وسوسة دينية
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. قصتي بدأت قبل 14 عام تقريباً لما كنت صف سادس، وبدأت بأن أمي لاحظت عليَّ أني بتأخر بالحمام أكثر من الطبيعي، كانت حجتي وقتها أن البول يطرش على رجلي لما أدخل _أكرمكم الله_ وبضطر أغسله بالمياة، وانتقلت لوسوسة إعادة الوضوء عشر مرات والصلاة مرتين، وصولاً لدرجة الوسوسة أثناء ختم القران إذا أنا قرأت الآية هاي والصفحة هاي.
كانت هاي البداية لمعاناة كريهة موجودة لليوم مع عشرة أضعاف.
1. بدأ بإحساس وجود البول على رجلي وغسله، وتطورت للشعور ببقايا قطرات البول، وكنت بهذا الوقت موجود بحلقات الفقه والتحفيظ بسوريا وأسمع شروط الصلاة والطهارة، وهنا كانت الطامة.
2. سألت شيوخ كثير كثير عن كل شيء من تأخير واستخدام الفاين بكثرة من أسفل، وصرت أحبس البول يوم كامل خوفاً من الدخول.
3. تضاعفت الحالة بشكل كبير وأصبحت أتروش بعد كل دخول للخلاء، ووصلت معي أني أتروش بملابسي لأني أخاف أنزعها وأنشر النجاسة، فأتروش تحت الدش وأنا لابسها، بعدين أخلعها وأرجع أتروش.
4. كل مرة تزيد الوسوسة بشيء، مثلاً أغسل ربع يدي، بعدين صار النصف، بعدين كامل اليد.
5. إذا كانت أظافري طويلة (وطويلة يعني مش مقصوصة على اللحم) أجزم أن تحتها نجس، وأنظف تحتها لدرجة كانت أوشك تقبع.
6. ازدادت الحالة سوءً لدرجة أنه من كثر حبس البول صار يخرج مني دم من العضو الذكري.
7. الحمد لله بعد أربع سنوات من هذا العذاب كلمت شيخاً بقريتي وحكا لي "أنا اإمام مسجد، أحياناً تيجيني شهوة أو ينزل مني شوي قطرات، عادي أتوضأ فقط وأصلي بالناس"، وشيوخ آخرين حكوا لي أن الإمام مالك قال "إزالة النجاسة سنة" وفعلاً تغلبت على وسوسة البول.
8. المضحك المبكي أن شخصاً قال لي "لو البول جف من مكانه وما ضلَّله ريح وأثر فخلاص صار طاهر حتى بدون ماء"، هون بلشت المرحلة الأبشع بحياتي (البول يجف بسرعة زي الماء، بس البراز الذي يحتاج أيام ليجف ويحتاج الفرك شو وضعه).
9. فعلاً هون بدأت معاناتي الحقيقة وتمنيت أرجع لوسوسة البول، وكل شيء هكتبه الآن مستمر معي من ثمان سنوات.
10. البداية بالاستنجاء إلى أن أصبح دخول الحمام عندي من ساعتين وأكثر وأنا استنجي من البراز، واليوم أصبح لا يقل عن أربع ساعات بالحمام.
11. بعدين بدأت بنجاسة الطريق (أي أثر لونه أسود أو بني بالشارع وهيك له قوام البراز اللي شخص داس فيه ونشره، وأقول أنه تنجس الطريق كاملاً، وغالباً أنتبه باللحظة الاخيرة فأقول "وأنت تمشي" فملابسي لأنها عريضة تضرب بالحذاء فتتنجس، ولما أدخل البيت أخلع الحذاء وتضرب برجلي فتتنجس رجلي وبالتالي البيت كلو نجس براز)، ولو شفت الأثر بالشارع قدام الحلاق فالحلاق نجس، أمام المطعم فالمطعم نجس، أمام المخبز فالمخبز نجس، وكل شخص بشتري منهم نجس.
12. أصبحت زي المجنون بين الجميع لأنه دائماً كنت الشخص اللي بصل يطلع عهاي الآثار ويتيقن هي براز أو شيء تاني، ووصلت معي أمسكها وأشمها، وهنا طامة ثانية لما أغسل أنفي ووجهي بالليفة.
13. رميت كل أغراضي وملابسي لأني أخاف أغسلها وأنجس الغسالة، ورميت أحذيتي، وصرت أخاف أخرج من البيت.
