غاضبة وأفكر بالانفصال:
إنني متزوجة منذ خمسة شهور وحامل في أول طفل لي وإنني أعاني من مشكلة مع زوجي وهذه المشكلة الخامسة من حيث أكبر المشاكل التي حدثت ومنذ زواجي وأنني أتضايق منه جدا في بعض الأشياء وأفكر حاليا في الانفصال عنه رغم صعوبة هذه الخطوة من أجل الجنين الذي في أحشائي
ومن الأشياء التي تضايقني منه أن عندما يحكي أحد له شيء عني خصوصا من أهله يصدق ما يقال بدون أن حتى أن يسألني ويعيش معي يأكل ويشرب ويمارس حياته بشكل طبيعي معي، ويخزن كل ما يقال بداخله وهذا يجعله يثير مشكلة على أي سبب غير الذي بداخله ويظهر ما يقال له في وقت الغضب ولا يعطيني أقل حقوقي ويسألني أهذا حدث أم لا؟
وهذا يؤلمني جدا وأنا من طبعي عندما أسمع شيء يجب أن أواجه من سمعت عنه الكلام
ومن الأشياء أيضا التي تثير غضبي منه أن كل الجيران تسمع ما يحدث عندي من صوته الجمهوري وقت الشجار وهذا يجعلني أشعر أنني عارية أمام الجيران، وبعض جزء من أهله يعاملني معاملة سيئة رغم ذلك لم أقل له شيء عنهم ولكن هو بالتقريب يحكي لهم ما يحدث بيني وبينه
ومن الأشياء التي تضايقني جدا وتثير قلقي هي أنه يعمل ولكن عندما يمرض يرفض تماما الذهاب إلى الطبيب ويظل قابعا في المنزل لأسابيع فلا عمل ولا دخل للمنزل أثناء ذلك وبرفضه الذهاب لدكتور يظل راقدا طويلا وهذا ما يشعرني بعدم الأمان معه وأخاف على حياتي وحياة طفلي بعد ذلك فأنا لا أحب أن أشعر بالحاجة وخاصة أنني كنت في منزل والدي مرفهة جدا وكل ما أطلبه من الناحية المادية مجاب ولست أقول أنني لست لدي الصبر علي أزمات الحياة لكن عندما تمر بي هذه الأزمات نتيجة عن تقاعسه فهذا ما يضايقني بقوة ويثير خوفي ولا أعرف أهذا يحدث لأنني مازلت في أول عام للزواج وخاصة أنني لم أكن أعرفه قبل الزواج؟
وما يثير حنقي عليه أنني متدينة لحد ما إلا أن التدين عنده هو صلاة الفرض والفروض الأخرى في الحياة لكنه لا يعلم شيء عن النوافل ليس في الصلاة فقط إنما في الحياة نفسها، وأنا ملتزمة دينيا وهذا يضايقني منه وليست له ثقافة دينية ولا أعرف فنحن شخصيتان مختلفتان تماما فأنا لدي طموح وعندي استعداد أن أفني العمر في سبيل تحقيقها وهو لديه طموح لكن لا سعي و لا صبر وأنا لا أحب أن ييأس الإنسان ويحاول ويترك الباقي على المولى لكنه يترك كل شيء على المولى بدون محاولة جادة
فهل هناك حل لمشكلتي وهل هناك أمل في الإصلاح وهل هذا يحدث لأننا في أول الزواج
بدون معرفة سابقة لبعض على العلم أنني فترة الخطوبة عمرها ثلاثة شهور وأشعر أنني أذوب حبا في الجنين الذي في أحشائي أكثر منه ولو خيرت لاخترت ما في أحشائي ورغم أنني لم أقل له ذلك إلا أنه يشعر بذلك ويواجهني به
10/12/2004
وبعد يومين أرسلت تقول:
مشكلة في حياتي
أنا قد أرسلت لكم رسالة أول أمس عن مشكلتي إلا أنني بعد قراءتي لرسالة بعنوان طموحه ومكتئبة والرسالة الأخرى بعنوان نقص في احتمال وفي الطبيب أكيد هو ما أثار ذعري وخصوصا وأنا حامل أخاف أن الجنين الذي في أحشائي أن يتأثر في حالة لو انفصلت عن زوجي فأنا عرضت عليكم مشكلتي المرة السابقة لكن لا مانع في سردها مره أخرى وهي أنني متزوجة منذ خمسة شهور وهناك أشياء تضايقني في زوجي لكن كما ذكرت مساوئه
