كيف أعرف أنه يحبني؟؟ م5
الهدوء ســيِّد المواقف دائمًا
مرحبًا، لم أَكُن أريد الدخول والكتابة لكَ مرة أخرى، لكن بعد أن هدأت وتذكَّرت ما كتبته شعرت بحماقة وسخافة ما كتبت. والآمر الآخر هو طيبكم وحسن أخلاقكم بالرد والتوضيح سواء أنت يا مستشار أو المُحرِّرين والدعاء لي، مِمَّا جعلني لا بُدَّ أن أعتذر لكم. لذلك أعتذر منكم جدّ، ومُمتَنَّة لكل فعلٍ طيب منكم. آرجو أن تَقبَلُوه مِنِّي. وآَعِدُكم لن أَفقِد أعصابي كما حصل المرَّة السابقة، وهذا ليس مُبَرِّرًا، لكن هذا ما حدث، فحُقُّكم عليَّ وامسحوها بشَنَب أو بِدَقنِ سمير (أنا معنديش أعمل إيه، وهوَّ الرجل يبقَى يصَلَّح). وآيضًا اكتشفت أمرًا غريبًا عجيبًا جدًّا، وهو ما جعلني بِحِيرَة وبنفس الوقت بدهشة، وهو ما دَفَعَني للردّ والبحث عن إجابات. وعندما قرأت ما كتبته (وبالتحديد حول الدورة الشهرية) وهناك كلام (نقاش) أخبرت أهلي به حول ما لها وما عليها من أحكام ومراجعات دينية ونصوص تَحذِيرِيَّة، بالإضافة لِقَولِك عَمَّا جاء فينا (ناقصات عقل ودين)، وآخرهم النفس الآمَّارة بالسوء! هل تعلم _والله شاهِدٌ على ما أقول_ إنَّ هذه المواضيع بالضبط _كما هي وبنفس التوقيت_ حصل نقاش فيها بيني وبين أهلى، ونقاش حاد! كيف هذا؟! كيف؟ هل ممكن صدفة؟ أم رسالة من الله لي كي أخبركم وأسمع منكم؟ والله عجيب! سِياق الكلام الذي دَارَ بيننا سابقًا لم يكن لِيَدْفَعَك أوالمُحَرِّرين إلى قَوْلِ نفس هذه الأفكار، فكيف؟ ولماذا قُلتُم ما قلتم؟ ماذا كان يدور بعقولكم عندما كتبتم الكلمات هذه؟ أجيبوا كل الأسئلة رجاءً!
وأيضًا سيكون الرد رُبَّما طويلًا، لذلك أرجو أن تتحَمَّلُوني وتُعطوني حَقِّي بالردّ والتوضيح كما هو حقكم. شكرًا.
(يجب أن تعلمي أنّ المستشار أو أيّ شخص تتعاملين معه ليست وظيفته في الحياة إرضاءُك أو أن يقول ما تريدين عندما تريدين وبالطريقة التي تريدينها والموافقة على كل ما تقولين. هذه رغبة في التحَكُّم في الآخرين أكثر من أن تكون رغبة في الفكر والحوار و المعرفة).
هل تعلم، وكأنِّي سمعتك وأنت تقول لي هذه العبارة ردًّا منك لي. وأنا لم أطلب ذلك! وهل بهذا معناها أنَّ وظيفة المستشار وغيره من الناس بالحياة هو إزعاجي واستفزازي ومهاجمة أفكاري ومخالفة رأيي والسخرية مني؟! وعليَّ التَّقَبُّل بذلك والسكوت التامّ له ولغيره؟! الغريب أنَّك تراني أتَحَكَّم! أَلَا ترى أنَّك تُريد أن تتحكَّم بالآخرين آيضًا من مَنظُورِكَ هذا؟ وأيضًا معك حق، لا مكان للفكر والمعرفة والحوار إذن. التعامل مع البرامج أفضل، والمخلوقات الآخرى حتى الجماد منهم أسهل بكثير من التعامل مع الناس، فهم مُعَقَّدُون سيكولوجِيًّا.
(من المهم جدًّا أن تختاري أو تطلبي مستشارًا آخرًا إذا كنتِ مؤمنة تمامًا بأن مستشارك الحالي منافق، أو يقول ما لا يفعل، أو أنه لا يتعامل معك كما ينبغي).
أنا لم أَختَرْكَ مستشارًا، ولا أعرفك، ولم أكن أعرف إنَّك ستكون مستشاري الإلكتروني. المدير أو المُحَرِّرين هم من اختاروا حضرتك.
2_ أنا قلت ما قلته من تناقض في كلامك، وعَنَيْتُ ما كتبته فقط. لم يكن واردًا بعقلي مُطلقًا أن أَصِفَك بمنافق! كيف فهمت هذا من كلامي؟ بالرغم أنِّي لم أذكر كلمة منافق مطلقًا! والله شاهد عندما كتبتها. والآن لم يَخطُر لي ولو لثانية أن ما كتبته معناه أنك منافق! وتذكَّر من فضلك أنك قلت أن الكلام عليه 7% فقط! أنت لك الحق أن تقوم بفهم كلماتي بالشكل الذي تريده، وتهاجمني وتنتَقِدَنِي إذا فعلتها أنا وترجمت كلماتك كما فهمتها! ألا ترى هذا تَحَكُّمًا صريحًا منك؟
(وتريدين التحكم في كيفية تعامل الآخرين مع أي شيء لك فيه رأي أو اهتمام. أعتقد أن هذا واضح لكل من يقرأ ما تكتبين، وواضح لكل من يتعامل معك).
أنت تقوم بإعادة صياغة ما كتبته لك، وتُعِيدُ الرَّدَّ، وتحاول إثارة الرأي العام مثلما فعلت أنا معك! تقول أنه واضح لكل من يقرأ ما أكتبه! كيف أنت متأكد أنه واضح؟ أنت تقول أن الكلمات تحوي على 7% من التواصل، فكيف أصبَحَ واضحًا لك أنِّي أريد التَّحَكُّم؟ وتقول واضح لكل من تعامل معي؟ من تقصد تعامل معي؟ وكيف عرفت؟ هل تعاملت معي؟ أنت تعاملت معي عبر التواصل الكلامي، آي 7% فقط، فكيف هو واضح لك إذن! وأنا عندما كتبت وعَبَّرت عن أنَّك تعمَّدت مُعاقَبَتِي، وكان واضحًا لي مثلما هو واضح لك الآن، ومع ذلك أنت قلت غير صحيح، وتعميم وسوء فهم و7% و... و... فكيف؟! لستُ أفهم لماذا أنت مُصَمِّم ومُرَكِّز مع فكرة إنني مُتَحَكِّمَة بالآخرين!
مثال: لو تخيَّلنا أنك جالِسٌ على السفرة مع أهلك (أمك وأبوك وأختك، واتَّصَل عليك صديقك)، وقال لك "د/ علاء سنذهب لتَصَلُّق الجبال اليوم، وأنت أجبت أنَّك موافق". من حولك كل واحد فيهم لديه رد فعل، مثلًا أمُّك ردها الدموع والصراخ خوفًا عليك، وأبوك أو خالك دائمًا يستخدم النقاش والحوار معك حتى يُقنِعَك أو تقنعه، وأختك تريد الذهاب معك! أنت هنا كيف ممكن أن تُرضِي كل هؤلاء الأطراف وتفعل ما تريده (وهذا هو الآهم). أنت تفعل ما تريده دون الدخول معهم بخلاف واختلاف؟! أريد إجابة منك كيف ستتصرف؟
وأنا سأخبرك كيف أتصرَّف. ربما أنت ستشعر بالخوف من مواجهة هذا، أنا لستُ خائفة منك ولا من قولها. هناك أكثر من رد فعل لي، مثلًا اهلي يعرفون أنَّ لي نظرة حادَّة عندما أفعلها معناها أنِّي غَضِبْتُ جدًّا، فيتركوني أفعل ما أريد، أو الحزن ودموعي تَقتُلُهم، أو النقاش والجدال لساعات وأيام وغالبًا أنجح في إقناعهم وتنفيذ ما أريد، وممكن أن أذهب لغرفتي وأُغِلَق الباب بصوت عالي وفقط، أو الصمت. أين التَّحَكُّم بالموضوع؟ أنا أدَعُهُم يختارون ردَّ فِعْلِهِم بمُنتَهَى الحرية.
وأيضًا ماذا عن التَّحَكُّم بالمشاعر، والتحكم بالأفعال، والتحكم بالغضب؟
إذن التَّحَكُّم مطلوب وموجود، لكن كَمَا تقول حضرتك دائمًا المُوازَنَة مطلوبة مع وفي كل شيء نفعله ونشعره.
وبَقِيَ نقطة أخرى: أليست كلمة التَّحَكُّم تعني الحكمة؟ راقبت كيف حلَّلت الكلمات واستخرجت المعاني الأخرى منها. تعلمت هذا منك، من كلمة "صديقتي" التي تَعنِي الصدق من ضمن معانيها كما أخبرتني. أين المشكلة؟ لستُ أفهم!
(ولكنك قد تُنْكِرين، أو قد تكوني غير واعية بهذا كوسيلة من وسائل الدفاعات النفسية).
مرة آخرى تأخذ ما كتبته لكَ وتُعِيدُ رَدَّه! أنا أَعِي تمامًا ما أفعله، لكن ربما تقصد شيئًا آخر، فما هو؟
(الرغبة في التحكم تأتي من عدم إحساس بالأمان، وتقدير ذاتي سيء، أو إحساس بالدونية يجعل تأكيد الذات).
بالنسبة لعدم الإحساس بالآمان: ممكن الآن، لكن ليس دائمًا هذا الإحساس موجود. وأعتقد إنَّك عرَّفْتَنِي بقانون المُتضَادَّات في الحياة، فهو عادي إذن أو معي، بمعنى: من كام يوم كنت أشعر بعدم الآمان، وأنت علَّمتني وعرَّفتني أنه طبيعي، وأنا فهمت هذا وبدأت اتعامل على أساسه. بالنسبة لتقدير ذاتي سيء. لماذا كل هذا التركيز معي وكأنك تُرِيد معاقبتي والتَّصَيُّد لأيّ خطأ مني؟!
عادي يعني لو مثلا دخلت بسيارتك في شارع والعَجَل نام منك بسبب أشياء بالشارع وأنت تعلم بها مُسبَقًا، لكنك مع ذلك دخلت فيه. المهم يعني، ألا يمكن أن تقول _عَفوًا يعني_ "إيه العبط ده يا علاء؟! إزاي تدخل من هنا؟ (أنت تقول هكذا لنفسك مثلًا)". ربما أنت لا تفعلها أو تفعلها، لكن أَعطِهِ مثالًا، أليس مُمكِنًا؟ كما يمكن عندما حزنت وشعرت بالخذلان عندما رفضوا تصميمي أن أقول أنِّي غَبِيَّة، فقد كنت مُحبَطَة وغاضبة وثائرة، وتجَمَّعَت أشياء مُستَفِزَّة لي مع بعض بوقت واحد. عادي يعني.
بالنسبة للإحساس بالدونية، وإن كنتُ لا أعرف ماذا يعني بالضبط، لكن أعتقد _ولستُ بِصَدَدِ البحث عنه_ أنَّه إحساس بالتحقير، آي تحقير النفس! وأنا لا أفعل هكذا مع نفسي، لكن لا أنجو من تأنيب الضمير، وربما جلد الذات، وسرعان ما أنتبه له، ولكن أيضًا بدون التحقير مُطلقًا، وبدون الاستمرار فيه، وخصوصًا إذا كان خارجًا عن إرادتي.
(لقد نَوَّهْتِ عن مقدرتك على استخدام مهاراتك المعلوماتية في هَدْمِ هذا الموقع، أو في الدخول على حسابي الشخصي، ولكنك قلت أنك لن تفعلي هذا خوفًا من الله. لديك رغبة في الانتقام أو العدوان تَمنَعِينَها من الانفلات).
هَدْم؟! بِذِمَّتِك يا د/ علاء أنا كتبت أو قلت كلمة هدم؟! تقول الصفة هذه حصرًا، لماذا؟ أتريد أن تضع الحق عليَّ وحدي! أنت أيضًا بسببك، وتقول كلمات مُستَفِزَّة (لم توضحها لي كما الآن، فشعرت هكذا) وتجَاهَلْتَ تفسير حلمي، وغيره.
