وسواس الكفر وتكرار الشهادتين: أنا ضائعة
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته... أولاً أتمنى أن تلقاكم استشارتي هذه وأنتم بصحة وسلام، وأشكركم على هذا الموقع المفيد جداً.
أنا أعاني من الوسواس القهري، بدأت المشكلة قبل سنتين حيث كنت أعاني وسواس الأمراض خاصةً مرض السرطان (وبالتحديد سرطان الغدد)، وعندما أحسست بألم في رقبتي بدأت الأفكار تهجم عليَّ، وكنت أوسوس جداً في مرض سرطان الغدد اللمفاوية، ووصل بي الأمر إلى حدود تصديقي أنني مريضة به، وكذلك حدَّدت أنني في المرحلة الثالثة للمرض، وكنت أبكي حينها كل يوم وأبحث عن الأعراض في جوجل وأُسقِطُها على نفسي.
قررت الذهاب مع أمي إلى الطبيب وكانت هناك أفكار في عقلي تقول لي أنني تأخرت في العلاج وسوف أموت ولن أستفيد من علاج الكيماوي، وذهبت للطبيب وفحصني وعملت أشعة وطلع عندي _الحمدلله_ فقط انتفاخ بسييط في العضلة الترقوية، ولم يصف لي أي دواء، ونصحني فقط بتجنب العصبية والتوتر (أنا عصبية جداً)، ولكني لم أقتنع بكلامه وقلت مع نفسي "أكيد عندي سرطان، ولا يريد إخباري" وبعد ذلك قلت "ممكن أنا لم أصف له مكان الألم جيداً" فدخلت مرة أخرى في دوامة المرض، ولكن هذه المرة مع سرطان الغدد اللعابية، ثم بعدها سرطان الغدة الدرقية، ووصل بي الحد إلى أنني صرت أخبر أصدقائي أنه عندي السرطان الفلاني، وأمي أتعبتُها بكثرة شكواي، أتذكر جيداً أنها ذات مرة قالت لي "تجاهلي يا ابنتي، سوف تمرضين بالوسواس" فبعدها وسوست في عدة سرطانات منها سرطان الفم بعد ظهور حبة بيضاء، و سرطان الجلد بعد ظهور بقعة بنية على الجلد، وسوست كذلك في فقدان البصر، وكذلك وسوست في إيذاء أخي أو أنني رغبت في قتله ذات يوم، وكذلك وسوست في خوفي من إيذاء نفسي حيث كنت أخاف أن أرى النافذة مفتوحة وأخاف أن أُلقي بنفسي منها.
وكذلك أريد الإشارة إلى أنني كثيراً ما أرى أشياءً غير موجودة حيث أتخيل أشخاصاً وحشرات تمر بسرعة، وكذلك أتخيل أشياءً لم تقع (أنا أعرف أنها لم تقع، ولكن أصدقها) فمثلًا إذا مرَّت من جنبي قطة أتخيل وأتوهم أنها عضَّتني أو خدشتني (أنا أعرف أنها لم تمسني، ولكن أبحث في قدمي حتى لو لم أجد آثار خدش) وأبحث في جوجل عن ماذا أفعل إذا خدشتني قطة، وأتصرف كأنه فعلاً خدشتني، هذا مثال واحد فقط من معاناتي... لا أعرف ماذا يقع لي! و لا أعرف كيف انتقلت من هذه الوساوس إلى وساوس أشد قسوة على قلبي ألا وهي الوساوس الدينية التي منها وسواس إعادة الوضوء وإعادة الصلاة ووسواس قطع نية الصيام.
الحمد لله أنا الآن أطبق الآليات السلوكية في علاج وسواس الوضوء والصلاة، وأنا في تحسن حيث لم أعد أعيد الوضوء، أما الصلاة فلازلت أجد صعوبات، لكن أتغلب عليها وأتحكم في نفسي.
المشكلة العظمى حدثت مؤخراً لما نادتني أمي لأنهض من النوم وكنت تعبانة كثيراً (حيث بسبب الوسواس لم أنم جيداً ذلك اليوم) فأحسست أنني تلفظت بكلمات كفرية (كلمات فيها قلة أدب مع الله _سبحانه وتعالى_)، أنا لست متأكدة هل نطقتها أم لا، وبعدها ظللت طوال اليوم أستغفر الله وأطلب أن يسامحني وأتشاهد، لا أبالغ إذا قلت أنني نطقت الشهادتين أكثر من ثلاثين مرة، واغتسلت بنية الدخول للإسلام، لكن الوساوس زادت وأصبحت أوسوس في الكفر يومياً، ورجعت لي حالة كثرة البكاء، وصرت أخاف أن أنام وأنا غير مسلمة، حتى أنا الآن أكتب لكم وأنا خائفة أن أكون غير مسلمة.