14. لازم أنوِّه على اأي شخص بستغرق ساعة كاملة، وبستهلك ما يعادل علبة صابون كاملة بغسيل يدي لأني بنيت لنفسي آلية غسيل معينة تبدأ من غسل بين الأصابع من الأمام ومن الخلف، ثم الإصبع الكبير، ثم باطن اليد، ثم فرك الأصابع من الخلف، وفرك اليد كاملة، ثم تحت الأظافر، ثم كامل منطقة الكوع، وأي نقصان أو نسيان أو خطأ أعيد الجزئية.
15. مؤخراً أصبت بالقولون العصبي، ودائماً هناك سوائل تخرج من الدبر خصوصاً لما أكون أريد دخول الحمام، وأصبح البراز لا يتوقف، يعني أدخل ما أستطيع أن أخرجه كاملاً، وأحياناً أكون أعاني من الإسهال والآلام، فأصبحت لدي عادة أني أبحث من ملابسي الداخلية عن أثر البراز، وبنسبة 80% أجد أثر للبراز.
16. تطورت الحالة رقم 15 فأصبحت أفتش من الجهة الخارجية للملابس الداخلية وأجد أثر لأنها غير سميكة، وأتيقن انتقالها للبنطال، ونظراً لأني شخص سمين فلما أخلع ملابسي تلمس هذه الملابس في مكان أثر النجاسة بكامل قدمي فأضطر أن أغسل كامل قدمي.
17. تطورت مرة أخرى وصرت أشعر أني لما أخلع ملابسي الداخلية فإنها تلمس منطقة الصفن من العضو الذكري، فأصبحت أغسله لدرجة مؤخراَ أصبح في هذه المنطقة التهابات ودماء وصعوبة بالمشي، ولكن استسلمت وقلت ربما شعور.
18. مؤخراً اكتشفت أنه لما أستنجي من البراز فأنا بالبداية أحاول الدلك، ولكن الحقيقة أنا أنشر النجاسة لأنه يجب الدلك ثلاث، بمعنى المنطقة الطاهرة من يدي تلمس النجس من الدبر فتصبح نجسة، ثم أسحبها للدلك فتنجس منطقة كانت طاهرة أمام الدبر، ثم أكرر العملية ونفس الآلية لدرجة أشعر أن النجاسة تنتقل للوصول لمرحلة الصفن مجدداً، وهنا يصبح الفرك صعباً فالنجاسة تبقى في منطقة متعرقة خصوصاً في الأجواء الحارة، أي لا يمكن أن يتم جفافها.
19. تطورت الحالة 18 وأصبحت أقول المنطقة عند العضو كلها براز ونجس، فهذا يعني أن الملابس الداخلية نجسة، وعندما أسحبها لفوق تنجس مكان السحب، وهكذا حتى الوصول للصرة، وعندما أخلع الكنزة فالكنزة أيضاً تمشي من الصرة وما فوق، وبالتالي بطني كله نجس بالبراز، والطامة الكبرى أني أصبحت أقول الكنزة أثناء ترتفع عن بطني، فبطني ينجس الفراش، فبدأت بعادة غريبة وهي خياطة الكنزة بالبنطال، وأحبس البول 48 ساعة لكي لا أفكه.
20. بدأت تأتيني أفكار إلحادية وشيطانية مثل "ما هذا الدين الذي يقوم على الصلاة ويوجب الطهارة لذلك من النجاسة التي قد نتعرض لها خلال اليوم بالحمام والشارع من وسخ القطط أو الكلاب لو كنت بدولة أوروبية?! هذا عذاب غير طبيعي وشيء غير عادل وكأنه يأمرني أعيش كل حياتي وأنا أتحرى النجاسة".
21. بدأت بالبحث على الإنترنت، ووجدت أقوالاً بسنية الإزالة، وقرأت الأدلة وأحسست أن الأدلة غير قوية مثل أدلة الجمهور الذي قال بأنها شرط للصلاة مثل الآية الكريمة "وثيابك فطهر"، وهنا بدأت أتخبط، علماً أني تركت الصلاة بسبب الوسوسة منذ أكثر من ست سنوات.
