عائلة حائرة
أهلي، السلام عليكم؛
مشكلتي من الممكن تعتبروها تافهة وبسيطة ولكنها تؤثر بي تأثير شديد
أنا من عائلة مستواها المادي متوسط و لكن أهلي لم يحرموني من أي شيء أتمناه في الحياة إلا الوفاق بينهما، فوالداي تزوجا في سن صغيرة بعد محبة وود حيث أنهما أبناء عم، وحصل الزواج بالرغم من رفض الكثيرين، وتحذيرهم لأمي من تصرفات والديح،يث انه ليس بالرجل المستقيم .
و كانت تصرفاته واضحة حتى في بداية حياتهما معا وبعد سنة أتيت إلى الحياة وحصل الانفصال بينهما ولكن ليست إلا بالشهور القليلة حتى عادت أمي إلى المنزل وأنا كنت معها، أنجبت أمي بعدها أخواتي على مر الـ 10 سنوات وكانت تتحمل مساوئ أبي وتصرفاته الصبيانية كبرت وأصبحت صديقة أمي وقريبة إليها إلى أقصى الحدود.
وشيئا فشيئا اكتشفت ما سبب لي صدمة في بادئ الأمر فقد استمعت إلى مكالمة يتحدث بها أبي إلى فتاة من جنسية مختلفة، نعم كنت أرى تهجمات أبي على أمي بالضرب والسب ولكن المكالمة كانت شيئا آخر.
وطوال هذه السنين كانت أمي تذكر مساوئ أبي وتذكرني بها على مر السنين وكانت لا تذكر أي محاسن عنه حتى بدأت أكرهه، كبرت أختي والتي هي المفضلة لدى أبي وبدأت أمي بذكر مساوئ أبي أمامها وكلما ذكر أحد أخوتي أبي وعبر عن اشتياقه له حيث أن أبي كثير السفر، ألاحظ نظرات أمي الغيورة وتعليقاتها الساخرة، وقد تغير أبي في السنة الأخيرة حيث انه اصبح يتقرب أكثر لربه ولأبنائه ولكنه فقد الأمل بي فأنا لا أستطيع أن أكون ابنته المحبة حتى وإن وضعت مساوئه السابقة جانبا وسامحته على ما فات.
لا أستطيع أن أكون ابنته أو أن أتحمل منه أي كلمة أو أمر أو مشاعر بعد مرور 19 عاما خالية تماما من دور الأب!! فقد كنت اخجل من الجلوس معه وأنا صغيرة وكأنه رجل غريب، و هاهو يحاول التقرب من أمي ومبادلة الأحاديث اليومية بلطف فترد هي بأسلوب لا أستطيع وصفه حيث أني استغرب برود أعصاب أبي أمام ردها، نعم هي جرحت منه وتألمت كثيرا ولكن هل يجب معاملته بهذا الشكل أمام أبنائها ؟،
ولا أنسى تذكيري في كل مرة يذكر فيها الطلاق ردها بأن عودتها لأبي كان من أجلي ومن أجل أن أتربى بينهما ولكن للأسف هذا الكلام ناقص فقد كانت تحبه حبا أعمى ولم تكرهه إلا بالسنوات الأخيرة.
وطبعا هذا الشيء كان يعذبني فعندما أرى أمي تتألم بسببي كنت أبكي إلى أن بدأت أفهم كل شيء كانت غلطتها من البداية ولم أكن أنا السبب في عودتها بعد طلاقها الأول، أما الآن أمي تنقلب رأسا على عقب أثناء تواجد أبي في البيت وتصيبها عصبية شديدة وتكون غالبا خارج المنزل بوجوده حيث أن وجوده لا يتعدى الأسبوع على الأكثر ثم يأتي موعد رحلته الأخرى وتأمرني بالجلوس معه ومبادلته الأحاديث وعندما أرفض ذلك تصرخ على وتبدأ بلومي وتأنيبي وتذكيري بأنه والدي!!!!!!!!!!!!!
*فتساءل وماذا كان كلامك عنه طوال تلك السنين؟ أحيانا أفكر بأن أمي مزدوجة الشخصية! وليس رأيي مستندا على قضية أبي فحسب بل إن غيرتها القاتلة علي قد أدت إلى فقدي صديقات كثيرات فقد كانت تنتقد كل فتاة أتعرف عليها وتظل تنتقدها وأكاد لا أحمل سماعة التليفون إلا تبدأ بالصراخ وتأمرني بإقفاله! إلى أن فقدتهن جميعا وأصبحت صداقاتي عابرة تنتهي بمجرد انتهاء السنة الدراسية.
