تجربة النت.... عذاب وألم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. بداية أود أن أشكركم على هذا الموقع المفيد وأيضا لموقع إسلام أون لاين، أرجو أن تسمحوا لي بعرض مشكلتي علني أجد حلا لها وعلها تكون عبرة لمن يعتبر..
تبدأ المشكلة قبل سنتين تقريبا تحديدا بعد إنهاء المرحلة الثانوية والالتحاق بالجامعة، ولتعريف نفسي فأنا هادئة الطبع عموما لدرجة أنني أوصف بالبلادة أحيانا وأحيانا أكون حادة الطبع وعصبية جدا،، ألتزم الصمت بمواقف تثير الغضب وأحيانا أثور بشدة، أحب الوحدة كثيرا وأستمتع بنسج الخيالات الكثيرة وأحلام اليقظة..
المهم.. بفترة الثانوية كان تركيزي شديدا بدراستي وتحصيل معدل عال يمكنني من الدخول للجامعة، كنت فتاة عادية ككل الفتيات المراهقات بسني وأحببت شابا حبا صامتا ورغم أنه يعرفني وأعرفه إلا أنني لم أكلمه أبدا،كنت ألجأ إلى "عالمي الخاص" وأحلم بأنه يحبني وسيخطبني.. الخ..
ولكن بواقع الأمر كنت موقنة أنه لا يهتم بي وهذا لم يؤثر على تحصيلي العلمي أو على حياتي الخاصة.. بعد إنهاء الثانوية والالتحاق بالجامعة قررت نسيان موضوعه تماما خصوصا وأنه لا يهتم بي وعرفت أنه معجب بفتاة أخرى..
في الواقع كنت فتاة خيالية جدا وأحلم بأن التقي الشاب الذي سيحقق لي كل آمالي.. ولكن بالواقع لم يتقدم لخطبتي أحد بعد إنهاء الثانوية كباقي صديقاتي.. لم أهتم للأمر كثيرا وكنت أواسي نفسي بأني سأكمل دراستي وأنني مثقفة وجميلة ولا ينقصني شيء وسيأتي الشخص المناسب يوما ما..
ولكن بالجامعة لم أرغب بتكوين صداقات جديدة مع بنات جيلي ولم أكن أرغب بالتحدث لأحد، الجو الجديد أحسسني "بالغربة" بينهم، ولم أكن بعد قد استخدمت النت لعدم حاجتي إليه.. ولكن بدخولي الجامعة أصبحت بحاجة لاستخدامه لدراستي، كانت لي زميله علمتني كيف أستخدمه.. وعرفتني على مواقع الدردشة..
للعلم.. أنا في بيتي علاقتي جيدة مع أهلي ولكن ليست ممتازة، حيث أنه لم يسألني أحد عما أحس به ولا أذكر كلمة طيبة من أمي أو أبي، ولا حضنا دافئا ألتجئ إليه "فأنا لم أعد طفلة"..
أعتقد أن عائلتي تعطي الحنان والدفيء لأولادهم فقط عندما يكونون أطفالا ولكن عندما يكبرون يكون الحنان والعطف بتوفير متطلبات أبنائهم وحاجاتهم المادية متجاهلين أن أكثر شيء يحتاجون إليه الأبناء هو التكلم عن مشاعرهم والصدر الحنون الذي يتسع لضمهم..
هكذا نشأت في بيتي.. في غرف الدردشة وجدت مساحة واسعة للتعبير عن رأيي والتكلم عن مشاعري.. وللأسف وقعت بالفخ الذي يسمى "الحب الالكتروني" مرتين متتاليتين!!!! ويكفي أن تتصوروا حجم المعاناة والآلام النفسية التي عانيتها بصمت جراء تلك العلاقات.. في علاقتي الأولى أحسست أن الشخص مخادع فتركته بعد ثلاثة شهور وفي العلاقة الثانية خيل إلي أن هذا الشخص جدي في علاقته..
وبعد تردد طويل جدا قررت أن أدوس على الجمر وأخبر أمي.. وفاجئني ردها البارد جدا بأن أنسى الموضوع.. ولم تسألني لماذا وصلت إلى هذا الحال.. لم تحذرني من الشاتر.. وأخبرتها أن تنسى ما قلته لها وألا تخبر أبي.. وحملت أحزاني إلى غرفتي.. وبكيت بمرارة حيث ابتلت الوسادة.. ونمت.. دفعت أمي الباب وأيقظتني وجلست على السرير وبدأت تعاتبني وتقول أن أبي جن جنونه عندما علم بالموضوع.. فقد أخبرته..