22. مؤخراً بدأت بالتطنيش وما أغسل كل شيء، أقول أنه نجس مثل جسدي ويدي ورجلي، أو مثلاً وجدت أثر للنجاسة على الأرض أمام بقالة ما ألتفت لذلك ودخلت البقالة رغم أني ما أحتاج شيء وشريت أي شيء كنوع من تحدي الوسواس، وأثناء خروجي من البقالة شخص كان يجر كيس قمامة مكان الأثر الذي وجدته، وفجأة رفعه ولمسني فيه، ولما عدت البيت ما غيَّرت ملابسي رغم قدرتي على التغيير، ولكن أيضاً حاولت أتحدى الوسواس... وقصة أخرى هي أني وجدت أثر على بعد خمس خطوات من مكان صغير للقمامة، وكنت أحمل علبة ماء، ولما وضعتها خفت ألمس القمامة نفسها فرميتها، ولكن ما دخلت داخل القمامة، فمن باب احترام النظافة والطريق رفعتها بيدي ووضعتها بالقمامة ولم أغسل، علماً أنه في مكان إقامتي النساء ترتدي عبايات طويلة تلمس الأرض، وبالتأكيد دعست فوق الأثر الذي يشبه البراز ومشيت جانب القمامة، فهل أصبح المكان هناك نجس ويدي كذلك؟
23. سؤالي لحضراتكم: ماذا تنصحوني؟ ولا تقولوا "اعمل ما تستطيع" لأني موسوس... ما حكمي لو طبقت سنية إزالة النجاسة في الإسلام؟ وحكم صلاتي؟ وحكم من معي بالبيت؟ هل أتحمل أنهم يصلون على أماكن نجسة وأخبرهم؟ ما هو رأيكم بتصرفي في 22 و 23؟ هل بالغت وأنا آثم لقدرتي على الإزالة وامتلاك الماء والصابون وكل شيء؟ ما حكم كل شيء لمسته بالبيت كالجوال والأدوات إذا كانت يدي متنجسة وملابسي مكان ملامسة كيس القمامة متنجسة؟ في رقم 19 ماذا أفعل؟ فأصبح أهلي يقولون لي "إما أن تفك الخيوط أو اخرج برة البيت عندما يأتينا ضيوف" خوفاَ من أن أُفضح... في رقم 11 ماذا أفعل بما أشاهده بالأرض وأدعس عليه؟
24. أعتذر عن الإطالة حقاً، ولكن سألت الكثير، والجميع يقول لي "الشك لا يؤخذ به، والإزالة واجبة، وصلاتك باطلة" لدرجة تركت الصلاة، وأنا بالنهاية موسوس أي أن اليقين لديَّ ليس كاليقين عند غير الموسوس، وكذلك الشك، وكذلك مواضيع إزالة أثر النجاسة وتغير اللون، فأنا موسوس، وإني سأجزم أنها نجسة، فأتمنى أن أجد ضالتي هنا، وشكراً.
6/10/2020
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته يا "محمد"... شكرًا على ثقتك ومراسلتك، وأهلًا وسهلًا بك على موقعك مجانين.
بصراحة حالتك تحتاج إلى طبيب على وجه السرعة ولا تحتمل التأخير أبدًا أبدًا، بل إنك قد تأخرت جدًا جدًاّ.
ومن اللازم أيضًا أن يكون الطبيب على دراية بالعلاج المعرفي السلوكي، وستجد عددًا طيبًا من هؤلاء في السعودية.
سأعينك على حالتك بشيء مما تحتاجه من قواعد وأحكام فقهية، وأرجو ألا يشكك وسواسك في موثوقية ما أقول أو بصلاحية هذه الأحكام لك، فعلى ما يبدو قد وصل وسواسك بك إلى هذا الحد.
أول ما يجب أن توقن به: أن الأولى للموسوس الأخذ بأخف الأقوال وبالرخص حتى يزول عنه وسواسه، فإن وجد نفسه كلما أخذ بالأحوط عاد الوسواس فعليه أن يبقى على الرخص إلى أن يتوفاه الله، وإن وصل به الأمر إلى ترك العبادات كما حصل معك في ترك الصلاة فيصبح من الواجب (وليس من الأولى فقط) أن يأخذ بالرخص، ومن المحرم عليه العمل بالأحوط من الأحكام! لماذا؟ لأن القاعدة "ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب"، والصلاة واجبة، ولا تستطيع الإتيان بها وإتمامها إلا إذا أخذت بالرخص، فمن الواجب عليك الأخذ بالرخص.
كذلك "صحة الأبدان مقدمة على صحة الأديان" ولهذا يجب على المريض الذي يضره الصوم أن يفطر، وعلى المريض الذي يضره الوقوف أن يصلي قاعدًا، وهكذا... وأنت أضررت بنفسك ضررًا بالغًا، ونخشى أن تهلكها، وصحة الأبدان مقدمة على صحة الأديان، وعليك أن تصلي بالنجاسة حتى لا تضر ببدنك، وصلاتك صحيحة 100%.
