وسواس الكفرية حيل كالمعتاد عديدة
وسواس قهري
السلام عليكم. لدي وسواس قهري وقد سبق أن أرسلت عنه، وكان عن وسواس التكفير، وقد أفادتني إجابتكم كثيراً. أريد أن أسال عن وسواس الطهارة فلديَّ وسواس في الاستنجاء، فدائماً لا أشعر بالطهارة مهما استنجيت بالماء، وقد أُسرف فيه كثيراً، كما أشك في الماء المتناثر من الاستنجاء، وكذلك لديَّ مشكلة في الإفرازات فهي تظهر أثناء الاستنجاء مما يجعلني أشك في الطهارة وأعيد الاستنجاء، وبسبب الإفرازات أصبحت أشك في ثيابي الداخلية فأصبحت أرتدي فوطاً صحية خوفاً من تسربها لملابسي، فهل إذا وجدت الإفرازات (سواء مذي أو ودي أو غيرها) في ثيابي الداخلية عليَّ تغييرها وحسب دون جميع ثيابي؟
كذلك في فترة الحيض فأنا أستنجي بنفس الطريقة، لكن الأسوأ عندما أنهض من المقعد فأشعر بأن هناك ماءً ينزل على فخذي ليس له لون ولا رائحة (أحيانا أجد رائحة) فأشعر أن أرض الحمام وثيابي كلها اتسخت، وكذلك أشك في الماء المتناثر وليس له لون... ولظروف الماء في بلدي نقوم بتعبئة جرادل من المياه ونضعها في الحمام، فأصبحت أشك لو تناثر ماء الاستنجاء في الظروف العادية أو فترة الحيض عليه فيصبح نجساً، وكذلك عندما أستخدمه بنفسي أشك في نظافة يدي التي استنجيت بها وعدت وغمستها في الماء، فأخشى أن يصبح نجساً وأخاف أن يتنجس من يستخدمه بعدي.
كذلك أرتدي إسفنجة حمام في قدمي عند الاستنجاء، وعندما أغسل قدمي أقوم بغسلها منفردة، وبعدها أغسل قدمي، وأعيد الكرة خوفاً من أن الماء الذي غسلت به قدمي قد نجَّس الإسفنجة مجدداً، فهل أستطيع غسل الإسفنجة وأنا أرتديها مرة واحدة فقط حتى لو كان الماء نجساً وكذلك غسل فخذي وجميع رجلي؟
أما عن السبب الرئيسي الذي دفعني لإرسال السؤال هو أنني قد دخلت للمرحاض وقد كان لدي إسهال فتنجس بسببه جزء من ثيابي الداخلية، ولم يكن كثيراً فغسلته على الأرض حتى اختفى الأثر، وبعدها غسلته بالصابون عدة مرات وأسرفت في استخدام الماء، فأريد أن أعرف هل الأرض تنجست؟ وهل الصابونة التي غسلته بها نجسة؟ فبعد تنظيفه بالماء وضعت الصابونة مباشرة عليه وأعدت الكرة عدة مرات...
وكذلك في نفس الموقف من ناحية الوسواس التكفيري قد قلت عامدةً في نفسي "اللهم إن كنت تشهد على إسلامي وإيماني بك فسأقوم بغسل خرطوش المياه بالصابون 4 مرات فقط (لأني أقوم بغسله كثيراً لأني أشك بطهارته)"، المهم في الأمر أني قلت هذا عامدةً حتى وإن كان هذا أثر وسواس، وأشعر بالندم لأني فتحت هذا الباب من جديد بنفسي، وما يخيفني هو أني قلتها بإصرار فقد سألت الله بقدرته الجليلة التي تجلت في خلقه للسموات والأرض أن يشهد لي بإسلامي إن لم أزد عن الأربعة، ولكني زدت بالخطأ فشعرت بأني كفرت بذلك، فأصبحت أعيد كلامي بقوة أكبر حتى تلفظت به في الحمام (بأني لو كنت مسلمة فلن أزيد عن الأربعة) وبلفظ أقوى من السابق وأقوم بإعادت الغسلة، حتى صرت أقول "سأخرج من الحمام ونبدأ من جديد، فقط أربعة" ولكن شعرت أن فرصتي ضاعت منذ أن زدت عن الأربعة الأولى، وبدأت أتشهد لكن أشعر بأنه لم يقبل مني.
