وسواس النجاسة الأمر بسيط !! كيف ؟؟ م
وسواس التدين: مزيد من التساؤلات
السلام عليكم... زيادةً على مسألة البقاء على توبة تواجهني صعوبات في التعامل مع المجتمع، فالغيبة صارت من عموم البلوى، ولا يكاد حديث يخلو منها، وذم شخص ما في غيابه والانتقاص منه هذا شيء واضح، لكن هناك حالات محيرة:
فمثلًا: لو حكى أحد أقاربي (وهو متدين) مشكلة حصلت له في صغره مع أبيه بسبب الأستاذ، وكان في سرد القصة انتقاد للأستاذ، هل هكذا تكون غيبة؟
ومثلًا: يقول رجل كبير من معارفنا حول رجل آخر لم يره منذ زمن (لقد تداعى) بمعنى شاخ وكبر وضغف بدنه، ويحصل الضحك في المجلس، هل هكذا تكون غيبة؟ أم أننا نضحك على أسلوب تعبيره؟
مثال آخر (انتقاد تصرف للآخرين): يقول أبي أن الرجل الفلاني لم يأتي وهذا عيب، كيف لا يحضر ويترك عائلة أخيه لوحدها؟!
مثال رابع: لما يغضب أبي ويشتكي ويقول "لماذا الرجل الفلاني فعل لي كذا وكذا؟"، ويشتكي مما حصل له معه اليوم، هل كل هذه الحالات تعتبر غيبة؟
وبالنسبة للمزاح: عندما أقول لأخي أثناء الضحك (لدينا أقارب في تركيا) والأسلوب واضح أنه مجرد مزاح، هل يعتبر هذا كذبًا؟
أنا أعتقد أن هذه مجرد كناية مثل أن أقول لأخي "أنت ممتاز في الكمبيوتر" بتهكم، ويكون المعنى أنه سيء في ذلك الأمر... أنا أعتقد أن الكذب في المزاح هو سرد قصة من وحي الخيا ، كأن أقول "صديقي سقط في السلالم وتمزق لباسه" وأضحك.
أيضًا بالنسبة للمتبرجات: ورغم شيوعهن في المجتمع إلا أنه لحد الآن لا توجد أي فتوى تجيز النظر (المحترم) في الواقع بدون حاجة (الحاجة هي تعامل في أمر معين أو أستاذة تدرسك.. إلخ)، يعني إذا نظرت إلى زميلة معنا في قاعة الحصص فهذا ذنب، وإذا دخلت زميلة متأخرة ونظرت إليها فهذا ذنب لأنه ليس هناك ضرورة، لذلك فالجامعة حدِّث ولا حرج... وأنا سألت دار الإفتاء المصرية عن النظر (المحترم) في الواقع، وهل يمكنني النظر للرأس والوجه فقط، فكان الرد أنه "لا أحد من فقهاء الأمة أجاز النظر لغير الوجه والكفين دون حاجة، وأنه ج بأن المظهر صار عاديًّا في المجتمع".
صدق الدكتور وليد العمري _فكَّ الله أسره_ حين قال: "عصرنا هذا هو الأكثر تشدُّدًا، أنا لا أتكلم عن الناس الذين لا يبالون بضوابط الدين، أنا أتكلم حول أنك لما تسأل شيخ يقول لك قال الشيخ الفلاني!... لاتقل لي قال الشيخ فلان، قل لي أنت ماذا تقول!"...
مع العلم أنني فيما يخص التلفزيون والنت وكل ما يتعلق بالتكنولوجيا آخذ بفتاوى الأزهريين وغيرهم الذين يجيزون كل ما هو محتشم بدون شهوة وفتنة طبعًا.
أرجو التوجيه، وبارك الله فيكم.
20/12/2020
وأضاف في رسالة منفصلة يقول:
وسواس التدين: إضافة بسيطة
أيضًا أضيف نقطة من فضلكم... أنا أعرف أشخاص توفوا _رحمهم الله_، جار خالي _رحمه الله_ توفي وهو ذاهب لزياة مريض في المستشفى، وخالي _رحمه الله_ تُوفِّي وهو يتشهد بيده، وجارنا شيخ كبير توفي وهو مطمئن ويطمئن زوجته وبناته ويمنعهم من الصراخ، وجدتي _رحمها الله_ توفيت وظهرت عليها علامات حسن الخاتمة، وكلهم لم يكونوا بالتقوى المثالية التي يتطلبها التدين الحقيقي المثالي أو بمستوى ديني مثل مستوى الصحابة _رضي الله عنهم_، يعني كل ما نقول فيهم أنهم ناس صالحين قدر الإمكان (لهم ما لهم، وعليهم ما عليهم) ولا نُزكِّي على الله أحدًا.