وبعدها طلب أن يكلمني.. أحسست أن قدامي لا تحملاني وذهبت إليه وأنا أحبس الألم بداخلي.. لأفاجأ للمرة الثانية بأنه يحدثني عن دراستي وعن تدهورها ويعطيني النصائح باستراتيجيات المذاكرة وأنه علي أن أنتبه لدراستي.. وبالنسبة لموضوع الشاب فلم يقل سوى جملة واحدة: غيري إيميلك فهذا لا يرضي الله... ببساطه أغير الإيميل..
كأنني لا أستطيع أن أكلم هذا الشخص من إيميلي الجديد.. "أهلي يجهلون بالنت بكل أسف ويجهلون خطره".. لم أعرف ماذا أجيب.. كيف أحسن دراستي وأنا نفسيتي محطمة ولا أحد يساعدني.. غارقة في عالم أحلامي..
حاولت النهوض وقطع علاقتي بالشاب.. ولكن كنت أحدثه مرة بعد مرة.. ولم أكن أحدث أحدا سواه.. وذات يوم رأيت أحدهم يضيفني فقلت له أني لا أكلم شبابا واعتذرت.. ولا أعرف كيف أقنعني أنه سيكون أخا طيبا والخ.. وساعدني بالتخلص من ذلك الشاب الذي أحببته لمدة سنة وشهرين وذلك بتقديمه النصائح لي والخ...
وللأسف الشديد وقعت للمرة الثالثة في الفخ وأحببته!!!!!! قد تقولون أن هذا ليس حبا ولكن تعلقت به بشدة ولم أخبره بذلك.. وبعد محاولات كثيرة اعترفت له.. وقال أنه مستعد لخطبتي الخ الخ.. ولكني خفت من ردة فعل أهلي.. فلن يوافقوا وبنفس الوقت كنت أعي جيدا أن هذه العلاقات محرمة وأنها لا ترضي الله.. وكنت قد قرأت الكثير من المقالات والقصص حول هذا الموضوع ولكن كلها تغيب وتختفي ولا أتذكرها عندما أكلمه..
المهم كنت أقطع علاقتي به ولكن سرعان ما أعود وأكلمه.. ولم أجد أمامي سوى الخطبة كحل لمشكلة الشات.. وحلمت بزوج يأتي وينتشلني من كل هذه المعاصي وأعيش معه حياة هانئة... وبحمد الله بدأ يتقدم لخطبتي العديد من الشباب وكنت وقتها قد أنهيت سنتي الثانية بالجامعة.. بعد سنتين من الضياع قررت أن أضع حدا لكل هذا وأنسى الماضي وآلامه.
وقرأت الكثير من المقالات والكتب حول كيفية الاختيار الصحيح وحسب السنة وكل هذا.. ولكن صدمت بنفسي عندما وافقت على شاب ليس متعلما ولا ملتزما ولكنه طيب القلب.. لا أدري كيف وافقت.. فقد شجعني أهلي ومدحوه كثيرا..
وقال لي أبي أن الكثير من بنات سني قد تزوجن وعندهن أولاد وأنه بدأ يخاف أن يفوتني قطار الزواج.. وأنا لم أصل سن العشرين بعد.. تصوروا؟؟؟؟؟؟؟ !!!!.. ولكن للأسف هكذا هي المعتقدات عندنا أن الفتاة إذا وصلت سن العشرين ولم تتزوج فأنها تكون مرشحة لنيل بلقب "عانس"..
ورغم رفضي لكل هذه الأفكار إلا أنني خضعت لها.. فأنا جزء من هذا المجتمع ولا أستطيع أن أكون "شاذة" وإلا اتهمت اتهامات أخرى أنا في غنى عنها.. وتمت الخطبة.. وعقد القران.. وظننت أنني بذلك فتحت صفحة جديدة..
ولكني لم أنسَ ذلك الشاب وبعد شهر من انقطاعي عنه عدت وكلمته وخطيبي لا يعلم ولا أحد يعلم سوى الله.. كنت أتردد كثيرا.. أقطع العلاقة ثم أعود.. وبقيت على هذا النحو لمدة خمسة شهور.. ليقول لي هذا الشاب بالنهاية أنني لست محترمة ويجب أن أنساه وألتفت لزوجي ودراستي.. في الواقع لم أتألم لقوله.. فقد كنت أعرف أنني مخطئة بتصرفاتي.. ولكن لم أكن أستطيع أن أسيطر على نفسي وأجده موجودا ولا أكلمه..