يا حضرة الطبيب النفسي الإليكتروني، هناك فرق بين الهدم والمساعدة في الإصلاح! وإن كنت هددت، نعم، لكن لم أُحَدِّد ماذا سأفعل. كيف عرفت أنت وحدَّدته؟
هناك الكثير مِنَّا، وكل إنسان طبعًا حُرٌّ أن يختار أي نوع يكون، وبالنسبة لي اختارت أن أكون الأبيض، لأنَّه إنسان لديه قِيَم وضمير، بمعنى "هاك" أخلاقي يتعامل بالأخلاق، يتحكمَّان فيه ضميره ومبادئه، يساعد الناس ولا يَضُرُّهم، ولا يستغل قدراته ضدّ الناس ولا يؤذيهم، أو لا يتدَخَّل عمومًا إلَّا وقت الحاجة للمساعدة. وهذا ما أفعله. وعلى أي حال عرفت المدير بما عرفته بالإيميل. وأيضًا من يزرع خيرًا يَحصُد خيرًا دائمًا، والله خير الحافظين، لا أحد يتجَرَّأ أن يُغضِبَ الله بأذِيِّةِ شيء إنساني وسامي هدفه الرُقِيّ والسُّمُو بالنفس والروح.
بالنسبة لي، لا أعتقد أنه يوجد إنسان طبيعي يهدم بيته بِيَدِه، وقد أحسستُ أنَّ مجانين بيتنا الإلكتروني، لي ولكل السائلين السائرين الباحثين عن ذواتهم بينكم ومعكم. أو أن يُؤذِي من يَرَاهَم بمثابة الأهل والأصدقاء وأصحاب فضل عليه بالتَّوْعِيَة والنصح والإرشاد له ولغيره. وأنتم كذلك، فحضرتك تُذكِّرُني كثيرًا كثيرًا بعائلتي (الذي دائمًا أنا على خلاف معه بسبب خوفه عليَّ، أو أنّي ليست لديَّ خبرة كَخِبْرَتِه)، وعندما أحكي وأتناقش معك كأنَّما هو، ولكن أنت مُنفَتِح عنه أكثر، أو ربما لأنك غريب، وربما لأنه يعطيني مساحة بالحرية والتعبير أكثر (وهذا شيء أُحِبُّه وأَرتَاحُ له كثيرًا). ربما روح مجانين, روح حروفكم وحِكْمَتُكُم ورغبتكم بالعطاء. وآيضًا قد سمعت شَكوَايَ وآَوْجَاعِي، وكنت طبيبًا نفسيًّا وصديقًا إلكترونِيًّا. أعتقد فقط الإنسان المريض عقليَّا ربما يَهدِمُ ولا يَبنِي، وإن كُنا كُلنا نحمل كَمًّا ونَوعًا من العُقَدِ النفسية وغيرها، لكن ها نحن نجاهد ونحاول تصحيحها، والبركة فيكم. هو لكم ولنا، وفي النهاية نحن ضيوف عندكم، فإن أحسنتم إكرامنا فأنتم أهلٌ له، ونحن نستحقه. وتأهَّبُوا، فالحظر سيأتي لكم بمزيدٍ من المجانين العُقَلَاء، فهل أنتم مستعِدُّون؟
أعتقد نحن بحاجة للرحمة بالوقت الحالي، وليس خوض الحروب. والكلام لي أولًّا، سأحاول ألَّا أدخل معك بِحُرُوبٍ فِكرِيَّة. وأرجو منك أيضًا ذلك، لكن سأرُدُّ الآن بِمَا وَصَلَنِي، وربما القادم إن كان هناك حوار بيننا سيحدث لاحقًا سأكون أكثر مُرُونَةً وتَقَبُّلًا وتَفَهُّمًا. سأحاول.
أما بالنسبة لتحليلك أيها الطبيب الكبير عن أني لدي رغبة بالإنتقام والعدوان، فليست لديَّ ضمانات لأي شيء، أنا لستُ بِمَلَاك، ولستُ بشِرِّيرَة، وعندي الكثير من الجنون مع القليل جدًّا من العقل، وهو يعتمد على ما يَصِلُني منك، ثم ماذا سيكون قراري واختياري. أنا قادرة على فعل أي شيء (فعل الأذى) لكني اخترت ألَّا أفعل؛ لأنه ببساطة شديدة وضعني الله عندما كنت صغيرة في امتحان ودرس كان قاسي جدًّا، ولكنه قوَّاني أيضًا، فقد عَرِفْتُ من خلاله طريقي، واخترت ما أكون عليه. ويبدو أنَّ الله أراد أن يضعني مرة آخرى في امتحان مُشابِه نوعًا ما. ولستُ أدري هل نجحت أم ماذا. أنتظر رَدَّه، لكن أعتقد أنّ الهدوء والسكينة والسلام ربما هذا رَدُّه، فهي نعمة، وربما هو هذا الجزاء الحسن, لا أعرف، وتردَّدت في أن أكتب لكَ التفاصيل. عمومًا سأحكي لك الدرس القديم.
الدرس ببساطة:
في أحدّ المرَّات قام أحد أفراد أُسرَتِي _من دون ذكر من هم، فأنت تتَصَيَّد لي الزَّلات والأخطاء (حفظت طِبَاعَك)_ عمومًا قام بمُعاقَبَتِي، وكنتُ مُبتَدِئَة بدخولي لعالم البرمجيات. غَضِبت منه وقررت مُعاقَبَتَه أيضًا، فعَبِثْثُ بالكمبيوتر الخاصّ به، ونحن في نفس المنزل ولا يمكن أن يَشُكَّ فِيَّ أَحَد طبعًا، ولكن عندما شاهدته وهو يتصَبَّبُ عَرَقًا من التَّعب والتَّنَقُّل بين المُصلِّحَين لإصلاح ما فعلته بحاسوبه، وكان عليه عَمَلُه، وكم كان ضائعًا وحائِرًا وحزينًا للخسارة التي تسَبَّبْتُ بها له. ومع ذلك كان يؤدي ما عليه معي من واجبات كَتَوْصِيل وخِلَافِه. وقتها شعرت بثِقَلِ فِعْلَتِي وما يتَرَتَّب عليه من الألم والحَسْرَة للآخرين. واخترت طريقي، واخترت أن أكون بيضاء. جلست أبكي وأبكي، وضميري لم يَتْرُكني أبدًا، وكنت أُصَلِّي وأقرأ سورة التوبة وكأنَّ السورة كانت لي حَصرًا، وكلماتها، يا إلهي! هنا عاهَدت الله مَهما حدث ومهما جَرَى لن أتنازل عن عَهْدِي ووعدي معه، لن أؤذي أحدًا بما تعَلَّمْتُه حتى لو هم فعلوا. فقط أن يُعِيدَ لي إحساس السلام، وألَّا يكونَ غاضِبًا مِنِّي. وفعلا قد أحسست بذلك بعدها. واعترفت له بِفِعْلَتِي بالمناسبة حتى يَسْكُنَ ولا يَزِنُّ المَدْعُو ضميري، ولم يفعل لي شيئاً، فلايتجَرَّأ أحد في عائلتي على إغضابي أو فعل شيء لي، وهذا لا يعني أنِّي أعِيش حياةً مثالية، لكن لستُ فتاة مُعَنَّفَة أو مقهورة بمنزلها، وأتَمَتَّع بِقَدْرٍ كبير من الحرية، ليست بالقدر الكافي طبعًا لِكُلِّ أحلامي وطموحاتي، لكن أفضل من غيري. وهذه أنا، فإمَّا تَقبَلُوني كما أنا، أو يكون لكم رأي آخر. أنتظر الرد، وهذا لا يعني أن تُعَنِّفَنِي بِرُدُودك أو تهاجمني وأَسْكُتَ لك، أو ربما يَسبِقُنِي الغضب فأَنْسَى عهدي معه، وهذا ما أخاف منه، لذلك ربما العُزلَة هي الآَمْثَل لي، والاكتفاء بالبحث ببرامجي وتطويرها والتَّدَرُّب عليها هي وتَصَامِيمِي.
قد وصفت فعلي هذا بأنَّه فعل ناضج. للمرة المليار أنا لستُ ناضجة حتى تَصِفَ أفعالي بالنُّضج، ولن أَنْضُجَ مهما حصل أو يحصل. هي فقط خيارات، وبالتالي تَحلِيلُك خاطئ.
(جميلٌ جدًّا أنك الآن راضية بحياتك ولا تريدين حياة أحد أو حياة أخرى. هذا ما أَتَوَسَّمُه فيكِ من ذكاء).
وهذا هو معنى كلماتك المستفزة التي قُلتَها لي، والتي سألتك عن معناها وتعمَّدْتَ السكوت. ربما لو كنتَ وضَّحْتَ لي لما شعرت بالغَيْظِ منك. خسارة، كنت فاكراك أنضج وأذكى من ذلك. مستفزة وأنت تعلم إنَّها مستَفِزِّة، ولذلك قُلتَهَا. دائمًا أنتم هكذا الكبار مُزعِجِينَ، تعتقدون فقط أنَّكُم من تفهمون ومَوَازِينُكم للأمور هي الأَصَحّ دائمًا، ونحن لا نفهم. أنتم فقط العقلاء، ونحن الحمقى لا نَعِي ولا نفهم الحياة مثلكم. أنا لا أقصدك أنت شخصيًّا، أنا أتكَلَّم بشكل عام، كلامي له هو وليس أنت عمومًا. طبعًا كلماتي التي قُلتها لك وقتها لم تكن تَحمِلُ نفس التأثير الذي حَمَلَتْهُ كلماتك. تبًّا، مستفزة ومُغِيظَة جملتك. أريد أن أَسْتَفِزَّك.
(بمناسبة المسؤولية، لسنا نحن ولا هذا الموقع من منعك من البرامج الصحيحة لمشروعك، ولا من تكوين علاقات جيدة مع زملائك).
لكني انشغلت بكم. عمومًا رفضوا تصميماتي جميعها، هو ليس بالأمر الفضيع لكنه مُحبِط لي نوعًا ما، فهذه أول مرة يُرفَض لي تصميم. الخطا خطئي، كان لازم أهتَمّ أكثر، وهذا كان سيُضاف لِنِقَاطِي ويرفع مِنِّي في مادة ال PC عموما. تركت كل شيء وأجلس أفهم وأَتَدَرَّب على المجموعة الجديدة من البرامج. يجب أن أتمكن منها، بإذن الله سألحق بهم. تمكَّنْتُ من الكثير وبَقِيَ القليل، ومن ثَمَّ أُنَفِّذُ التصميمات وأُرِيهُم شغلي وقتها, ولن أُعطِيهم تصميماتي. لقد تركت كل شيء، تركت الدراسة، وهذه المرة لن تستطيع التأثير عليَّ بكلاماتك السحرية الفسفورية. لم أدخل امتحان الترم التاني كله (يولَعُوا. كل ده عشان يقولوا لي تصميمك وااو، وأطلع الأولى. عنهم ما قالوا. وماله، السقوط له نَكهَة برضه، لَوْلَا السُّقُوط لَمَا عَرِفْنَا النجاح). حتى سمير قال لي "طُظْ فيهم"، وفعلًا طُظ فيهم، وطُظْ بالسنة الدراسية هذه، أُكمِلُ السنة الجاية، ما المشكلة!
(غرورك وافتراضك أنك محترفة ولا تحتاجين إلى ما سوف يقال في الدورة هو ما وضعك في هذا الموقف. أنت بدأت بالأسئلة، ونحن أَجَبْنَا).
أنا مش مغرورة. هل تعرفني حتى تقول مغرورة؟ إذا بنيت فكرتك وصورتك عني من الكلام فأنت قلت الكلام عليه 7% فكيف عرفت حقيقتي؟
وأيضًا هناك شَعرَة رفيعة جدًّا بين الثقة بالنفس والغرور، والشخص وحده من يعرف أيَّ حَافَّة يميل لها أكثر. مثال: اليوم أنت د/ علاء مرسي، دكتور الطب النفسي بما لديك من خبرة علمية وعملية وخبرة حياتية، وتمَّت دعوتك لحضور نَدْوَة عِلْمِيَّة ستُدِيرُها أنت مع مُبتَدِئِين في علم النفس لكن ماهرين ومُتَمَكِّنين من معلوماتهم وقدراتهم العلمية بالطب النفسي، وأيضًا مع بروفيسورات بالطب النفسي، وسيكون الحوار عن دورك كطبيب نفسي هنا بموقع مجانين. هل يمكن أن تَشُكَّ ولو لحظة واحدة أنك لن تكون قادرًا على إيصال المعلومات العلمية والتجربة الكاملة لمن حولك بمنتهى السهولة؟ ها؟ أريد جوابًا واضحًا وصريحًا. وأيضًا، لماذًا؟ وتذكر من فضلك أن الصراحة والصدق ينتُج عنهما نُضجًا ووَعيًا حقيقيًّا.