وسمعت من قبل "أن الكافر أو المرتد يكفيه التشهد فقط لدخول الإسلام، ولا ضرورة للغسل إن لم يكن على جنابة" ولكني حائض الآن لذلك أشعر أن عليَّ غسل، وأخشى أن أقول أغتسل للإسلام وغسل الجنابة معاً، ولكن هذا بعد أيام، وأخشى أن أموت قبل ذلك أو أقتنع بكفري إذا كفرت أصلاً، كما أني أكره الغسل أصلاً فأنا أتذكر أني أغتسلت 12 مرة (مرة من الجنابة، ومرة للتأكيد، والبقية بسبب وسواس التكفير) فأغتسل للإسلام وأشعر بأن النية ليست كما يجب، وقد أنقذتني فتوى "لا يجب الغسل على الكافر أو المرتد للإسلام" ولكن أشعر بسبب هذا "أني سأعود من جديد"، وقد بحثت في الإنترنت عن الأمر وقيل "أنه من قصد الكفر فقد كفر" ولكني قصدت أن أخوف نفسي لأنتهي من طقوس التنظيف بسرعة، ولكن ماذا لو قصدت الكفر؟، ما قلت كان "اللهم إن كنت تشهد لي بالإسلام" ولم يكن "أنا كافرة لو فعلت كذا" وقلتها في نفسي أولاً؟ لكن ماذا لو قلت "أنا كافرة" حقا؟
أعلم أن إجابتكم ستكون بأنه شك، لكن أرجو أن تجيبوني كإجابتكم لشخص عادي غير موسوس لأني عندما بدأت الأمر كنت عامدةً ولم يكن الوسواس (أجيبوني بطريقة تريحني)، أشعر بالألم في صدري لأني قلت ذلك عامدة، فبعد أن ساعدتني إجابتكم السابقة _بحمد الله_ في تجاهل وسواس التكفير فتحت بابه بنفسي حيث أخبرني الوسواس أن عليَّ فعل طقوس كثيرة وطويلة لكي لا يؤثر كلامي على إسلامي، لكني لم أسترسل معه لأنه من الواضح لي أن الأمر سيزاد فحسب، فقررت إرسال الأمر لكم لأني بسبب وسواس التكفير أشعر أن الأشياء تكفرني مثل لو لمست شيئاً معيناً أو مشيت بطريقة معينة أو وضعت شيئاً بطريقة معينة، فلو حتى تشهدت ولم أقم بطقوس لإزالة التكفير من هذه الأشياء فإن تشهدي لن ينفعني (مثل شعور أنه ينبعث الكفر من هذه الأشياء).
كذلك لدي سؤال عن غسل الملابس: هل إذا وضعت الملابس النجسة والطاهرة في الغسالة (لا أعرف ما نوعها، لكن ذلك النوع الذي تقوم بتعبئته بالماء ووضع الصابون ولف الغسالة، وتدور بنفس الماء) وقمت بتعبئة الدورة الأولى بالصابون، ثم فرغت الماء وأضفت له ماءً بالصابون من جديد، ثم أخيراً بماء من غير صابون تكون الملابس كلها طاهرة؟ وهل الماء الذي صرفته من الدورة الأولى وتدفَّق على الأرض يجوز لي تجاهله ولو كان نجساً؟ من العلم أن النجاسة لا تكون كثيرة بل هي كأثر لدم الحيض أو القليل من البول أو ما شابه... مع العلم أيضاً أني أكون غسلته بالماء وأحيانا بالصابون ولكن لم أقتنع بطهارته، لكن أريدكم أن تجيبوني من ناحية لو كان نجساً حقاً ليطمئن قلبي، وكذلك أريد أن أضيف من ناحية الوسواس التكفيري أن الوسواس أحياناً يخبرني بأني أعبد فلاناً أو أتخيل أو أرى منظراً سيئاً في رأسي فيقول "هذا الله _والعياذ بالله_ إن لم أفعل كذا أو إن فعلت كذا" وقد أفعل الأمر، وقد أبدأ أقتنع بذلك، فهل يجوز لي تجاهله بغض النظر هل اقتعنت أم لا؟ وهل أقوم بفعل الأمر الذي خوفني به عمداً؟
كما أن لدينا أطفال في المنزل قد يتبولون أو ينجسون المكان، ولا أرى أن ذويهم يهتمون بالنظافة جيداً فقد لا يصبون الماء على البول ويتركونه يجف أو يقومون بغسل أطفالهم برش الماء فقط دون تشديد، ولأن النظافة تسبب لي هاجساً هل يجوز أن أتجاهل الأمر وأقول "هم سيحاسبون على تنجيسي" وأصلي وأمارس حياتي بطريقة عادية حتى لو علمت مكان النجاسة؟ أم لا؟... وقد نصحني أحدهم أن أقوم بتنظيف المكان بنفسي، لكني موسوسة للغاية إذ أني أشك في استنجاء نفسي حتى بعد اليقين، فما بالكم بتنظيف نجاسة حقيقية، هذا أمر عسير جداً لي.