أما خطيبي فعلاقتي به لا أعرف بماذا أصفها.. فأنا لا أشتاق إليه ولا أسأل كثيرا عنه.. ليست علاقة كبقية المخطوبين.. لا أبادله شعوره نحوي.. فهو يحبني أما أنا فدائما مشتتة الذهن.. لدرجة أنه قال لي أنه يحس بأن جبلا من الهموم أحمله على ظهري.. طلب مني أن أفتح له قلبي..
ولكن لا أستطيع البوح بسري له أبدا..أصبحت أشك بنفسي وباختياراتي التي تناقض أفكاري ومبادئي.. أحيانا أقول لنفسي أن اختياري لخطيبي الغير ملتزم ما هو إلا نتيجة طبيعية لفتاة عصت ربها كثيرا.. فلن تجزى على عصيانها بشاب ملتزم أو بمعنى أصح شاب طموح يسعى للالتزام وكسب رضي الله..
أصبحت انطوائية أكثر وألتزم الصمت كثيرا.. لا أنام إلا بعد أن أبكي بكاءً مرًّا بدون أن يحس بي أحد سوى ربي.. أمي تتذمر من كثرة نومي.. وأنا نفسي أتضايق من نفسي.. فقد أصبحت أنام كثيرا ولساعات طويلة.. وأحس بالإعياء الشديد.. وكما قلت فطبيعتي أحب أحلام اليقظة ولكن بالفترة الأخيرة أصبحت تسيطر علي أحلام اليقظة كثيرا.. فأتخيل نفسي أنني قابلت هذا الشاب وقد أصبحت إنسانة ناجحة وأثبت له أنني "محترمه" وليس كما يظن...
وأعود وأقول لنفسي أنه يجب أن أنسى الموضوع وألتفت لمستقبلي ولكن دون جدوى.. فقد أحسست أني أهنت نفسي كثيرا.. ومواعيد الأكل عندي اضطربت ونقص وزني.. أحيانا آكل كثيرا.. وأحيانا لا أكل شيئا.. أحيانا أحس بالندم لتسرعي للخطبة فخطيبي ليس "فارس أحلامي".. ولكن أعود وأنبه نفسي أن الواقع يختلف عن الأحلام..
وما يثير تساؤلي هو أنني أقرأ كثيرا حول مواضيع كثيرة تثير فضولي.. ولكن لماذا لم آخذ العبرة مما قرأته حول موضوع الشات.. ولماذا لم أعتبر من أول تجربة فاشلة؟؟.. ولماذا الشاب في المجتمع العربي يعطي نفسه الحق بأن يقوم بعلاقات عديدة ويعتبر نفسه "محترما" بينما الفتاة لا تكون محترمة لو فعلت ذلك؟؟ بالرغم من أن ديننا يحرم ذلك على كليهما..
لماذا تبقى النظرة إلى الشاب تختلف عن النظرة إلى الفتاة.. ولماذا الفتاة هي الملامة دائما؟؟ لماذا تحمل الفتاة مسؤولية الخطأ أكثر من الشاب؟؟ .. إلى قارئ الرسالة.. أرجو ألا تستغرب من عمق المعاناة التي تعيشها الفتاة العربية.. وذلك بسبب الضغوط الاجتماعية الكثيرة عليها.
لقد أرسلت مشكلتي إلى أحد المواقع الإسلامية لأجد الشيخ يرد علي متهما إياي بقلة الوازع الديني.. مع أني أدعو الله كثيرا بأن يخلصني مما أنا فيه.. وأعترف بأنني أخطأت خطأ كبيرا ولكني لست ملاكا وكل البشر يخطئون.. وأستغرب كثيرا بأن هذا الشيخ لم يقل ولا حتى جملة واحدة يتوجه بها إلى الشباب الذين يستغلون ضعف قلب الفتاة ورقتها لأغراضهم الدنيئة.. لقد زادت حالتي سوءا وعيناي انتفختا من كثرة البكاء والألم..
