الضائعة: ترقيعٌ أمِ صراحة؟؟
السلام عليكم ورحمة الله؛
اسمحوا لي بالمشاركة معكم في هذا الموضوع... في الواقع أنا حائرة.. أنا أدرك جيدا أهمية غشاء البكارة بالنسبة لكل فتاة وأنها يجب أن تحافظ على نفسها الخ.. وأعلم جيدا أن ديننا دين حق وأن الله عادل في كل شيء... وكما أن الفتاة يجب أن تحافظ على نفسها كذلك الشاب يجب أن يحافظ على نفسه.. ولكن وجود الغشاء يجعل الكثير من الفتيات يحرصن أشد الحرص على أنفسهن..
ما أريد قوله هو أنه كما أحافظ على نفسي "كفتاة" أيضا الشاب يجب أن يحافظ على نفسه.. بمعنى أن الشاب يجب أيضا أن يلتزم بأوامر الله وعدم العبث مع الفتيات.. وبكل صراحة أريد أن أعرف كيف يمكن مثلا للفتاة عندما تتزوج أن تكتشف أن زوجها كان ملتزما بأمر الله؟؟؟!!..
يعني الفتاة لو مثلا لم تحفظ نفسها فإن ذلك يكتشف بسبب الغشاء.. ولكن الرجل لا.. وهذا للأسف يجعل الكثير من الشباب يعبثون ويلهون وبعد كل ذلك يتزوجون!! والحقيقة أن الكثير يقولون "أنا شاب وحر بتصرفاتي" والمجتمع ينظر للشاب بهذا المنظار مع أن الشرع لم يفرق بين الاثنين..
وأنا أرفض نظرة المجتمع غير العادلة، وكما أنني أحافظ على نفسي أتوقع أيضا من زوج المستقبل أن يكون مثلي.. أرجو أنني أكون قد أوضحت وجهة نظري وإذا كان أحد من المستشارين الكرام يعرف إجابة على تساؤلي فإنه من دواعي سروري أن أقرؤه.
وبالنسبة لصاحبة المشكلة فأنا أقول لها إنه لا داعي للخوف أبدا لأنه الكثير من الفتيات يفعلن المحرمات ويعملن ترقيع ولكن أيضا للترقيع عيوب كثيرة وقد قرأت عن هذا الموضوع والزوج يستطيع أيضا أن يكتشف إن كان الغشاء مرقع أم لا..
ولهذا لا أنصحك بتاتا بالترقيع بل بالمصارحة.. وأنت اتقيت الله وطاهرة ولم يمسك أحد فلا داعي للخوف.. فأنت تحافظين على نفسك أولا وأخيرا من أجل الله وليس من أجل أي أحد آخر.. والله يعلم أنك طاهرة فإذن إن شاء الله سييسر لك الطريق وإن شاء الله يكون لك زوجا صالحا تقيا مثلك..
وبالتوفيق إن شاء الله
26/12/2004
وبعثت الأخت سالمة من مصر بمشاركتها في نفس المشكلة تقول:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛ أختي العزيزة أرجوك عليك بالعملية.
أنا أعتذر للدكتورة ولكن هذا شيء خطير أختي أيا كان الرجل لن يتفهم ولن يصدقك وحتى ولو فرضنا أنه صدقك والموضوع تم وتزوجت صدقيني هيجي وقت ويذلك فيه باللي حصل وإنه إزاى رغم اللي قلت له مفضحكيش وإتجوزك وهيبينلك إنه قد إيه كان كريم معاك ده في أحسن الظروف لا يا أختي رأيي تعملي العملية فالله يعلم إنك عفيفة وطاهرة أما الناس ملهاش إلا الظاهر صدقيني أرجوك ويا ريت تطمنينى عليك في حفظ الله
وبعث الأخ وليد من مصر أيضاً بمشاركته في نفس المشكلة يقول:
للأخت صاحبة المشكلة، المشكلة ليست في بكارة الجسد بل هي في بكارة الفكر، وفي عصر تتفنن في ثلة ليست بقليلة من النساء في خداع أزاوجهن أو من يكونوا أزواجهن مستقبلا عن طريق ادعاء العفاف الجسدي بنظرات الكسوف وبأدب الحوار ثم يتكشف زيف ادعائهن بعد فترة تطول أو تقصر لتضاف حكاية جديدة لقاعدة البيانات في عقول الشباب والخاصة بتلك الكارثة
ويزداد اللغط في هذا الموضوع ليصل البعض من الشباب لقناعة أكيدة بأنه لا توجد فتاه عفيفة وإن كانت عفيفة فهذا لأنها غير جميلة أو لأن الله حفظها من الفتنة برحمته ولكن لو أتيحت لهن الفرصة أو تعرضن للاختبار في ذلك الأمر لوقعن بسهولة شريطة أن يكون الصياد ماهرا (يعني دخل مزاج الضحية وعجبها).