أعلم أن سؤالي طويل، لكن وسواسي يزداد ويتشكل يوماً بعد يوم، فأرجو أن تجيبوني بطريقة مفصلة ليستريح قلبي فأنا أعاني بسببه الأمرين،
وجزاكم الله خيراً كثيراً.
19/10/2020
رد المستشار
الابنة الفاضلة "ف" أهلا وسهلا بك على موقع مجانين وشكرا على ثقتك وإطرائك، ومتابعتك خدمة الاستشارات بالموقع.
تدور إفادتك هذه المرة حول محورين الأول هو النجاسة والثاني تنويعات على وسواس الكفرية أو وصف بعض من حيله لا أكثر وهي لا تغير من أمر الموسوس شيئا فحكمه أنه لا يكفر، فأما المحور الأول فسأنتقي بعضا من أسئلتك التي تختمين بها الفقرات لأرد عليها سريعا ثم أضع لك ارتباطات ترد على ما سألت وما لم تسألي إن شاء الله.
ردا على قولك (فهل إذا وجدت الإفرازات في ثيابي الداخلية عليَّ تغييرها وحسب دون جميع ثيابي؟) نقول : ولا حتى تغيير الثياب الداخلية (ناهيك عن الجميع) يجب عليك بل يسن فقط لأن الموسوس لا يجب عليه تحري النجاسات للتخلص منها حسب المذهب المالكي الذي اختص مرضى الوسواس بأحكام تناسب أحوالهم،.... ومهم هنا أن تعرفي أن وجود نجاسة على الجسد أو في الثياب أو مكان الصلاة لا يبطلها حتى ولو كان الشخص عارفا بها متذكرا لوجودها وقادرا على إزالتها فصلاته صحيحة وهذا الكلام على المذهب المالكي يخص الإنسان الصحيح أي غير الموسوس!!! فما رأيك أنت بالوضع في حالة الموسوس ؟!!
وردا على سؤالك (فهل أستطيع غسل الإسفنجة وأنا أرتديها مرة واحدة فقط حتى لو كان الماء نجساً وكذلك غسل فخذي وجميع رجلي؟) أما وقد فهمت ما قلناه أعلاه فردنا هو كفي تماما عن غسل ما تلبسين في قدميك فليس هذا من الوضوء وإنما من الوسواس، كذلك لا تغسلي لا فخذك ولا جميع رجلك إلا إن كنت تغتسلين غسلا شرعيا لوقوع ما يوجبه فلا تغسلي إلا ما يجب غسله سواء في الاستنجاء أو الوضوء وراجعي : وسواس الاستنجاء وسواس النجاسة : التطنيش+عدم التفتيش م2
وردا على سؤالك (هل يجوز أن أتجاهل الأمر وأقول "هم سيحاسبون على تنجيسي" وأصلي وأمارس حياتي بطريقة عادية حتى لو علمت مكان النجاسة؟ أم لا؟! ليس فقط يجوز بل يجب عليك يا "ف" أن تكفي عن شغل نفسك بموضوع النجاسة ما لم تفرض النجاسة نفسها عليك بعلامة تقول لك أنا نجاسة يا "ف"، وعندها يجب أن يقتصر تطهيرك على فعل ما يفعله الناس دون أن تنتظري الشعور باكتمال التطهير أي تتوقفي مثلا بعد غسل النجاسة ثلاثا ودون أن تقتنعي بحصول الطهارة.... فإذا طلب من غير المريض أن يطهر حتى يقتنع بالطهارة فليس ذلك مطلوبا من الموسوس خاصة من يقول (فدائماً لا أشعر بالطهارة مهما استنجيت بالماء، وقد أُسرف فيه كثيراً) وواحدة من قواعدنا الفقهية أن "المشقة توجب التيسيير"... فهل مشقة أعظم من مشقة الموسوس هنا؟!