لذلك أحتار لماذا يذهب بعض الشيوخ إلى كلام مثل "بادر بالتوبة حتى لا تموت على معصية" أو "قد يحال بينك وبين التوبة"!... معقول أن إنسان صالح قدر الإمكان ينتظر الله منه الهفوة ليأخذه على معصية؟!... وممكن بسبب التفكير الوسواسي وغياب الراحة النفسية صرت أتحسس من هذا الكلام، لأنني كنت متدينًا من قبل وراضيًا عن نفسي ومرتاح بالتدين.
وعذرًا على الإطالة في هذه الاستشارة الثانية، فقط أردت أن أوضح أغلب الأفكار التي تدور في رأسي حول وسواس التدين... وأكرر سؤالي: هل تنصحوني بالطبيب النفسي أم لا لأنني بدأت أفكر في الموضوع جديًّا؟... وبارك الله فيكم.
20/12/2020
وأضاف بعد 19 يوما يقول:
وسواس التدين، إضافة بسيطة
R03;
السلام عليكم، دكتورة رفيف الصباغ من فضلك، كنت أرسلت هذه الإضافات للرسالة السابقة ولكن لم تظهر !
زيادة على مسألة البقاء على توبة تواجهني صعوبات في التعامل مع المجتمع، الغيبة صارت من عموم البلوى ولا يكاد حديث يخلو منها، وذم شخص ما في غيابه والانتقاص منه هذا شيء واضح، لكن هناك حالات محيرة :
فمثلا : لو حكى أحد أقاربي (وهو متدين) مشكلة حصلت له في صغره مع أبيه بسبب الأستاذ وكان في سرد القصة انتقاد للأستاذ، هكذا تكون غيبة ؟
ومثلا : يقول رجل كبير من معارفنا حول رجل آخر لم يره منذ زمن (لقد تداعى) بمعنى شاخ وكبر وضغف بدنه ويحصل الضحك في المجلس، هكذا غيبة ؟ أم أننا نضحك على أسلوب تعبيره !
مثال آخر (انتقاد تصرف للآخرين) : يقول أبي أن الرجل الفلاني لم يأتي وهذا عيب ! كيف لا يحضر ويترك عائلة أخيه لوحدها !
مثال رابع : لما يغضب أبي ويشتكي ويقول لماذا الرجل الفلاني فعل لي كذا وكذا (ويشتكي مما حصل له معه اليوم) !
هل كل هذه الحالات تعتبر غيبة ؟ أم أن النية تلعب دورا ؟
وبالنسبة للمزاح، عندما أقول لأخي أثناء الضحك (لدينا أقارب في تركيا) والأسلوب واضح أنه مجرد مزاح، هل يعتبر هذا كذبا ؟ أعتقد أن هذه مجرد كناية مثل أن أقول لأخي (أنت ممتاز في الكمبيوتر) بتهكم ويكون المعنى أنه سيء في ذلك الأمر، أنا أعتقد أن الكذب في المزاح هو سرد قصة من وحي الخيال، كأن أقول (صديقي سقط في السلالم وتمزق لباسه) وأضحك !
أيضا بالنسبة للمتبرجات ورغم شيوعهن في المجتمع إلا أنه لحد الآن لا توجد أي فتوى تجيز النظر (المحترم) في الواقع بدون حاجة (الحاجة هي تعامل في أمر معين أو أستاذة تدرسك إلخ)... يعني إذا نظرت إلى زميلة معنا في قاعة الحصص فهذا ذنب، وإذا دخلت زميلة متأخرة ونظرت إليها فهذا ذنب، لأنه ليس هناك ضرورة، لذلك فالجامعة حدث ولا حرج !
وأنا سألت دار الإفتاء المصرية عن النظر (المحترم) في الواقع وهل يمكنني النظر للرأس والوجه فقط، فكان الرد أنه لا أحد من فقهاء الأمة أجاز النظر لغير الوجه والكفين دون حاجة وأنه لا يجوز التحجج بأن المظهر صار عادي في المجتمع !
