العادة السرية, مهلا, استشارة كغير الباقي!!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أولا, أشكركم على هذا الموقع الفاضل, والذي أرجو منه أن يزيد الوعي عند الناس إن شاء الله.
أود أولا عدم عرض إيميلي الخاص, وعدم عرض استشارتي في الموقع , وأن أطلب أن يرد على استشارتي االدكتور وائل أبو هندي أو الأستاذ الدكتور عمرو أبو خليل.
سأبدأ الآن بسرد استشارتي:
أنا عمري 21 سنة, في أيام المراهقة, لم أكن المسلم الملتزم بجميع شعائر الدين, لكن كنت أملك غيرة لهذا الدين والعديد من المبادئ القوية التي ما زلت أتمسك بها.
أعتقد أن جزءا كبيرا من مشكلتي هو أني دخلت الجامعة في كلية العلوم الاجتماعية, ولم يكن هذا الأمر باختياري, لكن لأن معدلي لم يسمح لي بالدخول إلى الهندسة أو علوم الكمبيوتر.
حتى قراري لتقديم الطلب لكلية الهندسة أو علوم الكمبيوتر لم يكن مبنيا سوى على العقلية العربية (إما مهندس أو دكتور).
للأسف, مستواي الدراسي في السنة الأولى لم يكن جيدا, ولهذا لم أستطع أن أحول إلى كلية الهندسة, ووجدت الخيارات أمامي تقل جدا إلى أن اضطررت إلى أن أدخل سنة ثانية "اقتصاد" (لا حبا فيه, لكن لأنه كان من الخيارات القليلة بسبب معدلي الهابط). للأسف من جديد, لم أحقق أي مستوى أكاديمي أفضل, وطردتني الجامعة لمدة سنة كاملة.
هذه السنة كانت فرصة لمراجعة النفس, مراجعة الأهداف, الأهميات, الأوليات, نمط الحياة, طريقة التفكير, وأمور أخرى كثيرة. ما كنت أعلمه من نفسي قبل دخول الجامعة هو حبي للناس وشخصيتي الاجتماعية جدا, ولهذا بعد تفكير طويل وحسابات كثيرة, قررت الانخراط في العلوم الاجتماعية (التي كنت أنظر إليها بازدراء من قبل لعدم وعيي بذاتي, ولعدم وعيي بأهميتها).
أحببت أن أدرس علم النفس لأتخصص فيما بعد في الcounselling أو psychotherapy, و بناء على هذا القرار, فلقد درست بالانتساب مادتين مقدمتين لعلم النفس والحمد لله كانتا كفيلتين لأن يعيداني إلى الجامعة التي طردت منها وأن أبدأ الدراسة بقسم "علم النفس" بكلية العلوم الاجتماعية ابتداء من الفصل القادم.
ما علاقة كل هذا بالعادة السرية؟؟!!
للأسف, كنت ككثير من الشباب قد أدمنت العادة السرية منذ سن 14-15 عن طريق مشاهدة الأفلام الخليعة والشطح بالخيال الجنسي! حاولت كثيرا التخلص من هذه العادة, لكن للأسف باءت محاولاتي بالفشل.
السنة التي بعدت فيها عن الجامعة, بحمد الله توصلت إلى وعي ذاتي جيد (أهداف شبه واضحة, إدراك للمهارات, تطويرها واستغلالها, درجة أعلى بكثير من الوعي والنضج والنظرة إلى الأمور)، بل إني بدأت أشغل وقتي بالقراءة أكثر من قبل, والتفكير, والتخطيط..الخ.
نظرتي للأمور بشكل عام يتخللها التفاؤل, فأنا أتعلم كل مرة من أخطائي في محاولتي للإقلاع عن العادة, والزيادة في الوعي والنضج الذي تكلمت عنه أكسبني مهارات في التعامل مع المشكلات بشكل عام ونجحت في عدة جوانب ولله الحمد.