(دعيني أسألك: هل تستطيعين وصف إحساسك بثدييك، وفي نفس الوقت إحساس أي امرأة بثدييها أو ببَظْرِها أو مِهبَلِها وصفًا عامًّا دقيقًا مختلفًا ينقل الصورة والخبرة كاملة لعالم الرجال).
طبعًا لن أستطيع، ولا أحد سيعرف أن يصف لك كل هذا، لكن لحظة من فضلك، أنت تُعطِينِي سؤالا غير دقيق وغير عادل. أنا سألتك عن "لماذا يوجد لدى الرجال الثدي (وبالمناسبة أنا قلت ثدي وليس حلمات. حلمات! اسمها ثدي يا دكتور عمومًا)، ولم أطلب أن تشرح لي إحساسكم بوجود الثدي!" وأعتقد هناك فرق كبير بين الاثنين. طلبي كان عن معلومة طبية أو تشريحية، وليس معلومة حِسِّيَّة.
وقد فَهِمت أنَّك لم تَكُن تعرف، وأنا لم أَكُن أعرف أنَّه يمكن ألَّا تَعرِف! ألست كبيرًا؟ يعني تعرف كل شيء، فكيف لا تعرف عمومًا؟! شكرًا جزيلًا للتوضيح، وأعتذر مرَّة أخرى لسوء الفهم، فأنت لم تُعَرِّفني وتُوَضِّح لي كما الآن، وأنا ظننتك تعرف كل شيء وأي شيء، حتى عندما سألتك عن أسماء الأسماء (أتذكر؟) كنت أريد أن تُعَرِّفَنِي على الأشخاص نفسهم، وتحكي لي عنهم وبماذا فكَّروا، ولماذا سمُّوا الأسماء هكذا واخترعوا المُسَمَّيَات. وأمَّا بالنسبة لرغبتي بمعرفة ثُقلِ الأعضاء الذكرية: أبشر يا طيِّب، طبَّقت نظَرِيَّتكما أنت وسمير بمُوازَة ذلك بإحساسي بالثدي (عبقرية الفكرة دي وش)، وأعتقد أنِّي أَرْضَيت فضولي ولمست الإحساس بها نوعًا ما. وكل بنت لديها نفس فُضولي "جَرِّبيها، ستُعجِبك وتُشبِع فضولك، لكن بشرط أن تُتقِنِي لغة الإحساس". شكرًا لك.
(لأنك تفترضين أنني طبيب، بينما أنا لست كذلك، فأنا لم أَتَخَرَّج في كلية الطب _وإن كانت لديَّ بعض المعلومات الطبية_، أنا لدي دكتوراه في العلاج النفسي وليس في الطب).
ما هذا؟ إزاي يعني دكتور، لكنك لست طبيبًا؟! أيوة أيوة. د/ علاء أنت لست طبيبًا، أنت تتقَمَّص دور طبيب! ولكن لماذا كل هذا لمُجَرَّد اختلاف في الرأي أو أسلوب الحوار إن كان المستشار مُتَطَوّعًا بمحض اختياره، فالسائل أيضًا مُتَطَوِّعٌ بمحض اختياره. نعم، لكن الطريقة يا د/ علاء كانت سُخرِيَة وتَهَكُّم وتجاهل (هكذا فهمتها وقتها، فأنت لم تُوَضِّح لي كما الآن). معك حق، هو كُلُّه تَطَوّع، لكن التطوع هذا له قوانين وأُصُول، فمثلًا عندما يُرسِل لك شخصًا شيئًّا وتتجاهله عامِدًا دون أن تقول مثلا لا أعرف وتُعَرِّفُه بذلك. هنا سيكون موضوعًا آخر. وطبعًا كل شخص حُرّ كيفما يُعَبِّر ويرى، وعندما يسألك أحد عن شيء وتقرأ ولا ترد، ماذا يعني هذا؟!
والآن يَصِلُني كلامًا منك. أليس من اللَّطَافة والتعامل الراقي بين الناس ألَّا أتجاهل كلامًا تكتبه لي؟ رَدِّي على كلماتك معناها أني أحترمك، وأحترم ما تكتب لي. والمطلوب احترام ما نكتب لكم أيها السادة المستشارين العقلاء المجانين.
(وإذا كان الحوار غير مُجدٍ، وليس كما تريدين فليس هناك ما يُرْغِمُك على الاستمرار فيه).
ولك أيضًا ذلك، إذا كان الحوار غير مُجدٍ، وليس كما تريد فليس هناك ما يُرغِمُكَ على الاستمرار فيه.
(عندما أقول لك أنَّكِ اشتركت في خيانة، فهذا وَصفٌ لما سَرَدْتِيه).
عجيبٌ! تُعيدُ فتح الموضوع مرة أخرى، ولا تحترم رغبتي بِعَدَم فتحه، ولا تهتم لمشاعر غيرك! ومرة أخرى أنا لستُ خائنة، وليس من حَقِّك قَوْلَ خائنة، وما قُلتُه لك لا يُعيطِكَ الحقَّ مُطلَقًا قول هكذا صفة.
(لماذا تريدين أن يكون الوصف بطريقة أخرى؟ أي طريقة هذه).
بسيطة، أن تقول لي أنِّي مُخطِئة ولست خائنة. هناك فرق! أنا مُخطِئَة رُبَّما. ليس بالضرورة خطأ، هي تجربة. أمَّا خائنة لا. هل وَضَّحت؟
(ربما تُرِيدِينَ وَصْفًا يجعلك في النهاية أقرب إلى الضحية البريئة من الاشتراك، ربما تريدين وصفًا يُعْفِيك من المسوولية. لماذا؟ كلنا نُخْطِئ، وعلينا التَّعَلُّم من الخطأ. الإنكار لا يُفِيدُ إلا في أن نُكَرِّر الخطأ. جلد الذات أيضًا لا يُفِيد إلَّا في أن نكرر الخطأ).
لا، ليس كذلك. أيُّ ضحية، وأي جَلد ذات؟! ما علاقة هذا بِذَاك؟! كيف تَصِفُنِي بالخائنة؟ هل تعرِفُنِي جيدًا؟ هل تعرف طبيعة علاقتي معه؟ هل تعرفه هو شخصيًّا؟ هل سمعت منه؟ هل تعرف كيف كُنَّا نتصرَّف؟ ماذا كُنَّا نَقول؟ هل كنت معنا؟ ثم ماذا يعني فعل الخيانة هنا؟ هيا أجب لو سمحت. ما هي؟
من وجهة نظري، لا يُوجَد شيء اسمه خيانة. الخيانة لِمَن؟ ومَع مَن؟ بَشَر مع بشر؟ أم بشر خَان الله؟ بشر لم يلتزم ولم يَحتَرِم القانون والقاعدة الإلهية؟ لا يوجد نَصّ قُرآنِي يقول "خيانة زوجية" أو "خيانة بَشَر لبشر". الخيانة لله ومع الله، هكذا نصوص الآيات، من يتجَرَّأ يَخُون ويُغضِب الله.
هو رجل عاقل، ناضج، وكبير، وأنا من حَقِّي الدخول بأيِّ عِلَاقَة، وأنا حُرَّة. هل شاهدته أو شاهدتني بفِعل فاحش حتى تتجَرَّأ وتقول لفظ خائنة؟!
أعرف أنَكَ ستقول لي: "إذا كنت واثقة أنَّك لم تفعلي ما هو مُعِيب أو معصية فلماذا أنت مُنزَعِجَة؟" أليس هذا ما كنت تَوَدُّ كتابته؟ عمومًا أنا مُنزَعِجَة من إصرَارِك على فتح موضوع طلبت غَلقَه، وإصرارك التَّكَلُّم بموضوع لا علم لك به أصلًا.
الخيانة شيء مَذمُوم يَهُزُّ عَرشَ الله، من يتجرأ على إغضاب الله بهكذا شيء! ثم إنَّ العلاقة بيننا كانت علاقة صداقة يَسُودُها الاحترام والحب النقي. وإذا قلت ما قلته لك فهو كلام، أفكار. لا يُهِمُّني مُطلَقًا رأيك، وعند الله الفِعلُ هو ما نُحاسِبُ عليه، وليس الأفكار. والأمر الآخر اليوم هو لو أنَّ أحد أفراد أسرَتِك أو ابنة أختك مثلًا لديها علاقات صداقة مع آخرين وأُخرَيَات, ويَجْمَعُهم الوِدّ والحب والاحترام، وفعلت ما فعلتُ بالضبط، هل ستقول خائنة من وجهة نظرك؟ أم تقول لها "تجربة وتَعَلَّمِي منها"؟
على هذا أنت أيضًا خائن! فهل حديثي معك الآن وبَقِيَّة السائلين عندما نسألك ونسألكم، وأحيانًا يكون عن الجنس وغيره يُعتَبر خيانة يا دكتور؟! وجلوسك بالعيادة أو أي مكان عام أو خاص مع صديقة مُقَرَبة لكَ خيانة؟! هل ترى الأمور هكذا؟ كفى رجاءً، إمَّا أن تُصلِحَ وصفك، أو لا تتَدَخَّل أكثر، فَمَن حولي لا يتجَرَّأ أحدٌ فيهم على وَصفِي هكذا، وأنت تقولها عادي! قد نصحتني ووَجَّهْتَنِي، وعملت ما تَرَاه من وجهة نَظَرِك صحيحًا.
(تقولين "الدراما، معندكمش غير هذه الكلمة، أنا حرة بالتعبير كيفما أريد". نعم أنت حرة، وكُلُّنا أحرار، فلماذا تريدين تقييد حرية التعبير وتقولين أنَّه من اللَّازم اختيار طريقة أخرى في التعبير).
أنت تَخلِطُ الأمور، كلمة الدراما وصَفَت بها سلوكيَّاتِي وتعامُلِي مع أهلي ومع أكثر مادة أكرَهُها بحياتي، وهذا لا يدخل بمجال النقاش، هذه طريقتي معهم. صح غلط، هكذا أفعل أنا، وهم لم يشتكوا لكَ. كُلُّنا أحرار، لكن الحرية بدون ضوابط وقواعد تُصبِح هَمَجِيَّة بَشَرِيَّة. اليوم موقع كموقعكم، موقع حر لا توجد فيه أي رسوم من أي نوع، يدخله كل الأجناس من مُختَلَف الأقطار والأعمار والأفكار، وكلهم أحرار بإرسال لكم ما يُريدون، فبعضهم عابِثون فاسدون يُرسِلُون بقايا نفوسهم الفاسدة القَذِرَة، فهل بذلك هم أحرار لمجرد معنى الحرية موجود قولًا وعملًا؟! أكيد لا. وحتى الله لن يرضى بأن نستَغِلَ مفهوم ومعنى الحرية التي وهبنا إياها، وكل من يؤذي بحرف أو فعل يعود له كما قَدَّمَه. هذا قانون إلهي لا جدال أو نقاش فيه، من لا يؤمن به أو لا يعرفه، فالعقاب والجزاء أيضًا حُرٌّ بأن يأتي لِمَن يستحقه ولا يحترم مفهوم ومعنى الحرية. تقييد حرية التعبير! من قيَّد حُرِّيَّتك؟ ما قيمة حرية التعبير إذا صارت حرب كلامية ومُنحازَة كِتَابِيَّة؟ التعبير أو الكلام هنا وسيلة للتوضيح وتوصيل فكرة بهدوء تام، واحترام مشاعرنا وآدميتنا. نَثِقُ بكم في تعليمنا ومساعدتنا، وليس السخرية أو التجاهل أو الصدمة. ما هذا؟ أنا لا أحب هكذا أسلوب، وبالذات الصدمة. لماذا؟! يُوجَد العقل والمنطق والتوضيح المُطلَق بهدوء وبكل حرية، وبدون سخرية من الفكرة حتى. إذا كانت الغاية نبيلة، فأعتقد الوسيلة ستكون أكثر نُبلاً وحكمة، فأيُّ حرية تريد أيها الطبيب الرجل للتعبير معي ومع غيري؟
(هَوِّنِي عليك وخُذِي الأمور ببساطة، ليس هناك في الحياة ما يستدعي كل هذا الانفعال والغضب الذي كثيرًا ما تَتَضَمَّنُه رسالاتك على حَدِّ فَهْمِي البسيط). وأيضًا (مثلًا كلمة مسئولية مكتوبة هكذا في القرآن، شِئْنَا أم أَبَيْنَا، لا يهم رأيك أو رأيي في الموضوع، ولكن المهم أن نُفَكِّر ونُوَجِّه أفكارنا ونختار المعاني التي سوف تدفعنا إلى الأمام أو ما هو أفضل).
