شهوة في الدبر الخائف أن يكون شاذا
هل من حل
بسم الله الرحمن الرحيم: "وَالَّذِينَ كَسَبُوا السَّيِّئَاتِ جَزَاءُ سَيِّئَةٍ بِمِثْلِهَا وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ ۖ مَّا لَهُم مِّنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ ۖ كَأَنَّمَا أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعًا مِّنَ اللَّيْلِ مُظْلِمًا" (يونس27)
في طفولتي كانوا يقولون عني أنني ذكي جدا وكنت أحصل على أعلى الدرجات في الامتحانات وكان مستواي الدراسي ممتازا إلى سنة رابعة ابتدائي، ولكنني كنت شقيا جدا ومتحمسا للحياة قليل الخوف أحب الإثارة وكثير الحركة ودائما ما أتعارك مع زملائي في المدرسة ويطلب المدير من أبي الحضور بسبب مشاكلي، كان هذا في الابتدائية وكنت في مدرسة خاصة، ثم انتقلت إلى مدرسة أخرى حكومية ودرست فيها الصف الخامس والسادس الابتدائي.
وفي الصف السادس كانت معي فتاة في الفصل متميزة جدا أحببتها أكثر من نفسي وأبي وأمي وكنت دائما ما أفكر فيها تعلقت بها تعلقا شديدا وكنت أراها أجمل ما في الحياة ولكن لم أكن أجرؤ أن أتحدث معها لأني كنت أخجل من الفتيات فكان حبي لها في نفسي فقط ولم أنسها حتى الصف الثالث الثانوي
ثم انتقلت إلى الإعدادية وفي الصف الثاني الإعدادي انتقلت من المدرسة التي كنت فيها مع أصحابي الذين هم معي منذ الصف الخامس الابتدائي إلى مدرسة أخرى في الصف الثاني الإعدادي وكنت رافضا في نفسي ولا أقبل فكرة أني يكون لي أصحاب غير أصحابي الذين كنت معهم من شدة حبي لهم وبالفعل لم أصاحب أحدا بعدهم حتى الآن
في الصف الثاني الإعدادي تعرضت لشتى أنواع الإهانة والضرب من الذين كانوا مع في المدرسة كانت أسوأ أيام حياتي وكانت أمي دائما ما تضربني ضربا شديدا على وجهي وعلى جسدي بالعصى والخرطوم لوقت طويل وتنظر لي كأنها تريد أن تنتقم مني على أمور تافهة وبسبب المذاكرة وكانت تهينني وتبصق على وجهي وتقول لي أحبق العبارات وتحبسني وتقول لي على كل شيء لا وحينها كرهت المذاكرة وكرهت الناس وكرهت نفسي وكرهت أمي وقطعت عهدا مع نفسي أنني لن أنسى أبدا ما فعلته معي من تعذيب وإهانة حتى أكبر
أصبحت لا أثق في نفسي ولا صاحب لي ولا أذاكر إلا عند الامتحانات فقط وأخاف من كل الناس وبسبب سماعي لبرامج وثائقية عن عالم الجن أصبحت لا أستطيع أبدا النوم في غرفتي بمفردي حتى لو في النور ولا حتى في الصالة لم أكن أستطيع أن أنام إلا في غرفة أختي داخل الدولاب أو تحت السرير أو في غرفة أبي وأمي المهم أن أكون بجوار أحد ولست بمفردي لأني بمفردي كنت أخاف جدااا من الجن والعفاريت
انتقلت إلى المدرسة الثانوية حتى وصلت إلى الصف الثالث الثانوي وعندما كنت في درس رأيت ولأول مرة تلك الفتاة التي كانت معي في الصف السادس الابتدائي والتي لم أنسها أبدا منذ 6سنين فرحت فرحا شديدا وأصبحت لا أستطيع التوقف عن التفكير فيها وكنت كلما أراها صدفة أشعر بسعادة غامرة هذا كله وهي لا تعرف شيئا لم أكن أفكر في شيء في الحياة غيرها لم أكن أريد شيئا من الدنيا والآخرة غيرها كنت أتمنى فقط لو أتحدث معها.
وذات يوم علمت أنه قد تمت خطبتها على شخص، حزنت حزنا بالغا كنت كلما أفكر فيها أبكي بحرقة بكاءً شديدا كانت هي كل شيء بالنسبة لي لا أستطيع أن أنساها أبدا كيف سوف أحيا الآن وما قيمة حياتي بدونها كانت هي السعادة والجمال والفرح وكل شيء
أصبحت على هذا الحال فترة طويلة أصبت بالاكتئاب وبالوسواس القهري الفكري الذي بسببه لم أكن أستطيع المذاكرة حيث كانت تأتي لي فكرة معينة تافهة لا أستطيع أن أتخلص منها وأظل أفكر فيها مرارا وتكرار وأحللها وأتعمق فيها وتأتي منها فكرة غيرها يفكر فيها مخي بنفس الطريقة وكنت أفكر في كل شيء وأحلل كل شيء مهما كان تافها، ولا أستطيع أن أتوقف عن هذا الأمر.
