قصة حياتي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في البدايه آسفه أشد الأسف لأنني اضطررت أن أرسل لك متابعتي لمشكلتي من هذا الطريق ولكن أرجو منك المعذرة لأنني لم أجد الحل لمشكلتي أو مشاكلي بالأحرى التي بعثت بها لديكم بعنوان (قصة حياتي) ما وجدته هو بعض النصائح من د.حنان جزاها الله خير الجزاء على تفضلها وتكرمها وإضاعة وقتها في الإجابة على مشكلتي...
ولكني إلي الآن لم أجد حلولا لمشاكلي الكثيرة فأرجو منك يا دكتوري الفاضل أن تتكرم وتقرأ ما كتبته في رسالتي السابقه والإجابة عليها أعلم أن وقتك أثمن من أن يضيع في حل مشاكلي التي قد تجدونها تافهة من وجهة نظركم ولكنها بالنسبة لي قد أثقلت كاهلي وأتعبتني كثيرا.
فأحس أنني إنسانة تافهة حقيرة، هل تعلم يا دكتور أنني أكره نفسي
لأنني لا أحس أنني أستحق الحياة والوقت الذي منحنيه الله جل في علاه منذ أن كنت صغيرة وأنا أكره نفسي وكل ذلك بسب ما ستقرأه في مشكلتي، أحس إني ضعيفة الإرادة
لا أريد أن أطيل عليك لأنك ستتعب كثيرا في قراءة رسالتي السابقة ولكن أرجو منك رجاء حار وأطلبك في هذا الشهر الفضيل أن تجيب على رسالتي بالتفصيل
فمثلا:
1 - كيف أتخلص من رهابي من أهلي بالتحديد؟؟ وهل ما ذكرته عن أختي قد يكون سببا من أسباب ما أعاني منه؟؟؟؟؟؟تخيل يا دكتور العذاب لفتاة تعاني من الرهاب من عائلتها بالتحديد!!!!!!!!!!!!!!!!!!
2 - هل يمكن أن تأتي فتره أحب فيها زوجي فأنا لا أحبه إطلاقا ولم أستطع أن أحبه أنا أنظر إليه نظرة الشفقة والرحمة بحاله لأنه إنسان ضعيف لا يقوى على الدفاع عن نفسه فكيف بي؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
3 - كيف أتخلص من نظرتي الشاذة تجاه النساء؟؟؟؟؟؟؟؟؟
4 - كيف أستطيع أن أحد من قوة شهوتي؟؟
5 - كيف أتخلص من ممارستي للعادة السرية؟؟؟؟؟
6 - هل تنصحني بأن أبقى مع زوجي رغم عدم حبي له؟؟؟؟؟
7 - أنا أعاني من بعض المخاوف التي لم أذكرها فأنا أخاف من الأماكن المرتفعة وكذلك من الأماكن الضيقة كثيرا وأخاف من المرض والموت ويوجد بعض الأمراض التي أخاف منها أكثر من غيرها مثل السرطان وخاصة سرطان الثدي ومن البهاق فأنا أخاف من هذا المرض بشدة
وأحيانا أحس بألم في قلبي وخاصة عندما أحدث هذا الشاب الذي ذكرته لكم وأحس أنني سأموت من هذا الألم وأخاف من سماع القرآن وأنا لوحدي في المنزل لا أعلم لماذا؟
ولدي بعض الوسوسة فدائما ما أوسوس عندما أخرج من الحمام هل فتحت السيفون أم لا وأعود أكثر من مرة لأتأكد من ذلك مع أني أكون متأكدة تقريبا من أنني فتحته وهذه الوسوسة لا زالت مستمرة معي ولم أستطع التخلص منها وكنت أوسوس في الوضوء فكنت أعيد الوضوء أكثر من مرة ولكن خف ذلك معي الآن
فكيف أتخلص من ذلك؟؟
أرجو منك يا دكتور الإجابة بالتفصيل على ما ورد في رسالتي وآسفة على الإطالة مجددا
أرجو أن أجد الإجابة سريعا قدر الإمكان وأشكرك جزيل الشكر مقدما.....................
