وسواس
السلام عليكم... أنا فتاة في عمر ال19 سنة، استشارتي طويلة شوية بس أنا فعلاً بتعذِّب بقالي شهرين ونص (من يوم 22/8)، وكنت بدور وببحث كتير عن موقع أو دكتورة تفيدني لكن ملقتش، وبالصدفة لقيت موقعكم المحترم ده.
أنا مرتبطة، وللأسف كنَّا بنمارس العادة السرية بدون الدخول في تفاصيل جانبية، كنا بنمارسها في الموبايل، وأنا ندمانة جداً على ده، وتبت لربنا وبصلي وبقرأ قرآن وبستغفر عشان ربنا يغفرلي خطيئتي.
الموضوع بدأ إن في يوم كان الشخص ده مستثار، وأنا مكنتش مستثارة فطلب مني الممارسة فأجبرت نفسي على الممارسة، ومن وقتها وأنا في حالة اكتئاب شديد وعندي نفور من الشخص ده رغم إنه مأجبرنيش (هو سألني وأنا للأسف وافقت) وندمانة جداً، وهو كمان ندمان واعتذر وبعدنا عن كل ده الحمد لله.
أنا في أقصى حرجي إني بحكي حاجة زي دي، بس أنا بتعذب ومعنديش حل تاني، وبقى عندي نفور من الشخص ده، وإحساس خنقة مع الشعور إن فيه حِمل على كتافي كل ما أتكلم معاه برغم إني لسه بحبه، وكل ما بيحصل كده وأحس بكده بخاف وأقعد أقول "لا، إزاي؟! إنتي بتحبيه، لا ده جنان، مش في ثانية كرهتيه" وبدأت أراقب كل رد فعل مني على كل حاجة بيقولها، وكل ما أحس إن رد الفعل ده مش الطبيعي بتوتر وبعيط كتير جداً وبحس بخنقة مش طبيعية بتقتلني... دي كانت المرحلة الأولى، قعدت فيها شهر و12 يوم، والخنقة مستمرة من ناحية الشخص (بتقل وتزيد بس مش بتروح خالص) وبيبقى جوايا وقتها إحساسين متضادين واحد بيقول إني عندي نفور ومش طايقاه، وواحد بيقول "لا إزاي؟! إنتي اتجننتي، إنتي بتحبيه وهو ميستحقش منك كده.. وإلخ" لدرجة إني شكيت إن جالي فصام أو إن عليَّا جن، أفكار كلها غير منطقية وإحساس غير منطقي مسيطر عليَّا.
وبعد شهر و12 يوم بدأت في مرحلة أصعب، كنت بحتفل بعيد ميلاد صديقة ليَّا، وفجأة وأنا بركز في صورها حسيت بشعور غريب، سألت نفسي "إنتي بتحبيها؟" فجاوبت "آه طبيعي، دي أقرب صديقة ليَّا"، طب هل الحب ده حب صداقة؟ ولا ده شذوذ؟... ومن هنا بدأت في مرحلة أصعب بكتير، بقيت بدل ما بقاوم فكرة واحدة بقيت بقاوم فكرتين كارثيتين بالنسبالي، وبدأت أراقب ردود أفعالي لما أشوف الممثلات في الأفلام "طب هل ببص على جسمهم؟ هل ده طبيعي؟"، بسأل نفسي مليون سؤال، وبراقب كل كلمة بتطلع مني لدرجة إني بدأت أشك إني هتحول لراجل، وكل كلمة بقولها في حروف التأنيث بفكر فيها "طب هل أنا ينفع أقول أنا كويسة؟ ولا أقول أنا كويس؟"!.
ولما بقابل صديقاتي أو بقابلها هي بحاول أتحاشى إني أبصلها أو أسلم عليها بقول إني عيانة أو عندي برد عشان منسلمش على بعض، بقيت بخاف على اللي حواليَّا مني، مع طبعاً فكرة النفور من الشخص اللي هو يعتبر حب عمري كله، وهو اعتذر وندم وتبنا لربنا مع بعض وبنصلي ونعمل ما فوسعنا ليغفر لنا الله، وكلامنا بقا بحدود جداً جداً.
أنا رسالتي ملخبطة بس هو ده اللي جوايا... هل عند حضرتكم أي تفسير إن ليه بحس كده من ناحيته برغم محاولاته الكتير إنه يرجعني زي ما كنت من ناحيته (طبعاً من غير خطأ تاني)؟ وليه في وسط كل ده أحس بكده ناحية صاحبتي، وأحس إني شاذة أو هتحول جنسياً؟...
وآسفة على الإطالة،
وأرجو الرد في أقرب وقت.
5/11/2020
رد المستشار
صديقتي.
من ناحية صديقك الذي تقولين أنك تحبينه وتصارعين إحساسك بالنفور منه: لماذا تريدين أن تقنعي نفسك بأنك تحبينه أو لا تحبينه؟.... هنا يكمن الصراع... لا أدري إن كنت تعلمين حقيقة معنى الحب أم لا.... الحب له أربعة جوانب لا بد أن يمارسها كل شخص مع نفسه على حدة، ثم يمارسها بالتبادل مع الآخر، وفي نمو مستمر: المعرفة، الاهتمام، الاحترام، المسؤولية..... هذا يؤدي إلى الحميمية (ليست الجنس، ولكن صداقة عميقة في المقام الأول) والشغف والالتزام.
ما جربته أو اختبرته من ممارسات مع "حبيبك" والتي تشعرين بالذنب الكبير من جرائها هي ليست بالبشاعة التي تتخيلينها، هي في الحقيقة شيء منحرف وطريقة غير طبيعية للقاء الجنسي.... ما عليكما إلا الإقلاع عنها، ولقد فعلتما هذا... تعلمي من هذا ألَّا تفعلي ما لا تريدينه حقيقةً، إرادتك للشيء لابد وأن تتبع اقتناع بسبب رغبتك فيه، وليست مجرد نزوة أو اندفاع.
من ناحية أخرى، يجب أن تناقشي هذا الشخص في المسألة: ما الذي جعلكما تفعلان هذا؟ ما أهمية أن يكون مستثاراً؟ هل تجارينه لأنك تخافين من فقده؟ هل فعلاً سوف تفقدينه؟ لماذا تريدين الإبقاء عليه؟ (لا تقولي لأنك تحبينه فقط.... لماذا تحبينه؟).
أعتقد أن إحساسك بالذنب نحو ما فعلته مع حبيبك جعلك تريدين أن ترفضي العلاقة بالرجل لدرجة افتعال مشكلة أخرى هي الخوف من الشذوذ.... من الطبيعي أن تنظري إلى صورة صاحبتك وأن تعجبي بها وتحبيها، وحتى أن تري أنها مثيرة، ولكن هذا لا يعني أنك شاذة.
أنصحك بمراجعة معالج نفساني لمناقشة هذه الأمور.
وفقك الله وإيانا لما فيه الخير والصواب.
ويتبع >>>> : أحبه لا لا أحبه أنا أحبها ! م