خلطبيطة بالصلصة
السلام عليكم يا أهل الفضل في هذا الموقع الجميل💚. جزاكم الله خيراً على ما تقدمونه للناس.🌷.
وبعد فإني أبحث عن تشخيص لمشكلتي، وسأعطيكم كافة التفاصيل مُتّبٍعاً في ذلك منهج الموقع.
التاريخ العائلي:
والدي مصاب بوسواس قهري في النظافة، وجدي كان لديه تفكير زوراني وشك في كل من حوله، والعجيب أن الوالد لم يبحث عن العلاج ولو مرة واحدة.
فترة الطفولة:
كانت طفولة عادية غير أني كنت مُدللاً جداً بين إخوتي مما جعل العلاقة تضعف بيننا.
كنت عاطفياً جداً أنام مع أبي وأمي حتى دخلت المرحلة الإعدادية، وكنت أنام بحضن أبي وأشعر بعاطفة شديدة لكن لم أجد منه أحضاناً تروي هذا الاحتياج العاطفي.
كنت أجد صعوبةً في الاستيقاظ للمدرسة، وأشعر أن المدرسة شيءٌ محزن وليس سعادةً، وكنت أقوم بعمل واجباتي في آخر الليل أو قبل الذهاب للمدرسة، وكنت أجد صعوبة في التركيز وكنت سهل التشتت، ولم أكن اجتماعياً غير مع اثنين أو ثلاثة، وكنت أشعر كثيراً بالإحراج من مواقف اجتماعية عديدة.
تربيت في بيئة ملتزمة حيث لا يوجد تلفاز ولا أي هوايات، فقط خروج إلى الشارع طيلة اليوم لأدخل آخر النهار بعد يومٍ شاق من الضياع لأفعل واجباتي وأنام .
شعري كان خشناً وطويلاً والناس تهزأ منه مراراً وتكرراً مما جعلني أشعر بالنقص وأحياناً أظن أني عندي خلل أو عيب يجعلهم يضحكون ويسخرون مني، وبدأت أشك هل أنا فيّ خطأ؟ وكنت أنظر للمرآة مراراً وتكراراً، واستمر الشعور بالنقص سنوات متتالية.
في بداية المرحلة الإعدادية وآخر الابتدائية كان لي أصدقاء سوء كبار في منطقتنا يمارسون العادة والشذوذ أحياناً، وكنت أراهم يفعلون ذلك ولكن لم أمارس شيئاً شاذاً ولو مرة واحدة، فقط استمناء وإباحية.
كنت في هذه الفترة أشعر بكبت جنسي وأتمني أن أمارس الشذوذ مع أحدهم وأتخيل ذلك لكن لم أفعل، وكان ذلك كبت بسبب البيئة الملتزمة التي تربيت فيها.
مرحلة الثانوية والضياع:
بدأت أجرب ما أراه من أخي الأكبر كالتدخين والأفلام والمسلسلات والسهر في الشوارع وغير ذلك.
طبعاً طيلة السنوات كنت أشعر بالنقص، وإذا رأيت أحداً يتكلم أظنه يتكلم عني، وكذلك لو رأيتهم يضحكون، وبدأت أبحث عن الخلل في شكلي وجسمي ولم أكن أجد شيئاً.
لم أحاول أن أصاحب بنات رغم حبي لذلك لأني كنت أشعر بالنقص، وحاولت مرة أو اثنتين فقط وباءا بالفشل.
كنت مميزاً في الكمبيوتر وما يخصه، بدأت أساعد الناس مجاناً وأسمع كلاماً وثناءً يعجبني وكأني أسترضيهم وأبحث عن الرضا منهم لأن والداي لم يكونا يقولان كلاماً حسناً، بل فقط إحباط وسخرية وضحكات استهزاء.
بدأت أساعد الناس حتى بقضاء احتياجاتهم وأنا أضعف من أن أرفض طلباً، ثم اتخذت أمر الكمبيوتر كتجارة وصنعة وظل الحال هكذا حتى رسبت في الثانوية.