أعترف بذنبي الكبير.. ولكن حالتي تزداد سوءا.. والآن وبعد مرور سنتين ونصف على تجربتي بالنت.. أريد حلا فعليا وملموسا.. رجاءا لا أريد كلاما وعتابا فيكفيني عتاب الشيخ الكريم على "ضعف إيماني".. ولكن لم يعطني برنامجا عمليا يساعدني على التخلص من حالتي هذه.. فأنا أعاني لوحدي وبصمت.. وأشعر أن لي رغبة بأن أصرخ حتى يصل صوتي إلى كل بيت والى كل أب وأم والى كل أخ وأخت.. كلنا بشر ولا أحد يحب أن يجرحه الناس أو يستغلوا ضعفه لأغراض دنيئة فلماذا يفعلون ذلك بغيرهم؟؟..
لماذا لا يحتضن الأهل أبنائهم ويسمعوا شكواهم؟؟ لماذا؟؟ ولماذا؟؟ وإلى متى؟؟........ اعذروني للإطالة ولكن حملت معي من هذه التجربة المؤلمة الكثير من المعاناة..
وأرجو أن أجد هذه المرة الأذن الصاغية والقلب الكبير والكلمة الطيبة والنصيحة الصادقة التي افتقدتها..
وشكرا
17/12/2004
رد المستشار
الأخت الفاضلة، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يبدو أن العلاقة الوجدانية بينك وبين الوالدين لم تكن على ما يرام، وقد جعلك هذا تفتقدين القدرة على التفاعل الوجداني السليم والمباشر مع الناس لأن العلاقة المبكرة مع الوالدين هي التجربة الأولى والأساسية للعلاقات بالآخرين بعد ذلك، وقد جعلك هذا الوضع تعيشين حالة من الوحدة لفترات طويلة في حياتك.
وكأي شخصية انطوائية وجدت في الشات وسيلة أفضل للتواصل فهو يعطيك فرصة للتعبير عن نفسك بحرية وبدون خجل أو تحفظ ولا يكلفك المواجهة المباشرة التي لا تحتملينها بحكم تكوينك وتربيتك.
وإذ وجدت ضالتك في هذا "التواصل الإلكتروني" فقد بدأت مشاعرك تجد مجالها من خلاله وخاصة أنها تبحث عن الإشباع بعد فترة حرمان طويلة. وتكررت علاقات الحب الإلكتروني وتكرر فشلها ولكنك تعاودينها لأنك ببساطة لا تستطيعين غيرها، وتورطت فيما نسميه أحيانا "ممارسة العادة الإلكترونية".
وحين تراكمت المشكلات وزاد إحساسك بالذنب وتمنيت أن تعيشي حياة طبيعية مثل أي فتاة وأن يكون لك خطيبا تتوجهي نحوه بمشاعرك بشكل مقبول اجتماعيا ودينيا، وتراكمت عليك الضغوط للزواج أسوة بمثيلاتك إذا بك تختارين شابا "غير متعلم وغير ملتزم" على الرغم من كونك متعلمة ومثقفة تقرئين كثيرا وتستعملين أحدث وسائل التواصل والمعرفة إضافة إلى كونك ملتزمة كما يبدو من رسالتك،
وكأنك بهذا الاختيار تبررين لنفسك الاستمرار في التواصل والحب الإلكترونيين لأن نوعية الشاب الذي خطبك تجعله غير قادر على أن يملأ عقلك وقلبك وبالتالي تجدين نفسك مضطرة لملئهما عبر الشات كما تعودت، وكأنك تؤكدين فشل التواصل الطبيعي وفشل الحياة الطبيعية لكي تواصلي مشوار إدمانك للحب الإلكتروني.
ولست أبالغ حين أصف ما يحدث بأنه إدمان ففيه كل علامات الإدمان من عزلة وتدهور صحي ووظيفي وعدم القدرة على التعامل مع الواقع واضطراب العلاقات الأسرية وعدم القدرة على التوقف عن ذلك السلوك الذي ثبت عدم جدواه .
فإذا اتفقت معي أنك أصبحت مدمنة للحب الإلكتروني وتخليت عن إنكارك لما أصابك منه من أذى فإننا الآن نحتاج لبرنامج علاجي تأهيلي يخرجك من هذه الدائرة المغلقة دون عتاب على ما حدث ودون وصم بضعف الإيمان.
وكأي برنامج لعلاج الإدمان نبدأ دائما بالتوقف عن التعاطي فنطلب منك التوقف فورا عن الدخول على مواقع الشات، وإذا لم تستطيعي مقاومتها فسنطلب منك عدم الدخول على النت، وإذا لم تستطيعي المقاومة فسنطلب منك الابتعاد عن الكومبيوتر بالكامل في هذه المرحلة. ولسوف ينتابك إحساس بالوحدة والضيق والتوتر ولكن هذا يزول بعد عدة أيام.