فعلي أن أذكر محاسنه التي عرفتها حتى الآن وهي أنه طيب جدا وعندما أكون متعبة ولا أستطيع أن أكمل باقي الواجبات المنزلية فهو يكملها عني وعندما يكون في وقت الرضا إذا طلبت منه شيء لا يرفضه وإن تردد وتحايلت عليه فيوافق وعندما أكون جالسة بعيد عنه يتضايق ويكون متعلق بي بشكل زيادة عن اللزوم ويلاحقني في كل مكان كأن عندي طفل متعلق بي بشدة وأشعر أحيانا كثيرة أنه أول ذريتي هذا في وقت الصفا لكن عندما تكون هناك مشكلة يكون شيء آخر أولا تسمع الجيران صوته وهذا يضايقني بشدة لأنني أشعر أنني عارية أمام الجيران وأكره بشدة الصوت العالي في وقت الشجار لأنه بالتالي ينرفزني وإذا تركت المكان الذي نتشاجر فيه وذهبت لمكان أخر داخل المنزل يجئ ورائي
وثاني شيء يضايقني أن بعض أهله سامحهم الله يعاملونني بطريقة سيئة ورغم ذلك لم أقل له يسمع منهم ويصدقهم ولا يعطني أقل حقوقي ويسألني أهذا حدث أم لا ولا أعرف ماذا أسمع إلا في وقت الغضب ويظل طول هذه الفترة التي يسمع فيها يخفي هذا الكلام بداخله ويعيش معي طبيعي وأنه يمارس معي العلاقة الزوجية وهو يخزن هذا الكلام بداخله وهذا ما يجعلني بعض الأوقات أشعر بمقت رهيب نحوه وأشعر أنه سيئ جدا من داخله وأشعر بالخوف لأجل ذلك
وثالث شيء أنه عندما يمرض يرفض الذهاب إلى الطبيب ويظل راقدا بدون علاج ويتأثر المنزل بجلوسه بدون نزوله للعمل وهذا ما يضايقني وليس عدم صبر مني ولو هذه أزمة من أزمات الحياة وزوجي يعمل ما عليه أن يفعله فلن أتذمر ولكن ذلك لا يحدث وهذا ما يثير غيظي
ورابع سبب أنني متدينة لحد ما وكنت قبل الزواج أفعل بعض الأشياء الدينية لكن بزواجي منه أصبح هذا شبه مرفوض أفعله داخل المنزل ممكن لكن خارج المنزل لا رغم أنني أتعلم هذه الأشياء وأنني كنت متفقة معه على ذلك قبل الزواج وأنا عندما كنت موافقة على الزواج منه كنت أتوسم فيه التدين فهو يصلي لكن في بعض السنن والنوافل فهناك أراء أخرى
وخامس شيء هو أنه بعض الأوقات يقول لي أنه لم يكن يفكر في وهذه زيجة أهله مع العلم أنه أثناء الخطوبة كان مقتنع بي تماما وكان يحبني بشدة على كلامه ولزيادة التفاصيل أنا لم أكن أعرفه قبل الخطوبة نهائيا وفترة الخطوبة ثلاث شهور وتزوجته فهل هناك حل لهذه المشكلة وخصوصا وأنا أضع أمام عيني احتمال الانفصال وهل هذا يحدث لأننا حديثي الزواج ولم نكن نعرف بعض قبل الزواج وهو يقول لي أنني أحب ما في أحشائي بشده وأكثر منه ورغم صحة هذا إلا أنني زعمت غير ذلك وهل هنالك أمل في إصلاحه وأرجو منكم أن تردوا علي بسرعة لأنني الآن تاركة المنزل وغاضبة وأفكر في الانفصال
12/12/2004
رد المستشار
لي صديق قديم تزاملنا أيام الجامعة فكان هو في إعلام، وكنت في طب ثم دارت الأيام فإذا بنا اليوم نكتب، هو رئيس تحرير، ويكتب حاليا عامودا يوميا، وأنا أكتب إجابات!!!