والآن تلومني وتنعتني بالمنعزلة وغير الاجتماعية مع ملاحظة أني كنت معروفة في كل المدرسة والآن نكرة!!!! دأت بعلاقات جديدة مع دخولي الجامعة وبدأت هي بمحاولاتها السابقة ولكني كنت أضعها عند حدها فأصبحت تعيد علي محاضرة رفيقات السوء كلما هاتفت إحداهن وقد تشاجرت معها اكثر من مرة، ولا ننسى أنها تظهرني بصورة الفتاة الغير مهتمة بأمها أمام أقاربها و أنا عكس ذلك تماما وفي المنزل دائما ما تخبر اخوتي أنني الفتاة المثالية وان يا ليت كل الأبناء مثلي!!!!!!!!
والآن بعد هذا كله لا ادري إن كانت مشكلتي الحقيقية هي مشاكل والداي أم هي أمي؟!!
05/09/2003
رد المستشار
الابنة الحائرة: شكرا على ثقتك، ومشكلتك ليست تافهة، جميع تصرفاتكم مفهومة، ولا غموض فيها، والأمر يحتاج منك إلى تفهم وإيجابية وصبر. والدتك أحبت والدك حبا جما أعمى كما أسميت أنت، وتجاوزت عن رفض الأهل، وتزوجته ثم طلقت وعادت من أجل حبها له، ومن أجلك أنت أيضا، ولكنها تعرضت لضغوط وإهانات وتصرفات أبيك الصبيانية في الماضي، وتحملت هذا كله من أجل حبها للولد، ومن أجلكم، وهي الآن في أوان الحصاد تنظر حولها فتجدكم تشتاقون للوالد، وقد تلجأ إلى انتقاد الوالد أمامكم لتلفت أنظاركم أكثر إلى تضحياتها، ويبدو أنكم غافلون، ولا تدرون أين الخطأ في تعاملكم معها!!!
والدك لم يكن مستقيما كما قيل عنه، فكان يحادث النساء، ويسافر به، ولكنه _هداه الله_ طوى صفحة هذا الماضي، وأقبل يحاول إصلاح ما أفسده سابقا، ويعلم بحكمته أن الأمر سيستغرق جهدا ووقتا، وهو يصبر على أمكم وردودها لأنه يحبها، ولأنه أخطأ كثيرا في حقها، وصبرت عليه، وليست العلاقة بين الزوج والزوجة قائمة علىّ "الندية"فيرد عليها الكلمة الجافة بعشرة، ولكن العلاقة لها أسرارها وتضاريسها المعقدة،
وهناك الكثير مما لا ولن يظهر أمامكم، أما أنت ففتاة سمعت نقد والدها، ولم تأخذ فرصة في التعرف عليه والأنس به لتصرفاته وأسفاره، ولكنه والدك وحائرة مترددة بشأن تصرفات أمك تجاه والدك وتجاهك في أم.الصداقة مع زميلاتك وغير ذلك، فما هو العمل؟!
*أعتقد أنك بحاجة لحسم حدود دورك وإمكانياتك، وبالتالي خطة عملك في المرحلة القادمة، ليست مسئولةما جرى بين والدك ووالدتك سلباً و إيجاباً، ولكنك مسئولة اليوم عن علاقتك بكل واحد منهما، وعن علاقتهما ببعض هما بقدر أقل.
تحتاجين على تدريب نفسك وأخوتك على حب الوالدة وتقديرها واحترامها، وعدم اعتبار ما تقوم به من رعاية لكما، وما فعلته في الماضي بوصفه شيا عاديا تقوم به كل أم تجاه أبناءها لأنه بالفعل لم يكن عادياً،
وينبغي الاستمرار في التعبير عن الوفاء والامتنان وشكر الجميل، وهذا من شيم الكرام، والبر بالوالدة هكذا يكون في حالتكم. وبالنسبة لك فينبغي أن تتفهمي دوافعها وراء كل تصرف، وما يبدو متناقضا لك أحيانا إنما يعكس حيرتها هي أيضا بين الماضي والحاضر، بينكم وأبيكم وبين أن تنجحي وتبري والدك، وغيرتها أحيانا من هذا النجاح، ورغبتها في استخدامك وأخوتك أداة في عقاب والدك على ماضيه معها، ولا تفيد مواجهتها بهذه المعاني لأن أغلبها يتم دون وعي منها، ومطلوب منك أن تتماسكي وتقللي من توترك وترددك في التواصل مع الصديقات، والبر بوالدتك ومعاونتها في المنزل، أو تجاوبك مع محاولات أبيك للتقرب منكم، وتستطيعين ببعض الحكمة والدبلوماسية أن تديري علاقتك بهما، وأن تديري فريق العمل – أقصد أخوتك– فأنت ذكية وحساسة، ولا ينقصك شيا لتنجحي في هذه المهام جميعاً،
*ويضيف الدكتور وائل أبو هندي: وأنصحك أيتها الأخت السائلة بقراءة إجابة سابقة على صفحة استشارت مجانين بعنوان:
أبي خائن أصبحت أكرهه
وفي النهاية أرجو أن تقرئي ردي عليك عدة مرات، وأن لا تشعري بالحرج من أي استفسار أو سؤال جديد، وتابعينا بأخبارك.