وسواس الكفرية: الموسوس بالكفر لا يملك حق الكفر م
وسواس الطهارة
السلام عليكم... لدي وسواس في الإستنجاء، فمهما استنجيت أشعر أنه لازال هنالك أثر بول أو غائط ونحوه، وحاولت أن أحدد كمية الماء الذي أستخدمه باستخدام الجردل وليس الرشاش فوجدت أني قد أستخدم 3 جرادل ماء، وفي حالة الغائط قد أستخدم أكثر (الجردل الواحد قد يعادل 10 لترات ماء تقريباً)، أعلم إن هذا إسراف، و لكن لا أستطيع الاقتناع.
أيضا أشك في الماء المتناثر من الاستنجاء، وقد أخبرني أحد الشيوخ أنه طاهر وليس عليَّ الإالتفات إليه، فأصبحت أشك في ماء المرحاض نفسه الذي يتطاير عليَّ عندما أستخدمه حيث سمعت أنه نجس، وأنا من النوع المبالغ في الطهارة فأنظفه مرات كثيرة، وحاولت استخدام حمام عربي ولكني عانيت من مشكلة تطاير البول والغائط على قدمي وعلى الأرض التي حول المرحاض فأبدأ بغسلها مرات لا تحصي.. أرجو أن تساعدوني في هذا.
كما لدي سؤال آخر: إذا كان بعد استنجائي يوجد بقايا بول أو غائط وأنا أشعر فقط بعدم النظافة و تجاهلت الأمر، وكان حقاً موجود وأنا لم أتيقن فهل يُعفَى عن ذلك ولا أنقل النجاسة للآخرين لعدم استنجائي جيداً؟ و هل أتجاهل شكي بتتطاير البول في أرضية الحمام؟ فأحياناً في الحمام العربي يتطاير على ساعد يدي أيضا فهل سكب الماء مرة واحدة يكفي بدون دَلك وحتى إن لم أتيقن وصول الماء لجميع يدي؟ وهل إذا كان هناك حقاً بقايا بول فيها ولم أدري عنه يعفى عني؟ وكذلك في الحمام العربي قد يتطاير البول على ملابسي، ولكن قد لا أتيقن حقاً، فهل يجوز تجاهل الأمر ولو كان حقيقياً؟
وكذلك لدي سؤال حول الإفرازات المهبلية (أنا أعلم يقيناً أنها نجسة) فسؤالي هو: لو صليت وأنا أشعر بوجودها على ملابسي الداخلية وتجاهلت الأمر (أحياناً لأني أجد الاستنجاء صعباً علي) ووجدتها لاحقاً فهل صلاتي تقبل؟ كما أيضا في أمر تلك الإفرازات هل تغيير ثيابي الداخلية فقط دون الخارجية (دون حتى البنطال الداخلي) يكفي عند كل صلاة؟ فقد يكون تسرب لملابسي الخارجية (قد أدري قد لا أدري)، فهل إذا كانت موجدة حقاً يعفى عني ولا أنقل النجاسة للآخرين لأني لا أعلم وقت خروجها تماماً؟
كما لدي سؤال في البول والغائط المتطاير في قدمي (حقيقاً كان أم شكاً مني في ذلك): هل يكفي سكب الماء مرة واحدة على القدم دون دلك حتى لو لم يصل لسائر القدم؟ مع العلم أني أحياناً لا أرى النجاسة فيها، وكذلك سفنجة الحمام على قدمي هل يكفي خلعها وسكب الماء مرة واحدة دون جانبيها؟ وهل يكفي سكب الماء على سائر المرحاض مرة واحدة؟ وهل إذا كان هناك حقاً بقايا أتجاهلها ولن تضرني أو تضر من بعدي؟
وأيضاً لدي سؤال سريع عن الغسل: إذا لم أتيقن وصول الماء لسائر الجسد (من العلم أني أحاول حقاً، وقد يكون من الوسواس وقد يكون حقيقياً) فهل يجوز أن أقول "اللهم تقبل" فحسب حتى لو نسيت جزء حقاً؟ وهل إذا تذكرته لاحقاً يجوز غسله هو فقط ولا يبطل كل الغسل لأني لديَّ وسواس العدد فأكرر الأشياء بأعداد معينة، لذلك أحاول الاغتسال و الاستنجاء مرة واحدة؟
وكذلك سؤال سريع عن فرشاة الشعر التي كنت أستخدمها في حيضي فقط وأكون قد تعرَّقتُ فيها أو ما شابه، فهل أستخدمها دون غسلها ودون تنظيفها من بقايا الشعر؟ وهل سكب الماء عليها مرة واحدة يكفي دون دلك؟
وأخيراً سؤال سريع عن المخاط وسوائل الجسم: أحيانا عند حك أنفي يخرج دم أو دم مع المخاط، أحيانا أقوم بلعقه فهل هذا يطهره؟ (أعلم أن أكل الدم خطأ، لكن غسل يدي بالماء أصبح صعباً)، وبسبب ذلك الدم حتى المخاط العادي أصبحت أشك فيه، فهل يجوز تجاهل الأمر؟
أرجو الرد عليَّ بأسرع ما يمكن، وأرجو إرسال الإجابة في الإيميل فأنا أنتظر إجابتكم بفارغ الصبر،
وجزاكم الله خيراً.