31/10/2004
وبعد يومين أرسلت صاحبة المشكلة تقول:
متابعه لمشكلة قصة حياتي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قبل أن أبدأ بعرض ما لدي أتأسف منك أشد الأسف وأعتذر منك دكتوري الفاضل كثيرا للمرة الثانية لأني استخدمت هذه الطريقة الخطأ للتكرم بالوصول اليك، ولكني أردت من هذه الرسالة أن أعقب على رد د.حنان على رسالتي بعنون(قصة حياتي) لأني وجدت أنها في ردها مشكورة قد فهمت بعض الأمور خطأ وأريد أن أوضح لها بعض الأمور التي لم تتضح لها
1 - يا دكتورتي الفاضلة أنا لم أقل إطلاقا أنني أريد رجلا(قاسيا وحش غازي فظ ) كما قلت فليس هذا ما كنت أقصده إطلاقا ولكني أيضا لا أحب الرجل الضعيف المسالم اللين جدا السلبي الصامت الكتوم الذي يحمل شخصية ضعيفة جدا (مثل زوجي) الذي ليست له أهداف في الحياة، ولا يستطيع أن يطالب بأبسط حقوقه (أعلم أنني أنا مليئة بالعيوب ولكن أحس بأني أظلمه بالعيش معه لأنني لا أحبه، أنت لا تعلمين كم أنا متعبة بالعيش معه فنفسيتي متعبة جدا، ولكنني أيضا لا أعلم كيف سيتفهم الجميع طلبي للطلاق إذا حدث ذلك!!!!!
2 - أنت قد ذكرت بعض الصفات لزوجي كما اتضح لك أنت، وتقولين بأنها صفات جيدة مثل الهدوء
وأنت لا تعلمين شدة هدوء زوجي التي تسبب لي الجنون حتى أنني قد أصرخ أحيانا بصوت مرتفع من شدة الضيق الذي أعانيه من هدوئه
3 - قد فهمت شخصية والدي بصورة خاطئة فهو ليس بهذه الدرجة من الفظاظة والقسوة إطلاقا فهو في معظم أحواله طيب متسامح لطيف المعشر
ولكن لشدة ما كان يلاقي من إخواني الذكور فقد كانت توصل مشاكلهم إلى حد أقسام الشرطة وما إلى ذلك، فحينها ينفجر غضبا ويعاملهم بقسوة وأنا لا أبرر ما كان يفعله ولكن لكي أوضح لكي شخصيته (وأنه لا يصل لحد رجل الكهف....)
4 - أنا لا أعلم هل سأتزوج من رجل أكثر فحولة أو أقل، إذا طُلقت، وليست هذه هي فقط مشكلتي مع زوجي والتي قد توصلني إلى طلب الطلاق أبدا ولكني ذكرت في رسالتي الأسباب وأن هذا أبسط سبب، وأكبرها أنني لا أحبـــــــــــــــــــه وبالنسبة لمرات الجماع فقد يمر أسبوع مثلا أو أربعة أيام بدون جماع ولا أقصد أنه يأتيني يوميا ولكن لا يزيد عن مرة في ذلك اليوم وقوة شهوتي تتعبني كثيرا...
5 - أما أين طموحاتي وأهدافي في الحياة فلست إلى هذه الدرجة من السلبية
فلدي الكثير من الأهداف التي أتمنى أن أستطيع تحقيقها ولدي الكثير من الأحلام التي أتطلع إلى الوصول إليها ولو سمح لي بالعطاء لأعطيت ما أستطيع
فأنا أتمنى أن أجد عملا حتى لو تطوعي فأنا لا أبحث عن المال من الوظيفة فقط ولكني أريد أن أشغل وقتي في ما ينفعني وأن أنصرف عن هذه التفاهات التي أقوم بها وقد بحثت في كل الاتجاهات في المستشفيات وفي البنوك وفي المدارس ولكن دون جدوى
6 - وآخر نقطة أريد أن أوضحها هي قولك أنني حرمت من التعليم وأنا ولله الحمد لدي شهادة جامعية وأما أن كنت تقصدين الدراسات العليا فهذا شي آخر.....
وأخيرا أشكرك مرة أخرى وثانية وثالثة على تكرمك بالرد وأتمنى منك يا د.وائل أن لا تنسى الرد بالتفصيل على ما ورد في مشكلتي وأن تجيب على ما ورد فيها من أسئلة
ولكم جزيل الشكر...............
2/11/2004
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا تخافي من الإثقال علينا فنحن سنسعد لو استطعنا أن نساعدك ونخفف عنك معاناتك، ونشير عليك بطريق الراحة النفسية التي تريدينها، وركزي كثيرا على كلمة نشير فأنت من يجب أن يعمل للوصول لغايته.
ولنثبت ما يلي في البداية:
1- أشكرك على حسن تفاعلك معنا فهي إشارة بأننا نصل إليكم.