قمت بتقسيم المشكلة إلى أصغر عدد من الجزئيات, أسباب أكاديمية (بعدي عن الجامعة أعطاني الكثير من الفراغ الذي لم أستغله بالشكل الأنسب)، أسباب دينية (ضعف الإيمان, رغم أني على درجة من الالتزام, ولكني أظن أن جزءا من المشكلة هو في الحقيقة أن هذا عقاب من الله على إلف هذه المعصية, ثم إن ركزت على حفظ القرآن وطلب العلم نوعا ما)، أسباب نفسية (وهذا ما أريد أن أناقشه بالتفصيل في هذه الاستشارة).
وجدت أني أنجح في جميع الجوانب, ولكني ما زلت أفشل في الإقلاع عن العادة لسبب واحد فقط, وهو الآتي:
عندما أقلع عن العادة لفترة معينة, تراودني الأفكار والتخيلات الجنسية fantasies, مما يرفع من درجة الشهوة, مما يدفعني بكل بساطة لفتح الانترنت والمواقع الخليعة, ثم تفريغ الشهوة!!
وجدت نفسي عندما أعيش جوا إيمانيا راقيا, أعتقد أني ولله الحمد تعافيت تماما من هذه العادة السيئة (وأحاول الموازنة بين عدم القنوط من رحمة الله وعدم الأمن من مكر الله أيضا), لكن سرعان ما تخطر ببالي "لحظة خيالية جنسية", تدعوني لأن أذهب إلى الكمبيوتر (وإن كان الأثر لا يأتي دائما مباشرة, ربما بعد بضع ساعات).
لدي نشاطات دعوية مميزة هنا, ولقد عرض علي أحد الأخوة الدعاة المربين الأفاضل الذين لهم أعظم الفضل بعد الله تعالى في صقل شخصيتي و توجيه تفكيري فكرة الزواج أو الخطوبة فقط بأحد الأخوات العاملات معنا في المركز. منذ ذلك اليوم, فكرت بجدية في أمر هذه الأخت, ودرست الموضوع من ناحية عقلية لا من ناحية عاطفية, وقررت أن أتقدم لها بإذن الله, لكن ليس الآن, لأن الظروف الآن لا تسمح, وهي ما زالت في أول سنة في الكلية وأنا في ثالث سنة.
التفكير في هذه الأخت جعلني أتخيلها وكأنها زوجتي وأحيانا أتخيل مضاجعتي إياها!! أخجل من نفسي أحيانا وأتخيل فقط حياتنا الزوجية العادية دون الجنس, لكن سرعان ما يدعوني هذا الأمر بشكل مباشر أو غير مباشر أن أفكر في العلاقة الجنسية, مما يدعوني من جديد إلى الذهاب إلى المواقع الخليعة. بالطبع, المشكلة هنا تتأزم, لأن مشاهدة هذه المواقع يزيد من المخيلة الجنسية, وكما تعلمون أيضا, الإدمان على هذه المواقع high demanding, فالنفس دائما تطلب المزيد والمزيد منه!!
أدري أني أطنبت وفصلت كثيرا في عرض مشكلتي, لكن باختصار شديد, هل حالتي هذه مجرد وساوس شيطانية؟ أم هي نوع من ألobsession الذي له طريقة معينة في التخلص منه؟
حسبت أموري لكي أكون قادرا بإذن الله على الزواج بعد سنتين من الآن, لكن حتى يأتي هذا اليوم, كيف لي أن أتعامل مع مشكلة "الخيال"؟ والتي أعتقد أنها الجانب الأقوى في مشكلتي مع العادة السرية.
أرجو أن يكون الرد ردا واضحا مفصلا.
جزاكم الله خيرا..
17/12/2004
رد المستشار
هي في النهاية مشكلة العادة السرية سواء كانت المشكلة في الخيال أو في النظر في الشارع أو الدخول إلي المواقع الإباحية.............. النتيجة هي أن هذا يفضي لممارسة العادة السرية ونحن هنا سنذكر لك ملخصا سريعا لمنهجنا في التعامل مع هذه المشكلة ونحيلك إلي التفاصيل في حلولنا السابقة على موقع إسلام أون لاين حيث قلنا هذا الموضوع بحثا..........