صدق الدكتور وليد العمري (فك الله أسره) حين قال: "عصرنا هذا هو الأكثر تشددا، أنا لا أتكلم عن الناس الذين لا يبالون بضوابط الدين، أنا أتكلم حول أنك لما تسأل شيخ يقول لك قال الشيخ الفلاني ! لا تقل لي قال الشيخ فلان قل لي أنت ماذا تقول!" (مع العلم أنني فيما يخص التلفزيون والنت وكل ما يتعلق بالتكنولوجيا آخذ بفتاوى الأزهريين وغيرهم الذين يجيزون كل مافيه أدب واحتشام في المظهر بدون شهوة وفتنة طبعا)
وعموما أنا أفكر أن أترك بصري عاديا، المهم أن لا أنظر نظرا فاحصا (يعني كأنها محجبة)، وآخذ بالقول الذي يقول أن الصغائر لاتحتاج إلى توبة وأتق الله ما استطعت وأترك ما أقع فيه للحسنات الماحيات وانتهى الأمر (على الأقل حتى أشفى من الوسواس) لأن التفكير الوسواسي وجد ضالته في التدين وسيستمر أكثر مادمت أعطيه أهمية
ومن تجربتي لاحظت أن مشكلة الموسوسين هي عدم القدرة على التجاهل وأيضا عدم القدرة على إيجاد فكرة مطمئنة لأنفسهم، دائما يتوقعون الأسوأ ! الناس العاديون لديهم تجاهل بدرجات متفاوتة، هناك من لديه حد أدنى من التجاهل وهناك من يصل لدرجة تجاهل مسؤولياته وواجباته الدينية والدنيوية تماما ! وتجده يقول لك (ماذا بي أنا أفضل من غيري!)
أيضا أضيف نقطة، أنا أعرف أشخاصا توفوا رحمهم الله مثلا جار خالي رحمه الله توفي وهو ذاهب لزياة مريض في المستشفى، وخالي رحمه الله توفي وهو يتشهد بيده، وجارنا شيخ كبير توفي وهو مطمئن ويطمئن زوجته وبناته ويمنعهم من الصراخ، وجدتي رحمها الله توفيت وظهرت عليها علامات حسن الخاتمة.
وكلهم لم يكونوا بالتقوى المثالية التي يتطلبها التدين الحقيقي المثالي أو بمستوى ديني مثل مستوى الصحابة رضي الله عنهم، يعني كل ما نقول فيهم أنهم ناس صالحين قدر الإمكان (لهم ما لهم وعليهم ما عليهم) ولانزكي على الله أحدا لذلك أحتار لماذا يذهب بعض الشيوخ إلى كلام مثل (بادر بالتوبة حتى لا تموت على معصية) أو (قد يحال بينك وبين التوبة) ! معقول أن إنسانا صالحا قدر الإمكان يأخذه الله على معصية !
وممكن بسبب الوساوس السابقة وغياب الراحة النفسية صرت أتحسس من هذا الكلام، لأنني كنت متدين من قبل وراضي على نفسي ومرتاح بالتدين ومحسن الظن بالله
وعذرا على الإطالة في هذه الإستشارة الثانية، فقط أردت أن أوضح أغلب الأفكار التي تدور في رأسي حول وسواس التدين
أرجو التوجيه وبارك الله فيكم
8/1/2021
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته يا "محمد"، وأهلًا بك مرة أخرى على موقعك "مجانين"
من الآخر: نعم عليك الذهاب إلى الطبيب، ومصاحبة البسطاء الذين لا يوجعون رؤوسهم بكثرة التفكير والتدقيق! التفكير أمر جيد، لكن إن كان بطريقة سليمة، أما التفكير المثالي المعقد فهو خطر على صاحبه، يخرب الدماغ كما تخرب الآلات عندما تستخدمها بطريقة خاطئة!
ومع هذا سأجيبك على مفرزات تفكيرك وتدقيقك.....
أما أسئلتك عن الغيبة، فذكر الظلم الذي تعرض له الإنسان، وذكر ما قصر به الناس في أداء حقه، لا يعتبر من الغيبة، قال تعالى: ((لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا))[النساء:148]. ذكر القرطبي في تفسيرها: (عن مجاهد، قال: نزلت هذه الآية "لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم" في الرجل يمر بالرجل فلا يضيفه فرخص له أن يقول فيه: إنه لم يحسن ضيافته). المقصود طبعًا ضيافة المسافرين واستقبالهم والقيام بشؤونهم، وليس ما نقدمه للزائرين هذه الأيام.
