لا أريد أن أخسر أهلي..!؟
وصلتنا هذه الاستشارة مرةً بتاريخ 31/12/2004 وأجابت عليها المستشارة الأستاذة أميرة بدران بعنوان :خاتم سليمان وصوت الضمير الزائف، ولما كانت الأستاذة إيناس مشعل محررة الصفحة قد انشغلت برحلة شتوية إلى الأقصر وأسوان –كما يفعلُ أولاد "الذوات" في مصر ولكن في رحلة مدعومة من خزينة الدولة العامرة، فإنها لم تتمكن من متابعة صفحتها لأكثر من عشرة أيام، وكان أن ملت صاحبة المشكلة من الانتظار، وكررت الإرسال من داخل بوابة استشارات مجانين بتاريخ 14/01/2005، فكان لزاما علينا أن نتركها داخل قاعدة البيانات الخاصة بالصفحة، لنتأكد أولا أنها مكررة طبق الأصل وتمت الإجابة عليها، وهذا هو العصفور الأول الخاص بآداب مجانين، وأما العصفور الثاني فهو الذي سينقر رأس ابنتنا إيناس وهي تكتشف أننا ورطناها رغم مشاغلها لتنشغل بالإجابة على ما أجابت عليه الأستاذة أميرة بدران، لكي تصبح إجابتها واحدة من المشاركات -التي طالما طلبتها منها عموما وكانت تتهرب- في تلك المشكلة، فقررنا أن ننصب لها بعضَا من أفخاخ مجانين، وكان هذا هو ردها هو المعروض اليوم هنا.
أ.د.وائل أبو هندي
السلام عليكم..
لا أعرف من أين أبدأ لكم بمشكلتي..
ولا أعرف إن كنت سأنجح في إيصالها أم لا.. لكني سأحاول قدر المستطاع.. أنا فتاة في ال22 من العمر، على قدر من التدين والالتزام، مؤمنة أشد الإيمان بالقضاء والقدر، و بأن كل شيء من عند الله.
بدأت مشكلتي منذ 4سنوات عندما جاء قريب لنا ليعمل في البلد الذي نقيم فيه، وبدأ يتقرب إلي ويبدي رغبته في الزواج مني والارتباط بي بعد أن أنهي دراستي الجامعية، وكنت لا أزال في سنتي الأولى، لم أتردد في الموافقة لأنه كما يقال "لقطة" ولم أكن أعرفه جيدا وأعجبني كيف أخبر أمي وقصد البيت من بابه.
وجرت الأمور بشكل جيد، مرت سنة تقريبا اختلفنا فيها كثيرا ولم تكن الخطبة بشكل رسمي (في محيط العائلة فقط) فقررنا الانفصال باتفاق منا أننا لا نصلح ..بعد عدة أشهر عاد يطلب المحاولة من جديد وأنه لم يتمكن من الاستمرار بدوني وأنه تغير وأنه.. فوافقت.. بعد إصرار وحاولنا من جديد.. ويعلم الله كم حاولت أن أبحث عن نقاطنا المشتركة...ولكن أيضا كنا نصل إلى طريق مسدود.. فانفصلنا ولكن هذه المرة كنت قد عزمت تماما على إنهاء هذا الموضوع إلى الأبد..
نسي الموضوع لفترة ثم عاد من جديد يفاتح أبي ويخبر أمي وأخوتي برغبته .. ولأن الجميع يحبه ويريده وقفوا معه وأصروا أن أمنحه فرصة أخرى.. حاولت بشتى الطرق معهم أن أفهمهم بلا فائدة..حاولت أن أقنعهم بأنني أعلم ما سيحدث وأن كل ما سيحصل سيكون على حساب مشاعري ومشاعره ولكن بلا فائدة.. فرضخت للجميع حتى لا أكون الوحيدة المخالفة كما يقولون.. خاصة وأن الشكوك كانت قد بدأت تحوم حولي من احتمال أن يكون هناك أخر مما لم أرضاه لنفسي حينها أبدا... وبدأنا من جديد.. وخطبنا بشكل رسمي ولم الجميع.. وفرح الجميع..
وحاولت جاهدة أن أتأقلم مع وضعي الجديد لأجل أهلي ولأجله.. وغيرت في نفسي الكثير وأجبرت نفسي على تقبل الكثير والتأقلم مع الكثير..ولكن أبت مشاعري أن تتغير أو أن تعود كما كانت عليه من قبل..هو يحبني جدا و لا يرفض لي طلب مهما يكن..و قد يكون هذا من أهم الأسباب التي دفعت أهلي للموافقة عليه.. ولكن... أيكفي هذا؟؟
خلافاتنا مستمرة.. نقاط اختلافنا كثيرة..والتقاؤنا قليلة جدا.. لا أشعر أنني أحبه.. لا أفتقده إذا غاب ولا أشتاق إليه.. لا أتحدث عنه بمشاعر الحب كما كانت أختي أو كما أرى صديقاتي يتحدثن عن خطبائهن.. لا أكرهه أبدا.. ولكن لا أشعر أن هذا من أريده رفيقا لدربي ومشوار حياتي.. أيفهمني أحد؟!!