2- تأخرت في الرد عامدة (كأسلوب الفلاحين في الفصل بين مرات التروية كي تستفيد التربة من الماء).
3- اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية (فالموضوع ليس شخصيا).
لقد ذكرت في بياناتك بأن تحصيلك متوسط، وأنك لا تعرفين هواياتك، فافترضت أنك من فتياتنا اللاتي حرمهن المجتمع حقهن في النمو والتعلم وها أنا أعتذر جزئيا للمجتمع، حيث الدرجة الجامعية الأولى لا تعني تعليم متوسط (كما ذكرت)، واعتذاري جزئي لأنه أيضا المسئول عن تزويدنا بقشور التعليم دون جوهره، وبأشياء نظرية لا نستطيع الاستفادة منها في حياتنا.
بارك الله في والدك وحفظه، وأعانك على بره(فيما أصاب وأخطأ) أختي في الله ضرب الأولاد إلى حد إسالة الدماء منهم لم يرد في أي مكان بأنه الأسلوب الصحيح للتربية
ولا أستطيع أن أصف البصق في وجه الزوجة بغير أنه فظاظة (سامحيني) فعن الرسول عليه الصلاة والسلام ثابت قوله "لا تضرب الوجه ولا تقبح"، نعم أنت تسامحين والدك بسهولة لأنك لم تكوني قطُّ هدفا مباشرا لسلوكه هذا، ولو كنت لكان لك قول مختلف، مع أن هناك من الأبناء الذين كانوا عرضة لعنف أهلهم نجحوا في الحفاظ على علاقة طيبة بهم (ولكنهم قلة) بسبب ما اتبعوه من استراتيجيات في التعامل وفي فهم سلوك الآباء.
وأنا عندما أشرح لك تأثير ظروف نشأتك فذلك ضمن محاولاتي لشرح أثر ما ذكرته في إفادتك على هذا النمط من الشخصية التي تصفينه بكلماتك "فأحس أنني إنسانه تافهة حقيرة"" أنني أكره نفسي لأنني لا أحس إنني أستحق الحياة والوقت الذي منحنيه الله جل في علاه، منذ أن كنت صغيرة وأنا أكره نفسي "أحس أني ضعيفة الإراده"
فهذا مثال صادق على نتيجةالنشأة في جو من العنف حتى ولو لم تكوني هدفا مباشرا،
فهو يقللُ إحساس الإنسان بقيمته كإنسان ويعيق سعيه للنمو والتقدم في الحياة وفي التغيير، لا أريدك أن تظني أن باقي البشر يعيشون في حالة رضا دائمة عن الذات وسعادة، بل يمر الجميع بفترات يقررون أن يغيروا هذا الجانب أو يضيفوا إلى ذاك ما استمرت بهم الحياة، وهذا أول القواعد التي ينبغي لك إقناع نفسك بها أنك تستطيعين التغير، وتستطيعين أن تجعلي وقتك ثمينا ووجودك علامة فارقة إذا جاهدت نفسك وأخذتها بالشدة،
فأنت ما شاء الله عليك واعية جدا، ولكنك تريدين الأسهل وتفضلين الحلول الجاهزة، وهي للأسف غير موجودة.
أؤكد لك يا أختي أنك لا تعانين أبدا من الرهاب الاجتماعي (وعافى الله جميع مرضى المسلمين)
أنت تسكتين في مواجهة أهلك لأن هذا الأسلوب الذي تعلمت أن تتعاملي معهم به منذ صغرك كي تتجنبي الألم والغضب والعقاب، وعليه فإن سلوكك يعتبر في نظر علم النفس تكيفي إلى حد ما طالما لم يكن في إمكانك غيره، بل وهناك من الدروس التي تعلم من يعيش في جو من العنف بأن يتجنب مواطن الشجار كي لا يجعل من نفسه ضحية للغضب وللنار التي تأكل ما أمامها دون تمييز.