معك حق، وكلامك لطيف ومُقنِع لي. وأيضًا فكرة الحديث من خلال نصوص كتابية لا يوجد فيها لا نَبرَة صوت ولا تعابير وجه، فقط كلمات، حروف صَمَّاء تتَمَدَّد لتصنع بَحرًا من الظُّنُون، ما بين مَكتوب لم يُقصد ومَقصُود لم يُفهَم، ومن سوء فهم إلى خصام، وربما فِرَاق .حصل سوء فهم، والأهم أن يكون الجميع بخير وصحة وسلامةـ ولكن تعود وتقول كلامًا آخر. كيف عرفت أن رسالاتي تحمل الانفعال والغضب؟ أَلَمْ تَقُل 7% فقط على الكلام؟ كيف عرفت؟ وإن كان صحيحًا، فحضرتك الذي تبدأ أولًا وليس أنا.
(بالمناسبة، هل تعلمين أن الكلمات تحوي 7% فقط من التواصل؟ 38% تَكْمُن في نَبْرَةِ الصوت وخصائصه وسرعته. 55% تكمن في لغة الجسد والإيماءات والتعبيرات غير اللفظية. بالتالي، انطباعك عَمَّا هو مكتوب كإصْرَارك على أنه يحوي سخرية أو قسوة أو تَهَكُّمًا هو 7% فقط من الحقيقة في غياب الصوت والرؤية).
بالمناسبة، أنا أَعرِفُه ومُتَّفِقَة معك طبعًا، وهو صحيح، لكن بالمناسبة أيضًا ليس كل الأبحاث، وليس كل العلوم والاجتهادات البشرية دقيقة 100% يا د/ علاء (دقيقة، وليس معناها أنَّها غير صحيحة). هل أنت مُؤمِن بما تكتبه وتُرسِلُه لنا؟ هل تشعر أو تتخَيَّل أحيانًا كيف يا تُرَى سيكون وقع كلماتك علينا (باعتبار أنَّك خيالي مثلنا وتُجِيد لعبة التخيل)؟ أنا فقط أحكي لك وأُعَرِّفُك طريقة تفكيري، فلا تَقُم بترجمة كلماتي لأي معنى آخر.
هل تعرف، لقد تركت الكتابة الآن وذهبت للصلاة وأنا مُستَمتِعَة، وفعلتها عندما كنتُ أعمل على برامجي، وأنا بالعادة لا أحب ترك البرامج أبدًا أو ما أنا مشغولة فيه، أحب أن أستمرَّ بالتركيز الكامل بما عندي، وممنوع أي ضوضاء أو أحد يدخل عليَّ غرفتي، ممكن موسيقى معينة. هل له تحليل نفسي هذا؟ أرجوك بلاش تقولي يعني رغبة في التحكم! وعندما يتنهي الشيء أفعل الآخر.
لكن كلماتك عن الصلاة هذه "بالنسبة للصلاة: الصلاة هي صلة. نستطيع أن ننظر للصلاة على أنها وسيلة إعادة شحن بطارياتنا الروحانية عن طريق الاتِّصال بالروح الأساسية التى نأتي منها"، وما لديَّ من معلومات شعرت ولمست تلك الصلة بعيون عقلي وقلبي وروحي، وأعتقد أن لك الأجر في ذلك إن شاء الله، ولا يعني أنِّي التزمت 100%. أحتاج أن تقول لي كلمات أخرى تُنيرُ داخلي سراديب المعاني حتى أفهم وأَلْتَزِم أكثر.
وما قلته لي هذا "بالنسبة لاندماجك في عملك فهذا عظيم. تذَّكَرِي فقط أن الصلاة قد تفتح أبوابًا أخرى للتفكير في عملك والوصول إلى برامج أفضل. اعتبريها إجازة ذهنية لكي تعودي لعملك مُتَجَدِّدة الطاقة. هذا ما يفعله المُخترِعُون والعظماء والعلماء" جعلني أترك ما بِيَدِي بحُبّ واستمتاع. هل تعلم، مرَّت عليَّ لحظات لم أكن قادرة على النهوض من السرير، كانت روحي تتألم، والحياة على وُسعِها صارت تَخنُقُني، لكن بعض من كلماتك كانت كالصاعقة عليَّ جَعلتني أنهض من السرير، أحيا من جديد، وبِنَفْسٍ أنقى وروحٍ أَسمَى. ها! هل ما زلت ترى أن الكلمات عليها 7% فقط؟ فمن فضلك لا تتجاهل أسئلتي وخُذ وقتك بالرد، وبما تعرفه عَرِّفني به بدون سخرية لأنه يعتبر أحد أنواع التَّنَمُر، وليس دائمًا علاج. وتذكّر أنَّ كلماتك قد تُحيِي روحًا أو تُطفِئُها.
(المسؤولية عَمَّا نفعل بما نسمع ونرى وأفكارنا ومشاعرنا (الفؤاد) تعني أن لدينا تَحَكُّم واختيار. كيف نكون مسئولين عَمَّا لا نملك الخيار فيه؟! ولكن الناس يكذبون ويقولون "نحن بشر، كيف يمكننا التحكم في مشاعرنا؟").
هناك آية، لكن للأسف لم أَجِدُها ولا أحفظها، لكن أعتقد أنِّي فَهِمْتُها، وهي كانت تقول أن السمع والبصر نعمة، فكيف ستتصرفون بهذه النعمة؟ ربما هذا يُفَسّر جزءً من كلامك، لكن الفؤاد كيف؟ هل هناك آيات أخرى تتكلم عن نفس المعنى؟ ربما هي آيات مُتشَابِهَة فاختَلَط المعنى. يجب أن تضع الأيات بشكل مُرتَّل، بمعنى مصفوفة وجميع الآيات تحمل نفس المعنى والكلمات.
بقي شيء مهم: قد طلبت من الفتيات أو السيدات أن يردوا على د/ علاء ومازلت، لكن بشرط أن يكون معكم حجة وقوية تناقشونه فيها، وتوضِّحون له، وأن تكونوا واعِين تمامًا أنكم فعلًا صادقين بحُجِّتِكم، وحُجَّتُكم لتصحيح الخطأ وليس مُجَرَّد الرَّد. وتذكروا أنه كان يَرُدُّ ويعطي من وقته وعقله لمساعدتنا، فيجب ولا بُدَّ من احترام وتقدير هذا. وحتى لا يحدث خَلْط بالأمور ويُفهًم من كلامي أنَّها حرب مع الآخر باستغلال الحُجَج فقط.
أسئلة:
أعتقد أنَّك تعرف القرآن الكريم، أقصد التفسير. هل تعرف التفسير؟ ومِن أين تعلَّمت التفسير؟ مهم جدًّا أن أعرف من أين؟ هناك آيات أَوَدُّ مناقشتها معك إذا كنت تعرف، وعمومًا الغاية هي التفَكُّر والتدَبُّر. طيب، وسبب أنك قلت نفس المواضيع التي تناقشت بها مع أهلى، كيف عرفت؟ يمكن يريد أن يُرسِلَ الله لي شيئًا من خلالكم.
عمومًا هذه الآية "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183) أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ ۚ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۚ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ ۖ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ ۚ وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (184)". طيب يا د/ علاء هو ليه هنا ربِّنا مَقَالش عن الحائض لا تصوم؟ ها، ليه؟ الآيات واضحة، أليس كذلك؟
إذا كنت ستقول لي "كلمة المرض تَدُلُّ على الحيض"! ها أنت طبيب نفسي، ولا بد أنك تعرف علميًّا: هل الدورة الشهرية مرض؟ أنتم تقولون هي ليست بالمرض! وأيضًا عندما قال الله وحدّد طبيعة العلاقة الجنسية بين الزوج والزوجة، ألم يَقُل "فاعتزلوا النساء فى المحيض ولا تَقرَبُوهن حتى يَطهُرن"؟ أليس هذا تشريعًا؟! فكيف لا يهتم الله بوصف التشريع بوضوح؟! وأعتقد هو واضح هنا أنَّه حدَّد وقت الحيض لعدم الاقتراب! لكن لم يذكرها ويُحدِّدها وقت صيام رمضان! وأعتقد أن رمضان لا يَقِل أهمية عن العلاقة الصحية والصحيحة بين الأزواج. وهذا معناه أنَّنا كَنِسَاء يجب علينا الصوم برمضان حتى وإن كُنَّا حائضات.
بالنسبة لأول أيام هي فعلًا تكون مؤلمة جدًّا، نكاد نكره أنفسنا الحقيقة من شِدَّة وَجَعِها، ومع ذلك لا تكون لدينا رغبة بشيء. وبالنسبة لي أنا شخصيًّا لا يكون لي المَقدِرَة والرغبة بالأكل أو الشُّرب حتى لا أستطيع أخذ حبَّة لتسكين الألم، فمعناها أنَّنا نقدر على الصيام إذن! صدمة! بالنسبة للأحاديث، فهي أحاديث. هل الأحاديث أَهَمّ أم قول الله بكتابه؟ ثم لو بَحَثت مثلًا بصحيح "مسلم والبخاري" _ولست أدري لماذا يجب أن نجري ورائهم!_ الصاعقة بالموضوع أن جميعهم (البخاري والترميذي والباقي) من بلاد فارس ونَحنَ عَرَب! فكيف نقلوا ما نقلوا لنا؟! وكيف نَثِق بِهِم؟ وكيف نربط حياتنا بناس ماتوا من كذا سنة؟! عمومًا ستَجِد عبارة عن روايات وقصص غير واضحة، ولا يوجد نص واضح وحديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم نفسه يقول أنَّنا لا يجوز أن نصوم! كلها عن فلان وعن عِلَّان! من هؤلاء؟ أَلَا يمكن أن يكونوا على خطأ؟ أو أن يكون من تناقَل الأحاديث والقصص مخُطِئين أو كاذبين أو مؤلِّفين أو مُحَرِّفين... إلخ؟ لكن الآيات واضحة.
كنت دائمًا أسأل نفسي عنها، ومن حولي كانوا يقولون لي "فلان وعلان وزعفران قالوا ذلك" لكن هذا المرة لا. يجب أن يكون الصوت أعلى، فهل تسمَعُني؟ أعلم أنَّه سيدخل مُهاجِمِين باسم الدين والرسول والكعبة و... و... و... وسيأتون بأقاويل عن فلان بن علان، وحمدان بن خزعبلان، وعن... وعن... وعن...! سيكون الرد "خذوا عَنعَنَاتكم هذه وعَنعِنُوا بعيدًا، فلا مقارنة ولا تفضيل بين أقاويل أشخاص عاديِّين وبين كلام الله المُقَدَّس بكتابه الكريم" فما رأيك؟
(الرجال روَّجُوا فكرة من حديث نبوي تقول "إن النساء ناقصات عقل ودين"، وفَسَّرُوا هذا بالدورة الشهرية وبعاطفية المرأة. منتهى الجهل والغباء والتَعْتِيم والتعميم الأعمى. الحديث فيه وصف لنوعية معينة من تصرُّفات بعض النساء، والتي كانت تُحَاوِر الرسول _عليه السلام_ امرأة كان يشهد لها أنها من أكثر الناس حكمة ورَجَاحَة عقل في الجزيرة العربية. إضافةً إلى هذا، الحديث كان في المدينة، وفي يوم عيد، فهل من الممكن أن يُطْلِقَ الرسول _عليه السلام_ هذه المقولة التَّعْمِيمِيَّة لامرأة حكيمة في يوم عيد، وفي البلد الذي آوَاهُ ورَحَّبَ به هو والمهاجرين، وهو من بُعِثَ لِيُتَمِّم مكارم الأخلاق؟ بالطبع لا. التَّعْمِيم يُشَوِّه الحقيقة).
بالنسبة لكلامك هذا فإذا كان هذا رأيك فأنا سعيدة بهذا جدًّا، لكن غريب أن ترى أنَّنا كنساء أو بنات لسنا بناقصات عقل ودين! أليس غريبا مع أنك رجل مثل كل الرجال المُؤيِّدين وبشدة لهذه المقولة، بل هي سِلاحُهُم الأجوف ضدّنا! فلماذا حضرتك ترى عكس ذلك؟ أنتظر رَدَّك أيها الطبيب الرجل العجيب.
