القضاء والقدر.!؟
هذا قضاء الله وقدره، أولا أحب أن أشكركم على موقعكم الأكثر من رائع وأرجو أن أجد حلا لمشكلتي في أسرع وقت عندكم وأنا لا أدري كيف أبدأ بها فأنا أكتب كلماتي هذه بدمع عيني ودم قلبي،
وأكتب كلماتي هذه من قلب أتعبه الحزن وأعياه الألم من قلب مل العيش.. من قلب حزين أكتب والله هذه الكلمات وماء عيني يسيل قبل كتابة يدي من شدة حزني وألمي.. أكتبها من قلب أصبح قبراً للهموم والأحزان...
فمشكلتي تبدأ من يوم تخرجي من الجامعة فقد كانت أكبر سعادة في حياتي كنت أنتظر المستقبل المشرق بكل تفاؤل وأمل... وفجأة خُطِبَتْ ثم تزوجت أختي الكبرى وفرحت لها فرحا كبيراً ثم خُطِبَتْ أختي التي تصغرني ثم الأخرى ثم الأخرى ثم الأخرى وكلهن أصغر مني...
أما أنا فلم يأتني أحداً مرة سنة ثم الأخرى ولم يتغير شيء أصبح عمري 27سنة، وأصبحت أخاف من العنوسة ثم أصبحت أحب العزلة والابتعاد عن الناس أصبحت أكره نظرات الشفقة من الناس أحس أنها تقتلني وفقدت الثقة في نفسي وأصبحت أكره الحياة أحس بملل وفراغ كبير وكنت أتمنى أن أخرج ما في قلبي من همٍّ لأي شخص ولكني كنت لا أحب أظهر أنني ضعيفة كنت أبين للناس أنني سعيدة
وأنا أعلم أن الله إذا أحب عبداً ابتلاه إن الأنبياء جميعهم أبتليو وصبروا وإن مع العسر يسر وقد قال تعالى (......وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ)(البقرة: من الآية216)... وكنت أصبر نفسي وكذلك كنت أدعو في آخر الليل وأصوم كثيرا... وكنت أحس براحة كبيرة... ولكن المشكلة عندما أواجه الناس أحس بضيق واكتئاب....
وحدد موعد زواج أخواتي في الأجازة وأنا أحب أخواتي كثيرا وأفرح لفرحهن... ولكن كيف أواجه الناس أحس أنني سوف أموت حتى أنني لا أتمنى أن أحضر ذلك اليوم.. رغم أن شكلي عادي ولكن أخواتي أجمل مني هذا الذي أفقدني الثقة في نفسي وفي شكلي مما جعلني أفكر في أن أعمل عملية تجميل لأنفي لكي أزداد جمالاً لكني أخاف إنها محرمة لأنها تغيير لخلق الله....
وأنا أطلب منكم كيف أواجه الناس في هذا اليوم.. وأنا أعرف أن الزواج قسمة ونصيب من الله، وأن هذا قضاء وقدر وأنا أؤمن به... وإنا لله وإنا إليه راجعون..
وأرجو أن تدعوا لي وجزيتم خيراً.
28/11/2004
رد المستشار
الأخت المرسلة:
بحسب بياناتك فأنت ما زلت في السابعة والعشرين، ومازال الوقت مبكرا بمقاييس هذا الزمان، لتنعي نفسك أو تندبي حظك العاثر، وأنت لم تكتبي لنا شيئا عن مستوى تعليمك أو أي اهتمامات لك في الحياة!!
ولو أن لي عند القراء كلمة مسموعة أو رجاء مستجاب لكررت نصيحتي بالإطلاع على كل إجاباتنا سواءً على صفحة مشاكل وحلول للشباب في موقع إسلام أون لاين، أو على موقع مجانين لأنها – أي الإجابات عبارة عن موسوعة كاملة تحمل الكثير مما يفيد عن الداء والدواء في حياتنا الاجتماعية والنفسية والأسرية، ومنها حالتك يا آنستي الكريمة .
قلنا مثلا أن الأصل العقلاني والشرعي والمنطقي والفطري أن تكون في المجتمع مساحات للتلاقي العام المفتوح بين الرجال والنساء يتعارفون ويتعاونون على البر والتقوى ويتفاعلون في شتى ميادين الحياة لا تحكم علاقاتهم إلا ضوابط شرع الله وهدية في التعامل بين البشر، وهي واضحة معروفة في القرآن وسنة الرسول وسيرته، ولكن هذه المساحة العامة للتفاعل تبدو ممنوعة في بعض المجتمعات العربية ومنها مجتمعكم، كما يبدو في حالة فوضى عارمة في مجتمعات أخرى
وبالجملة تضيع على الشباب والفتيات فرصة الاحتكاك بمحيطٍ من شأنه المساهمة في إنضاج الشخصية والقدرات، ومن شأنه إنجاز التعارف كخطوة طبيعية ومقدمة لازمة لمن أراد تطوير العلاقة من العام إلى الخاص، بغرض الزواج تبعا للأصول المعتبرة والمتعارف عليها ديننا وعرفا، هذه العقبة الاجتماعية –أي غياب دائرة الاحتكاك العام– تبدو عائقا من العوائق الأساسية أمام إتمام الزواج، وبالتالي تصبح سببا من أسباب تأخره
وببساطة فإن أنفك الذي ترينه كبيرا يمكن أن يصبح أقل أهمية من تقييم شخصك وفي أن يرغب أحدهم للارتباط بك لو أنك كنت تتعاملين وتتفاعلين في تلك الدائرة التي ندعو إلى استحداثها ورعايتها وتنظيم الحركة فيها لأنها ضرورة حياة اجتماعية، نبدو محرومين منها وندفع الثمن!!!!!