والله تعبت من حالي هذا، أريد فقط أن أرتاح فمؤخراً اشتدَّت عليَّ الوسواس في الصلاة، وقلت "أنني إذا استجبت للوسواس وقطعت الصلاة يا رب لا تستجيب لي دعائي ولا تحقق لي أي شيء من الذي أطلبه منك" وللأسف غلبني الوسواس وقطعت الصلاة، وأنا خائفة أن يكون هذا الدعاء صادف ساعة الاستجابة، وأنا والله دعيت لأنني تعبت من إعادة الصلاة وخفت أن أصل إلى مرحلة ترك الصلاة، أنا أعرف أن الله _سبحانه وتعالى_ رحيم بالعباد وأنه لا يستجيب لهم دعاء الشر على أنفسهم، ولكن خائفة أن يكون دعائي صادف ساعة الاستجابة مع أنني قرأت فتوى تقول "أن الله لا يستجيب للموسوس مثل هذه الأدعية" فهل هذا صحيح؟ وهل أنا مسلمة أم لا؟ حيث تاتيني أفكار أنني حقاً لست مسلمة، و تأتيني كلمات سيئة عن الله ورسوله _صلى الله عليه وسلم_ أحس أنها ليست وسواساً وأنها أفكار صادرة مني عن قصد، فماذا لو كانت هذه الأفكار ليست وسواساً؟ وكيف أعرف إذا كانت وسواساً؟
أريد أن أستعمل أدوية الوسواس دون وصفة طبية فأنا قد تعبت جداً، وحياتي كرهتها وأصبحت سوداء في عيني... أريد أن أرتاح ولو ساعة من كل هذه الأفكار... ساعدوني فأنا أحس نفسي أنني ضائعة...
وآسفة جداً على الإطالة، ولكن بقي لدي أمل واحد فيكم.
30/10/2020
وأضافت في اليوم التالي تقول
وسواس الكفر أنقدوني
السلام عليكم... أجيبوني بسرعة لأنني لم أعد أستطيع تحمل هذه الأفكار والعيش معها.
أنا أعاني من الوسواس القهري مند سنتين، بدأ معي بوسواس الأمراض خاصةً مرض السرطان، ثم بعدها انتقل إلى وسواس الخوف من فقدان البصر، وبعدها وسواس إيذاء النفس حيث كنت أخاف أن أرى النافدة مفتوحة وأخاف من أن أُلقي بنفسي منها، ثم وسواس إيذاء أخي ذات يوم.
وعانيت ولازلت أعاني لحد اليوم من رؤية ظل أشخاص أو حشرات غير موجودة تمر بسرعة، وكذلك أوسوس في أشياء لم تقع، فمثلاً عندما تمر بجانبي قطة أتخيل أنها خدشتني أو عضتني (وأنا أعلم انها لم تمسني ولكن أتصرف كأنها حقاً عضتني) وأبحث في جوجل عن الإسعافات الأولية التي يجب فعلها للشخص إذا عضته قطة، ومثلاً أفتح بسكويت ثم أتخيل أنه أصلاً كان مفتوحاً وفاسداً فلا آكله، هذه أمثلة فقط من بعض معاناتي، لا أعرف ماذا يحصل لي!
أعاني كذلك من وسواس الغسل ووسواس قطع نية الصيام ووسواس الصلاة والوضوء، ولكن مؤخراً أصبحت أستطيع أن أتغلب عن وسواس الصلاة والوضوء.
المشكلة العظمى والكبرى التي قلبت حياتي مؤخراً حصلت لما نادتني أمي لكي أستيقظ من النوم، وكنت حينها تعبانة جداً فقلت كلمات كفرية فيها قلة أدب مع الله (لا أعلم هل تلفظت أم لم أتلفظ) فصرت أبكي طول اليوم وأتوب وأنطق الشهادتين (لا أبالغ إن قلت أنني نطقتها أكثر من تلاثين مرة)، وفي الليل اغتسلت بنية الدخول للإسلام، ومن هنا بدأت المعاناة حيث صرت أنطق الشهادتين كل لحظة.