مرحلة الجامعة:
بداية التغيير كانت بتجربة تعلق عاطفي مرضي شديد بولد أمرد أصغر مني بسنتين جذبني وسامته وجسده وثقته بنفسه حتى أنه لا ينظر لغيره إذا حدّقوا به، وكانت فترة عصيبة جداً لجأت فيها لله وتفوقت في دراستي ودخلت كلية تفوقت فيها _بحمد الله_ حتى أن تقديري امتياز مع مرتبة الشرف _بفضل الله_ لكن تجربة التعلق استمرت حتى السنة الثانية من الكلية حيث كان الأمر شديداً جداً ولا يفارق ذهني وانتهي بالدعاء.
وتكرر أمر التعلق مراراً وتكراراً مع عدة شباب بنفس الصفات حتى أدركت أن هذا سلوك إدماني وتخلصت منه _ولله الحمد_.
معلومة: مشكلة التعلق المرضي حدثت لي بالابتدائي، وتكررت في الثانوي ثم الكلية ثم بعد الكلية ثم انتهت _ولله الحمد_.
طبعاً خلال فترة الثانوية وكنت أعاني من الرهاب والقلق، ولا أستطيع الكلام مع غريب، وأظن أني بي مرض وغير راضي عن جسدي وشكلي، وكنت أذهب مراراً وتكراراً للصيدلية حتى قال الطبيب "أنت موسوس".
ذهبت لطبيب نفسي ولما رآني قال "أنت على طول قلقان كدا" فقلت "لا" ولم أكن أعلم معنى القلق، بل لم أكن أعلم أني مريض وأعطاني "بروزاك" فأخبرني الصيدلي "لا تتناول هذا الدواء" فلم أفعل.
ذهبت مرة أخرى في الكلية لطبيب آخر فأخبرني أنه خلطة قلق، وكتب لي دواء تناولته عدة أسابيع ثم لم أجد تغييراً فتركته.
ثم تعرفت على جمعية خيرية وبدأ كل شيء يتغير، صرت أتكلم مع الناس وأتعرف عليهم وأحاول أن أتخطى كل العقبات، وتجاوزت مرحلة الرهاب والقلق والوساوس المرضية وأحلام اليقظة ومشكلة تخيُّل الحوار قبل أن يحدث والتفكير فيه بعد حدوثه.
تغير كل شيء طبعاً لكن ليس في لحظة بل في عدة سنوات حتى صرت _والحمد لله_ لا أشتكي من شيء، غير أني كنت أجد أن شعور الذهاب للكلية ليس أمراً يسعدني وكنت أتكاسل عن ذلك وأجد صعوبة في التبكير، رغم أني أكون سعيداً لما أذهب.
في فترة الكلية كنت أذاكر بصعوبة ولا أستطيع التركيز كثيراً، وذهبت لطبيب في آخر فترة الكلية وقال "عجز انتباه" وأعطاني "أتوموكس" وقد تحسن نومي كثيراً وصرت أستيقظ بسهولة لكن صعوبة التركيز والجلوس على الكتاب استمرت حيث كنت أذاكر دقيقتين وأشعر بملل فأمسك المحمول مثلاً، وكنت أشعر أن المذاكرة وسماع المحاضرات تحتاج مجهود عقلي فأتركها، وأحياناً كنت أذاكر كتاباً حتى إذا تبقى عدة صفحات لا أتم الكتاب وأتركه.
رغم تخلصي من القلق والرهاب والاكتئاب كنت أشعر إذا ضحك شباب وأنا أمر بجانبهم أنهم يسخرون مني وأن بي شيئاً خطأ لا أدري ما هو، كنت أظن أنه مشيتي فأراجع الكاميرات مراراً وتكراراً حتى تيقنت أنه ليس بي خطأ، وتحسن الأمر وذهبت هذه الظنون، لا أدري هل السبب لأني بدأت أشعر بالثقة ولا يشغلني رأي الناس وكلامهم؟ أم لأني أتناول أتوموكس؟ أم الاثنين معاً؟ المهم أني لم يعد يأتيني هذا التفكير، وإذا حدث أقول لنفسي "هذه تفاهة".