وهذا الحكم ينطبق على المثالين الثالث والرابع اللذين ذكرتهما، أما الأول فحسب الانتقاد، إن كان لسوء تصرف الأستاذ وظلمه فهو كذلك....، بقي المثال الثاني: والحكم فيه أنه إن كان في التعبير ما يسوء الرجل الموصوف ويحزنه، فهي غيبة، أما إذا كان تعبيرًا مقبولًا عرفًا بين الناس فهو ليس بغيبة.
ما سألت عنه بالنسبة للمزاح والكذب، فإن الكنايات، التي يفهم المقصود الحقيقي منها، والمبالغات الشعرية وغيرها، هذه لا تعد من الكذب.
نأتي لمشكلتك في النظر وغض البصر: يا أخي أنت لا تحتاج إلى فتوى تجيز النظر!! عندك نص نبوي شريف، قال صلى الله عليه وسلم: ((يَا عَلِيُّ لَا تُتْبِعِ النَّظْرَةَ النَّظْرَةَ فَإِنَّ لَكَ الأُولَى وَلَيْسَتْ لَكَ الآخِرَةُ)) رواه أبو داود والترمذي
هذا هو النص والقانون الذي يحكم العلاقة بين الرجال والنساء إلى أن تقوم الساعة، ومنه أخذ فقهاء الأمّة الحكم، ونقلت لك دار الإفتاء أقوالهم، من باب الأمانة العلمية، وردًا للأمر إلى من هو أعلم
لك النظرة الأولى التي يقع عليها بصرك بدون قصد ولا تأمل....، دخلت الطالبة، رأيتها.... لماذا تكرر النظر وتبقي عينك عليها؟ ما هو الغرض من هذا؟ ما لك ولها؟
المعلمة المتبرجة لا داعي لتثبيت النظر فيها! هل أنت تريد أن تتعلم أم أن ترسمها؟ إن كتبتْ شيئًا على اللوح فنظرك مثبت على اللوح، ولست مؤاخذًا على ما تقع عليه عينك قسرًا من يدها أو شعرها، هي الآثمة....
ما حولك من المتبرجات، سترى شئت أم أبيت هيكل امرأة متبرجة، وقد تقع عينك على بعض من تفاصيلها.....، اصرف بصرك! ما المشكلة في الموضوع؟!!
ولا يوجد شيء اسمه نظر محترم! يوجد نظرة عابرة لا يمكن للإنسان أن يتجنبها ذكرًا كان أم أنثى، ويوجد تكرار وتأمل.... الأولى لا إثم فيها حتى لو كان المنظور عاريًا، والثانية فيها إثم حتى لو كان المنظور لا يبدي سوى وجهه، بل سوى عينيه!
تغيّر الزمان في هذه المسألة لا يؤثر، فخصائص الجنسين هي هي، منذ خلق الله تعالى سيدنا آدم إلى قيام الساعة.... والحكم يتناولهما معًا. وهل تظن أنه يجوز للمرأة أن تديم النظر إلى وجه الرجل وتنظر إليه نظرًا "محترمًا"؟ جواز كشف الرجل لرأسه شيء، وجواز نظرها إليه شيء آخر. أليست هي الأخرى منذ عهد النبوة مبتلاة برجال في الشارع ومعلمين وعليها غض البصر؟؟ أنتم الرجال ابتليتم بهذا في القرن الأخير، وهي ابتليت به منذ خمسة عشر قرنًا!! فلماذا التأفف والضجر؟!!
ثم الغريب والعجيب، هو قلب الموازين في هذه الأيام!! من واجب الشيخ الذي تسأله أن يرد القول إلى من هو أعلم منه، وأن ينقل الحكم لك بأمانة، كما فهمه المجتهدون....
فهذه الأيام لا يوجد من بلغ مرتبة الاجتهاد المطلق ليقول لك رأيه في كل شيء!! هناك من بلغ مرتبة الاجتهاد ضمن مذهب من المذاهب، أو ضمن مسألة معينة اختص فيها، وهناك مجامع فقهية يتناقش فيها العلماء ويبحثون، ليصلوا إلى حكم أمر استجد.... أما أن تسأل من درس العلوم الشرعية ثم تطلب منه رأيه هو في مسألة ليس أهلًا للاجتهاد فيها!! ما لي ولقوله ولرأيه؟!!! أريد أن أعرف ديني كما أنزله الله تعالى، وكما فهمه الصحابة والتابعون والعلماء الجهابذة من بعدهم... أما أن يأتي شخص ما (أيًا كان اختصاصه)، فيذكر رأيه ونتائج تفكيره وتأملاته، فهذا ليس بدين، وهذا ليس الطريق إلى معرفة الحكم...، وما أكثر الناس الذين يقولون بتعالُمٍ وتفاخر: (أنا برأيي...) وتكون نتيجةَ رأيِه أن علماء الأمة لا يفهمون، فهم عاشوا في عصور مختلفة....