وللشباب عذره في ذلك فتلك القصص تلوكها الألسن يوميا في كل مكان وأكثر تلك القصص آثاره هي قصص الفتيات مدعيات الالتزام شكلا بارتداء الزي الإسلامي أو لأن الأسرة تشتهر بالالتزام مما يجبر الفتاه على اتخاذ مظهر الالتزام أمام الجميع إلا مع من ترغب وتريد، وهذا شيء يصعب اكتشافه بالنسبة للشباب الصايع فما بالكم بالشباب الملتزم قليل الخبرة في أمور النساء للقارئ أن يتصور حجم المشكلة فجميع الشباب ملتزم وغير ملتزم يتمنى الحصول على الفتيات البكارى في مشاعرهم وأفكارهم قبل أن يكن بكارى في أجسادهن مع الفرق في أن الشاب الملتزم يكثر من التضرع لله والدعاء بطلب الزوجة الصالحة من الله عز وجل.
ومن ثم أختي في الله عليك بالدعاء بأن يرزقك الله زوجا ملتزما متفهما وعليك ألا تخدعيه وإن فعلت فلا تلامين فشيطان الشك لن يترك شابا ملتزما أو غير ملتزم دون التلاعب بأفكاره وله عذره في وسط مجتمع يرفض الرذائل شكلا ويفعلها سرا وبخاصة مجتمع النساء اللائي يعلمن خطورة الخيانة وسوء عاقبتها مما يدفعهن للتفنن في إخفاء الأمر وإحاطته بالسرية اللازمة.
وختاما ندعو الله جميعا بالهداية للشباب والشابات المسلمات، وعليك أختاه معالجة الموضوع بحكمة ومصارحة من تثقين به من الأهل ليساعدك في تجاوز الأزمة
ولا تنسي الدعاء بأن يرزقك الله الزوج الصالح.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
26/12/2004
رد المستشار
أعتقد أننا قلنا ما يكفي وزيادة في مسألة الغشاء سواء هنا على مجانين أو في إسلام أون لاين، ونرجو الاطلاع على كل الإجابات ففيها ما يغني عن الاستطراد وكما أن وجود الغشاء أو عدمه لا يعني عفة أو غيرها، فإن "التأكد" من استقامة الشاب لا تكون بدليل مادي، ولكن بالتحري عن سيرته بين الناس وسمعته، كذلك اختبار لياقته وحسن تصرفه وعقله مع إيمانه الذي يظهر في تصرفاته وتعاملاته، ولا أدري كيف غابت عنا نحن العرب علوم الفراسة ومعرفة الرجال؟! ونحن من أهم الأمم التي لها في ذلك باع كبير، ولكن يبدو أننا انقطعنا عن هذه الخبرة أيضا!!!
وأطرح اليوم فكرة تتصل بملف نتابعه من خلال رسائلكم على إسلام أون لاين، وهو ما يتعلق بأفكارنا عن الخير والشر، وسؤالي اليوم هو: هل الفتاة التي أخطأت مرة فضعفت وخسرت بكارتها، هل هي شيطانة فنرجمها جميعا، أو نضعها في خيار المصارحة وسط مناخ اجتماعي غير متقبل أصلا لفكرة الضعف الإنساني، أو أن بعض الشر هو من طبيعة البشر؟!! وبالتالي نفكر ونجتهد ونختار الأقل سوءا.
عن أية مصارحة تتكلمون؟!! وفي أي سياق تتحركون وتصدرون الأحكام والنصائح؟!! طبعا الآراء الفقهية متنوعة في هذا الصدد بين المصارحة والكتمان، ونحن عندما نختار الكتمان فلأننا نعتقد أنه أخف الضررين طالما وقت الواقعة باغتصاب أو بزلة، والله يعلم ما تسرون وما تعلنون.
أما الناس فلا تعلم ولا تعقل، ربما، ونحن غارقون في أساطير تعيسة، وتصورات بائسة عن الخير والشر، وعن المثالية والانحراف، وفي سياق كهذا يكون من العبث التعويل على عقل استغنينا عنه أصلا، أو تفهم لا أكاد أشمله أثرا في حياتنا!!! والاختيار المفتوح، والله أعلم بالقلوب.
على كل حال... نحن لا نختار لأحد، بل كل إنسان ألزمه الله طائره في عنقه، وهو يستقل بتقدير ما يراه الأقرب إلى إرضاء الله سبحانه من جميع الاتجاهات، وفي الآراء الفكرية المتعددة متسع فلا حرج على أحد أن يختار ما يصلح لحياته وظروفه، ولم يكن الفقه يوما منفصلا عن الظروف والملابسات، والسياقات والممارسات الواقعية، ويكفي هذا في مسألة الغشاء، والله أعلم.