ومنذ أيام كتبَ يقول: -
"خطرٌ كامنٌ في عقولنا، في الكيفية التي نقرأُ ونفكرُ بها، ونرى ونفهمُ بها، في الكيفية التي نكوِّنُ على أساسها آراءنا في نفسنا وفي غيرنا، في الكيفية التي نتعامل بها مع قضايانا الشخصية والعامة"
"نحتاجُ إلى مواجهة عيوب وجودنا العقلي والروحي، نحتاج إلى تفهم مصادر طاقتنا الداخلية ما ينهشها ويبددها"
"نحنُ أمةٌ تأكلُ هواءً، وتتعلمُ هواءً، وتقبضُ على هواء!، نحنُ أمةٌ تتيه في فضاءٍ من الهواء"
وعندما قرأت رسالتك أو بالأحرى رسالتيك تذكرت كلماته، فلديك مثلنا جميعا ولكن بدرجات متفاوتة - نفس العيوب الذهنية والشخصية القاتلة والمزمنة، وفرصتك أفضل من غيرك فقط لأنك في مقتبل العمر شريطة أن تجتهدي في تغيير ذاتك يا سيدتي الكريمة، وأرجو أن تكوني قارئة مستديمة لنا فهذا يساعدك.
مثل الملايين من الفتيات العربيات عشت تنتظرين الزواج لتسعدي بأن تكوني ربة منزل، وشريكا في بناء أسرة، ومثل الملايين لم يخبرك أو يعلمك أحد، ولو أبسط حقائق الحياة، بل وساهم من حولك في تكريس جهلك وغفلتك بحسن نية غالبا، وهو ما يحدث يوميا في ملايين البيوت!!!
وللأسف فإن نفس الشيء حدث مع زوجك فلا هو يعرف كيف يكون رجلا مسئولا عن زوجة وبيت، ولا هو يعرف كيف يكون جديرا بالقوامة التي يجهلها أغلبنا نحن معشر الرجال بحيث لا نعرف منها سوى العنف والتطاول، والقليل من الحنان والحكمة إلا من رحم ربك، وقليل ما هم؟!!!
فماذا نحن إذن غير الهواء!؟!!!رجالا ونساء؟!!!
زوجك يا سيدتي يتدرب فيك، وأنت تدربين فيه، وربما يتعلم، وربما لم يتغير، وكذلك أنت !!!
لن أستطرد في الطريقة التي تزوجتما بها فأنت تعرفين أنها لم تكن سليمة ولا كافية رغم أن الملايين أيضا يتزوجون بنفس الطريقة المعيوبة فيجدون أنفسهم أمام شركاء ولا يعرفون عنهم شيئا إلا قشور من قبيل قولك: كنت أتوسم فيه التدين فهو يصلي!!!
ماذا أقول لك ؟!! ونفس التسرع والسطحية وإهمال التدقيق، هي مفردات مرحلة الاختيار للزواج في أغلب الحالات؟!!!
أرجو أن تنتبهي إلى أن نقدي موجه أساسا للأسلوب الذي نعيش ونفكر به أكثر مما هو موجه لك شخصيا، فالخطأ الذي وقعت فيه فادح بالطبع، وذلك بتسرعك في إتمام الزواج من شخص لم تأخذي الفرصة الكافية لمعرفته وحسم اختيارك له بمعرفة أهلك،
وهذا الخطأ الفادح أريد أن أوضح لك أنه الشائع ...للأسف.
ما علينا من الماضي الآن، ودعينا لا نتسرع في قرار الطلاق إذن كما تسرعنا في قرار الزواج، فالطلاق ليس سهلا في غير وجود أطفال، فما بالك مع وجودهم؟!!!