بالطبع هو ليس بحديث، وأكيد نُسِبَ للرسول محمد صلى الله عليه وسلم وهو بريءٌ منه. الكثير من الأحاديث نُسِبَت له، وباسمه حلَّلوا وحرَّموا وعَمَّموا. كيف نكون ناقصات عقل ونحن نفكر، وفينا الطبيبة والمهندسة والمحامية والرياضية والسفيرة والوزيرة، ولدينا عقل كامل (يختلف عن الرجل، لكنه كامل)، ويُخلَق بداخلنا الرجل الذي ينتقص مِنَّا ولا يُخلَق داخل الرجال، فنحن أمهات وزوجات وبنات وعاملات، أمَّا الرجل ينتَقِص فقط. وكيف يخلق الله شيئًا ناقصًا؟!
وإذا كان بسبب أنَّنا لا نؤدي الصلاة، فلو كان هناك رجل عمره 70 عامًا، لِنَقُل 30 سنة من عمره لم يؤدي الصلاة ولم يسجُد لله، هل هكذا يقال عليه ناقص دين وعقل لأنَّه لم يَسجُد ويشكر ويُعَظِّم خالقه؟ وهل يمكن أن يكون هناك فعل يُنقِص من الدين لو لم نَقُم به؟
نقاشي مع سمير حول هذا الأشياء انتهى بالصمت، وبدأ يقتَنِع نوعًا ما بِمَا أقوله (هكذا أشعر، لكنه لم يَقُله لي صراحةً)، وعندما أسأله ونتناقش فلا يَجِد ما يُجِيب به علي. ربما أنتم معكم، ربما. هو اقترح أن أستمع لشخصٍ يُدعَى ديدات، لكن لم أفعل. بالرغم من أنه ليس مُتَزَمِّت أو مُتَعَمِّق بالدين، ولا يستمع للشيوخ، ولا يستخدم القوة معنا. وأنا لا أحب الشيوخ المخابيل أصحاب الحناجر الضَّحْلَة، هم فقط يُرعِبُوننا، لماذا وأنا كنت طفلة أرعَبُونِي بموضوع القبر والصلاة والعذاب والثعبان الأقرع؟ هل يوجد ثعبان أقرع بالدنيا؟! يا أحمق، كنتُ طفلة برئية المفروض تكون الحياة كلها فرح ومَرَح ولَعِب، وهو يقول ثعبان أقرع! وأشياء مُرعِبَة ومُفزِعَة عن الموت! تبًّا لهم. وأسماء مُرعبًة مثل "مُنكر ونَكير". لماذا يُسَمِّي الله ملكًا بمُنكر؟! مُنكر! أليست كلمة قبيحة! مُخيفَة! مُنكر ونَكير! يا ماما ما هذا؟! ولماذا وكيف عرفوا ألوانهم زرقاء؟ ولماذا يضربوني لو أخطأت؟ وإذا كانت الروح لله وستعود له فيبقى الجسد فارغًا يعني بدون إحساس بشيء! فكيف تعود الروح وهي صعدت للسماء؟!
هناك شيء أخاف منه سأحكيه لك: عندما أفكر بفكرة أننا سنموت وندخل القبر، وتعود الروح ونحن تحت في القبر كما لو أننا أحياء، ونشعر بكل شيء، لكن لا نقدر على الخروج أو فعل شيء. يعني ممكن نشعر بالملل حتى، أو نشعر بالدُّود وبقية الكائنات المُخيفَة الخَفِيَّة هناك وهي تأكلنا أو تعذِّبُنا، وهذا مُخِيف جدًّا جدًّا، أليس هذا تعذيبًا؟! مهم أن أعرف رأيك بهذا. لا يمكن أن يكون هذا هو الله، وهذا ما يفعله، هذه أساطيرهم الخرقاء. الملائكة نورانية أو بيضاء أو أشكالهم جميلة تَشْرَح القلب والنفس. في الأفلام الأجنيبة دائمًا يضعون تصورات إيجابية ملائكية نورانية رقيقة تُداعِب قلوب الأطفال وتحتَضِن عقولهم، فيُحِبُّون الطقوس ويؤمنون بما لديهم. أمَّا نحن لدينا (مُنكَر ونكير، وعقرب، وثعبان أقرع) كيف سأُحِبُّ لقاء الله وفيه كل هذا العذاب؟! والله يقول "لقائي جميل"، وهو جميل! لا يُوجَد أسماء منكر ونكير هذه في القرآن، كُلُّها روايات لترهيب وتخويف الناس حتى لا يعمل العقل فيموت.
لا أقتنع بفكرة أن أستمع لكلام ناس عاشوا وماتوا قبل كذا سنة، وعليَّ أن أُطَبِّق أفكارهم بالدين، وما فعلوه أفعله! هم مجرد ناس عاشوا زمنهم. زمان كان الناس يركبون البَعِير في التَّنَقُّل والتِّرحال، واليوم صارت الطيارة والسيارة والسفينة والصاروخ، فكيف يتماشى عقل الأمس مع عقل اليوم! والدين عقل. ما الفرق بين القطة والإنسان؟ ها؟ العقل. والدين جاء لأصحاب العقول.
عمومًا لا أريد أن أحكي أكثر، قد بُحتُ لكَ بما لا يجب أن أُشارِكَه مع غرباء، لكن ربما أراد الله أن أَسْلُك طريقًا آخر لِأَفهم. عمومًا أريد أن أسمع منك أولًا، فأنا لا أعرف ماذا سيكون ردّ فعلك بعد هذا الكلام، لكن تذكر من فضلك أنَّك قلت لي أن اختلاف وجهات النظر لا يُفسِدّ للوِدّ قضِيَّة، لذلك أنتظر رَدَّك وبعدها أُقَرِّر إذا ممكن أُناقِشُ معك أشياءً أخرى. ولك أيضا وفقك الله إيانا لما فيه الخيروالصواب.
الرَّدّ للمُحرِّرِين:
(ويُضِيفُ فريق تحرير مجانين، في البداية دعيني أُثْنِي على أسلوبك في الكتابة، وأَتْبع رأي الدكتور علاء في أنك لا بُدَّ أن تَخُوضي تجربة التأليف، أو أن تحضري وِرَشًا تدريبية تُنَمِّي مهاراتك في الكتابة التي أنت بالفعل بارِعَةٌ فيها، فأنت _ما شاء الله_ لديك أفكار واضحة وخيال واسع، ليس هذا فقط، بل أيضًا لديك القدرة على صياغة هذا الخيال والتعبير عن أفكارك ومشاعرك بشكل مُؤثِّر وجَذَّاب، لذلك لا تتركي هذه الموهبة التي لديك تذهب هباءً بلا استغلال).
مرحبًا. من أنتم؟ وما أسماءكم؟ وكم عدَدُكم؟ أنتم تقولون "فريق" يعني أكثر من شخص، فلماذا كلامكم يكون بصيغة المفرد؟ لأنك قُلتَ "دعيني"، فمن أنت؟ عمومًا عَرِّفوني على أنفسكم يا فريق.
إذا ترى أنِّنِي بارِعَة يا مُحَرِّر فلماذا تقترح أن أشترك بِوَرْشَة؟ لا أفكر، ولا يُهِمُّني هذا، أنا أُحِبُّ البرمجيات والتصماميم، هي كل حياتي.
يا فريق، بدأت أتوَتَّر، عن أيِّ مَهَارَةٍ تتحدثون؟ وأي صياغة للخيال هذه أنتم بها مُعجَبُون؟ هل ممكن أن تُوَضِّحُوا لي مباشرة حتى أفهم ولا يحصل سوء فهم مرة أخرى؟
بالنسبة لثانيًا: أعانكم الله. وأيضًا هل تعني أن د/ علاء لم يُفَسِّر حلمي ولم يهتمّ لهذا لأنه رأى أنه غير مهم؟! ما هذا؟! معقول! أنه مشغول والتفاصيل طويلة! أنه يتشَتَّت انتباهه. ما هذا؟ أهو طفل؟ الأطفال فقط من يعانون من تَشَتُّت انتباه، هو رجل كبير وعقله أكبر، كيف يتشتت؟ وأيضًا أنا اقترحت لكم تأخير الرد والرد لاحقًا. أعلم أنه تطُّوع، لكن إذا كان تطوُّعًا فهل هذا يعني أن يكون ليس كاملًا أو ناقصًا؟! حُجَّتُكم ليست قوية، فإذا كان عملكم لله ومع الله، فكيف تَهِبُون له شيئًا ناقصًا أو غير كامل؟! ومع ذلك كان الله في عَوْنِكم. وأيضًا اقترحت تأخير الرد، فهو من حَقِّكُم.
نعم، فعلًا لا أفهم الإجابات القصيرة والمَبتُورَة.
بالنسبة لثالثًا: هناك أحاديث كثيرة يُقال عليها صحيحة، وهي كذب وافتراء. وليس معناها أنَّ نَبِيَّنا المخطئ، بل عامَّة الناس. والأفظع من هذا أنهم قالوا أن التشريع والدين كان مُبعْثَرًا وهم من قاموا بالتَّجميع! ونحن صدَّقنا هذا بسبب الشيوخ!
المَرَدَة! حكايات تحتمل الصدق وتحتمل الزِّيف، لكن القرآن البرهان القاطع فلم يُذكَر هذا فيه. هل أنت مُقتَنِع بهذه الحكاية؟! لماذا يعني الله يفعل هكذا؟ لماذا يَسجُن المَرَدَة شهرًا فقط! من قال هذا؟ أَيُسجَن الكبار ويُترَك الصِّغار؟! لماذا؟ ما الغاية من هذا؟
من الذي يكتب لي؟ من أنت؟ ما اسمك؟ كم عمرك؟ من طلب منك أن تكتب لي؟ أحكي لي كل شيء بالتفصيل لو سمحت؟ يمكنك أن تتواصل معي عبر إيميلي يا محرر.
النَّفس الأمارة بالسوء! من فضلك أَعِد قراءة النَّص، فمن قال هذا الوصف على نفسه هي زوجة العزيز وليس الله. وأعتقد أنَّ هناك فرق بينها وبين الله. الله لم يَصِفُنا أو يُحَدِّد هو صفة النفس الأمَّارة بالسُّوء، وقد بحثت فلم أَجِد آيات تَحمِل نفس الكلمة أو المعنى حتى. ابحث أنت، وإذا وجدت ضَعهَا هنا. هي وصفت نفسها هكذا (كانت تقوم بجلد ذاتها). كيف تكون أنفسنا أمَّارة بالسوء ونحن خَلْقُ الله وفينا روحه؟! ما الفرق بين النفس والروح؟
وأخيرًا أعتذر يا مُحرِّر لو كانت كلماتي طويلة. وشكرًا لدعواتك الجميلة، ولك أيضًا أسأل الله أن يُعطِيكَ ما دعوت لي به وأكثر.
شكرًا جزيلًا لك، وموقع مجانين مُديرًا ومُستشارين ومُستشِيرين.
17/5/2021
رد المستشار
صديقتي،
مُناقشتك مع أهلك عن نفس المواضيع التي طَرَحناها هي ليست صدفة. هذه الأمور تشغَلُنا كلنا لأن ما يُقال لنا من فتاوى وتحليلات في كثير من الأحيان يكون مُثيرًا للجدل. بالطبع كل ما يحدث في حياتنا يتضمن رسائل من الله، ولكننا كثيرًا ما نُخطِئ فهم المعنى الحقيقي للرسائل الإلهية. خطأ الفهم لدينا غالبًا ما يكون بسبب انحيازنا لطريقة معينة في التفكير والتأويل والمعنى بسبب رغباتنا ومخاوفنا. على أي حال، طلب المعرفة والفهم هو شيء مطلوب وجيد، ويتطلَّب تحدِّي أفكارنا الثابتة أو الحدود والقيود فيما تعلَّمناه سابقًا.
مُلَخَّص موضوع التَّحَكُّم في الآخرين يَكمُن في شعورك بالاستفزاز أو الثورة أو الغضب عند الاختلاف في الرأي أو رفض ما تريدين، ومحاولة جعلهم يُنَفِّذون ما تريدين عن طريق الهجوم أو العنف السلبي تجاههم مثل النظرات الحادة والكلام اللَّاذِع والتَّجَنُّب والمعاملة الصامتة الجافة. الجدل والحوار لإقناع الآخر عن طريق فهم طريقة تفكيره وكيفية تَهدِئَة مخاوفه وإثارة حماسه لفكرتك باللغة التي يفهمها و الأمثلة التي يمكنه التعاطف أو التَّوَحُّد معها.