عندما حاولت أن أشرح هذا الأمر لأمي بعد سنة من المحاولة الجادة ثارت ثائرتها وكذلك أبي و اتهموني بالغباء والتبطر على النعمة!!! و قاطعني أبي!!! أحقا أنا المخطئة وكل ما قلته لا يكفي لأن أرفض إتمام الزواج ..
علما بأنه كان قد تحدد موعد لعقد القران فخفت جدا وصليت استخارة فلم يتم الموضوع و تأجل لظروف طارئة حلت فحمدت الله وزاد يقيني بأنه لن يتركني وحدي.. والآن مازلت أصلي استخارة بلا انقطاع وها أنا أستشير أهل العلم والحكمة..
ولكني لا أريد أن أخسر أهلي ولا أريد أن أغضبهم مني فأنا أحبهم وأحترمهم و يعلم الله أنني لم أحاول هذه المحاولة الأخيرة بكل نفس راضية مقبلة على ما لا تريد و جادة في إنجاحه إلا لأجلهم ولكسب رضاهم ولكني لم أتمكن من الاستمرار.. فقد تعبت.. أخشى على نفسي من أن أوافق لأجلهم.. وأعلم أنني قد أستمر ولكن هذا لا يعني النجاح ولا السعادة..
ماذا أفعل أفيدوني أفادكم الله!!!
14/01/2005
رد المستشار
بسم الله الرحمن الرحيم
أهلا ومرحبا بك
بداية أحب أن أوضح لك نقطة هامة وهي أن التوافق لا يعني التماثل ولكن يعني القبول
وعيب ظاهر أفضل من ميزة مستترة وفترة الخطوبة من شأنها إتاحة الفرصة للطرفين لمعرفة ملامح شخصية بعضهما وليتوافقا بالقدر الذي يساهم في بناء حياة أسرية مستقرة
وطالما أنه لا يوجد تنافر بينكما، وأنه يحبك وأنه ممتاز وما إلى ذلك من الصفات الحميدة، كما أنه لا يوجد شخص آخر في حياتك وقدر قليل من التفاهم والحب قد يكفي وبداية الميل خطوة، فربما كان القليل هذا مقدمه لحب جارف يأتي فيما بعد
فلماذا لا تحاولين أنت التقرب الجاد له والنظر له بنظرة الزوج
تقولين تشعرين أنك ليس هذا من تريدينه رفيقا لحياتك إذن فماذا تريدين؟
ولكن يبدو أنك حاولت مرارا أن تتوافقي ولم تستطيعي وهذا أمر الله فلا حيلة لنا في ما في قلوبنا
ولكل قدرٍ علامات ........هل سمعت هذه المقولة من قبل؟
دائما ما يرينا الله علامات قد تبشرنا بالخير أو بغيره وهذا ما حدث معك فلم تستطيعي أن تتوافقي معه، وانعدمت نقاط الالتقاء بينكما، فلم تجدي نقطة تلاقي، ولا يوجد إحساس بالحب ((ولكن أيضا، لا يوجد إحساس بالكره أو التنافر))
عزيزتي أنت من سيتزوج لا أمك ولا أبيك ولن يشعر أحد بك وبآلامك غيرك لقد أخطأت عندما رفضت الخطبة الرسمية وأنت بهذا الحال ولكن لا بأس قد يكون في ذلك فائدة لك وإتاحة أكبر للوقت أمامك كي تكوني قد وصلت لقرار حاسم لا يدع للشك أو التردد مجال.
ما زلت على البر فإن ظللت حقا لا تستطيعين أن تتوافقي معه بعد كل هذه المدة فأعتقد أن التوافق لن يحدث فيما بعد، وكم من الأسر تهدمت لهذا السبب، فأساس الحياة الزوجية السعيدة هو التوافق والحب ولا يقام مشبعا لكلا الطرفين بغيرهما، أعطي نفسك فرصة واحدة أخيرة في محاولة النظر لخطيبك من زاوية رؤية أخرى غير التي تشاهدينها في الأفلام واعلمي أننا كلنا مليئون بالعيوب
مازالت أمامك الحياة طويلة فأنت لا زلت صغيرة السن
وسوف يوفقك الله تعالى للزوج المناسب
واقرئي علي مجانين
الترددُ في قرار الزواج !
وبداخل هذا الرابط روابط عديدة في نفس الموضوع على موقعنا
اختيار شريك الحياة : هل من ضابط ؟
التوافق بين الزوجين : قواعد عامة
وأهلا وسهلا بك دائما فتابعينا بأخبارك.