السلام عليكم،
أنا مشكلتي هي أمي لا أعلم لماذا تشك في تصرفاتي وتنتقدني وتوجد أمثلة عندما أطلب منها الخروج مع أصدقائي ترفض مع أننا مشهورون بحسن أخلاقنا، ولكن أمي لا تقتنع أبدا وأنا موهوبة في الرسم وأهوى القراءة فطلبت منها الذهاب لقصر ثقافة فرفضت لأن به أولاد والعام الماضي كنت أتدرب على السباحة ولكن لم أعد أذهب لكثرة السفر.
فطلبت هذا العام الذهاب فرفضت، حتى أنها لا تسمح لي بالدخول علي النت فأفعل هذا دون أن تعلم.. اليوم رسمت صورة فكنت أريها لها فقالت أنت فاضية..
كل صديقاتي يقلن لأمهاتهن كل شيء، ولكن أنا إذا قلت لها على الشخص الذي أحبه ستقتلني!
أنا أكره معاملتها لي وقريبا سأكرهها.
أرجو الرد سريعا لأني مسافرة.
30/12/2004
رد المستشار
الابنة العزيزة أهلا بك على موقعنا مجانين،
الحقيقة أن رسالتك أثرت فيَّ تأثيرا كبيرا وذكرتني بما أحسست به وأنا أرفع مشكلة نفسي في أم غيرها : أخي بكل احترام وأنا بالجزمة، وكذلك مشكلة: من أم أسطورة إلى امرأة غريبة : الأم العربية.
إن أحد نماذج الأم العربية الحالية (وهو للأسف شائع) نموذج مزعجٌ ومؤسفٌ وأليم، أمهات لم يعدهن أحدٌ لمواجهة أعباء السير بسفينة التربية (خاصةً في أمواجٍ كالتي تعلو كثيرا حولنا، وتتقاذفنا غير قليلٍ في خضم الزمن، وبشكلٍ أخص في العقود التي نعيشها)،
ربما لأننا نمطُّ كثيرا كمجتمع في حدود ما نرجعه إلى أنه طبيعي وفطري ونعتبره بالتالي في غير حاجةٍ للإعداد، فالأم ستعرف طبيعي لوحدها كيف تربي لأنها عرفت كيف تحمل وكيف تلد وكلها غريزة، هذا بالطبع مفهوم شائع لكنه كذاب أشر في الزمن الذي نعيش فيه.
أنا يا ابنتي أكاد أصرخ (في صدريَ طبعًا) في كلِّ أم من هذا النموذج قائلاً: حاولي أن تفهمي بنتك يا ماما، حاولي أن تأخذيها في حضنك، قربيها منك وإن هي ابتعدت، ابنتك تعيش سنواتِ مراهقةٍ لم يعشها أحدٌ قبلها (هي وجيلها كله بالطبع)، هي في أزمة دائمة ومع كل شيء،
وحين أطل مرةً أخرى على كلماتك وأراك موهوبةً في فن الرسم أقول لها يا ماما هذا فنٌّ يرقى بالإنسان، وليس حراما، وليس تضييعا للوقت وليس تفاهة، يا ماما شجعيها أرجوك إنها تحتاج منك إلى هذا، وكم تؤلمني نظرات الامتعاض على وجوه بعضهن (والواحدة منهن تقول: يعني أنا، أو إحنا، مكنتش قدها، بس إحنا كنا عاقلين دي مجنونة يا دكتور)، ماذا أقول لك يا ابنتي؟؟؟
حاولي مرةً أخرى، وعلى أي حالٍ وأي نتيجة عاملي ربك فيها فهي أمك التي تحبك فطرةً من الله (فطرةً حقيقيةً ولا أحد يتعلمها ولا يفهمها ولا يعدُّ لها) ومهما أخطأت فلأنها خائفة عليك ولأنها تحبك وهذه مشاعرها وهذه نواياها وأنت تعرفين، إذن عاملي الله فيها وواجبنا تجاه الأم معروف يا ابنتي.
واقتربي من الله سبحانه وتعالى واسأليه العون، وانتبهي إلى ضوابط الشعور بالحب في مثل مرحلتك العمرية، وقد ناقشنا هذا الأمر كثيرا في مشكلات سابقة على استشارات مجانين مثل:
"أمي سبب بلائي وشقائي" م !
ماذا دهى الأسرة العربية؟
السير على حد السيف واستراتيجية ترقيق القلوب
الابنةُ المضطهدةُ ودبلوماسية العائلة ! مشاركة
ابنتنا ترسم معالم استراتيجية التعامل مع الوالدين
دبلوماسية العائلة والندم حيث لا ينفع الندم
أتمنى أن تفيدك تلك الإحالات، وأهلا وسهلا بك دائما على مجانين، فتابعينا بأخبارك.