أحياناً أشعر أن مخي به مشكلة، وأسأل صديق لي عن طريقة تفكيره وطريقة تحدثه مع نفسه لأقارن هل أنا سليم أم لا، وأحياناً أشعر أني أريد أن أنظف عقلي من الداخل (كل هذا مجرد شعور فقط).
قرأت كثيراً جداً في الطب النفسي، وأعلم أني مررت بخلطة قلق ووساوس مرض واجترارات فكرية، لكن لا أعلم هل ما زال بي مرض؟ أم أنها ضلالات فكرية؟
13/7/2020
وأرسل في اليوم التالي يقول:
معلومات إضافية حتى تكتمل الصورة:
1_ الجرعة التي أتناولها الآن من "أتومكس" هي كبسولة ٦٠ مجم يومياً منذ عدة أشهر، والتحسن حالياً في النوم فقط.
وقبل البدء في هذا الدواء بدأ الطبيب معي بـ "إستيكان ٢٠ مجم" وهذا من سنة تقريباً، والعلة أني كما ذكرت عانيت من موضوع التعلق العاطفي كثيراً فأعطاني هذا الدواء لأن الأمر قد يكون وسواسياً مع عدم ترجيحه لذلك، وبالفعل كان محقاً فقد انتهى الأمر بالعلاج السلوكي، وتناولت "إستيكان" مدة شهر تقريباً بلا تحسن في أي شيء أو تغيير ملحوظ فأوقف، ثم تناولت "إيفكسور ٧٥ مجم" للعمل على جانب عجز الانتباه (كما يرى ذلك) وجانب التعلق العاطفي (قبل أن أبدأ في العلاج السلوكي) لكن أدوية السيروتنين أعاني من آثارها الجانبية فانتقلنا ل "أتومكس" وهنا كان أول تحسن حيث تحسن النوم وبناءً عليه الحالة المزاجية لأني أكره النوم الكثير وعدم العمل.
2_ ذكرت أن والدي يعاني من "اضطراب الحصار المعرفي" في النظافة وتفكير زوراني، وكذا كان والده، وأضيف أنهما لم يتعالجا من ذلك بل لا يظنون أن هذا خلل.
3_ كذلك أخي يعاني من اكتناز الأشياء القديمة، وادّعاء أنه مظلوم كثيراً، وعسر مزاج، ولم يأخذ خطوات في العلاج لعدم اقتناعه أنه مريض.
أما عن علاقتي بالأهل فجيدة مع الوالدين (ليس لدرجة الأصحاب لكن عادية) وجيدة مع إخوتي إلا الأصغر.
سبب كتابتي لمجانين هو أني أتصفح هذا الموقع يومياً واستفدت منه كثيراً، وأريد رأيهم، وأيضاً لا أشعر بتحسن مع الأطباء الذين ذهبت إليهم.
الأعراض الحالية:
لا أستطيع الجلوس للمذاكرة فترة كبيرة على الرغم من تفوقي _ولله الحمد_ إلا أني كنت أعاني من المذاكرة، كيف؟
أحياناً أقرأ الكلام وأعيده لأنه لم يدخل عقلي كأني أقرأ نص لا معنى له وأعيده مرة بتركيز فأفهم، وأحياناً أجلس ٢٠ دقيقة مثلاً وأمل جداً فأقوم أتصفح الهاتف لساعة مثلاً وأعود لأذاكر دقائق معدودة.
مع العلم أني أحياناً أقرأ عشرات الاستشارات على موقعكم بشغف وبفهم من أول مرة، وأظل ساعات أقرأ معلومات في الطب النفسي مثلاً أو غيره بفهم ووعي ولا أتحرك من مكاني، أو أتصفح "الفيس بوك" مثلاً ساعات وأخاطب أصدقاء على الواتس بتركيز وعدم ملل.
أنا لا أستمتع بالمذاكرة، وأشعر أن القراءة شيء مرهق ويحتاج مجهود على الرغم أني كما ذكرت أتصفح مواقع وأقرأ مقالات طويلة (مجرد قراءة جرائد) لكن المذاكرة كأنها واجب ثقيل، وكذا سماع المحاضرات العلمية أهرب منها للواتس والفيس.