وبعد زوال فترة الأعراض الانسحابية للإنترنت نبدأ في توجيه الاهتمام للعالم الخارجي وكأننا نعيد اكتشافه من جديد. ستجدين لديك وقتا طويلا تعيدين فيه رؤية نفسك ورؤية والديك وإخوتك ورؤية خطيبك الحالي، وتعيدين ترتيب أوراق حياتك.
سوف تجدين صعوبة بعض الشيء في التواصل مع كل هؤلاء وربما تقولين أنك فشلت في التواصل معهم قبل ذلك، ولكني أقول لك أن فشلك السابق كانت له ظروفه فقد كنت تحت تأثير إدمان الإنترنت والآن أنت في مرحلة التعافي منه.
قد تقولين: إن هناك ملايين يستعملون الإنترنت وهو وسيلة هامة في الحياة العصرية فلماذا يكون علاجي بحرماني منه ؟ أليس في ذلك قسوة أو ربما رؤية غير عصرية ؟ ... والرد على ذلك أن هناك شخصيات قابلة للإدمان أكثر من غيرها وهذه الشخصيات تحتاج للابتعاد عن موضوع إدمانها حتى تستعيد حياتها الطبيعية، وأنت ينطبق عليك هذا الوصف.
كما أن حرمانك من النت لا يستدعي أن يكون دائما ولكن على الأقل إلى حين تستعيدين توازنك وقدرتك على التواصل الطبيعي وتحسمين موضوع خطبتك وعلاقاتك بالناس في هذه المرحلة الحيوية من حياتك،
فإذا استقرت أمورك ودارت عجلة حياتك بشكل طبيعي عندئذ يمكنك العودة للنت ولكن بشروط كأن تبتعدي تماما عن مواقع الشات وأن يقتصر استخدامك لها على المواقع المفيدة علميا وأن تحددا ساعات استخدامك له ولا تخرجي عن هذا التحديد مهما كانت الظروف وحبذا لو طلبت من أحد المقربين منك مساعدتك على السيطرة على استخدامك له حين تفقدين السيطرة.
أما إذا فشلت كل محاولات السيطرة والترشيد ورأيت أن حياتك سوف يهددها دخول النت فلا مفر من الابتعاد عنه نهائيا، وقبول تحديات الدخول في عالم الواقع والنجاح فيه كبديل صحي للنجاح الإلكتروني الخادع.
حاولي أن تجدي في هذا الواقع ما يسعدك وحاولي الاستمتاع بالعلاقات الاجتماعية الحقيقية مع أناس تشعرين معهم ولو بالراحة النسبية، وتذكري أن الاختلاط بالناس والصبر على أذاهم خير من اعتزالهم.
وسوف يساعدك على ذلك نضجك في المرحلة العمرية الحالية والقادمة، ذلك النضج الذي جعلك تكتشفين الهاوية التي انزلقت فيها وترسلين إلى أصحاب الرأي والمشورة تسألينهم المساعدة فأنت لا تريدين مواصلة الإنكار والهروب، كما يساعدك أيضا ميزانك القيمى والأخلاقي والديني الذي يوخز ضميرك حين تمارسين تلك العلاقات العاطفية الإلكترونية خارج الإطار الديني والاجتماعي والأخلاقي.
أما بالنسبة لموضوع خطيبك فستؤجلين اتخاذ قرار بشأنه حتى تفيقي تماما من إدمانك وتستعيدين وعيك الطبيعي ثم تعيدين تقييم هذا الاختيار بما يناسب وعيك الجديد واحتياجاتك الحقيقة بعيدا عن الضغط الاجتماعي للقبول بأي زواج هربا من شبح العنوسة.
والله أسأل أن يوفقك لما فيه الخير والصلاح.
ويضيف الدكتور وائل أبو هندي الأخت العزيزة أهلا وسهلا بك على مجانين، وشكرا على ثقتك وإطرائك الطيب،
ليست لدي إضافة بعد ما تفضل به مجيبك الدكتور محمد المهدي، غير أن أعطيك بعض الروابط من على مجانين ففيها إن شاء الله ما يفيدك:
الدردشة الالكترونية وحوار الأعماق
وسقطت في شراك العنكبوت : أختي مدمنة إنترنت ؟
لا حب عن طريق النت : فقه الإنترنت
أنا والجنس والنت: وتشوشٌ أقدم !
وأهلا وسهلا بك دائما على موقعنا مجانين فتابعينا بالتطورات الطيبة.