكتور عادل صادق رحمة الله عليه وذكروا اسم عقار جديد قالوا أنه موجود بأوروبا واسمه (إستالوبرام) ومش عارف ده الاسم العلمي ولا اسمه وبالمناسبة هما قالوا ليس له آثار جانبية وعلى ما اعتقد أنه غير السيبرام، أرجوك يا دكتور وائل دلني ورد عليَّ قريبا حتى مش علشان خاطري علشان أسرتي اللي حزينة عليَّ
ملحوظة: أنا أعاني من هذا المرض منذ صغرى وكان عندي أثناء المرحلة الابتدائية كنت أظل أعيد على الخط وأحيانا أمزق الورقة و"أشطب كتير" وانتقل معي في أني أفضل أنزل للشارع وأطلع
ملحوظة أخرى هذا المرض ليس التدين هو السبب فيه كما أسمع بعض الناس وأكبر دليل على كلامي أنه مر معي بأكثر من مرحلة كما ذكرت في الملحوظة الأولى. وأذكر كل أخوتي الذين يعانون مثلي أن ديننا يسر
وفى النهاية أذكركم بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم (من أدخل السرور على بيت من بيوت المسلمين ليس له جزاءا إلا الجنة) صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم
منتظر الرد قريبا.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
16/11/2004
رد المستشار
الأخ العزيز أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك
لدي ملحوظةٌ هي الثالثة بعد ملحوظتيك الواردتين في آخر إفادتك، ولكنني أبدأ بها ردي عليك، خاصةً وأنك تبدو خبيرا بأصناف العقاقير المختلفة، والملحوظة هي أن كونك موسوسا أيضًا في العلاج كما تقول لا يبررُ البقاء طوال هذه السنين بلا علاج، لأنك تتجنبُ العلاج! خوفا منه!، كيف استمرَّ هذا الوضع طوال كل هذه السنين منذ طفولتك؟ ويصل بك الحال إلى أن تصبح مهددا بالفصل من عملك، وما تزال موسوسا بالعلاج؟
رحم الله أستاذنا الدكتور عادل صادق فإنما أراد إعطاء الأمل لشريحة قليلة من المرضى لم يستجيبوا للمتاح من العقاقير رغم استمرارهم عليها، وليس للموسوسين بالعلاج، واستكمالا للملاحظة أجدك تسأل عن عقار الإيستالوبرام، لأنه بدون آثار جانبية كما وصلك أنه كذلك، قبل أن يصل العقار نفسه إلى مصر، وأبشرك أنه وصل ولكن ممثلي الشركة المنتجة له لم يكلموا الأطباء عنه كعلاج جديد للوسواس، وإنما كعقار يضاف إلى عقاقير علاج الاكتئاب، ولأنه من مجموعة الماسا فقد يتوسم الطبيب النفسي فيه القدرة على مساعدة مريض الوسواس، لكن لم تجرَ الأبحاث العلمية الكافية التي تجعلني أقول لك أنه علاجٌ مجرب في حالات الوسواس.
وأما مسألة الآثار الجانبية فإن الأمر -حسب خبرتي مع الموسوسين وأصناف الماسا- يعتمد على المريض أكثر من اعتماده على العقار، وأنت في إفادتك -وهذا استكمال الملحوظة ما يزال- لم تبين لنا نوعية الآثار غير المرغوبة التي تخاف منها والتي جعلتك موسوسا من الداء، والله إني لأخمن أنك لم تتناول أصلاً عقارًا من عقاقير الماسا الموجودة في بلدك منذ فترة طويلة
وما تزال في انتظار العقار السحري الذي لا تجد في النشرة الداخلية المرفقة معه أي آثار جانبية، وهذا ما لم يوجد حتى الآن
وإن وجد فإنه لن يغني عن العلاج المعرفي السلوكي، ولذلك سأسمي ردي عليك في علاج الوسواس، لا سحر يا ناس
إذن ماذا يفعل الطبيب النفسي في حالة موسوسة من عقاقير علاج للوسوسة وهي حالات قليلة والحمد لله، فغالبا ما يكونُ مريض الوسواس مستعدا لكثير من التعب والتحمل حتى ينعم الله عليه بالشفاء، برغم ذلك فإنه في تلك الحالات القليلة لا تكونُ المشكلة كبيرةً إذا كان صاحب الحالة يريد العلاج فعلا، هناك العلاج المعرفي السلوكي دون عقاقير، والشرط الوحيد هو أن تتعلم تحمل منع نفسك من الفعل القهري رغم تعريض نفسك للمثير الذي يملأ وعيك بالرغبة الملحة في أدائه، فهل يا ترى أنت مستعد؟
بل إن هناك برامج للعلاج السلوكي الذاتي أهداها أخي الدكتور محمد شريف سالم لموقعنا مجانين وتجدها ضمن قسم نطاق الوسواس القهري.