لو أن لك شخصية واهتمامات، ولديك أنشطة وقدرات، وخرجت إلى مثل هذه الدائرة إذن سيراك الناس وحين تبرز شخصيتك تقل أهمية جسدك بتفاصيله فإذا غاب التفاعل الإنساني فمن المحتم أن يبرز معيار التكوين الجسدي أكثر، وهو ما تتزوج به أغلب الفتيات حاليا، ولا عزاء بل لا مكان ولا فرصة لمن لا تملك قَـدًّا جميلا أو شعرا مسترسلا أو.... أو... وكأننا عدنا إلى عصر الجواري والسبايا حيث يكون الجسد هو معيار الرغبة في الشراء، أو سببا للزهد في البضاعة وكثيرا ما أتصور –أو بالأحرى أتخيل- لو أن ملايين الباكيات الشاكيات المتضررات من سيادة هذه الأوضاع الشاذة والمختلة والمرفوضة ديننا وعقلا، لو أن هؤلاء الفتيات وجههن طاقتهن لتغيير العقليات والمجتمعات ولاستعادة تطبيق أوامر الله سبحانه ألا يكون ذلك هو الأجدى والأفضل لهن ولنا جميعا؟!!
لو أن جيوش المتأخرات في زواجهن تحولت إلى "ورش ومجموعات عمل اجتماعي" لدراسة وتغيير الذهنية الغربية المعاصرة، ونسف التقاليد البالية التي لا محل لها في دين الله عز وجل، ولا سابقة لها في سيرته وسنته أو في تاريخ المسلمين إلا في عصور الانحطاط!!!
إذا وثقنا في أنفسنا وعلمنا أن كل خطأ وخلل نعيشه ليس قضاءً ولا قدرا ولكنه محض مرض يحتاج إلى علاج، وأن ذلك ممكن دائما ولكنه يحتاج إلى وقت، وجهد، وبعض التعاون والترتيب، وأنا هنا لا أتحدث فقط عن تيسير الزواج رغم أهمية هذه الرسالة والقضية، ولكنني أتحدث عن تغيير المجتمعات العربية والإسلامية لتصبح أكثر انفتاحا ومرونة وعقلانية وواقعية كما في ديننا الحنيف، وتاريخنا الناصح في عصور ومناطق ازدهاره.
أعود لمشكلتك الفردية، وأوصيك مثلما نوصي مثلك بتنمية قدراتك والخروج إلى الأنشطة المتاحة في مجتمعك حتى يراك الناس، وحتى النساء اللائي في تلك الدوائر فإن هناك من ستراك وترشحك بشخصيتك وذوقك، وعقلك وكيانك كله، وإذا استطعت أن تكوني إنسانا متميزا، وليس فقط أنثى تبحث عن زوج، بمقدار ما تنجحين في هذا الانفتاح، وفي تنمية شخصيتك، والتعبير عن ذاتك فإن ذلك -علاوة على أنه هدف في حد ذاته- سوف يضيف إلى فرصك في الزواج قدرا لا بأس به من الاحتمالية، وهو كما ترين طريق واحد تستعيدين فيه ثقتك بنفسك، وتُرى منك أشياء غير أنفك الذي لا أحسب أنه السبب الرئيسي في تأخر زوج، وفيه بالمناسبة آراء فقهية متعددة، يبيح بعضها إجراء عملية التجميل التي تذكرينها. والله أعلم
أرجو أن تطلعي على إجاباتنا السابقة أكثر، وأن توافينا بخططك وخطواتك
ويضيف الدكتور وائل أبو هندي الأخت العزيزة أهلا وسهلا بك على مجانين وأشكرك بصدق على ثقتك،
ليست لدي إضافة بعد ما تفضل به أخي الدكتور أحمد عبد الله من إضافة غير اقتراح الروابط التالية ففيها ما يوضح لك أكثر ويسليك ويفيدك بإذن الله، فقط بالفأرة انقري العناوين التالية:
لا أملك الجمال: من الذي قال؟؟
أحب.. ولا أملك الجمال
تقويم الأسنان الذي دمر حياتي
36عاما من التعميم : على مشارف العنوسة
تغيير استراتيجي: - بدلا من انتظار الزوج
هل اتخاذ الصورة معيارا شِرْك
وأهلا وسهلا بك دائما على مجانين فتابعينا وشاركينا دائما.