وسواس قهري الشبهات: هل التعليم مهم؟! م3
أهمية التعليم
السلام عليكم... أنا طالبة في آخر سنة بالثانوية العامة، وامتحانات التوجيهي في دولتي تقسم إلى قسمين في سنتي الثانوية، خرجت علاماتي بالأمس والحمد لله كلها ممتازة جداً، ولكن في هذه الفترة يراودني شعور لا أطيقه أبداً حول هذا الأمر وهو أنني أشعر بأن دراستي وعلاماتي لا جدوى منها، وأن علاماتي صحيح عالية وتدخلني الموضوع الذي أريده في الجامعة ولكنني للأسف لا أمتلك أي شغف حول أي موضوع جامعي، ويأتي ببالي أمثلة كثيرة لأشخاص ناجحين بحياتهم مثل ستيف جوبز وغاري والعديد من الأشخاص الذين فشلوا في الثانوية العاملة وفي الجامعة ولكنهم حققوا أعلى المراتب في الحياة، لذلك أقول لنفسي "ما فائدة علاماتي العالية هذه وأنا لا أمتلك أي شغف تجاه أي موضوع؟"، يعني أبقى أبحث بالساعات لعلي أجد موضوعاً يجذبني في الجامعة، وأقوم بإجراء العديد من الاختبارات ولكن لا جدوى.
والأمر الذي زاد الطين بلَّة هو متابعتي لصفحة "غاري" في الإنستغرام، فهو شخص ناجح جداً ولكنه فشل في الثانوية والجامعة، وينشر العديد من الفيديوهات حول أن الثانوية والجامعة ليست أبداً مقياساً لنجاح الشخص في حياته، وأن الجامعة والتعليم الجامعي مثلاً ليست ضماناً للشخص، وليست ضماناً آمناً له في حياته، فبإمكان الشخص أن يتبع شغفه ويفعل ما يريد مثله ويحقق نجاحاً كبيراً دون أن يكون للأمر علاقة بالتعليم الجامعي.
وأيضاً فكرت بأنه إن دخلت الجامعة مثلاً وأنا لم أجد شغفي لحد الآن فلماذا سأدخلها؟ هل لأجل نظرة الناس لي فقط؟... ولكن بنفس الوقت لا أتخيل نفسي بتاتاً عاطلةً عن العمل ولا أقوم بفعل شيء مهم في حياتي، ومشكلتي تكمن في عدم إيجادي لشغفي حتى الآن، وأنه ليس من المؤكد أن يكون تخصصي الجامعي له علاقة بشغفي.
ماذا أفعل بهذه الحالة؟... أنا أخاف جداً من أن تؤثر هذه الأفكار والمشاعر السلبية على أدائي في هذه السنة الأخيرة المهمة جداً في الثانوية العامة،
وبنفس الوقت أشعر بأن فكرة أن التعليم الجامعي ليس أمراً مهما تجذرت في عقلي، فما العمل؟
20/10/2020
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سأجيبك باختصار ومباشرة على سؤالك ما الحل، أوقفي جميع هذه الأفكار وركزي على تحصيلك في الوقت الحالي. أعلم بأنك لن تحبي جوابي ولكن اخترته لنمط تفكيرك الدائري والوسواس الذي يستهلك طاقتك دون التوصل إلى قرار، وأفضل طريقة في التعامل مع الوسواس هي إيقافه بالتجاهل.
لنناقش الآن الأفكار التي وردت في رسالتك عن كون الدراسة ليست الطريق الوحيد للنجاح أو السعادة، وهذا صحيح ولكن فقط في بعض الحالات. مقابل الحالات التي يستعرضها أصحاب هذا الاتجاه ستجدين الآلاف من الحالات التي اعتمد نجاحها على الدراسة والتحصيل والجد في المجال الذي توفر لهم.
قضية الشغف جدلية فوق ما تحتمل أحوالنا في المجتمعات العربية. البحث عن الشغف قد يعتبر ترفا في مجتمعاتنا التي نكد فيها لنحصل الحاجات الأساسية. في حال التدين يكون شغفنا عبادة الله، فهو الهدف من وجودنا في الحياة والادخار للدار الآخرة. بعيدا عن الدين والتدين نعود لنقطة تحصيل أسس الحياة قبل الانشغال بالشغف. ادرسي واعملي وابحثي أثناء ذلك عن شغفك كي لا تضيع سنوات حياتك في البحث العبثي عن شيء قد لا تجدينه، العمل هو الهدف في الحياة لا الشغف، وإن كنا من السعداء فعملنا في مجال شغفنا فالحمد لله وإن لم نجد هذا الشغف لا يعقل أن نضيع أيامنا بحثا عنه.
اعتمدي في اختيار تخصص دراستك إن لم تجدي في نفسك ميلا محددا على نتائج اختبارات الميول المهنية، ستعطيك خصائص لشخصيتك ومجالات مهنية مناسبة لها اختاري منها الممكن تنفيذه. في بيئتك مثلا سيكون من الصعب اختيارك لمهنة الفضاء ولكن الطب والصناعة ممكنة.
ويتبع >>>>>>: وسواس قهري الشبهات : التعامل مع القلق م5