فهل تظن المعاناة التي يلقاها مريض يعالج بالعلاج السلوكي المعرفي دون عقاقير تكونُ أقل من معاناة مريضٍ يتناول الماسا ويحسُّ أعراضها الجانبية؟ الحقيقة هي العكس لأن الآثار الجانبية للماسا رغم كونها مزعجة في بعض الأحيان أقل وقعا مهما وصلت شدتها من وقع الإقدام على التعرض التدريجي مع منع الطقوس القهرية وهي طريقة العلاج السلوكي
و أنصحك بأن تقرأ ردودنا السابقة على استشارات مجانين تحت عنوان:
قلق الماسا ومضادات القلق
ما هيَ الماسا ؟
الماس والماسا وتأخير القذف
الماسا والشهية للجنس
الغشاء عند طبيب النساء ، ماذا عن الماسا ؟
الطبيب النفسي الجيد = منصتٌ جيد
الطبيب النفسي الجيد = منصتٌ جيد متابعة
وما خبرته بنفسي مع كثيرين من المرضى هو أن تناول عقاقير الماس أو الماسا إنما يجعل الإقدام على خطوات العلاج السلوكي ومواصلة البرنامج أسهل بكثير، معنى ذلك هو أن الجمع بين أسلوبي العلاج بالعقاقير وبالعلاج المعرفي السلوكي هو الاختيار الأفضل
خاصة وأن العلاج بالعقاقير وحدها خاصة في مثل حالتك يعني أنك ستضطر للاستمرار عليها بعد تحسنك إن شاء الله ولا تستطيع وقفها ضامنا عدم عودة الأعراض إلا إذا أتممت برنامج العلاج السلوكي، وأما إذا اخترت العلاج السلوكي وحده دون عقاقير وأفلحت في اجتيازه بالفعل فإنك لن تحتاج إلى تناول أو الاستمرار طويلا على العقاقير.
نقطة أخرى مهمة وهي ما يستنتجُ من قولك أن شيخا أو شيوخا أفتوك بأن تصلي بلا وضوء أو على الجنابة لأنك موسوس، فاعلم أن فتواهم مبنية على المقدمات التي أعطيتها لهم من أنه ليس هناك علاج وأن الطبيب النفسي قال لك أن الحالة مزمنة، وهذه مقدمات غير صحيحة وبالتالي فإن الفتوى المبنية على مقدمات غير صحيحة تكونُ غير صحيحة أيضًا، فلو أنك قلت للشيخ أنك تخاف من تحمل المعاناة اللازمة للعلاج لقال لك قولا مختلفا، ويمكنك أن تجرب، بمعنى آخر لابد لك من أن تكونَ مصرا على طلب العلاج ومستعدا لتحمل قدر معقول من المعاناة إلى أن ينعم الله عليك بالشفاء.
ثم ماذا تراه يقصد طبيبك بأن حالتك أصبحت مزمنة؟
إن ما يجعل حالة مريض وسواس بعينها مزمنة ليس غير تجنب العلاج والرغبة في حل سحري دون تعب وهذا في غير وسع الأطباء مع شديد الأسف، أو أن مريضا يرفض الاستمرار على العلاج ويوقفه بمجرد التحسن ودون إكمال العلاج المعرفي السلوكي فتعود إليه الأعراض، وأما أن نحكم على حالة بأنها مزمنة دون أن نتأكد من استنفاذ محاولات العلاج لفترة مناسبة وبكل الأساليب المتاحة ودون أن نجرب كل عقاقير التدعيم وعقاقير التعزيز فهذا أمرٌ مختلف، وربما قصد الطبيب تحفيزك لأنك أثبتَّ له غير مرة أنك لا تريد التعب
أتمنى أن تفكرَ بنفسك في ضرورة الخلاص الذي يستلزم منك الاستعداد لتحمل بعض المعاناة في سبيل التحسن بدلا من بقائك العمر كله تعاني مما لا معنى له ولا يفيد ولا ينتهي من تلقاء نفسه واقرأ :
مسلم يعاني من الوسواس القهري : ماذا عن العلاج
مسلم يعاني من الوسواس : ماذا عن العلاج متابعة
لحصار القهري أو الوسواس : المهم العلاج
وأهلا وسهلا بك دائما على موقعنا مجانين فتابعنا بأخبارك.