بارانويا
زوجي عمره 35 سنة، مصاب بمرض البارانويا، نصحني الطبيب بإدخاله المشفى لعلاجه بالصدمة الكهربائية إضافة إلى الوسائل الأخرى.
المشكلة أن زوجي غير مقتنع أنه مريض ورفض تناول الدواء. أقوم بوضع الدواء قي طعامه دون علمه.
أرجو منكم تزويدي ببعض المعلومات عن هذا المرض، وكيفية علاجه وإمكانية شفاء المريض تماماً وهل يمكن أن يتابع المريض حياته العادية وعمله عند خضوعه للعلاج، وهل من الضروري إدخاله المشفى وعلاجه بالصدمة الكهربائية؟
أرجو التكرم بإجابتي لأني غير مطمئنة لفكرة الصدمات الكهربائية.
وجزاكم الله خيراً
10/01/2005
رد المستشار
الأخت العزيزة أهلا وسهلا بك على موقعنا مجانين وأشكرك على ثقتك، أسأل الله سبحانه أن يعينك على تحمل ذلك الوضع الصعب الذي تعيشينه جعل الله شفاء زجك سريعا إنه نعم المعالج والشافي الوحيد عز وجل.
كنت أتمنى لو أنك ذكرت لنا أعراض معاناتك مع زوجك، في صورة سلوكيات مثلا أنه يفعل كذا وكذا أو أنه يفسر أفعال الناس بأنها كذا وكذا، فهذا أفضل بكثير من قولك أنه يعاني من مرض البارانويا، فرغم أنك نقلت لنا ما قاله لك طبيبه المعالج وفقه الله إلا أن من الصعب علينا أن ندرك تحديدا ماذا يقصد طبيب نفسي سوري –أي من دولة تأثر أطباؤها النفسيون بوجهة النظر الفرانكوفونية في علم النفس والطب النفسي وهي ذات اتجاه تحليلي عموما- حين يقول بارانويا، وسبب ذلك هو أن البلدان التي لم تستعمرها فرنسا وإنما استعمرتها إنجلترا -ثم أمريكا وإن لم يسمَّ الأخير استعمارا- المهم أننا تأثرنا بوجهات النظر الأنجلوساكسونية بينما تأثر أشقاؤنا في سوريا ولبنان وتونس والجزائر والمغرب بالفرانكوفونية، ونسي كلانا أن للبارانويا لفظا عربيا هو زوراني، على أي حال سأحيلك إلى عددٍ من الروابط عن التفكير الزوراني والاضطرابات الزورانية من على استشارات مجانين وستجدين فيها ما يفيدك إن شاء الله:
اكتئاب أم فصام وهل هناك احتمالات بارانويا؟
الـزَّوَرُ (البارانويا) أنواع ، فأيّ الأنواع أنت ؟
اضطراب الشخصية الزوراني (البارانوي)
وسواس أن المقصود أنا: وهام أم فكرةٌ مبالغٌ فيها ؟
الفصام الزوراني: وهام اللوطية
أنا وأخي ويمين المصحف ! الفكرة الوهامية
وأما النقطة الثانية التي تودين استشارتنا بشأنها فهي مسألة استخدام صدمات الكهرباء في العلاج النفسي، وتقولين أنك غير مرتاحة لذلك الموضوع، وأنا بالطبع لا أعرف بالضبط تفاصيل حالة زوجك لكي أستطيع إبداء الرأي فيما يتعلق بنفع هذا النوع من العلاج له فطبيبه المعالج هو الأكثر مقدرة على ذلك، لكنني أستطيع إعطاءك فكرةً عامة عن العلاج بالكهرباء:
فالشائع بين عموم الناس وعموم الأطباء هو توجه ضد العلاج بهذه الطريقة فلديهم مفهوم مغلوط مؤداه أن العلاج بالكهرباء يدمر المخ، وكذلك أن المريض يتعود عليها وكلا المفهومين غير صحيح، فحكاية تدمير المخ هذه تحتاج إلى شرحٍ وافٍ لحكاية العلاج بالصدمات الكهربية من أولها وكيف اكتشفتْ وكيف تطورتْ وعلاقة ذلك كله ببداية اكتشاف الأدوية وبمصالح شركات الدواء، وكذلك حكاية التعود عليها تلك، وهذا ما تجدين بيانه على موقعنا مجانين ضمن باب الطب النفسي شبهات وردود والذي نصحح فيه مفاهيم الناس المغلوطة عن الطب النفسي وطرق العلاج فيه، تحت عنوان: العلاج بالصدمات الكهربية إنما يدمر المخ
وأنا شخصيا أعتبر العلاج بالكهرباء نعمة من الله أن هدى الإنسان إليها، لأنها بحق أفضل وأشمل طرق علاج الاكتئاب خاصة في درجاته الشديدة، وأما دور العلاج الكهربي في علاج الحالات الزورانية –الذهانية- فلا أحد يستطيع أن يقول أنه الخيار الأول أو الأفضل ولكننا قد نلجأ إليه في بعض الحالات، مثلا لتواكب اكتئاب شديد مع الأفكار الزورانية أو لأن المريض يرفض العلاج رفضا قاطعا أو لأنه متهيج مثلا، وأما ما لا غنى عنه فهو استخدام مضادات الذهان العقارية واستمرار المريض عليها بعد ذلك حسبما يحددُ الطبيب المعالج، وأكتفي بهذا القدر لأنني ليست لدي معلومات خاصة بشأن تفاصيل معاناة زوجك، ولكنني أنصحك بإشراك من يستطيع التأثير عليه ومحاولة إقناعه بشتى السبل قبل الإقدام على علاجه بصورة قسرية أو إدخاله المستشفى، وتابعينا بالتطورات.