أنا أعرف أن الله سوف يغفر لي ذنبي فإنه هو الغفور الرحيم ويغفر الذنوب جميعاً، ولكن الوسواس يكاد يقتلني حيث يقول لي أنني تلفظت بالكلمات الكفرية عن قصد وأنني الآن غير مسلمة.
مؤخراً اشتدت عليَّ الوسواس في الصلاة حيث كنت أبدأ في الصلاة ثم أقطع ثم أبدأ ثم أقطع، فقلت "يا ربي إذا قطعت الصلاة أو خرجت منها أريدك أَّلا تستجيب لي أي دعاء ولا تحقق لي أي دعاء" ولكن للآسف لم أقدر على مواصلة الصلاة وقطعتها، فهل استجاب لي الله تلك الدعوة؟ والله أنا دعيت ذلك الدعاء لأنني خفت أن أصل إلى مرحة اليأس والضجر وترك الصلاة... أنا أعرف أن الله أرحم الراحمين فهو لا يستجيب لدعاء الشر، ولكن ماذا إن صادف دعائي ساعة الاستجابة، هل كل الأدعية التي أدعيها الآن غير مستجابة فقد قرأت في فتوى أن الله لا يستجيب للموسوس مثل هذه الأدعية؟ وهل أنا مسلمة أم لا؟ وهل يجب أن أقضي اليوم كله وأنا أردد الشهادتين؟ وهل يمكنني أن أتناول أدوية الوسواس دون وصفة طبية؟ هل هذه وساوس؟ أم أنها صادرة مني؟
أنا تعبت والله من كل شيء...
هل أذهب لأرى طبيبة نفسانية؟
31/10/2020
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته يا "سنا"، وأهلًا بك وسهلًا على موقعك وموقع كل الموسوسين
لا تخافي ولا تجزعي من وسواس الكفر الجديد هذا، فهو كسائر الوساوس لا تضر، وتنفع الصابرين. كل الموسوسين بمثل هذا يظنون أن الوسواس منهم، وأنهم يتعمدون ذكر هذه الأفكار والكلمات في ذهنهم ويشكون هل نطقوا أم لا؟ ويظنون أنهم كفروا، ويعيدون التشهد والدخول في الإسلام والاغتسال ووو، ثم يكرهون حياتهم ويحزنون، وتبدأ ملحمة الاكتئاب....
بنيتي، باعتبارك بدأت بتطبيق علاجات سلوكية، ونجحت في بعضها، فأضيفي إلى علاجاتك أمرًا: كوني يقظة كي لا تتسلل إليك وساوس جديدة، فالمفترض مثلًا عندما نادتك أمك، وجاءت كلمات سوء الأدب إلى ذهنك، أن تقولي فورًا: هذا وسواس، لن أدعه يضحك علي ولا أن يتسلل إلى نفسي، واقطعيه فورًا....، قد يعود بعد ساعات ليشكك في إيمانك، فقابليه مرة أخرى بتذكرك أنه وسواس ولن تسمحي له أن يتسلط عليك كما فعلت الوساوس السابقة، وهكذا.... وسترين أنه لن يمكث عندك أكثر من يومين بدون خوف ثم يذهب إلى الأبد....
وهكذا واجهي كل الوساوس، ولن تتغلبي عليها إلا بهذه الطريقة، رأيت قطة، ظننت أنها خدشتك....، فورًا اسمعي صوت عقلك الواعي: (إنه وسواس لن أسمع كلامه)، ظننت أن نيتك في الصلاة ليست صحيحة أيضًا قولي: (إنه وسواس لن أسمع كلامه). ولا داعي لاستخدام الطرق الأخرى كالدعاء على نفسك أو نذر أشياء ثقيلة عليك ونحو هذا.... كل هذا لا يفيدك في ترك الوسوسة، إنما المفيد أن تسمعي صوت العقل يقول لك: (إنه وسواس، لن أسمع كلامه).
واطمئني، فالله أرحم من أن يستجيب لك دعاءك على نفسك وهو يعلم معاناتك، ويعلم السبب الذي جعلك تقولين ما قلت.
أخيرًا سؤال: هل زرت الطبيب؟ وساوسك متنوعة متعبة، وعمرك صغير، فأرجو ألا تهملي نفسك وسارعي بالذهاب إلى الطبيب.
وفقك الله وعافاك وأعانك
ويتبع >>>>: وسواس الكفر وتكرار الشهادتين: أنا ضائعة م