28/10/2020
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته، وأهلًا بك وسهلًا مرة أخرى في موقعك مجانين
بنيتي...، أعتذر منك على تأخري الكثير عليك، أنا أعلم معاناة الموسوس وحاجته إلى الإجابة السريعة، ويؤلمني تأخري عليه، فسامحيني وتفضلي علي بالدعاء أن يبارك الله في وقتي وفي كل ما أنعم به علي ورزقني إياه.
لنكن صريحين منذ البداية ونواجه الحقيقة معًا دون أن نلتفت إلى تلبيسات الوسواس وحيله. أنت موسوسة يقينًا، وللموسوس صفات، وللوسوسة أعراض... أنت لا تشعرين باكتمال فعلك، الذي هو هنا التطهير!! كيف هذا؟! هل هناك من يفعل شيئًا ولا يشعر أنه فعله؟!!! نعم، إنه مريض الوسواس.
هناك من لا يشعر باكتمال عملية الإخراج لديه، فيبقى يشعر بوجود شيء في بطنه مع أن بطنه خالية! يعني لو كان بالإمكان رؤية أحشائه لما وجدنا فيها شيئًا ينبغي أن يخرج، ولكن صاحبنا الموسوس يشعر أن هناك شيئًا يريد أن يخرج، يشعر بخلاف الحقيقة!
كذلك أنت، لا تشعرين بما هو واقع فعلًا، بما هو الحقيقة، وإنما شعورك مختلف تمامًا عما يجري في الواقع. الله تعالى طلب منا أن نقوم بأفعال معينة، وهذه الأفعال بها تزول النجاسة شئنا أم أبينا، شعرنا أم لم نشعر، أردنا أم لم نرد. فعندما تقومين بالفعل المطلوب، فقد أنهيت مهمتك، سواء شعرت بذلك أم لم تشعري.
ما هو البول الذي نستنجي منه؟ إنه بعض النقاط التي تصيب المخرج. ضعي على يدك بضع نقاط من عصير ملون، ثم صبي كأس ماء عليها، ماذا بقي منها؟ هل احتاجت إلى دلك لتذهب؟ كذلك البول، وإن لم نكن نرى لونه لنعرف زواله بالنظر، فإن سكب مقدار كأس ماء على مكان وجوده كافٍ جدًا في إزالته، ولا داعي لأن تشعري بذلك، لأنك أصلًا لن تشعري قبل أن تتعالجي.
إذن: اسكبي القليل من الماء على النجاسة، دون دلك، وستزول حتى إن لم تشعري. قد نحتاج إلى قليل من الدلك في الغائط، أو مع دم أصاب مكانًا وجف، فنحتاج إلى تمرير الأصابع عليه حتى نساعد في حتِّ النجاسة وزوال الأثر. وفوق هذا قال لنا الشرع بالنسبة للون النجاسة: إن دلكتم النجاسة المرئية ثلاث مرات، ولم يذهب اللون، فهذا اللون معفوٌ عنه ولا داعي لإزالته....
أنت تستخدمين ثلاثين لترًا من الماء ولا تشعرين بزوال النجاسة، مع أن كأس ماء (ربع لتر) كافٍ جدًا لإزالة كل شيء. فهل نستطيع الاعتماد على شعورك هذا، وأنت تستخدمين مئة وعشرين ضعفًا من كمية الماء المطلوبة كي تشعري بالطهارة؟؟!!! هذا كثير جدًا، وواضح أن هناك خللًا كبيرًا في ما تشعرين به، لهذا لا يمكنك أبدًا الاعتماد على الشعور، عليك أن تستخدمي قليلًا من الماء تصبينه على البول دون دلك، ثم تخرجين من المرحاض وإن لم تشعري بالطهارة، لا يهمنا شعورك أبدًا أبدًا، فهو يحتاج على الأقل مئة وعشرين ضعفًا من الكمية المطلوبة حتى يقتنع بالطهارة!!