كلمة "تحكُّم" قد تحوي معنى الحكمة، ولكن من زاوية أن شخصًا يحاول فرض حكمته (مفاهيمه على الآخرين صديقتي، مُناقشتك مع أهلك عن نفس المواضيع التي طَرَحناها هي ليست صدفة. هذه الأمور تشغَلُنا كلنا لأن ما يُقال لنا من فتاوى وتحليلات في كثير من الأحيان يكون مُثيرًا للجدل. بالطبع كل ما يحدث في حياتنا يتضمن رسائل من الله، ولكننا كثيرًا ما نُخطِئ فهم المعنى الحقيقي للرسائل الإلهية. خطأ الفهم لدينا غالبًا ما يكون بسبب انحيازنا لطريقة معينة في التفكير والتأويل والمعنى بسبب رغباتنا ومخاوفنا. على أي حال، طلب المعرفة والفهم هو شيء مطلوب وجيد، ويتطلَّب تحدِّي أفكارنا الثابتة أو الحدود والقيود فيما تعلَّمناه سابقًا.
مُلَخَّص موضوع التَّحَكُّم في الآخرين يَكمُن في شعورك بالاستفزاز أو الثورة أو الغضب عند الاختلاف في الرأي أو رفض ما تريدين، ومحاولة جعلهم يُنَفِّذون ما تريدين عن طريق الهجوم أو العنف السلبي تجاههم مثل النظرات الحادة والكلام اللَّاذِع والتَّجَنُّب والمعاملة الصامتة الجافة. الجدل والحوار لإقناع الآخر عن طريق فهم طريقة تفكيره وكيفية تَهدِئَة مخاوفه وإثارة حماسه لفكرتك باللغة التي يفهمها و الأمثلة التي يمكنه التعاطف أو التَّوَحُّد معها.
كلمة "تحكُّم" قد تحوي معنى الحكمة، ولكن من زاوية أن شخصًا يحاول فرض حكمته (مفاهيمه على الآخرين) ويعاقبهم إن لم ينصاعوا أو يوافقوا أو يقتنعوا، لكن كلمة "تَحَكُّم" في الحقيقة تعني الحُكم (الحكمة هنا معنى مُشتَق وليس أساسيًّا)، الحكم على الأشياء والأشخاص، الحكم في الكَمّ والكيف، وكأنَّ من يريد التحكم يريد أن يأمر الآخرين.
التَّحكم في المشاعر والغضب والأفعال هو فرض إرادة الإنسان على مشاعره كي يفعل ما هو بَنَّاء، ويفكر بطريقة تُفشِي السلام بداخله، وبينه وبين الآخرين. هذا النوع من التحكم مطلوب جدًّا، وليس التحكم في الآخرين. علينا أن نتذَكَّر أن الله لم يتحكم في أفعال آدم وحواء عندما أَكَلا من الشجرة (شجرة معرفة الخير والشر)، بل أعطاهُما المعلومات وتركهما لحرية اختيارهما لأفعالهما ونتائجها. نزولهما إلى الأرض ليس للعقاب، ولكنه نتيجة للأكل من الشجرة.
تقولين: "تقول أنه واضح لكل من يقرأ ما أكتبه! كيف أنت متأكد أنه واضح؟". وإجابتي المختصرة المفيدة على هذا هي: كما هو واضح لكل من يقرأ حوارنا أنني، على الأقل من ناحيتي، مستمتع بمناقشة الأفكار معك.
تقولين: "قد وصفت فعلي هذا بفعل ناضج. للمرة المليار أنا لستُ ناضجة حتى تصف أفعالي بالنضج، ولن أنضج مهما حصل أو يحصل. هي فقط خيارات، وبالتالي تحليك خاطئ". النضج ليس بِسُبَّة، ولا يعني أن نفقد بسببه شجاعة وحرية وانطلاق الشباب، وإنَّما يعني أن نفعل ما هو ضروري وبَنَّاء بالرغم من مشاعر تدعو لفعل العكس في الوَهلة الأولى. أبسط وصف للنضج وقعت عليه هو أن النضج هو المقدرة على تأجيل المتعة أو إشباع الرغبات في التَّوّ واللحظة. هو ما يجعلنا قادرون على التَّرَوِّي واختيار ما هو أفضل.
تقولين: "دائمًا أنتم هكذا الكبار مزعجين، تعتقدون فقط أنتم من تفهمون وموازينكم للأمور هي الأصح دائمًا، ونحن لا نفهم. أنتم فقط العقلاء، ونحن الحمقى لا نَعِي ولا نفهم الحياة مثلكم". نعم الكبار كثيرًا ما يكونون مُزعِجين لاعتقادهم بأن ما يعلمون من خبراتهم وتعليمهم يكفي للحكم على الأمور بطريقة نهائية شاملة. في الحقيقة هناك العديد من الاحتمالات ووجهات النظر في أي شيء وأي موضوع. الفَخّ في أنَّ ما يتكرر في حياتنا من خبرات ومعلومات يصبح برنامجًا أوتوماتِيكِيًّا في العقل الباطن لتسهيل الأمور وتوفير الطاقة الذهنية لاستقبال معلومات جديدة. مثلًا عند بداية أي مهارة مثل قيادة السيارة أو العَزف على آلة موسيقية، نكون واعين للخطوات ونمضي فيها ببطئ وترَدُّد، ونحن نتحَسَّس طريقنا ونكون مُنفَتِحِين ومُتَقَبِّلين للمعلومات الجديدة، ومحاولة تعلُّمها وتفعيلها. بعد فترة من الممارسة، يختزن العقل الباطن المعلومات والخبرات، لكي يُوَفِّر الطاقة العقلية ويساعدنا على ممارسة ما تعلَّمناه ومحاولة إتقانه، ولكن بطريقة أوتوماتيكية تختصر الكثير من الخطوات والتركيز لكي تُتِيحَ لنا فرصة تطوير المهارة والتَّعَلُّم من الخبرة.
الكبار غالبًا ما يعتقدون أنهم على حق، وأنَّ ما لديهم من معلومات أو خبرات في موضوع ما هو نهاية العلم في هذا الموضوع. قد يكون هذا حقيقيًّا في الكثير من الأحيان، ولكن الخطأ يحدث في افتراض أن ما يعرفون هو كل ما يمكن أن يُعرَف. كل الناس يفعلون هذا من حين لآخر، وليس الكبار فقط.
تقولين: "مثال: اليوم أنت د/ علاء مرسي د/ الطب النفسي بما لديك من خبرة علمية وعملية وخبرة حياتية، وتمت دعوتك لحضور ندوة علمية ستديرها أنت مع مبتدئين في علم النفس لكن ماهرين ومُتَمَكِّنين من معلوماتهم وقدراتهم العلمية بالطب النفسي، وأيضًا مع بروفيسورات بالطب النفسي، وسيكون الحوار عن دورك كطبيب نفسي هنا بموقع مجانين. هل يمكن أن تَشُكَّ ولو لحظة واحدة أنك لن تكون قادرًا على إيصال المعلومات العلمية والتجربة الكاملة لمن حولك بمنتهى السهولة؟ ها؟ أريد جوابًا واضحًا وصريحًا. وأيضًا لماذا؟ وتذكر من فضلك الصراحة والصدق ينتج عنها نضجًا وَوَعيًا حقيقيًّا".
في موقف كهذا، مِمَّا لا شك فيه أنني سوف أحاول أن أنقل المعلومات والتجارب. قد يكون بعضها أسهل من البعض الآخر، ولكن من المؤكد أنه من المستحيل نقل الخبرات من شخص لآخر بطريقة حَرفِيَّة وكاملة، هذا لأن اللغة في العموم وسيلة قاصِرَة وليست كاملة. من ناحية أخرى، مهما حاول المُتَحَدِّث أن يُقَرِّب وجهة نظره وخبرته للمُستَمِع باستخدام خبرات ومعلومات مشتركة، فإن كل إنسان مِنَّا فريد من نوعه، وله حالته النفسية والبيولوجية والبيئية والجينية، وخبراته وذكرياته التي تؤثر على الكَمّ والكيف في فَهْمِه وتَقَبُّله للمعلومات من الآخرين.
بالنسبة لموضوع أنَّنِي أتجاهل أسئلتك، فَدَعِينا نتفق على الآتي: عندما أتجاهل شيئا فهذا معناه إمَّا أنني لم أفهم المَغزَى من طرح الموضوع في السياق الحالي، أو أنني ليس لَدَيَّ رد أو معلومة مفيدة، أو أن الموضوع تكرر وأصبح مضيعة للوقت. في بعض الأحيان التجاهل معناه أنك ينبغي أن تفكري بنفسك ولنفسك في الوقت الحالي عن الموضوع الذي تمَّ تجاهله.
تقولين: "ثم ماذا يعني فعل الخيانة هنا؟ هيا أجب لو سمحت. ما هي؟". أعتذر لفتح الموضوع، ولكنك من طَرَح الفكرة والأسئلة. على أي حال دعيني أُوَضِّح للمرة الأخيرة هذا الموضوع. دعينا نتَّفِق على تعريف عَمَلي للخيانة الزوجية كمثال، الخيانة الزوجية تبدأ من أن يكون أحد الطرفين في علاقة سرية مع طرف ثالث سواء كانت علاقة جنسية أم عاطفية أم مجرد كلام خاص على تشات، أن يكون أحد الطرفين في الزواج مُغَفَّلًا ولا يعلم بحوار سِرِّي أو بعلاقة سِرِّيَّة يقوم بها شريكه (الذي عاهَدَه على الصدق والأمانة) مع طرف آخر ثالث. ربما يكون المَخدُوع مُذنِبًا لأنه أهمل مشاعر شريكه ورفض الحوار والإصلاح والتعاون والمرونة، ولكن يجب أن يُقابَل هذا بموقف أو بطلاق أو بشيء ما غير علاقة أخرى. قد تكون علاقة الزوجين قد ماتت، ولا يهم من يفعل ماذا بدون عِلم الآخر. لا ندري التفاصيل، وكل حالة هي حالة خاصة وفريدة من نوعها. لم أَصِفُك بالخائنة، وإنما قلت أنك مُشتَرِكة في خيانة، هذا هو الخطأ أو التجربة التي عليك التعلم منها. أيًّا كانت ظروف هذا الرجل فَمِن الأفضل أن يحسم علاقته مع زوجته سواء بالإصلاح أو الطلاق، أو أن يُعلِمَها أنه سوف يتزوج من أخرى قبل أن يبحث عن علاقة.
واجبك أنت نحو نفسك هو أن تَعِي أن من يكذب ويُوَارِي الحقيقة عن زوجته وأُمّ أطفاله والتي يُعاشِرها ويُشاركها في الأكل والفراش والمَسكَن لا يمكن أن تُصَدِّقيه أو أن تَثِقِي ثقة عمياء فيما يقوله لك، وخصوصًا في كلمات الحب. من يحب يريد أن يكون حُبَّه في النور ولا يخفى على أحد. تعلَمِين أنَّه يكذب على زوجته، ولكن تصدقينه عندما يقول أنه يحبك! هذا هو الخطر والخطأ، وهو خيانة أو خِدَاع لنفسك. احذري من أن تصدقي كلام الحب من الرجل المُتَزَوِّج حتى وإن رأيتِهِ يهبط من السماء بأجنحة ملائكية.
من ناحية الحرية، أفضل ما قرأت عنها هو أن الحرية تكون بلا ضرر ولا ضِرار، وأن الحرية هي حرية اختيار القواعد والقيود التي نريد أن نَلتَزِم بها.
من ناحية المسؤولية والتَّحَكم والاختيار: عندما يقول الله عز وجل في سورة الإسراء آية رقم 36 : صديقتي، مُناقشتك مع أهلك عن نفس المواضيع التي طَرَحناها هي ليست صدفة. هذه الأمور تشغَلُنا كلنا لأن ما يُقال لنا من فتاوى وتحليلات في كثير من الأحيان يكون مُثيرًا للجدل. بالطبع كل ما يحدث في حياتنا يتضمن رسائل من الله، ولكننا كثيرًا ما نُخطِئ فهم المعنى الحقيقي للرسائل الإلهية. خطأ الفهم لدينا غالبًا ما يكون بسبب انحيازنا لطريقة معينة في التفكير والتأويل والمعنى بسبب رغباتنا ومخاوفنا. على أي حال، طلب المعرفة والفهم هو شيء مطلوب وجيد، ويتطلَّب تحدِّي أفكارنا الثابتة أو الحدود والقيود فيما تعلَّمناه سابقًا.
