وسواس مرض واضطهاد وعدوان إلخ.. وليس فصام!
لا أعلم ماذا يحدث لي... أرجو مساعدتكم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته... أولاً أحب أن أشكر جميع القائمين على هذا المنتدى، وعسى أن يعينكم الله ويجازيكم خيراً على ماتعملونه.
أما بعد... أنا شاب عمري 19 سنة، وأدرس تخصص الحاسب في إحدى أكبر الجامعات في المملكة العربية السعودية، أنا لست مدمناً ولا أتعاطى أي مخدرات _ولله الحمد_.
مشكلتي بدأت قبل 3 سنوات عندما كان عمري 16 سنة، بدأت المشكلة بظهور دم في البول، وكنت خائفاً أن يكون هذا الدم بسبب مرض الفشل الكلوي، ثم تخلصت من هذا التفكير عند انتهاء مشكلة نزول الدم مع البول _أعزكم الله_ ولكن أتتني حالة غريبة وهي أني بدأت أشعر أنه لا فائدة من هذه الدنيا، وأصبحت لا أستمتع بأي شيء، لكن لم تدم هذه الحالة طويلاً وذهبت بالرقية الشرعية والتقرب إلى الله.
بعدها بشهر بدأ يأتيني خوف جديد وهو الخوف من مرض الفصام لأن عمِّي مصاب به فتجدني ليل نهار أبحث عن المرض وأعراضه وعلاجه، وتجدني أطابق الأعراض على نفسي، وإذا رأيت عمي المصاب بهذا المرض تنتكس حالتي وأخاف أكثر وأفقد السيطرة على عقلي وتبدأ تأتيني أفكار أني سآخذ سكِّين من المطبخ وأقتل به أمي لكني أعرف أن هذا الشيء خطأ.
ذهبت هذه الأفكار لفترة شهرين، ثم سمعت أن أحد أقاربنا توفي في حادث سير فبردت جميع أطرافي وبدأت أقول "أخاف أن أموت في حادث سير" وبدأت التفكير والوساوس الكاذبة، وكل وسواس يأخذ أسبوع ثم يذهب، ثم يأتي وسواس غيره وكأنها كرة تركلها برجلك فتصتدم بجدار وتعود إليك... لا أستطيع أن أصف لكم شعوري لكن تخيلوا معي 3 سنوات كل أسبوع تأتيني فكرة جديدة قبيحة وتستمر لأسبوع ثم تذهب وتأتي فكرة غيرها لتحل مكانها وتستمر أسبوع وتذهب وهكذا، ومن هذه الأفكار هنالك شخص في قريتنا أتاني وسواس أن هذا الشخص سوف يتشاجر معي ويلحق الأذى فتجدني طول الوقت خائف وأتحسس من هذا الشخص، وتجدني أراقبه في بعض الأحيان رغم إيماني أن هذه الأفكار غير صحيحة.
أيضاً قبل فترة أتاني ألم في أسفل بطني فكنت موقناً ومتأكداً أن هذا سرطان القولون _أجارنا الله وإياكم من الأورام الخبيثة_ وبعد الفحص تبين أنه لا يوجد عندي ورم _ولله الحمد_... وأيضاً من هذه الأفكار أن أحدا الأشخاص عمل بي اللواط عندما كنت صغيراً، وتبدأ معي هذه الفكرة ويبدأ معها القلق والخوف واحتقار الذات.
أنا أيضاً أقلق كثيراً بعد حدوث أي مشكلة لي فمثلاً يوم من الأيام تضاربت أنا وأحد الأشخاص، وبعد انتهاء المشكلة أقسم بجلال الله أنني جلست شهر وزيادة أفكر في الذي حصل، وأفكر أنهم سيعودون لكي يتقاتلوا معي... وأيضاً في يوم من الأيام ذهبت إلى البقالة فوجدت شخصاً أصغر مني فبدأ بسبي والتهكم عليّ فما كان مني إلا أن أرد عليه فقال لي "سوف أحضر أعمامي بعد شهرين لكي يضربونك" فخفت كثيراً رغم معرفتي بأنه كاذب إلا أنني خفت من كلامه، ولكن أشعر أني في داخلي لست خائفاً، ولكن أشعر بشعور خوف، فلا أعلم ما تفسير هذا الشيء.
أيضاً قبل ثلاثة أيام تشاجرت أنا وأحد الأشخاص في برنامج "انستجرام" وكان هذا الشخص فتاة من الفئة النسوية التي تطالب بتغيير قواعد الدين لكي تتماشى مع مفاهيمهم ورغباتهم فكانت تتنمر عليَّ وتتكلم معي بكلام جارح وأنا أرد عليها، ولكن بعد انتهاء كل هذا شعرت أنني خائف وأن هذه المرأة أقوى مني رغم أني رجل وأعرف أني أقوى منها في كل شيء، لكن كلامها أثر فيَّ كثيراً، وأنا أظن أن كلامها لو كان شخص ثاني في مكاني لم يكن سيكترث لها ولكان نسي الموضوع في نفس اللحظة لأن كلامها كان تافه جداً، لكني ضخمته أنا بكامل قواي العقلية وأعرف الصح والخطأ.
أنا لا أعلم ما الذي يحدث لي، فأنا أتأثر بمن حولي وأصدق كلام أي شخص في نفسي وأشك فيها، وثقتي في نفسي كانت في الماضي قوية جداً، ولكن بعد هذه المشاكل التي ذكرتها لكم قلت ثقتي في نفسي بشكل ملحوظ، لكنني أمارس حياتي بشكل طبيعي رغم هذه الأفكار والمشاكل.
أرجوكم أنا معتمد على الله ثم عليكم... ساعدوني وأخبروني ماذا بي..
هل أنا مصاب بالفصام؟ أم القلق؟ أم ماذا؟ لأني أتعذب داخلياً من هذه الأفكار ومن القلق والخوف المصاحب لها.
29/8/2020
رد المستشار
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته... نشكر السائل على ثنائه على الموقع والعاملين فيه.
ما يصفه السائل هو نوع من القلق المتعمم الذي يتطور أحياناً لما يشبه الوسواس القهري، فمن الطبيعي أن يخاف الإنسان عند تعرضه للخطر، ولكن لا ينبغي لهذا الخوف أن يخرج عن حد الاعتدال أو أن يؤثر على حكم الشخص على الأمور بشكل منطقي وصحيح، فتقييم مستوى الخطر هو أحد أركان العملية النفسية لشعور الخوف، وإذا اختل هذا التقييم فمن الممكن أن يخاف الإنسان من أي احتمال مهما كان مُستبعداُ، وبالتالي فإنه سيظل أبداً في دائرة الخوف مهما كان الموقف طبيعياً وتافهاً، وبالتالي فإن التقييم الخاطئ لمستوى الخطر واحتمالية حدوث ما يخافه الإنسان هو المشكلة، ويحتاج ذلك الخلل إلى علاج معرفي مكثف يتدرب الشخص فيه على تقييم الخطر وحساب احتمالات حدوثه، وعلى مواجهة الاحتمالات السيئة المُستبعًدة وتقبل احتمالية حدوثها مع إدراك أن هذا الاحتمال مُستبعًد، وأن الاحتمال الأقوى هو أن الأمور ستسير على ما يرام.
ويمكن الاستعانة في ذلك بمدرب أو معالج نفساني يتقن هذا النوع من العلاج المعرفي وبرامج التأمل والاسترخاء، وقد يحتاج الأمر إلى زيارة طبيب نفساني لوصف العلاج الدوائي المناسب والذي يساعد الشخص على تجاوز هذه المشكلة.