وحين أمسك كتاباً ما وأنا مشتاقٌ لقراءته أقرأ صفحات قليلة وأمل وأتركه، نعم أحياناً أنجز كتباً لكن بمعاناة وضغط نفس.
بالنسبة للشهوة فهي طبيعية جداً حيث أني لديّ شهوة تجاه النساء، ولكن لم أمر بأي تجارب في ذلك، وليس لدي ميول شاذة والحمد لله، وكثيراً أشعر بعدم الاستمتاع بوقتي حتى إذا كنت مع الناس أيضاً، وأحياناً يقولون شيء مضحك ولا يضحكني كأنه عسر مزاج، لكن هذا يتحسن عند القيام بأعمال وإنجاز أشياء.
وأحياناً أهلي يقولون أني مكتئب لأني لا أجالسهم كثيراً ولا أضحك معهم إلا القليل كأني لست مندمجاً لكنه ليس اكتئاباً.
ليس لدي سلوكيات غريبة أو شعور بالعظمة أو هوس أو حساسية من النقد أو رهاب أو تردد وغير ذلك، ولا لدي أفكار غير منطقية ولا شعور بالاضطهاد، أحياناً مثلاً تأتيني فكرة غير منطقية لكن ليست وسواسية، وأظن أن هذا يحدث لكثيرين مثل أن أقف بكوب شاي في الشباك فتأتيني فكرة أن يقع على أحد وسرعان ما تزول ولا يتبعها فعل بالتأكيد.
لكن مررت منذ ٥ سنوات تقريباً (في فترة خلطة القلق) بتفكير غريب مثلاً أن الناس تطًّلٍعُ على أفكاري (مجرد شك لدي) أو أنهم ينظرون إلي ويراقبونني أو إذا ضحكوا أنهم يسخرون مني، لكن تلاشت هذا الأفكار كلها ولم يعد لها وجود (دون دواء) منذ حوالي سنتين تقريباً.
الحمد لله ليس لدي مرض عضوي، ولا أتناول مخدرات ولا أدخن، وأتعامل مع الناس.
نلخص الأعراض في:
_ صعوبة في الاستذكار.
_ مزاج سيء أو عادي نوعاً ماً (وحدي ومع الناس) ويتحسن أحياناً خاصة مع النجاح كالاستيقاظ مبكراً والعمل والأهل وغير ذلك.
_ صعوبة في الاستيقاظ من النوم، وتحسنت مع "الأتوموكس".
_ الشعور بأن العمل مثلاً أو الذهاب للكلية سابقاً شيء غير ممتع مع أن الأمر بخلاف ذلك.
_ يأتيني شعور كل فترة كبيرة أن مخي يحتاج للتنظيف من الداخل بسبب هذا الأمور.
أتمنى أيضاً لو هناك نصيحة دوائية.
وشكرا لكم مقدما
14/7/2020
رد المستشار
صديقي
كل ما يعطلك ويسبب كل معاناتك هو فكرتك عن نفسك..... تقديرك الذاتي الضئيل (بلا سبب منطقي) هو الذي يجعلك تعتقد أن الناس يراقبونك أو يقرؤون أفكارك أو يسخرون منك، وهو أيضاً السبب في القلق والمزاج السيء والاكتئاب... تشعر بالتحسن بعد إنجاز شيء ما، هذا لأن تقديرك الذاتي يرتفع قليلاً، ثم تعود لفكرتك المتدنية عن نفسك (مجرد عادة سخيفة غير مجدية).
من ناحية المذاكرة: الفضول هو الذي ينتج الشغف والتركيز... اسأل نفسك أسئلة تثير فضولك عن المادة التي تريد قراءتها وسوف تجد تقدماً في مسألة التركيز والإنجاز في المذاكرة والقراءة وسرعة أكثر في تحصيل المعلومات.
وفقك الله وإيانا لما فيه الخير والصواب.