وأول قاعدة تفيدك في النجاسات هي "الجاف على الجاف طاهر بلا خلاف" أي لنفرض أن هناك برازًا لا شك في كونه كذلك، ولكنه جف ويبس، ولمسته ثيابك الجافة، فلم يقل أحد من الفقهاء أن النجاسة تنتقل، لم يقل هذا إلا الموسوسون!
ثم: يقول الحنفية (وشاركهم المالكية والحنابلة في عدد من التفاصيل): "إن الطاهر الرطب لا يتنجس إذا لامس بيقين نجاسة جافة، إلا إذا ظهر أثر النجاسة على الرطب" أي لو وجدت براز كلب متيبس في الطريق، وكان حذاؤك مبتلًا، ومشيت فوق هذا البراز، ولم يظهر أي أثر للبراز على حذائك، فحذاؤك يبقى طاهرًا، لكن إذا وجدت لون البراز، أو قطعة منه على المكان الرطب أسفل الحذاء فهنا يتنجس.
القاعدة الثانية: "لا تنجيس بالشك"، ومن تطبيقاتها في وسواسك:
1- إذا كنت تشك بوجود النجاسة في مكان ولست متيقنًا 100%، ولا تستطيع أن تحلف أن المكان نجس، فالأصل أن المكان طاهر.
2- إذا سقطت نقطة نجاسة على الأرض يقينًا أو على ثوبك، ولم تعرف مكانها بالتحديد، أو عرفت ثم نسيت، فلا تنتقل النجاسة لو مشيت على الأرض ولو على رجلك بلل، أو أمسكت ثوبك بيد مبتلة، أو خلعت قميصك ولامس جزءًا مبتلًا من جسدك (حتى عند من يقول أن التقاء الجاف والرطب ينقل النجاسة في كل الأحوال)، لماذا؟ لأننا لسنا متيقنين أن نقطة النجاسة هذه لامست البلل فعلًا، يجب أن نتيقن من ملامسة النجاسة للبلل حتى نحكم بانتقالها وإلا فلا تنجيس بالشك.
إذا شككت بكون ما تراه في الطريق برازًا أو لا؟ فلا أنت مطالب بالبحث والتفتيش، ولا هذا الشيء الذي رأيته نجس، لماذا؟ لأن القاعدة تقول: "الأصل في الأشياء الطهارة" أي كل شيء طاهر ما لم نتيقن نجاسته 100%، وباعتبار أنه "لا تنجيس بالشك" فلا يصح أن نحكم بالنجاسة وبأن ما رأيته هو براز بمجرد الشك.
ولماذا لا نكلف بالتفتيش؟ لأنه باعتبار الأصل طهارة الأشياء فلا نكلف أن نبحث هل ما زالت طاهرة أم هناك ما نجسها، هذا شيء لا ينتهي، وهذه مشقة لا يقدر عليها بشر، لهذا لم يطالبنا الله تعالى بالتفتيش، وجعل الأحكام على أساس أن الأصل هو الطهارة... قد تسأل: "ماذا لو كان هناك نجاسة ولم أعلم بها؟" الجواب: "لا يهم، صلاتك مقبولة!" الله كلفنا بما نعلمه، هذا ما أمرنا به، ونحن عبيد لله تعالى نفعل ما يأمرنا به ولا نزيد عليه ولا ننقص، لماذا نتعب أنفسنا بالتفتيش والوسوسة إذا كانت صلاتنا مقبولة مع النجاسة بدون تفتيش؟! نحن نتجنب النجاسة ليس لذاتها، ولكن لأن الله أمرنا أن نتجنبها، فإذا قال لنا: "لم آمركم أن تتجنبوها إذا لم تعلموا بها" فلماذا وجع الرأس والصلاة صحيحة، والنجاسة لا تنتشر في هذه الحالة؟!!
بالنسبة لما قيل لك أن البول إذا جف ولم يبق له أثر فإنه يصبح طاهرًا، هذا قول غير صحيح بإطلاق، البول لا يصبح طاهرًا وإن جف، لكن كما قلت لك: "لا تنتقل نجاسة البول حتى لو لامس شيئًا طاهرًا"... كذلك: إن أصاب البول أو أية نجاسة سائلة أرضًا تتشرب الماء كالأرض الترابية والرملية فإنه إذا جف البول وذهب أثره تصبح الأرض طاهرة عند الحنفية.