مُلَخَّص موضوع التَّحَكُّم في الآخرين يَكمُن في شعورك بالاستفزاز أو الثورة أو الغضب عند الاختلاف في الرأي أو رفض ما تريدين، ومحاولة جعلهم يُنَفِّذون ما تريدين عن طريق الهجوم أو العنف السلبي تجاههم مثل النظرات الحادة والكلام اللَّاذِع والتَّجَنُّب والمعاملة الصامتة الجافة. الجدل والحوار لإقناع الآخر عن طريق فهم طريقة تفكيره وكيفية تَهدِئَة مخاوفه وإثارة حماسه لفكرتك باللغة التي يفهمها والأمثلة التي يمكنه التعاطف أو التَّوَحُّد معها.
كلمة "تحكُّم" قد تحوي معنى الحكمة، ولكن من زاوية أن شخصًا يحاول فرض حكمته (مفاهيمه على الآخرين) ويعاقبهم إن لم ينصاعوا أو يوافقوا أو يقتنعوا، لكن كلمة "تَحَكُّم" في الحقيقة تعني الحُكم (الحكمة هنا معنى مُشتَق وليس أساسيًّا)، الحكم على الأشياء والأشخاص، الحكم في الكَمّ والكيف، وكأنَّ من يريد التحكم يريد أن يأمر الآخرين.
التَّحكم في المشاعر والغضب والأفعال هو فرض إرادة الإنسان على مشاعره كي يفعل ما هو بَنَّاء، ويفكر بطريقة تُفشِي السلام بداخله، وبينه وبين الآخرين. هذا النوع من التحكم مطلوب جدًّا، وليس التحكم في الآخرين. علينا أن نتذَكَّر أن الله لم يتحكم في أفعال آدم وحواء عندما أَكَلا من الشجرة (شجرة معرفة الخير والشر)، بل أعطاهُما المعلومات وتركهما لحرية اختيارهما لأفعالهما ونتائجها. نزولهما إلى الأرض ليس للعقاب، ولكنه نتيجة للأكل من الشجرة.
تقولين: "تقول أنه واضح لكل من يقرأ ما أكتبه! كيف أنت متأكد أنه واضح؟". وإجابتي المختصرة المفيدة على هذا هي: كما هو واضح لكل من يقرأ حوارنا أنني، على الأقل من ناحيتي، مستمتع بمناقشة الأفكار معك.
تقولين: "قد وصفت فعلي هذا بفعل ناضج. للمرة المليار أنا لستُ ناضجة حتى تصف أفعالي بالنضج، ولن أنضج مهما حصل أو يحصل. هي فقط خيارات، وبالتالي تحليك خاطئ". النضج ليس بِسُبَّة، ولا يعني أن نفقد بسببه شجاعة وحرية وانطلاق الشباب، وإنَّما يعني أن نفعل ما هو ضروري وبَنَّاء بالرغم من مشاعر تدعو لفعل العكس في الوَهلة الأولى. أبسط وصف للنضج وقعت عليه هو أن النضج هو المقدرة على تأجيل المتعة أو إشباع الرغبات في التَّوّ واللحظة. هو ما يجعلنا قادرون على التَّرَوِّي واختيار ما هو أفضل.
تقولين: "دائمًا أنتم هكذا الكبار مزعجين، تعتقدون فقط أنتم من تفهمون وموازينكم للأمور هي الأصح دائمًا، ونحن لا نفهم. أنتم فقط العقلاء، ونحن الحمقى لا نَعِي ولا نفهم الحياة مثلكم". نعم الكبار كثيرًا ما يكونون مُزعِجين لاعتقادهم بأن ما يعلمون من خبراتهم وتعليمهم يكفي للحكم على الأمور بطريقة نهائية شاملة. في الحقيقة هناك العديد من الاحتمالات ووجهات النظر في أي شيء وأي موضوع. الفَخّ في أنَّ ما يتكرر في حياتنا من خبرات ومعلومات يصبح برنامجًا أوتوماتِيكِيًّا في العقل الباطن لتسهيل الأمور وتوفير الطاقة الذهنية لاستقبال معلومات جديدة. مثلًا عند بداية أي مهارة مثل قيادة السيارة أو العَزف على آلة موسيقية، نكون واعين للخطوات ونمضي فيها ببطئ وترَدُّد، ونحن نتحَسَّس طريقنا ونكون مُنفَتِحِين ومُتَقَبِّلين للمعلومات الجديدة، ومحاولة تعلُّمها وتفعيلها. بعد فترة من الممارسة، يختزن العقل الباطن المعلومات والخبرات، لكي يُوَفِّر الطاقة العقلية ويساعدنا على ممارسة ما تعلَّمناه ومحاولة إتقانه، ولكن بطريقة أوتوماتيكية تختصر الكثير من الخطوات والتركيز لكي تُتِيحَ لنا فرصة تطوير المهارة والتَّعَلُّم من الخبرة.
الكبار غالبًا ما يعتقدون أنهم على حق، وأنَّ ما لديهم من معلومات أو خبرات في موضوع ما هو نهاية العلم في هذا الموضوع. قد يكون هذا حقيقيًّا في الكثير من الأحيان، ولكن الخطأ يحدث في افتراض أن ما يعرفون هو كل ما يمكن أن يُعرَف. كل الناس يفعلون هذا من حين لآخر، وليس الكبار فقط.
تقولين: "مثال: اليوم أنت د/ علاء مرسي د/ الطب النفسي بما لديك من خبرة علمية وعملية وخبرة حياتية، وتمت دعوتك لحضور ندوة علمية ستديرها أنت مع مبتدئين في علم النفس لكن ماهرين ومُتَمَكِّنين من معلوماتهم وقدراتهم العلمية بالطب النفسي، وأيضًا مع بروفيسورات بالطب النفسي، وسيكون الحوار عن دورك كطبيب نفسي هنا بموقع مجانين. هل يمكن أن تَشُكَّ ولو لحظة واحدة أنك لن تكون قادرًا على إيصال المعلومات العلمية والتجربة الكاملة لمن حولك بمنتهى السهولة؟ ها؟ أريد جوابًا واضحًا وصريحًا. وأيضًا لماذا؟ وتذكر من فضلك الصراحة والصدق ينتج عنها نضجًا وَوَعيًا حقيقيًّا".
في موقف كهذا، مِمَّا لا شك فيه أنني سوف أحاول أن أنقل المعلومات والتجارب. قد يكون بعضها أسهل من البعض الآخر، ولكن من المؤكد أنه من المستحيل نقل الخبرات من شخص لآخر بطريقة حَرفِيَّة وكاملة، هذا لأن اللغة في العموم وسيلة قاصِرَة وليست كاملة. من ناحية أخرى، مهما حاول المُتَحَدِّث أن يُقَرِّب وجهة نظره وخبرته للمُستَمِع باستخدام خبرات ومعلومات مشتركة، فإن كل إنسان مِنَّا فريد من نوعه، وله حالته النفسية والبيولوجية والبيئية والجينية، وخبراته وذكرياته التي تؤثر على الكَمّ والكيف في فَهْمِه وتَقَبُّله للمعلومات من الآخرين.
بالنسبة لموضوع أنَّنِي أتجاهل أسئلتك، فَدَعِينا نتفق على الآتي: عندما أتجاهل شيئا فهذا معناه إمَّا أنني لم أفهم المَغزَى من طرح الموضوع في السياق الحالي، أو أنني ليس لَدَيَّ رد أو معلومة مفيدة، أو أن الموضوع تكرر وأصبح مضيعة للوقت. في بعض الأحيان التجاهل معناه أنك ينبغي أن تفكري بنفسك ولنفسك في الوقت الحالي عن الموضوع الذي تمَّ تجاهله.
تقولين: "ثم ماذا يعني فعل الخيانة هنا؟ هيا أجب لو سمحت. ما هي؟". أعتذر لفتح الموضوع، ولكنك من طَرَح الفكرة والأسئلة. على أي حال دعيني أُوَضِّح للمرة الأخيرة هذا الموضوع. دعينا نتَّفِق على تعريف عَمَلي للخيانة الزوجية كمثال، الخيانة الزوجية تبدأ من أن يكون أحد الطرفين في علاقة سرية مع طرف ثالث سواء كانت علاقة جنسية أم عاطفية أم مجرد كلام خاص على تشات، أن يكون أحد الطرفين في الزواج مُغَفَّلًا ولا يعلم بحوار سِرِّي أو بعلاقة سِرِّيَّة يقوم بها شريكه (الذي عاهَدَه على الصدق والأمانة) مع طرف آخر ثالث. ربما يكون المَخدُوع مُذنِبًا لأنه أهمل مشاعر شريكه ورفض الحوار والإصلاح والتعاون والمرونة، ولكن يجب أن يُقابَل هذا بموقف أو بطلاق أو بشيء ما غير علاقة أخرى. قد تكون علاقة الزوجين قد ماتت، ولا يهم من يفعل ماذا بدون عِلم الآخر. لا ندري التفاصيل، وكل حالة هي حالة خاصة وفريدة من نوعها. لم أَصِفُك بالخائنة، وإنما قلت أنك مُشتَرِكة في خيانة، هذا هو الخطأ أو التجربة التي عليك التعلم منها. أيًّا كانت ظروف هذا الرجل فَمِن الأفضل أن يحسم علاقته مع زوجته سواء بالإصلاح أو الطلاق، أو أن يُعلِمَها أنه سوف يتزوج من أخرى قبل أن يبحث عن علاقة.
واجبك أنت نحو نفسك هو أن تَعِي أن من يكذب ويُوَارِي الحقيقة عن زوجته وأُمّ أطفاله والتي يُعاشِرها ويُشاركها في الأكل والفراش والمَسكَن لا يمكن أن تُصَدِّقيه أو أن تَثِقِي ثقة عمياء فيما يقوله لك، وخصوصًا في كلمات الحب. من يحب يريد أن يكون حُبَّه في النور ولا يخفى على أحد. تعلَمِين أنَّه يكذب على زوجته، ولكن تصدقينه عندما يقول أنه يحبك! هذا هو الخطر والخطأ، وهو خيانة أو خِدَاع لنفسك. احذري من أن تصدقي كلام الحب من الرجل المُتَزَوِّج حتى وإن رأيتِهِ يهبط من السماء بأجنحة ملائكية.
من ناحية الحرية، أفضل ما قرأت عنها هو أن الحرية تكون بلا ضرر ولا ضِرار، وأن الحرية هي حرية اختيار القواعد والقيود التي نريد أن نَلتَزِم بها.
من ناحية المسؤولية والتَّحَكم والاختيار: عندما يقول الله عز وجل في سورة الإسراء آية رقم 36: "ولا تَقْفُ ما ليس لك به عِلمٌ إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا". قد لا يكون لدينا اختيار فيما نسمع ونرى وما يجول في خاطرنا من أفكار، والتي تختلط بالمعاني التي نعرفها أو نوافق عليها، فينتج عنها مشاعرنا والتي تؤثر على أفكارنا مرة أخرى (الفؤاد). ولكن لدينا اختيار فيما سوف نفعل بما سمعنا ورأينا، وهل سنتحَدَّى المعاني المعتادة للوصول إلى فهم أعمق وأكثر فائدة لنا وللآخرين. لدينا المقدرة على التحكم في ردود أفعالنا وتوجيه أفكارنا. مثلًا المُتشائِم يفكر بطريقة "ما هو الأسوأ الذي قد يحدث كنتيجة للمعطيات الحالية؟"، والمتفائل يبحث عن كيفية الوصول إلى ما هو الأفضل الذي يمكن أن يحدث. المُعطَيَات قد تكون واحدة في حالة المتشائم والمتفائل، ولكنهما يتعاملان ويفكران وينتجان مشاعر مختلفة بسبب اختيار طريقة التفكير. لو لم يكن هناك أي إختيار فيما نفعل بأفكارنا ومشاعرنا لكان الحساب والمسؤولية إمَّا ظلمًا أو لا منطق. كيف أُحاسَب على ما ليس لدي تحكم فيه؟ الله يحاسبنا على ما نفعل، وليس على ما نُفكِّر (خصوصًا في السيئات)، ولكنه _بِكَرَمِه_ يُثِيبنا على أفكارنا ونِيَّاتنا الطيبة حتى وإن لم نفعل أو نقدر على الفعل.