1 – نحن نتعامل مع نوعين من الشباب في علاقتهم بالعادة السرية
الأول: شاب ملتزم بدينه يغض بصره ولا يدخل علي الأماكن الإباحية ولا يطلع علي المجلات الجنسية، وقد ابتلي بالعادة السرية لسبب أو لآخر في مطلع حياته ثم التزم بدينه وشغل أوقات فراغه بكل ما هو مفيد وابتعد عن العادة السرية قدر الإمكان لأسابيع تقصر أو تطول ثم تغلبه شهوته.......... لطبيعة السن ولطبيعة المغريات التي يتعرض لها في الشارع وغيره لنظرة في لحظة ضعف فيضطر لممارسة العادة.........
عندها نقول لهذا الشاب أن ممارستك للعادة في هذه الحالة تشبه شابا يسير في طريق وقد تأنق في ملبسه ومظهره ثم تعثر فجأة وسقط علي الأرض لحجر صغير لم يراه فهل ينام علي الأرض مستلي أم يقوم بسرعة فينفض التراب عن ملابسه ويعدل من هندامه ويعود للسير في طريقه إنما نقول لهذا الشاب الملتزم........ لا عليك............ انهض بسرعة واغتسل وتوضأ وتوجه إلي مسجدك في وقت صلاتك وتوجه إلي إخوانك في وقت لقاءك وعد إلي أنشطتك الطبيعية ولا تفكر فيما حدث أو كيف حدث فهذا حادث عارض لا تلقي له بالا لأنك في الأصل ملتزم بغض البصر وشغل وقتك بكل ما هو مفيد فلا تجعل للشيطان إليك سبيلا بحيث ييئسك من رحمة الله ويقول لك كيف لملتزم أن يقع في هذه المعصية ها أنت تعود مرة أخرى إن الأفضل لك أن تترك الالتزام لأنك تسيء لهم............ لتدخل في دائرة الاستمرار والاستمرار هو أمر لا داع له ولا معني له لأن الأمور يجب أن توضع فيحجمها دون إفراط أو تفريط أو تهويل أو تهوين.
والصنف الثاني:- عن الشاب هو الذي لا يراعي الله في نظره فيترك نظره في المحرمات سواء في الشارع أو الانترنت أو التلفاز أو المجلات ثم يخلو بنفسه مستدعيا كل هذه المشاهد ليدخل في دائرة خبيثة لا تنتهي من ممارسة يومية للعادة وإدمان للدخول علي المواقع الإباحية من أجل أن يجد ما يلهب خياله ويجعله يمارس العادة من غير انقطاع وهذا هو ما تعتبر العادة في حقه معصية يجب أن يقلع عنها لأن الطريق من أوله لآخره يسير في طريق المحرمات والنظر إليها وهذا ما يحتاج لعزيمة صادقة من أجل الإقلاع وتوبة نصوح يعود منها إلي الله وبرنامج سلوكي للخروج من أزمته وهو ما فضلناه في المشكلة المعنوية الاستمناء... المواقع الإباحية وداعا للإدمان علي موقع إسلام أون لاين ونرجو أن تعود لكل ما ذكرناه حول هذا الأمر علي الموقع السابق ذكره خاصة المشكلة المعنونة:ممارسة الجنس مع النفس والأخرى عالم العادة السرية وغيرهم الكثير أعانك الله على العفة والزواج.
ويضيف الدكتور وائل أبو هندي ، الأخ السائل أهلا وسهلا بك على مجانين وألف شكرٍ على ثقتك، ليس لدي بعدما تفضل به أخي الدكتور عمروأبو خليل غير أن أضيف لك بعض روابط ردودنا على استشارات مجانين والتي لا يبدو مجيبك متذكرا لأسمائها، ولكننا نضعها لك هنا استكمالا للفائدة، فقم بنقر ما يلي من عناوين:
الاستمناء ، شماعة الجهل التي ذابت
الاستمناء أثناء النوم: الأوضاع قبل الأحكام
الاستمناء والاحتلام والوسوسة
الاستمناء القهري : العادةُ المُسْتَـنْزِفًةُ
عقدةُ الذنب والاستمناء !
وأهلا وسهلا بك دائما على مجانين فتابعنا بالتطورات الطيبة إن شاء الله.