وبينما أنت أصلا ثقتك في نفسك ضعيفة ولا تستطيعين التعبير عن نفسك كان أسلوب أختك في الدفاع عن وجودها مهاجمتك (على اعتبار أنك هدف أضعف منها) فقضت على ما تبقى من ثقتك في نفسك وأفسدت عليك محاولاتك في بناء شخصيتك في هذا الجو المشحون
وهذا الحديث ينطبق على كثير من حالات العنف الأسري حيث يظهر نوع يسمى العنف بين الأخوة وهو قد يكون جسديا (فيعتدون على بعضهم بالضرب) وقد يكون نفسيا (فيكيلون الإهانات لبعضهم، كما حدث معك)، لو أنك رأيت نارا مشتعلةً لا طاقة لأحد بإخمادها، ورأيت من يقف قربها صامتا ألن تنصحيه بالهرب لينجو بنفسه من النار؟؟
هذا ما فعلته أنت مع أسرتك حين تجنبت الخوض معهم، ونجاح السلوك يدفع الانسان إلى تكراره بوعي وبدون وعي، وهو ما تفعلين الآن باستمرار تجنب أختك والحديث مع أهلك في الوقت الذي قد تكون فيه النار قد خمدت، فهو ليس "الرهاب الاجتماعي" بقدر ما هو استمرار في تبني استراتيجية كانت ناجحة وفعالة في الماضي، وان لم يكن لها ما يبررها الآن تستطيعين التخلي عنها اذا أردت تدريجيا، وتعلم استخدام طرق التعبير عن نفسك في داخل المنزل كما تفعلين حين تكونين مع صديقاتك بعيدا عن أختك.
خوفك من الأماكن الضيقة والمرتفعة إذا كان بدرجة كبيرة بحيث يعيق حياتك فلا تستطيعين استخدام المصعد ابدا أو الخروج وحدك، فلا بد لك من مراجعة طبيب نفسي كي يساعدك على التخلص من مخاوفك هذه، فمعظم المخاوف شيء متعلم يمكن التخلص منها عن طريق تعلم سلوكيات صحيحية مخالفة لها بعد تصحيح الأفكار اللاعقلانية المصاحبة لها. أما خوفك من الأمراض فقد يكون جزءًا من الفراغ في حياتك الذي تعترفين به، أو جزءًا من المخاوف اللامنطقية السابقة ويمكنك أيضا التخلص منها بإذن الله إذا اجتهدت في تحقيق أهدافك.
أما عن شهوتك فأقرئي الآية الكريمة25 من سورة النساء: (وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلاً أَنْ يَنْكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ فَمِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ فَتَيَاتِكُمُ الْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِكُمْ بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَانْكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَلا مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ فَإِذَا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ الْعَنَتَ مِنْكُمْ وَأَنْ تَصْبِرُوا خَيْرٌ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (النساء:25)
حين يقول رب العالمن لمن لا يستطيع أن ينكح المحصنات بأنه يستطيع أن ينكح ما ملكت أيمانهم، وحدد هذه الرخصة بقوله "ذلك لمن خشي العنت منكم" فهي رخصة للمضطر وختم الآية بقوله "وأن تصبروا خيرٌ لكم" فمن خلق الإنسان ويعرف ما لديه من شهوة كثيرة أو قليلة يعلم بأنه قادر على ضبطها والتسامي بها، ولمن يضعف قال "والله غفور رحيم"
وهي إشارة بأن الإنسان قادر على أن يتجاهل رغباته الحسية فلم يشجع رب العالمين إشباعها كيفما اتفق كما في سورة البقرة آية 173 في النهي عن المحرمات من الطعام
حين قال رب العالمين(إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلا عَادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (البقرة:173)،
لم قال لا إثم عليه؟؟ لأن الطعام حاجة أساسية لحياة الانسان فاذا لم يجد حلالا فلا بأس للحفاظ على حياته أن يأكل محرما، بينما في موضوع النكاح فقد ميز بين درجات من الحلال ورجح ألا نأخذ فيها بالرخص، هل تعلمين لماذا لأن الأبحاث حول دوافع الإنسان بعد آلاف السنين من نزول القرآن أثبتت أنه وإن كان الجنس من الحاجات الأساسية للإنسان إلا أن هناك دوافع تغلبه وتحجبه منها على سبيل المثال غريزة الأمومة!
إذن لم لا نسمع مثل هذا التحجيم والتوضيح لأهمية الجنس في حياتنا من وسائل الإعلام فأحسبك على دراية بالسبب، فبدل وضع الشهوة في حجمها الحقيقي وقيمتها الفعلية نتعرض ليلا نهار لوسائل الإثارة البصرية والسمعية، وكل مبتكر من سبل الإشباع الغريبة على البشرية بسبب إفلاسهم وسقوطهم حيث لم يعد ما هو طبيعي مثير فبحثوا عن الإثارة بطرق عجيبة لا أحسبك عنها غافلة.