قولك: "اكتشفت أنه لما استنجي من البراز فأنا بالبداية أحاول الدلك، ولكن الحقيقة أنا أنشر النجاسة" هذا اكتشاف لم يسبقك إليه أحد فعلًا!! أنت عندما تنظف المخرج فالماء ينزل عليه وعلى يدك، فتطهر يدك مع تطهر المخرج، وتطهر جميع الأماكن التي أصابها الماء بعدما زالت النجاسة.
سؤالك: "ما حكمي لو طبقت سنية إزالة النجاسة في الإسلام وحكم صلاتي؟ وحكم من معي بالبيت؟ هل أتحمل أنهم يصلون على أماكن نجسة وأخبرهم؟" قلت لك: يجب عليك العمل بمذهب المالكية، وصلاتك صحيحة، ولسنا نحن من نحكم بصحة مذهب فلان، وضعف دليل فلان، هذا أكبر بكثير من حدود علمنا، وواجب من لا علم لديه، ولا قدرة له على الاجتهاد أن يتبع قول عالم ثقة، وقول المجتهد بالنسبة للعامي بمثابة الأدلة من آيات وأحاديث بالنسبة للمجتهد... علمًا أن مذهب المالكية ليس أقوال الإمام مالك فقط، وإنما حصيلة اجتهادات وتمحيص من العلماء من تلاميذ مالك على مر العصور، وهكذا سائر المذاهب، أتراهم كلهم على ضلالة وخطأ، وأنت وحدك على صواب؟!!! هذا ما لا يقول به عاقل.
ولا يجب عليك إخبار أهلك بشيء لأن حكمك على طهارة الأشياء فيه خلل، فدعهم يصلون حسب قناعاتهم وحكمهم هم، وهم يحاسبون على اعتقادهم لا على اعتقادك.
والمؤسف أن بعض الموسوسين عندما يشعرون بالمشقة القاتلة التي يسببها وسواسهم بدل من أن يقتنعوا بوجود خطأ ما في حياتهم وتصرفاتهم، وبدل أن يدفعهم هذا للبحث عن الصواب وتطبيقه، يتهمون الدين بالتشديد وبأنه سبب معاناتهم ويفكرون في تركه!! ونظرة بسيطة تكشف خطأ هذا الإسقاط والتحويل.. لو كان الأمر كما يعتقدون لكان جميع المسلمين يعيشون في عذاب مثلهم، ولترك الناس الدين منذ نزول الوحي، ولما وصل إلينا لأنه غير قابل للتطبيق.
"ما هو رأيكم بتصرفي في 22 و 23؟ هل بالغت وأنا آثم لقدرتي على الإزالة وامتلاك الماء والصابون وكل شيء؟" نعم قد بالغت جدًا جدًا، وأنت آثم إذا تابعت تصرفك على هذا النحو.
"ما حكم كل شيء لمسته بالبيت كالجوال والأدوات إذا كانت يدي متنجسة وملابسي مكان ملامسة كيس القمامة متنجسة؟" كله طاهر للقواعد والأحكام التي ذكرتها لك.
"في رقم 19 ماذا أفعل فأصبح أهلي يقولون لي إما أن تفك الخيوط أو اخرج برة البيت عندما يأتينا ضيوف خوفاً من أن أفضح؟" الذي ينبغي أن تفعله هو فك الخيوط أمام الضيوف وبغير ضيوف، وكف عن هذا العمل الغريب العجيب الذي لم يفعله لا النبي _صلى الله عليه وسلم_ ولا أصحابه ولا أحد من العلماء، وجميعهم يتطهرون بنفس طريقتك ويصلون وصلاتهم صحيحة، ولأنك لو تأملت ما نقلته لك من أحكام لرأيت أن ثوبك لم يتنجس أصلًا حتى تنتقل النجاسة إلى المريخ!
أنصحك بقراءة جميع مقالات "منهج الفقهاء في التعامل مع الوسواس القهري"، وأرجو أن تكون لديك قناعة بيسر الدين وخطأ ما أنت عليه.
عافاك الله عاجلًا غير آجل، وأعاد إليك طمأنينة القلب وبهجة الحياة.
ويتبع >>>>>>> : وسواس قهري تعمقي : وسواس الاستنجاء والتطهر ! م