رسبت في الصف الثالث الثانوي ثلاث سنين على التوالي وبالكاد نجحت في السنة الرابعة حيث كنت في القسم العلمي ولم أكن أذاكر، وكنت مدمنا على مشاهدة الإباحية أشاهدها حتى أيام الامتحانات ذهبت إلى الطبيب وعالجني من الوسواس القهري الفكري والحمدلله ودرست في معهد مساحة سنتين ونجحت بتقدير امتياز.
وأخذت إعفاءً من الجيش ولكن هناك أعراضا تحدث معي مثل أفكار شاذة تأتيني أحيانا وأكون في صراع مع نفسي هل هذه أفكاري أم أنه الوسواس وأيضا هناك أفعال قسرية متعلقة بهذه الأفكار ولكن الحمد لله بدأت تقل شدتها.
ولكن ما لا أستطيع أن أتغلب عليه هو تركيزي مع نفسي ومعي تركيز الناس معي عندما أكون في مكان ما أو أمشي في الشارع أكون طبيعيا إلى حد ما ولكن إن شعرت أن أحدا ينظر لي أو لمشيتي أو لطريقتي في الكلام أحس بضيق شديد في صدري وثقل في حركتي وعدم اتزان ولا أستطيع أن أكون على طبيعتي سواء في الكلام أو المشي أشعر بضغط وخوف ولا أكون واثقا من نفسي هل من حل لهذا الأمر.
هذا بعض ما حدث معي في حياتي وبعض ما تسببت لنفسي به
أطلب منكم النصيحة، وآسف على الإطالة
25/9/2020
رد المستشار
الابن الفاضل "سيد" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، وعلى متابعتك خدمة الاستشارات بالموقع.
في متابعتك هذه جنحت إلى ذكر تاريخك الشخصي طفلا وراشدا صغيرا حتى اكتمل رشدك، ولعل أغلب ما ذكرته كثير التواتر بين أقرانك ربما باستثناء التعامل الفظ الذي تقول أن والدتك انتهجته معك، ولم توضح لماذا وإن أوحت كلماتك بأنك كنت مقصرا في واجباتك الدراسية كذلك لم تبين سبب ما تعرضت له من أذى من زملائك في المدرسة الإعدادية، ونظرا لتواتر مثل هذا فلا نستطيع اعتباره سببا في ما ظهر عليك من علامات الاضطراب النفسي لاحقا.
يشي خوفك المفرط من الجن وأنت في أواخر المرحلة الإعدادية بأنك عالي الحساسية وسريع التأثر بشكل عام، وفي نفس الوقت تشير العلاقة الوقتية بين صدمتك العاطفية وظهور الأعراض إلى دور مرسب لتلك الصدمة بحيث وقعت في الاكتئاب والوسواس وبدأت معاناتك مع الاضطراب النفسي الذي أثر بوضوح على أدائك الدراسي، حتى وصلت أخيرا إلى العلاج النفساني وتحسنت جزئيا...... لكنك تمكنت من تجاوز الثانوية العامة وأنهيت دراستك في معهد المساحة بامتياز.....
رغم ذلك ما تزال هناك بعض الأعراض التي تتعلق بوسواس الخوف من الشذوذ وإن قلت أنها أقل الآن، لكن ما يزعجك أكثر حاليا يبدو وسوسة ذات علاقة بالقلق الاجتماعي.... ولكنك مع الأسف فصلت في تاريخك الشخصي ولم تفصل جيدا لا في كيفية علاجك السابق ؟ هل كان عقّاريا فقط ؟ أم حصلت على الع.س.م وهل أنت الآن تتناول عقاقير أم لا ؟ ولا أوضحت ما إن كانت مخاوفك من المشي أمام الناس تدفعك إلى التحاشي (الاجتناب أو التجنب)؟ وهي معلومات مهمة.
ما يجب عليك الآن هو أن تراجع طبيبك النفساني على ألا تكتفي بالعلاج العقّاري لأن من الضروري أن تتلقى علاجا سلوكيا معرفيا ليكون علاجك متكاملا ونظرا لحاجتك إلى تعلم طرق التعامل الصحيحة مع الأفكار الوسواسية والمخاوف الرهابية.
ومرة أخرى أهلا وسهلا بك دائما على موقع مجانين فتابعنا بالتطورات.
ويتبع >>>>>>: شهوة في الدبر الخائف أن يكون شاذا م1