أختي في الله تستطيعين باذن الله وبما لديك من عقل أن تشحذي همتك وتوجهي عقلك للانشغال بغير الحاجات الغريزية، فاذا كانت الفأرة في المختبر قادرة على تجاوز رغباتها الجنسية لم نعجز نحن؟؟؟ كانت التربية تركز في السابق على أن الشهوة في أغلبها خيال!!
وصدقيني بأن هذا حقيقي، وهو ما عادت لتركز عليه برامج التعليم الغربية في المدارس بين المراهقين، كانت التربية تؤكد أن الفرق بين الرذيلة والفضيلة هو الخيال، فاذا استسلم الانسان لخياله غلبته حاجاته وإن سيطر على خياله ملك زمام أمره.
الحاجة الجنسية حاجة من ضمن الحاجات التي يستطيع الإنسان الاستغناء عنها ولكن على ألا يقضي وقته في تتبع مواضيع الإثارة من أجساد ومواقع، وبالانشغال بمهام تتناسب وقيمته كإنسان، حاولي بجدية وأكثر من مرة، وفي كل مرة تنجحين فيها في السيطرة على خيالاتك الجنسية ستزداد قدرتك على السيطرة النهائية على الموضوع.
يبقى الموضوع الأكثر حساسية وهو طلاقك، وأقول لك أن ليس من صلاحيات أي مختص نفسي أن يأخذ عنك قراراتك في الحياة فدوره يقتصر على مناقشة منطقية الفكرة معك حسب الثوابت العلميةو الشرعية والفكرية.
هل تذكرين حديث الرسول عليه الصلاة والسلام" لا يفرك مؤمن مؤمنة، ان كره منها خلقا أحب منها آخر"؟؟؟ وهذا خطاب كما ترين للرجل الذي يستطيع أن يتزوج على زوجه من يختارها من النساء، ولكن لا يشجع الإسلام اتباع الهوى بل يأمر بالنظر إلى الإيجابيات في الموقف، فماذا نقول لسيدة تشتكي من شدة شهوتها تفكر في الطلاق من زوجها لأن أكبر ما يعيبه كما تصف كلماتها" وأكبرها أنني لا أحبـــــه"؟؟؟
وبداية هل تعتقدين أن البيوت تبنى على الحب فقط؟؟ في الأفلام قد يكون ولكن ليس في الواقع، ففي الحياة هناك حسن المعاملة الذي يأتي قبل الحب، وهناك عامل العشرة والألفة.
هل تعتقدين أن الحب شيء جاهز نحصل عليه من السوق أو من الحياة كهبة؟؟ ليس الأمر كذلك
فالحب كائن حي يكبر بالاهتمام والعناية والرغبة فيه وبالمحافظة عليه، اعملي على حب زوجك وانظري إلى إيجابياته، وعززي ثقته بنفسه التي لم تمنحها له نشأته هو الآخر، لو نظرت جيدا لوجدت أن هناك ما يجمع بينكما كفردين بسبب ظروف نشأتكما ما قد يعتبر من أقوى الأسس لإرساء علاقة قوية وناجحة، فقط ركزي في ذلك واجعليه هدفا من أهداف حياتك.
أنا ادافع عن بيتك من الناحية النفسية والدينية ولم أتناول الجانب الاجتماعي فأقول لك إلى أين ستذهبين بعد طلاقك؟؟ إلى أهلك الذين تشكين سوء علاقتك بهم؟ من سينفق عليك وأنت بلا عمل؟؟
أختي في الله أنت بحاجة لأن تنفضي عن نفسك غبار الشفقة على الذات وتخلعي رداء الضحية لتبحثي في نفسك عن مواطن القوة فأنت تقولين" فلدي الكثير من الأهداف التي أتمنى أن أستطيع تحقيقها، ولدي الكثير من الأحلام التي أتطلع إلى الوصول إليها"
اشغلي نفسك بالعمل علي تحقيقها، وفي تخطي العقبات التي تحول بينك وبين أحلامك، وبذلك يصبح لحياتك معنى وقيمة وتنجحين في اكتساب حبك لنفسك،
لا أريد لك أن تكتفي بلوم نفسك والقول بأنك تكرهينها بل أريد لك العمل على بنائها، فنفسك التي بين جنبيك وعقلك نعمة أرجو أن يهديك الله لأن تحسني استغلالها، وإن وجدت في نفسك ضعفا يمنعك من القيام بهذه المهمة بنفسك فلا بأس عليك من استشارة مباشرة لمختص، وحياك الله دائما وأبدا معنا وفي موقعنا مجانين.
ويتبع >>>>>>>: قصة حياتي: مشاركة