والآن الإجابة على فقرة الأسئلة:
من ناحية تفسير القرآن، فأنا لم أفهم أغلب ما جاء في التفاسير المعتادة مثل: ابن كثير وغيرهم لاستخدامهم مصطلحات كثيرة غير دارجة في يومنا هذا، مِمَّا جعل قراءة التفسير مسألة مُضنِيَة ومُمِلَّة. ما أفهمه من القرآن يعتمد على بعض التفاسير التي فهمتها، وبعض فهمي للغة العربية، والبحث في المعجم اللغوي عن الكلمة وأصلها، ولكني فهمت أكثر عندما قرأت القرآن بالعربية إلى جانبه الترجمة الإنجليزية للآيات كما هي، وبدون تدَخُّل شخص يُفَسِّر أو ينقل ما تعلَّمه في زمن آخر وبِعَقْلِيَّة أخرى. أسمع كل من يفسر في وقتنا الحديث، وأفكر فيما يقول، ثم أفكر في المعني في ضوء أسماء الله الحسنى وما يَقبَلُه العقل والمنطق. أجتهد لكي أفهم بمعنى أصح، وما أَطرَحُه هو فهمي في ضوء كل هذا.
معكِ حق، لم يذكر القرآن منعًا للصيام بالنسبة للحائض، وقالوا لنا أن هذا جاء في السنة أو في أحاديث الرسول عليه السلام. من وجهة نظري، قد يكون الصيام أكثر مَشَقَّة علي الحائض، ولذلك مُنِعَت من الصيام رأفةً بها. أعتقد أن من المُتَّفَق عليه أن الصيام له منزلة خاصة عند الله، وفي رأيي المتواضع، لا أَجِدُ سببًا لِأَلَّا تصوم الحائض إذا كانت قادرة عليه. هناك أيضًا من يفسرون الآيات على أن الصيام خيرٌ لنا، ولكن يمكننا القيام بِفِدية طعام مسكين بدلًا من الصيام حتى لمن يقدر عليه لأن الآية تقول "وعلى الذين يطيقونه" أي من يقدرون عليه. أغلب من يتحدث في هذا يقول أن هناك "لا" محذوفة. لا أعلم، ولكني أظن أن الصيام له فوائد جسدية ونفسية، وبالتالي "وأن تصوموا خيرٌ لكم إن كنتم تعلمون".
أوافقك الرأي من حيث الأحاديث والعَنعَنَات ومن كتبوها. بالنسبة لي، ما لا يُدرَك كُلُّه لا يُترَك كله. يقولون الحديث الفلاني يقول كذا، فأقرأ الحديث ثم أُخضِعُه لاختبارات ثلاثة بعد اختبار المنطق، وهو: هل يُعقَل أن يكون الأمر مثلما يصفون أم لا، وفي النهاية ما فائدة الحديث أو المَغزَى منه. الاختبارات الثلاثة: هل يتوافق مع آيات القرآن؟ هل يتوافق مع أسماء الله الحسنى (صفاته)؟ وهل يتوافق مع شخصية الرسول (بَشَر، يُكرِم المرأة، يحكم بالعدل)؟
هناك الكثير من الأحاديث لا يمكن أن تصدِّيقها، ولكن الكثير من الناس يخاف من ألَّا يَنصَاع لِمَن يُرَوِّجون أن هذا هو لُبُّ الدين أو نصفه على الأقل بغض النظر عن البحث عن المصداقية وتَحَرِّي الحقيقة. بمناسبة حديثنا عن التحكم، من يُكَفِّرُون المُفَكِّرين يريدون التحكم في الشعوب عن طريق الدين، ويقولون أن الفئة المسموح لها بِفَهم الدين هي من تعلَّم منهم أو من مُعَلِّمِيهم كما تعلموا، ولا مجال لإعمال العقل بدون دراسة لعلم الحديث واللغة العربية، ودائمًا ما يستخدمون الأمثلة العقيمة مثل: هل تجادل الطبيب عندما يصف لك الدواء؟ أو هل تذهب للمهندس لتأخذ منه استشارة طبية؟ هؤلاء يريدون إلغاء العقول لكي يَسهُل قيادة الشعوب لمصالحهم الخاصة. لا يعلمون أو يتجاهلون أننا نستشير عدة أطباء قبل القدوم على وسيلة معينة في العلاج أو عملية جراحية، ثم نختار ونتَحَّمل تَبِعَات اختياراتنا. لا يعلمون أو يتجاهلون أن المُتَخَصِّص بَشَر مُعَرِّض للخطأ ونقص المعلومات وسوء الفهم. لا يتحَمَّلون طبيعة الإنسان المُتَعَطِّشَة للعلم والتفكير والتحليل والمعرفة والمناقشة.
تقولين: "بالنسبة لكلامك هذا فإذا كان هذا رأيك فأنا سعيدة بهذا جدا، لكن غريب أن ترى إننا كنساء أو بنات لسنا بناقصات عقل ودين! أليس غريبًا مع أنك رجل مثل كل الرجال المؤيدين وبشدة لهذه المقولة، بل هي سلاحهم الأجوف ضِدَّنا، فلماذا حضرتك ترى عكس ذلك؟ أنتظر ردَّك أيها الطبيب الرجل العجيب". أرى أن النساء لا ينقُصُهُنَّ شيئًا، وأوافقك على أن الله لا يخلق ناقصًا، وإنَّما أَتقَنَ كل شيء صُنعًا. ولا أعتقد أن الرسول الذي حَثَّ على تكريم المرأة يَصِفُها في العموم بوصف مذموم، بل ومن اللامعقول أن يكون نَبِيًّا ويصف خلق الله بالنقص. إنَّما هي مفاهيم تأتي مِمَّن لا يتقَبَّلُون الاختلاف في الطبائع بين الرجل والمرأة، والذين يريدون السيطرة على المرأة بوضعها في موضع أقل من الرجل. الله يقول أنه خلقنا من نفس واحدة، وبالتالي لا يمكن أن يكون هناك نصف أفضل من نصف في نظر إله عادل حكيم لطيف ودود رحمن رحيم.
أوافقك تمامًا وأَتَّحِدُ معك ضِدَّ من يُرَوِّجُون الأفكار المرعبة التي تدعو للخوف من الله. ليس خوف الجلالة والإجلال، وإنَّما خوف الرعب. الخوف والحب لا يجتمعان. موضوع مثل عذاب القبر والحساب والسؤال في القبر بواسطة مَلكَيْن (أيًّا كان اسمهما) هو مُخالِف للآيات القرآنية التي تقول كلمات مثل: الساعة، يوم القيامة، يوم الحساب، يُقسِم المجرمون ما لبثوا غير ساعة، يومًا أو بعض يوم، وتأتي كل نفسٍ تُجادِل عن نفسها.... إلى آخره من الكلمات والآيات التي لا تتوافق بأيِّ حال من الأحوال مع ما يقولون عَمَّا يحدث في القبر.
ما هو مُثِير للدهشة بالنسبة لي هو أنني نشأت في مصر، ولم أكن غَريبًا عن الدروس الدينية والأحاديث والتفاسير. مكثت فيها إلى أن كنت في الحادية والعشرين، وإلى هذا الوقت لم نكن نسمع أو نقرأ أي شيء عن عذاب القبر والثعبان الأقرع ذو الأظافر التي طولها سبعون ذراعًا (ياللبلاهة! ثعبان ذو أظافر، وهو أقرع لكي لا يختلط علينا الأمر ونظن أنه من الفصيلة ذات الشعر! هنا أعترف بكثير من التَّهَكُّم والسخرية من أفكار هؤلاء). ثم ذهبت للدراسة في الولايات المتحدة، وعُدتُ للزيارة بعد أحد عشر عامًا لِأَجِدَ المئات من الكتب والمجلدات والمكتبات والأحاديث في عذاب القبر والحجاب. يبدو أننا لم نكن مسلمون حتى ذهب عُمَّالُنا ومُوَظَّفُونا إلى دول الخليج ليعودوا إلينا بالفكر الوهابي، والذي يعتبرون أنه الإسلام. ألا يقرؤون القرآن؟ ألا يعلمون أن الإسلام معنى أكبر وأعمق وأَعَمّ من اتِّباع نبي؟
"ويضيف فريق تحرير مجانين"، هذا يعني أحد أفراد الفريق، ولهذا خاطبك على أنه مُفرَد. بالنسبة لتفسير الأحلام: الأحلام تحوي معان كثيرة محتملة تأتي على شكل رموز. ليس هناك في رأيي تفسير قاطع للحلم، وإنَّما احتمالات. هذه الاحتمالات تكون مُحَدَّدة أكثر عندما نَنْتَقِيها بناءً على تاريخ ونشأة وظروف الشخص الحياتية. مثلًا الماء عمومًا في الأحلام يعني العقل الباطن، الموت يعني التغيير في بعض الأحيان، السمك قد يعني الرزق المادي، الثعابين قد تعني عداوة مع نساء أو رغبة في الجنس (ما شابه العضو الذكري مثل الثعبان أو القلم أو العامود أو جذع الشجرة). ربما لم أفسر حلمك لأنني لم أفهم منه شيئًا محددًا، وربما تَشَتُّت (نعم الكبار أيضًا والعلماء والأنبياء يَسهُون ويتَشَتَّتُون، وليس الأطفال وحدهم فيهم هذه الصفة).
بالنسبة لرَدِّكِ على المحرر أو فريق التحرير، سوف أُضيف تعليقاتي هنا عَمَّا كتبتِ:
1_ "بالنسبة لثالثًا: هناك أحاديث كثيرة يقال عليها صحيحة، وهي كذب افتراء. وليس معناها أن نَبِيَّنا المخطئ، بل عامَّة الناس. والأفظع من هذا أنهم قالوا أن التشريع والدين كان مُبَعْثَرًا وهم من قاموا بالتجميع! ونحن صدَّقنا هذا بسبب الشيوخ".
أعتقد أنه من الواضح تمامًا أنني أوافقك الرأي في هذا.
2_ "المَرَدَة! حكايات تحتمل الصدق وتحتمل الزيف، لكن القرآن البرهان القاطع فلم يُذكَر هذا فيه! هل أنت مقتنع بهذه الحكاية؟! لماذا يعني الله يفعل هكذا؟ لماذا يُسجَن المردة شهراً فقط؟! من قال هذا؟ أيُسجن الكبار ويترك الصغار؟! لماذا؟ ما الغاية من هذا؟". أعتقد أن الغاية من هذا هو الاستخفاف بعقول الناس ومعاملتهم معاملة الأطفال، والسيطرة عليهم بتخويفهم وبتشتيتهم باللامنطق وبالخرافات. هي محاولة ساذجة لجعل الناس تركز على العبادة (في اطمئنان) أثناء رمضان. فكر سخيف وعقيم في رأيي، ولا يُمكِن أن أُصَدِّق أن الرسول _عليه السلام_ قال هذا، بالرغم من العنعنات أو اللعنات.
3_ "النفس الأمارة بالسوء! من فضلك أَعِد قراءة النص! فَمَن قال هذا الوصف على نفسه هي زوجة العزيز وليس الله، وأعتقد أن هناك فرق بينها وبين الله. الله لم يصفنا أو يحدد هو صفة النفس الأمارة بالسوء، وقد بحثت فلم أجد آيات تحمل نفس الكلمة أو المعنى حتى. ابحث أنت وإذا وجدت ضعها هنا. هي وصفت نفسها هكذا (كانت تقوم بِجَلد ذاتها)". أوافقك هنا أيضًا، النفس الأمارة بالسوء ليس وصفًا إلهيًا للنفس، وكأنه خلقها هكذا ويَذُمُّ فيها.
4_ "كيف تكون أنفسنا أمارة بالسوء ونحن خلق الله وفينا روحه؟! ما الفرق بين النفس والروح؟". النفس هي اختلاط الروح التي نفخها الله فينا من روحه، بالجسد ونوازعه ومخاوفه، وبرامج الغريزة التي تحافظ على بقائه الجسدي الدنيوي. يقول الله في سورة الشمس: "ونفسٍ وما سوَّاها * فأَلْهَمَها فجورها وتقواها * قد أفلح من زكَّاها * وقد خاب من دسَّاها"، هذا يعني أن النفس سوية في الأصل، ومُلْهَمَة من الله بفهم المعاني والنوازع المتضادة (الفجور والتقوى)، ولنا حرية الاختيار ومسؤولية النتائج فيما إذا كنا سوف نَدفَعُ النفس للتقوى ونُزَكِّيها (نرفعها) أو أن ندفعها إلى حفرة الفجور واتِّباع الغرائز بطريقة حيوانية جَشِعَة نَهِمَة أنانية.
وفقك الله وإيانا لما فيه الخير والصواب.
ويتبع>>>: كيف أعرف أنه يحبني ؟؟ م7
التعليق: رد المستشير يحوي الكثير من المغالطات، أرجو أن يؤكد الموقع أنها رأي المستشير نفسه ولا يمثل رأي الموقع
أتمنى أن ترى هذه الاستشارة الأستاذة رفيف الصباغ وترد عليه لأنها تملك العلم الشرعي الغزير للرد عليه.