وليس هناك أي دافع للتسرع بالطلاق غير التخلص من عيوب زوجك، وصوته العالي...الخ، وليس هذا الدافع –في تقديري– كافيا للتعجيل بالطلاق فتمهلي وتماسكي وفكري معي.
- هل أنت مستعدة لحمل لقب "مطلقة“ والنهوض لتحمل تبعات هذه الحالة، وبخاصة وأنت من النوع الذي يهمه كلام الناس ونظرتهم وصورتك أمامهم ؟!!!
- هل أنت مستعدة ماديا للإنفاق على نفسك ومولودك القادم بمشيئة الله أم أن أهلك سيتكلفون بهذا ؟! وإلى متى؟!!! وبخاصة أنك لا تعملين كما أفدت في بياناتك؟! وبالمناسبة ما هو موقفهم من مسألة الطلاق هذه؟!! وهل يرون معك أن الانفصال هو الحل؟!!!
- هل أنت مستعدة بالمقابل لتحمل عيوب زوجك ومحاولة الإصلاح التدريجي لها قدر المستطاع، وبخاصة إذا وضعت في اعتبارك أن لكل إنسان عيوبه الفادحة، ولعله – أي زوجك – إذا وصف لنا حياته معك– فربما يذكر عيوبك التي لم تذكريها، والتي يكررها أهله على مسامعه فيراكمها بداخله أو يصرخ بها في وجهك والجيران يسمعون!!! طبعا ممكن أن يكون زوجك بلا عقل أو أحمق أو عنيف أو شرير،
ولكن أعتقد غالبا أنه يصرخ عاليا لأسباب ودوافع، ويصدق كلام أهله عنك، وقد يكررها على مسامعك ردا على تصرفات أو استفزازات أو تقصير أو أخطاء من طرفك.
- هل تعتقدين أنك في حال الطلاق يمكن أن تحصلي على زوج أفضل من زوجك الحالي، ولا تنسي طبعا أنك ستكونين مطلقة ولك طفل فهل أنت مستعدة للرضا بمن يرضى بظروفك هذه وغالبا ما سيكون أرملا أو مطلقا لديه أطفال معه أو مع زوجته ومحاولة إصلاحه هي الاختيار الأقل سوءا ؟!!!
- هل لديك الاستعداد للاعتراف بعيوبك ومواجهتها والعمل على إصلاحها أيضا؟!!!
وهل أنت على استعداد لتغيير نظرتك القاصرة للزواج والتي تجلت في تسرعك بالاختيار ثم هي ظاهرة خلال سطورك في توقعاتك التي كنت تنتظرينها من زوجك ثم فوجئت بغيرها من قبيل "التدين" الذي استدللت عليه من مجرد أن زوجك يصلي!!!
هل أنت على استعداد لإنضاج تناولك للمسألة كلها كما فعلت مثلا صاحبة: أيزو الزواج ...
- هل فهمت من كلامي أنني أقترح عليك الاستمرار أو الانفصال؟!!! لم أفعل هذا، ولا أقصده، ولا أنوي من قريب أو من بعيد فقط أردت إضاءة بعض جوانب الصورة أمام عينيك حتى تختاري بحكمة أكبر هذه المرة.
كلا الاختيارين صعب وله تبعاته ومسئولياته وثمنه، ويبقي أن تفكري على مهل، وتحسبي حساباتك لتحسمي قرارك دون أن يكون هناك أي "دافع" للتسرع في "الانفصال“.
انتهزي فرصة محاولات زوجك للإصلاح وإعادتك للبيت لتقترحي طلبات محددة منه في مقابل عودتك، وأعطي نفسك وإياه فرصة وأكثر، واستخيري واستشيري ولا تتسرعي، وتابعينا بالأخبار، وفقك الله لما فيه الخير لك ولطفلك ولزوجك، والله المستعان.
وقبل أن أتركك ألفت نظرك إلى أن حسم قرار الانفصال يحتاج إلى وقت تستطيعين بتقديره، ولكن عليك بالحذر واتخاذ اللازم حتى لا يحدث حمل ثاني –بعد وضعك هذه المرة– لأن طفلا ثانيا سيصعب الأمور أكثر،
وأهلا بك دائما.