ايتونا بعالم مجتهد، وسنترك مَن قبله ونتبعه، فهو أعلم بوقائع العصر....، لكن إن لم يكن موجودًا ماذا نفعل؟ هل ننتظر الوحي من السماء؟!!
وأما كلامك الأخير عن المبادرة بالتوبة، فذكرني بطرفة قديمة....، "باحث أحضر ضفدعة، وقطع يدها ثم نقر على الطاولة فقفزت، ثم قطع يدها الثانية ونقر على الطاولة فقفزت، ثم قطع رجلها ونقر على الطاولة فقفزت، ثم قطع رجلها الثانية ونقر على الطاولة فلم تقفز! فكتب في خلاصة بحثه: (إن الضفادع تسمع من قوائمها)!!
هذه تمامًا طريقة فهمك لـ (بادر إلى التوبة قبل أن يُحال بينك وبينها) بأن الله (ينتظر هفوة العبد حتى يقبضه عليها)!!!!!
أرأيت لو أن متجرًا وضع إعلانًا عن تخفيضات كبيرة، وقال: (بادر بالشراء قبل فوات الفرصة، مدة التخفيضات محدودة)، هل هذا يعني أن التاجر ينتظرك إلى أن تصل إلى باب المتجر فيغلقه في وجهك ويقول لك: انتهت التخفيضات؟!!!
أنت تفهم الدين بشكل غير صحيح، لهذا تجده ثقيلًا. إن الله تعالى لا يريدك مثاليًا، ولم يخلقك لتكون مثاليًا، خلقك ضعيفًا تذنب فتتوب، ثم تذنب فتتوب....، عالم المثاليات دعه للملائكة، أما نحن فخلق آخر. وكلامك عن أقاربك ومعارفك الذين أكرمهم الله بحسن الخاتمة رغم أنهم ليسوا كالحسن البصري، ولا الجنيد، ولا أبي حنيفة ومالك.....، كلامك هذا أكبر دليل على أن الله سبحانه لا يريد منا أن نكون مثاليين وأولياء حتى يكرمنا بالمغفرة وحسن الخاتمة، والقبول ودخول الجنة.....، يكفي أن نكون بشرًا، نعزم في أنفسنا على الطاعة ما استطعنا، فإن أخطأنا (وهذا لا مفر منه) ندمنا فورًا، والله يقبلنا، فقد وضع قانون البشر على هذا النحو، يخطؤون فيندمون ويتوبون فيغفر لهم.
الدين الذي في ذهنك ثقيل متعب، لكن دين الله جميل خفيف التطبيق.....، وتذكر قوله صلى الله عليه وسلم: (هلك المُتَنَطِّعون) قالها ثلاثًا. والحديث صحيح رواه مسلم وغيره. والمتنطعون هم المبالغون في الأمور، والمتعمقون المتكلفون في البحث عن الأشياء، والخائضون فيما لا تبلغه عقولهم.
ما لك ولكل هذا التفكير والتعقيد والتدقيق؟! وبعد أن كاد التنطع يهلكك، كل الذي وصلت إليه: (أن الضفدعة تسمع من قوائمها)!!!
أعد ترتيب أفكارك وسلوكك بهدوء، على أسس شرعية، وتربوية ونفسية صحيحة، ولا تكثر من سماع قصص الوعاظ، التي تكثر فيها المبالغات بقصد الترغيب والترهيب، ويكثر فيها ذكر حالات استثنائية من الناس، ولو لم يكونوا استثنائيين، لما وصلتك سيرتهم من بين مليارات من الناس.....، وطبعًا ليسوا هم فقط من سيدخل الجنة، وليسوا هم فقط الصالحون.....
أعانك الله وصرف عنك الهم والحيرة
ويتبع >>>>>>>: وسواس النجاسة الأمر بسيط !! كيف ؟؟ م2