وسواس الكفرية : أتلفظ بالكفر لا أدري !!؟
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته،
كنت أرسلت استشارة من قبل لكن أظن أنكم لم تتوصلوا بها، أنا مصابة بالوسواس القهري خاصة العقيدي التجديفي (سب المقدسات)، أحيانا أتلفظ بألفاظ كفرية لا أدري لماذا فأحيانا بنية تسكيت الوسواس وإيقافه ولا أوعى بما قلته إلا بعد ثواني وأبدأ ببكاء وصراخ شديد ثم أتوب إلى الله عز وجل.
وأحيانا أريد استحضار ما قلته بهدف التأكد من أنه كان تحت تأثير الوسواس فأعاود النطق بها وأدخل في نفس الدوامة كل مرة، والأسوأ مرات أقتنع أنني تعمدت النطق بها والاستهزاء بديني الكريم والعياذ بالله.
فما حكم النطق بها من أجل التأكد أنني كنت مكرهة عليها ؟ وهل علي إعادة التوبة؟
جزاكم الله خيرا
7/10/2020
رد المستشار
الابنة الفاضلة "Nouha" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، واختيارك خدمة استشارات مجانين بالموقع.
بل وصلتنا استشارتك السابقة منذ 3 أيام وهي عند فقيهة مجانين د. رفيف الصباغ، وإشفاقا عليها من كثرة ما لديها من استشارات لترد عليها أجيب أنا على متابعتك هذه.
وصفت في استشارتك الأولى كيف احتال عليك الوسواس مرتين مرة حين أوهمك بأن "الكحة" علامة استهزاء.... بينما هي فعل لا إرادي !! ومرة ثانية حين دفعك لتكرار "الكحة" ليقول لك بعدها ها قد فعلتها بإرادتك استهزاءً !! ثم يكمل الوسواس قائلا إذن فقد كفرت !!... طبعا كلها وسوسة ولا ينبني عليها أي شيء لأن الموسوس بالكفر لا يكفر ولو ظن أن أراد.
في متابعتك أيضًا تواصلين وصف الحيل الوسواسية التي تصاحب وسواس العقيدة وهي حيل عديدة فهو يضغط عليك في أي لحظة سهو أو غضب أو شك شديد لتتلفظي بتلك الكلمات الكفرية أو مدعيا أنك بهذا ستستريحين من الوسواس بإيقافه.... فإذا أنت صريعة وسواس جديد أن بهذا قد كفرت.
ثم يكمل حيله بأن يوقعك في فخ التكرار للتحقق كما تصفين بقولك (وأحيانا أريد استحضار ما قلته بهدف التأكد من أنه كان تحت تأثير الوسواس فأعاود النطق بها وأدخل في نفس الدوامة كل مرة، والأسوأ مرات أقتنع أنني تعمدت النطق بها والاستهزاء)..... هذا بالضبط ما يريد الوسواس !! فلا أنت تعمدت ولا استهزأت ولا كفرت!! وكلها وسوسة لا حرج عليك فيها.
يبنى التصرف الصحيح مع هذا النوع من الوسواس على قاعدة الموسوس بالكفر لا يكفر، ويكون بأن تهملي هذا الوسواس نهائيا فلا يجد منك إلا التجاهل المستمر.... بما في ذلك الاستغفار منه فلا يجب الاستغفار من الوسواس لأنه يمكن أن يصبح تعزيزا لتكراره فضلا عن تضمنه معنى المسؤولية عن الوسواس وهذا غير صحيح.... أقول عادة لمريضي : فضل الاستغفار معروف ولا مجال للنقاش فيه استغفر الله ما شئت يوميا وفي كل وقت ولكن لا تفعل استجابة للوسواس..... هكذا نقول للموسوس فهل ما زلت تسألين عن التوبة!!؟
إذن لا تجزعي ولا تهتمي ولا تستغفري ولا تستحضري ما فات من الوسواس بغرض التحقق من مشاعرك أو فعلك....إلخ.... واعلمي أن الوسواس القهري مرض يحتاج علاجا إذا لم نتمكن من السيطرة عليه وبدأ يؤثر على حياتنا.... ففي هذه الحالة لابد من زيارة الطبيب النفساني.
ومرة أخرى أهلا وسهلا بك دائما على موقع مجانين فتابعينا بالتطورات.
ويتبع >>>>>>>>>>>: وسواس الكفرية : أتلفظ بالكفر لا أدري !!؟ م1