هل أنا شخصية شكاكة؟ م
أريد التأكد من اختياري
تركت العمل مضطرة منذ شهور طويلة بسبب ظلم وقع علي، فلم أتحمل البقاء في المكان، وأثر علي هذا الأمر كثيراً ولكني اتجهت لمجال عمل آخر بدأت في تعلمه ولازلت أتعلم، ولم ألتحق بوظيفة حتى الآن ولكني مستمرة في التعلم والسعي، ولكن نفدت نقودي وأشعر بحاجة للمال ليست ملحة ولكن قلة المال تشعرني بالضيق فعدت للبحث في مجال عملي القديم، ولكن حين جاء وقت مقابلة العمل وجدت نفسي غير قادرة على الذهاب وشعرت بضيق شديد جداً منعني من الذهاب، ومنعني من فكرة العمل في هذا المجال أصلا.ً
أشعر أحياناً أن موقف ترك العمل والظروف المصاحبة له أصابتني بعقدة من المجال كله، وأشعر أحياناً أخرى أني تجاوزت مرحلة العمل بتلك المهنة وأصبح هذا المجال لا يليق بي ولا أستطيع تحمله مرة أخرى.
أخشى أن شعور "القفلة" من التقدم للوظائف شعور عام ولا يختص فقط بهذا المجال، وأريد أن أعرف هل عليَّ مقاومة هذا الشعور والنزول لمقابلات العمل رغماً عن نفسي سواء أحببته أم لا؟
أم علي أن أنتظر العمل الذي سيسعدني حقاً التقدم له؟
أرجو مراعاة أني لم أستطع ترتيب الكلام فإني أشعر أن حالتي النفسية ليست بخير.
7/9/2020
رد المستشار
أهلا بك مجدداً على موقع مجانين يا أخت "فرحانة".
صحيح ما تشعرين به، ترك العمل في ظروف مماثلة سيُولّد مشاعر سلبية تجاهك وتجاه خبرتك في المجال.... هذا عيب معالجة الأوضاع بالهروب وعدم المواجهة حيث تتشكل صورة سلبية عن الذات وتبقى الواقعة عتبة لا يمكن تجاوزها نفسياً، وكأنّها تجربة لا يُمكّننا الهروب منها من الحسم فيها والتصالح معها، وهذا كيفما كانت النتيجة، ثم تزيد المخاوف والمشاعر السلبية وتتداخل وتتراكم على خلفية ذلك الموقف وتتضخم وتُعطى حجماً أكبر من حجمها فتصير عائقاً كما رأيتِ.
بالنسبة للمجال وهل يليق بك أم لا فهذا سؤال مشروع لكنه مُفخّخ، سيكون سؤالًا وجيهاً ومفيداً إذا ما قبلتِ بتحديات المجال أو جعلتِه تمهيداً للانتقال إلى مجال آخر، هكذا نرتقي في الخبرات، ومن معرفتي ومشاهداتي في نفسي وفي غيري من الناس فإن الذي ينتظر "فرصة أفضل" أو "مجالاً أرقى" غالباً ما يُضيّع عليه فرصاً كثيرة جداً كانت ستتحول إلى مفترق طرق في مساره المهنيّ.... لذا وحسب شخصيتك القلوقة فأنت فعلاً لديك "قفلة" عامة وتخوف من مقابلات العمل ومن تقييمك فيها (هذا رأيي)، فانتظار "عمل يسعدك" سيكون مضيعة للوقت وفخّاً نفسياً أيضاً، يفترض أنّ هناك عمل بمواصفات وظروف وعلاقات مثالية سيجعلك سعيدة ومرتاحة، وما إن تقتربي منه حتى يبدو لك فيه عيوب وسلبيات ومخاوف.
يجب أن تقاومي شعور الخوف والقلق من تقييمك، وأن تضغطي على نفسك لإجراء مقابلات عمل، افعليها فقط من أجل التعافي لا غير، وليس بسبب البحث عن وظيفة، بمعنى أنّك مستعدة أن تمكثي في البيت وتنتظرين عملاً مناسباً، إذن لن تخسري شيئا... قومي بمقابلات عمل من أجل نزع الرهبة والقلق من نفسك، غير منتظرة أن تُقبلي في الوظيفة، قومي بالمقابلة الأولى والثانية والثالثة من باب إعادة السيطرة والثقة بنفسك، وستكون أوضاعك أفضل.... وإن حصل وقُبلتِ في وظيفة ما فمباركٌ عليك وستكون بداية جديدة لك، وأعتقد أنك لو ارتقيت في سلالم مجالك الذي تعلمته وخبرته أفضل من إعادة مجهود التعلم والاكتشاف من الأول، إلا إن كانت لديك خطة محسوبة لتغيير مجالك إلى آخر أكثر مردودية وطلباً.
أتمنى لك التوفيق.