اقرئي على مجانين:
وسواس الاستنجاء في النساء : تفاصيل !
ظاهر الفرج وباطن الفرج واستنجاء النساء
استنجاء البنات اللزوجة والبلل ! من الورع ما قتل !
وسواس دم الحيض عفريت النجاسة : تفكير سحري م5
بالنسبة للمحور الثاني عن وسواس الكفرية فالجديد والجدير بالتعليق المستفيض هو ما وصفته بقولك (أشعر أن الأشياء تكفرني مثل لو لمست شيئاً معيناً أو مشيت بطريقة معينة أو وضعت شيئاً بطريقة معينة، فلو حتى تشهدت ولم أقم بطقوس لإزالة التكفير من هذه الأشياء فإن تشهدي لن ينفعني (مثل شعور أنه ينبعث الكفر من هذه الأشياء)).... يا سلام على التفكير السحري الخرافي!..... لكن لم تخبرينا شيئا عن طقوس إزالة التكفير ؟ ولا عن مصدر التكفير هل مثلا لأن فكرة كفرية دهمتك وأنت تلمسين شيئا يصبح الشيء مصدرا للكفر بعدها ؟ أم أن رابطا ما يوجد بين الكفر وأشياء معينة؟؟
نقطة لعلها غائبة عنك هي أن الأشياء لا تكفر، فالأشياء دون المكلفين من خلق الله لا تملك حق الكفر فهم يعرفون خالقهم ويعبدونه بالكيفية التي شاء الله سبحانه لهم أن يعبدوه بها ولا يملكون حق الكفر ناهيك عن تصديره سحريا لبني آدم.... لكن بالمناسبة وطمعا في سد حيل وسواس الكفرية أو وسواس العقيدة أقول أن الموسوس بالكفر لا يملك حق الكفر حتى يبرأ من وسواسه، ولهذا أسباب شرحناها من قبل أبسطها أنه لا يستطيع عقد النية أو العمد لأنه يقع في الشك عند استبطان دواخله، ولا يستطيع تذكر النية في فعل سبق، ولا يستطيع التيقن مما في نفسه
بينا لك سابقا أن الموسوس بالكفر لا يكفر ولو ظن أن أراد وما دمت تعانين من وسواس الكفرية فأنت لا تكفرين مهما حصل ولا داعي بالتالي لا لتكرار التشهد ولا للاغتسال بغرض الدخول في الإسلام
ثم أنتقي مثلا مما ذكرت عن وسواس الكفرية (الوسواس أحياناً يخبرني بأني أعبد فلاناً أو أتخيل أو أرى منظراً سيئاً في رأسي فيقول "هذا الله _والعياذ بالله_ إن لم أفعل كذا أو إن فعلت كذا" وقد أفعل الأمر، وقد أبدأ أقتنع بذلك، فهل يجوز لي تجاهله بغض النظر هل اقتعنت أم لا؟ وهل أقوم بفعل الأمر الذي خوفني به عمداً؟) أولا ليس يجوز بل يجب تجاهله بغض النظر عن اقتناعك من عدمه، وثانيا ما هو الجديد ؟؟ أليس المثال الذي ذكرته كثير الورود في الاستشارات والردود التي أحلناك إليها؟...
ملحوظة: أرجو أن تكفي عن عملية دراسة المعطى الوسواسي لمعرفة قدر اقتناعك من عدمه، يكفي ما فعلت من قبل ولم تجني منه إلا شكا وعذابا..... وغني عن البيان أن أي اشتباك مع المعطى الوسواسي يعني الاهتمام ويتنافى مع التجاهل !! وأكرر لك رابط : الوسواس القهري معنى التجاهل!!
ومرة أخرى أكرر لديك أعراض اضطراب وسواس قهري واضحة جدا لكنك لم تعطِنا أي معلومات عنه بما في ذلك موقفك العلاجي؟؟! ستجدين كثيرا على الموقع يشرح لك ويرشدك إلى طريق العلاج.
ودائما أهلا وسهلا بك دائما يا "ف" على موقع مجانين فتابعينا بالتطورات.
ويتبع>>>>>> : وسواس الكفرية الموسوس بالكفر لا يملك حق الكفر م1