تخيلي أن مصنعًا لتعليب الحليب، تمت برمجة الآلات لتصب كمية مناسبة لحجم كل علبة وتقف حتى تأتي العلبة الثانية لتصب نفس الكمية، وهكذا....، وإذ بإحدى الآلات أصيب برنامجها بالعطب، فكانت تصب كمية تكفي مئة وعشرين علبة حتى تقف!!! من المؤكد سوف يوقفون العمل بهذه الآلة حتى يتم ضبط برنامجها. أنت كذلك، أوقفي العمل بحسب شعورك حتى ينتهي العلاج. أرجو أن يكون كلامي هذا كافٍ في إقناعك بإهمال مشاعرك غير الصحيحة حتى لو شعرت بقلق بالغ في بداية إهمالها... أنت تهدرين الماء والوقت عدا عن تعب الأعصاب، وهذا أسوأ من هدر الحليب في المعمل.
تكررت في رسالتك كلمة: "يحتمل" أنه قد أصابتها نجاسة، "ربما" أصابتها، "أشك" أن البول أصابها....، لا يوجد في التنجيس (ربما، احتمال، أشك، لعل...)، القاعدة الشرعية تقول: (لا تنجيس بالشك)، إذن: تسكبين قليل الماء على البول سواء على المخرج، أو على النجاسة التي تيقنت 100% أنها أصابت قدمك، ثم تخرجين.
لا تفزعي من شعورك بالقلق، لاعتقادك أنك ما زلت متنجسة، وأنك ستنجسين غيرك، لأن هذا الشعور (غلط في غلط في غلط)، الحقيقة أنك طاهرة وثيابك طاهرة وجسمك طاهر ولن تنقلي النجاسة إلى مكان آخر، ولا إلى أحد سواك. لا داعي لغسل فرشاة الشعر ولا لإزالة الشعر منها، لأنها ليست نجسة، لا داعي لتطهير ثيابك التي تلبسينها أثناء الحيض إن لم تتلوث بالدم، وإن تلوث مكان، طهري مكان الدم فقط.
أما الإفرازات المهبلية في طاهرة في قول صحيح عند الشافعية، ولا داعي لتغيير ثيابك الداخلية ولا الخارجية. إنما النجس هو المذي، ومن أجل التفصيل، ارجعي إلى استشارة "العادة السرية والإفرازات الموجبة للغسل مشاركة1"
بالنسبة للغسل نص الفقهاء على أن الموسوس يصح غسله مع الشك، يعني إذا صب الماء فقال لنفسه: يا ترى وصل الماء إلى جميع جسدي أم لم يصل؟ هذا الشعور والشك يكفيه ويصح غسله، قولي تقبل الله واخرجي. وبعد الاغتسال إذا تيقنت 100% من تركك لمكان في جسدك، كأن نسيت صب الماء على شعرك، وخرجت ووجدت شعرك جافًا، يمكنك أن تغسليه دون أن تعيدي الغسل من أوله، فالحنفية والشافعية لم يشترطوا الموالاة والتتابع كما عندكم أيها الحنابلة.
نأتي أخيرًا إلى لعق الدم النازل من أنفك! هو حرام لا شك وينبغي أن تستغفري وتكفي عن ذلك. لكن بالنسبة للطهارة، فالحنفية يقولون إن اللعاب يطهر الدم إذا أزلته بهذه الطريقة، وباقي المذاهب يقولون اللعاب لا يطهر النجاسة.....، يعني نجاسة، وحرمة ابتلاع الدم، وفعل مقزز مخالف للذوق البشري.
أرجو أن تكفي عن هذا، وأن تغسلي مكان الدم على النحو الذي علمتك إياه في بداية الإجابة، وذلك بعد انقطاع الدم حتى لا يزيد سيلانه وتكبر مساحة التلويث.
حاولي بشكل جدي تطبيق ما نصحتك به، ثم اكتبي لنا نتيجة هذا التطبيق، ولا أريد أن أتلقى منك استشارة تكررين فيها معاناتك ذاتها بأكثر من طريقة، وسارعي إلى الذهاب إلى الطبيب فهذا مهم جدًا.
عافاك الله وأعانك ووفقك لسبل الشفاء.
ويتبع >>>>: وسواس الكفرية: الموسوس بالكفر لا يملك حق الكفر م2